المجموع : 4
نعمْ هو البرقُ على الأنعمِ
نعمْ هو البرقُ على الأنعمِ / فاشْقَ به إن شئتَ أو فانعمِ
لاحَ بأعلى هضْبةٍ خافقاً / خفقَ لواءِ البطَلِ المُعْلَمِ
وزلّ عن صهوةِ طَرْفِ الدُجى / سقطةً جُلِّ الفرَسِ الأدْهَمِ
حتى إذا ما قابلَ وادي الغَضا / أغْضى على مدمَعِهِ المُثْجِمِ
واستقبلَ السَفْحَ وكم فوقَهُ / من مُقلةٍ سافحةٍ بالدَمِ
فعندما شقّ كنوزَ الرُبى / عن ذلك الدينارِ والدِرْهَمِ
قامَ نساءُ الحيّ يجنينَهُ / بين فُرادى منه أو توأمِ
فأشْكَلَ النورانِ في مَنسِمٍ / تعبَقُ ريّاهُ وفي مَبسِمِ
وأشبهَ النورانِ في نَضْرِه / الى حياءٍ وحَيفا ينتَمي
ما بينَ وجْناتٍ الى أعيُنٍ / وبين خَيريٍّ الى خُرَّمِ
ومَعرِكٍ بينهما لم يزلْ / يفتِكُ فيه الظبيُ بالضَيْغَمِ
حولَ حِمىً باتَ كليبٌ له / مجرّداً من شَمْلِهِ المُحْتَمي
يمنعُ ضيفَ العينِ منه القِرى / وهو مباحٌ ليدِ أو فَمِ
يا عاقِري النيبِ لضَيْفانِهمْ / غلِطْتُم في كبِدِ المُغرَمِ
كم من دمٍ باتَ به حيُّكُمْ / كأنّهُ ملتقَطُ العَندِمِ
وكم عيونٍ أصبحتْ عندكم / معدودةً في جُملة الأسهُمِ
أتْلَفْتُمُ قلبي فماذا الذي / خفّف عنكُمْ ثِقَلَ المَغرَمِ
لا طرقَتْ ربْعَكُمُ غارةٌ / يسألُ منها مَعشَري عن دَمي
ولا سرَتْ نحوكُمُ أسرةٌ / تأسُرُ بالداهيةِ الصّيلَمِ
من كل مَن مصدَرُ أسيافِه / بضربةٍ مثلِ فمِ الأهْتَمِ
يقولُ إن جرّ كعوبَ القَنا / تأبط على الحافرِ والمَبْسِمِ
ما هذه أولُ ما ردّني / عنه بلا أجرٍ ولا مغنَمِ
فخلّ عن عتْبِكَ لي إنها / شنشَنَةٌ تُعرَفُ من أخْزمِ
ولا تخفْ مني ضَياعاً فقد / حفظْتُ عند الحافظِ الأكرمِ
أقسمتُ بالله ولولا عُلا / مجدِ أبي القاسمِ لم أُقْسِمِ
إنّ ابنَ حَمودٍ له راحةٌ / تستجلبُ الحَمدَ من المِرْزَمِ
المُجمَلُ المنعِمُ إن حبّرَتْ / مدائِحُ في المُجمَلِ المنعّمِ
والكعبةُ الغرّاءُ لكنّه / يحلُّ ما يحرَمُ للمُحْرِمِ
في كل يومٍ لوفودِ النَدى / ببابِه مُجتمعُ الموسِمِ
للمالِ من راحتِه عندَهم / أمثالُ ما للماءِ من زَمْزَمِ
يفيضُ بحرُ العِلْم من صَدْرِه / فيزْدَري بالزاخرِ الخَضْرَمِ
يُمْلى وقد يملأ مسترسلاً / حقائبَ المُنجِدِ والمُتْهِمِ
سائلْهُ أو سَلْهُ تجدْ عندَهُ / هُدى جهولٍ وغِنى مُعدِمِ
لو نحلَ الأيامَ آدابَهُ / لم يظْلمِ الدهرَ ولم يُظْلِمِ
ولو أعار الليلَ آراءَهُ / ما احتاجَ ساريهِ الى الأنجمِ
فضائلٌ كادتْ لإفراطِها / تُنطِقُ بالشُكْرِ فمَ الأبكَمِ
ما بدأ الإحسانَ فاحتاجَ أن / يقولَ راجيهِ له تمّمِ
حُلْو إذا لُوينَ مرٌّ إذا / خُوشِنَ طعمُ الشهْدِ والعلْقَمِ
حكّمَهُ الله فأحيا به / نصّ الكتابِ المُنزَلِ المُحكَمِ
وأصبحَ الشّرْعُ به قيّماً / يَهْدي طريقَ السّنَنِ الأقوَمِ
يروي فيروي بأسانيدِه / غُلّةَ فهمِ المعشرِ الحُوَّمِ
هذا وكم أيقظَ ذا غفلةٍ / غادرَهُ في سِنةِ النّوّمِ
مقدَّمُ الذكرِ وإن لم يكن / ممّنْ أتى في الزمنِ الأقدمِ
ولو أتى فيه لحطّ اسمُهُ / من البُخاريّ ومن مُسلِمِ
يا مَنْ يجاريه الى غايةٍ / سالمْه وارجعْ دونَه تسلَمِ
لا يرتقى للنّجمِ ذو سُلَّمٍ / فكيفَ من كان بلا سُلَّمِ
يا سيّداً أفعالُه غُرّةٌ / فوق جبينِ الزمنِ الأدهمِ
صُمْ وافرَ الأجرِ وصِمْ حاسداً / يُشْجيهِ قولي لك صُمْ أوصِمِ
وابقَ وزِدْ واعْلُ وسُدْ واصطنِعْ / وارقَ وجُْ وابدأْ واسْلَمِ
طوّل قرنَيْهِ وعلاّهُما
طوّل قرنَيْهِ وعلاّهُما / ما شَرِبا من نُطَفِ العالَمِ
لو كان في المُمكنِ أن يُثْمِرا / ما أثمرا إلا بني آدمِ
ما ضرّ ذاك الريمَ ألا يريمْ
ما ضرّ ذاك الريمَ ألا يريمْ / لو كان يرثي لسَليمٍ سليمْ
وما على مَنْ وصله جنّةٌ / أن لا أرى مَنْ صدُّهُ في جَحيمْ
أُغيدُ ما همّتْ به روضةٌ / أعلّ جِسمي لأكونَ النسيمْ
ما للسّقيم صحةٌ عند مَنْ / ضنّ بها منهُ بجَفْنٍ سَقيمْ
وكيف لا يَصْرِمُ حَبْلي وقد / سمِعْتُ في النِسبةِ ظبيَ الصَريمْ
رقيمُ خدٍّ نام عن ساهرٍ / ما أخْلَقَ النومَ بأهلِ الرَقيمْ
وعاذلٍ دام ودامَ الدُجى / بهِيْمةٍ نادمتُهُ في بَهيمْ
يغيظُني وهو على رَسْلِهِ / والمرءُ في غيظِ سواهُ حَليمْ
قلتُ إذ استعذَبَ لوْمي وقد / وقعتُ منهُ في العذابِ الأليمْ
أُعْذُرْ فؤادي إنّه شاعرٌ / في كلّ وادٍ في هواهُ يَهيمْ
يا رُبّ خمرٍ فمُهُ كأسُها / لم أقتَنِعْ من شُربِها بالشميمْ
أتْبعتُ رَشْفاً قُبَلاً عندَها / وقُلْتُ هذي زمزَمٌ والخَطيمْ
فافترّ إمّا عن أقاحي الرُبى / يضحكُ أو درِّ العقودِ النَظيمْ
أو كان قد قبّل مُستَحْسَناً / ما حبّرَ الفاضلُ عبدُ الرحيمْ
من لفظِه راحٌ وأخلاقِه / روحٌ وتلك الدارُ دار النعيمْ
فارشفْ بأسماعِكَ من قهوةٍ / ما أحدثتْ من ندمٍ للنديمْ
وارتَعْ على روضٍ له نضْرَة / تنظُرُ في الروضِ بعينِ الهَشيمْ
بلاغةٌ جرّتْ جريراً ولم / تتركْ خُطاماً بيدِ ابنِ الخطيمْ
وربّما هبّتْ رياحٌ لها / تلْقَحُ منها كلُّ فكرٍ عَقيمْ
رأى به الديوانُ ديوانَهُ / مطرّزاً باسمِ شريفٍ وَسيمْ
وقال يا عبدَ الحميدِ ادّرِعْ / من بعدِ هذا اليومِ ثوبَ الذَميمْ
زُرْهُ تَزُرْ سحبانَ في وائلٍ / وانظُرْهُ تنظُرْ حاجباً في تَميمْ
وثمّ طولٌ عمَمٌ وشّحَتْ / أعطافُهُ برْدَةَ طولٍ عَميمْ
علامةُ السؤدَدِ معلومةٌ / جسمٌ نحيفٌ وعلاءٌ جَسيمْ
أثرى حديثُ المجدِ عنهُ به / ولم يزَلْ يبسطُ كفَّ العديمْ
من معشرٍ ما بينَهُم مُعْسِرٌ / يقْضون راجِيهِمْ قضاءَ الغَريمْ
قد قلتُ للطالبِ مسعاهُمُ / جهِلْتَ فانظر أيَّ برقٍ تَشيمْ
تهلّلوا في حيثُ شمسُ الضُحى / تبرزُ في الصحوِ بوجهٍ شَتيمْ
وانقَسموا بين ثناءق على ال / أفواهِ سيّارٍ ومجدٍ مُقيمْ
يفديهُمُ كلُّ منيعِ القِرى / مبتذلِ العِرْضِ حلالِ الحريمْ
تنظُرُ عينُ الضيفِ منه الى / خُلْقٍ ذميمٍ ومحيّاً دَميمْ
لطائمُ المِسْكِ إذا نافستْ / أوصافَهم راحتْ بوجهِ لَطيمْ
عندي قَليبُ الشِعْرِ يا بحرَهُ / وبارضٌ من روضِهِ يا جَميمْ
فامنُنْ بتقديمي فإنّي امرؤ / حديثُ إنعامِكَ لي والقَديمْ
قد صار موسى حينَ أوردتُهُ / ما آلَ يا مَدْيَنَ موسى الكَليمْ
والكاملُ الكاملُ لي جنّةٌ / أنت صِراطي نحوَها المُستَقيمْ
وامنُنْ بأحسنتَ تجدْ مُحسناً / يهزّ بالإطرابِ عِطْفَ الكَريمْ
فهو مُقامٌ إن تأملتَهُ / خفتَ على لِبي أن لا يُقيمْ
ومشرقٍ يُشبِهُ بدرَ الدُجى
ومشرقٍ يُشبِهُ بدرَ الدُجى / حُسناً ويَسْري في الدُجى الفاحِمِ
وكلّما قُلِّبَ في لِمّةٍ / أضحكَها عن ثغرٍ باسمِ