القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 5
أرسلتُ طَرْفي يقتضي طرفَها
أرسلتُ طَرْفي يقتضي طرفَها / وَعْداً به أُبرئُ أسقامي
فعاد عنه للحشا جارحاً / كرَجْعَةِ السهمِ إلى الرّامي
فقاتلي طرفيَ لا طَرْفُهَا / والجَفْنُ من جرحِ الحشا دامِ
يا دارَ سلْمى لو رَدَدتِ السلامْ
يا دارَ سلْمى لو رَدَدتِ السلامْ / ما همّ فيك الحزْنُ بالمستهامْ
همودُ رسمٍ منكِ تحتَ البلى / مُحَرِّكٌ مِنِّي سكونَ الغَرَام
لمتُ عَلَيكِ الدَّهرَ في صَرْفِهِ / وقلتُ للأحداث صَمِّي صَمَام
وقَامَ في الخُبْرِ لِمُسْتَخْبِرٍ / سكوتُ مغناكِ مقامَ الكلام
يا بارِقَ الجَوِّ تَبَسَّمْ بِها / وابْكِ عَلَيها بِدُموعِ الغَمام
وَحَلّهَا بالنَّوْرِ من روضةٍ / تَفُضّ عن فأرَةِ مِسْكٍ خِتام
حَتّى أَرى عنها ظِباءَ الفلا / مُرَحَّلاتٍ بِظباءِ الخيام
مِن كُلِّ هَيفاءَ غُلاميّةٍ / مُلْتَبِسٌ بالغُصْنِ منها القَوَام
تُديرُ عَينَي رَشَإٍ فيهِما / من فَتْرَةِ الطرفِ شبيهُ السّقام
تروحُ والعنبرُ والعودُ في / ليلٍ من الفرعَ صقيلِ الظلام
تمنعُ أُخْتَ الشمسِ منها فماً / فيهِ أَخو الدّرِّ وَأُختُ المُدام
لو أنّ لي حكماً بربع الحمى / أعطيتُهُ من كلّ خطبٍ ذمام
حَتّى أَرى بِالوَصْلِ حَبْلَ الهوَى / لا يتُقّى بِالبَينِ مِنهُ انصِرام
خليفةُ الملك ترى عنده
خليفةُ الملك ترى عنده / خليفةَ الشمس تجلّي الظُّلَمْ
ذابلةٌ في الصُّفرِ مركوزَةٌ / لها من النّار سِنانٌ خذِم
تُبْدي من الشمع قراً مُدْمَجاً / لولا نُخاعُ القُطْنِ لم يَسْتقمْ
فجسمها من ذهبٍ جامدٍ / يُذيبُهُ روحٌ له مُضْطَرِم
تَقْطفُ من هامتها فَضْلَةً / قطفكَ بالمقراض رأسَ القلم
فنورها من ذاك مُسْتَأنَفٌ / كأنّهُ الصحّةُ بعْدَ السّقَم
يأكلها وهيَ غذاءٌ له / منها لسانٌ وهوَ في غَيرِ فم
كأنّها راقصةٌ بيننا / لم تنتقلْ في الرّقص منها قدم
قائمةٌ في مَلبَسٍ أصْفَرٍ / قد حرّكتْ منه لنا فَرْدَ كُم
قالوا صَبَا يا مَن رأى مستهامْ
قالوا صَبَا يا مَن رأى مستهامْ / حِجاهُ كهْلٌ وَهَوَاهُ غُلامْ
لعلّهُ صادَ ولم يعلموا / رئماً حلالٌ صيدُهُ لا حرام
أو زاره طيفٌ خفيّ الهوَى / يَطْرُقُهُ في الوهم لا في المنام
كأنّ تمثالَ سليمى اجتلى / عليه منها خَفَراً واحتشام
وربّما هاجَ اشتياقَ الفتى / تألّقُ البرقِ وسجعُ الحمام
أو نفحَةٌ تعبقُ من روضةٍ / تُحيي من الصّبّ رَميمَ العظام
غزالةُ السرب التي جسمها / مَعَانُ مسكٍ ما علاه ختام
للّه ما صَوّرَ في فكرتي / بردُ المنى منها وحرّ الغرام
تمشي وسكرُ التيه في عطفها / يُميلُ منها باعتدال القوام
يا من رأى في غُصُنٍ روضة / يسمعُ منها للأقاحي كلام
يخبرُ من فاز بتقبيلها / عن بَرَدٍ تنبعُ منه مُدام
أذكى من المندلِ في نارِهِ / ما سَاكَتِ الدّرَّ به مِنْ بشام
كأنّ في فيها عبيراً إذا / تفجّرَ النورُ وغار الظلام
جسمُ لجينٍ ناعمٌ لَمْسُهُ / لصفرةِ العسجدِ فيه اتّهام
قد حازها البعدُ فَمِن دونها / ركوبُ طامٍ موجُهُ ذو سنام
تسافرُ الأرواحُ ما بيننا / والسّر فيما بيننا ذو اكتتام
كأنّما تحملُ أنفاسُها / لطائماً ضُمّنّ مسكَ السّلام
وهي من العفة لم تَدْرِ مَنْ / جُنّ بها دونَ الغواني وهام
فتّاكةٌ باللّحظِ وارحمتا / منها لقلبِ الدّنِفِ المستهام
كأنّما عَلّمَهُ فَتْكَهُ / سيْفُ عليّ يوْمَ تفليقِ هام
مُمَلَّكٌ في ملك آبائه / أيُّ كريمٍ أنجبته كرام
ذو هيبَةٍ تَحْسَبُ في دَسْتِهِ / قسْوَرَةَ الغيلِ وَبَدْرَ التمام
مُتَرْجِمٌ عنه لسانُ العُلى / فيما عَنَاهُ أو لسانُ الحسام
وكلّ جبّارٍ أتى أرْضَهُ / مُقَبّل بالرّغمِ منه الرّغام
يُقدِمُ ما بين العوالي إذا / ما نكلَ المقدامُ عنه وَخَام
يملأ جنبَ القرنِ من طعنةٍ / نَجْلاءَ يَرْغُو شِدْقُها وهو دام
مُؤيَّدٌ باللَّه ذو عِصْمَةٍ / للدين تأييدٌ به واعتصام
أسنّةُ الأعداءِ في حربه / أطعنُ منها إبَرٌ في ثمام
ذا كعبةُ الجودِ الذي كفُّهُ / ركنٌ لنا لثمٌ به واستلام
لا تحسبوها حجراً إنّها / من ساكبِ المعروفِ أُختُ الغمام
يَمُدّهُ المَدْحُ لبذلِ النّدى / كمدّهِ المرهفَ يوم اقتحام
وتقبضُ الحرمانَ منه يدٌ / تَبْسُطُ للوفدِ العطايا الجسام
للبحر بالرّيح عُبَابٌ كذا / جدواهُ إن أُسْمِعَ فيها الملام
إن سابقَ القُرّحَ أبصَرْتَهُ / أمامها سَبْقاً يثيرُ القتام
إنّ الأنابيب لمأمومةٌ / في الرمح واللهذمُ فيها إمام
لا يَغْتررْ بالعفوِ من سلمه / أعداؤهُ فالحربُ دار انتقام
أخافُ والموتُ بهم واقعٌ / أن يُفطِرَ الصمصامُ بعد الصيام
يُمْلي لمن يُغْرَى به نقمَةً / بالبطءِ في النزعِ نفوذُ السهام
إذا تحيّرنا فقولوا لنا / أكان رضوى حِلمُهُ أم شَمام
لو رَكَنَ الباغي إلى عزّهِ / ما قَعَدَ الذلّ عليه وقام
منفردٌ بالبأس في نفسه / سكونُهُ فيه حَرَاكُ اعتزام
كأنّه جيشٌ لهامٌ حدا / من أُسُدِ الأبْطال جيشاً لهام
أثوابُهُمْ فيه وتيجانُهُمْ / قُمْصُ الأفاعي وَتَريكُ النعام
من كلّ فتّاكٍ بأقرانِه / له حياةٌ تَغْتذي بالحِمام
فَصَيْحَةُ الرّوْعِ وطعمُ الرّدى / لديه كالشّدوْ على شربِ جام
إنّ ابن يحيى من وكوف الحيا / في زَمَنِ المحل ليهمي انسجام
فمن حياءٍ لا تَرى وَجْهَهُ / إلا وللغيم عليه لثام
لئن تزاحمنا بساحاته / فالموْردُ العذبُ كثير الزحام
نطولُ من ساعات أفْراحهِ / بالسّعْد ما يقصرُ عنه الأنام
أقسمتُ ما بهجةُ أيّامه / في عَبْسَةِ الأيام إلّا ابتسام
يا منْ إذا مالَ زمانٌ بنا / عن حكمنا قوّمه فاستقام
لك المذاكي والمواضي الّتي / تَمَيّعَ الماءُ بها في الضرام
من كلّ يعبوبٍ كريح الصّبا / يطير جرياً ما أراد اللجام
وكلّ ماضي الحدّ في جفنه / عينُ الردى ساهرةٌ لا تنام
أنصفتَ همّاتِكَ أعْظِمْ بها / لم يُنْصِفِ الهمّاتِ مثلُ الهمام
قابلكَ العامُ الذي تشتهي / فابقَ من بعده ألفَ عام
إنّ المنى في سلكه نُظّمَتْ / وإنّه أوّلُ درِّ النظام
فقارِنِ السعدَ على أفْقِهِ / وأنْتَ في العمرِ قرينُ الدوام
موشِّحٌ شبليك في عزّةٍ / قعساءَ مرماها بعيدُ المرام
والجودُ في يمناك منه حيا / واليُمْنُ في يُسْرَاكَ منه زمام
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ / وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمّ
من غادةٍ في وصل هجرانها / يَقْنَعُ منها بوصالِ الحُلُم
صَوّرَ منها شَوْقُهُ صورةً / في فكرةٍ ساهرةٍ لم تَنَم
فالقلبُ يُذكي جذوةً تلتظي / والعينُ تُذْري عَبْرَةً تنسجم
غيداءُ تاجُ الحسنِ من غيرها / يُضحي لديها وهو نَعْلُ القدم
أثمرَ بالرّمّان من قَدّها / غضْنٌ ومن أطرَافها بالعَنَم
لمياءُ تبدي الدّر من أشْنَبٍ / يحرق بالأنوار جُنْحَ الظُّلَم
يُبْرِدُ حرّ الشوْق ترشافُهُ / عنكَ بمعسولِ الثنايا شَبم
كأنّما برقٌ ومسكٌ به / إليه يدعوك بِشَيمٍ وَشمّ
والصبحُ في مشرقه هازمٌ / والليلُ في مغربه منهزم
أرى اختلافَ الناس دانوا به / في صيدِ عُرْبٍ منهم أو عجم
وابنُ عليّ حسنٌ سيّدٌ / بلا خلافٍ في جميع الأمم
مُملَّكٌ في كفّه صارم / عزّ به دينُ الهدى واعتصم
مُبَدِّدُ المعروف من كفّه / وللعلى شملٌ به منتظم
مُنفّذُ الأمرِ كريمٌ إذا / قالَ نعم فابْشِرْ بنيلِ النّعم
وَمُرْهَفِ الحدّ إذا سَلّهُ / سال إلى ضرب الطلى واضطرم
يخطفُ رأسَ الذِّمْرِ قطفاً به / كَحذفِ حرف اللين جزماً بلم
يصرّفُ الرمحَ على طوله / كأنّما صُرّفَ منه قلم
لئن همى من راحتيه الحيا / فالبدرُ منه يحتَبي بالديم
يُهْدَى به ضَلّ في ليله / تَوَقُّدَ النارِ برأسِ العلم
تُقَبِّلُ الآمالُ منه يداً / فهي لأفواه الوَرَى مُستَلَم
منتصرٌ باللّه في حربه / للّه من أعدائه منتقم
في رَبْعِهِ الرحبِ سماءُ العلى / طوالعٌ فيها نجومُ الهمم
كم ضربةٍ أوسعها سيفُهُ / فهو لسانٌ ناطقٌ وهي فم
تعدو سرَاحينُ الوَغَى حَوْلَهُ / مُجَلِّحاتٍ بأسودِ الأجَم
يا من وجدنا الجودَ من بذله / مِلءَ الأماني وعدمنا العدم
بقيتَ في الملك لِصَوْنِ العلى / ونصرةِ الدين ورَعيِ الذمم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025