المجموع : 4
ما أنصفُوا في الحبِّ إذ حُكِّمُوا
ما أنصفُوا في الحبِّ إذ حُكِّمُوا / سَلَوْا وقَلبِي بِهِمُ مُغرَمُ
أَحببتُهم في عُنفوانِ الصّبَا / وليلُ فودِي حالكٌ أَسحَمُ
حتّى إِذا عصرُ الشّبابِ اِنقضَى / وأَشرَقَتْ في ليليَ الأَنجُمُ
صَدّوا وأَنساهُم ذِمَامَ الهَوى / ما اِختَلق الواشُون واللوَّمُ
فَمن تُرى يحفَظُ عهدَ الهَوى / إِن ضيَّعُوهُ وهُمُ ما هُمُ
والحبُّ كالأَرزاقِ بينَ الورَى / يُرزَقُ ذَا مِنهُ وذَا يُحرِمُ
سَعَى بنا الواشي إليهمْ فَما / تَبيّنُوا الحَقَّ ولَا اِسْتَفْهَمُوا
وسَمْعُ من مَلَّ قَبولٌ لمَا / يُزَخْرِفُ الكاشِحُ أو يَزعُمُ
ولاَ وَمَن أَشْربَ قَلبي لَهُم / حُبّاً جَرى من حَيثُ يَجري الدّمُ
ما خُنتُهُم عهداً ولا فَاهَ لِي / بما رَوى الواشُون عَنّي فَمُ
فلَو رأَوْا قَلبِي رَضُوا كلَّ ما / يُعلِنُهُ فيهمْ ومَا يَكتُمُ
دَعْ ذا فما يُسمَعُ عُذرُ الهَوى / بَعدَ التّقَالِي فَالقِلَى أَبكَمُ
براءَةُ المملُولِ مَستورَةٌ / وعُذْرُهُ الواضحُ مُستَبهِمُ
ولو سَعَى الطّيفُ بِهِ في الكَرَى / لَقيلَ هذا المُنْزَلُ المُحكَمُ
فاصْبِر على جَور الهَوى إِنَّهُ / به تَقَضّى الزّمَنُ الأَقْدَمُ
قُولاَ لَذَا الغَضبان يا ظالِماً
قُولاَ لَذَا الغَضبان يا ظالِماً / يغضَبُ أَن أَدعُو عَلى ظَالِمي
أَظنُّه أَنتَ وإِلاّ فَلِمْ / تَخشى دُعائي دُونَ ذَا العَالَمِ
يَا ربِّ لا يُقْبَلْ عليهِ وإِن / جَارَ دُعاءُ المُغرَمِ الهَائِمِ
وسِر إلى بحرٍ خِضَمٍّ له
وسِر إلى بحرٍ خِضَمٍّ له / من عَزمِه سيفُ وغَىً مِخذَمُ
حتّى إذا أنطقَكَ العدلُ في / جلالِه والخلُقُ الأكرمُ
قل لأَميرِ المسلمينَ الّذي / به استَنَار الزَّمنُ المُظلِمُ
أنتَ الّذي ما جُرتَ يوماً ولا / جَرى على سيفِكَ ظُلماً دَمُ
ساويتَ في عدلِكَ بين الورَى / حتّى تَساوَى الزُّجُّ واللَّهذمُ
وقُمْتَ في اللهِ احتساباً فقد / وَقَمْتَ من يطغَى ومن يُجرِمُ
وكلُّ أهلِ الشامِ أوسعْتَهُم / عدلاً فمالِي دونَهم أُحرَمُ
أطعْتَ في حكمِكَ فيَّ الهَوَى / وما كذا يفعَلُ مَن يحكُمُ
من يُنصِفُ المظلومَ مِنَّا إذَا / كنتَ وحاشَاك الذي يَظلِمُ
وأنت ظِلُّ اللهِ في أرضِه / تردَعُ من يظلِمُ أو يَغشِمُ
فلا يشُبْ أجرَ الجهادِ الذي / فُزتَ به دونَ الورَى مأْثَمُ
فَليسَ بَعد الموتِ دارٌ سِوى
فَليسَ بَعد الموتِ دارٌ سِوى / جنَّةِ عَدْنٍ أو لَظىً تَضرَمُ
والموعِدُ الحشرُ ونُجزَى عن ال / أعمالِ والغبنُ لمن يَندَمُ
ويُنْصَفُ المظلومُ من خَصمِهِ / ويستوي السُّلطانُ والمُعدَمُ
ويشخَصُ الخلقُ إلى حاكِمٍ / يحكُم فيهم بالّذي يَعلَمُ
ولِلّيالي واعظٌ صامتٌ / يُسمِعُنا لو أنّنا نَفهَمُ
والنّاسُ في الدّنيا نيامٌ وما / أسرعَ ما يستيقظُ النُّوَّمُ
ويقدَمُ الخلقُ على وِزْرِ ما / تَقَلَّدوا أو أجرِ ما قَدَّمُوا