القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 11
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم / كما أنا أعلم لا أعلم
فلا تقلْ مِنْ بعدِ ذا إنه / بما أنا فيه به أعلم
لأنني لا علمَ لي بالذي / يعلمه مني فلا أعلم
فإنْ يكن في العلم فضل بنا / صح الذي قال هو الأعلم
لذاك أبدى حرف حتى إذا / نعلمُ أمراً لم نكن نعلم
فهو على الوجهين علامة / الحادثِ المنصوصِ والأقدم
فيحدث النسبة من كوننا / لأجلِ ذا الواقعِ لا يعلم
كرحمة الصحو إذا أقبلتْ / وبعد ذا أعقبها الصيلم
فالشيء يمتازُ بآثارِه / والحكم في القابلِ لا يُعلم
حتى يرى في عينه ظاهراً / وعنده يحكم من يحكم
بأنه الواقعُ في كونه / ولم يكن من قبلِ ذا يفهم
حقيقة الإمكان قد ردّدت / من ينسب العلم له الأقوم
إذا بدا حاجبُ شمسِ الضحى / خرَّتْ له من حينها الأنجم
واندرجت أنوارها عنده / إذ كان للشمسِ السنا الأعظم
فالعقل يدري أنَّ أنوارها / مشرقةٌ والحسُّ لا يفهم
لا يدرك النُّور سوى نفسه / بنا كما يدركه المظلم
لكنه بالنور إدراكنا / معنى وحسّاً هكذا فافهموا
الحمدُ لله الذي أعلما
الحمدُ لله الذي أعلما / بأنه الله الذي في السما
وأنه في الأرض سبحانه / على الذي قال لنا معلما
بأنه يعلم أسرارَنا / وجهرنا والمكسب الأعظما
ثم له من قبل إيجادنا / اينية أثبتها في العمى
وشاب لي أرباً بسرِّي إذا / كان معي في حالتي أينما
فيأخذ المغرور ما قاله / بأنه بشرى بما أنعما
والحذر النحرير يدري الذي / جاء به مُحذِّراً منعما
وإنه سبحانه بالذي / قال لنا أوضح ما أبهما
بعين هذا وبأمثاله / يسعد من آمن إنْ أسلما
لا تعذلوه بالذي لم يزل / خلقاً لكم أو لم يزل في عما
كمثلِ فرعونَ وأشباهه / وما نحتم فاحذروا منهما
من يطع الارسالَ صِدقاً فقد
من يطع الارسالَ صِدقاً فقد / أطاع من أرسلهم والسلام
كمِثل من بايع معبودَه / وإنما بايَعه في الإمام
وقد أتى أوضح من ذا و ذا / في الحجر الأسودِ بالاستلام
فقل لمن يفهم ما قلت / بعد الذي سمعته لا كلام
الحمد لله الذي أنعما
الحمد لله الذي أنعما / بما ترى ولم يزل منعما
فما ترى شيئاً من أفعاله / ألا تراه متقناً محكما
يضرب أخماساً بأسداسها / لما يرى من فعله مبهما
إن يفردِ الوتر له فعله / يقول عينُ الشفع بل منهما
لنا قبول ولنا قدرةٌ / لذاك قال الشفعُ بل منهما
من نعمة الله على عبدِه / أن جعل العلمَ له مغنما
وفجر النور بأرجائه / وليله من جسمه أعتما
ما النورُ والظلمةُ في حقه / سترٌ له يحجبه كُلما
أراده بالجهل حساده / يصمه الستر فما أعصما
ما استكبر المحروم في خلقه / لما أبى واستعظم الأعظما
في الجرم والمعنى لهم واحد / بينهما الرحمن قد قسما
أرواحه العالون تعنو له / لصورةٍ أعطاه من أنعما
بها عليه دون أملاكه / حاز بها الأسماء لما سما
فهو مع الله بأسمائه / كما هو الله به أينما
أنزله الحقُّ إلى عرشه / وكان محكوماً له بالعما
أنزله الإلطاف من عرشه / إلى الذي يقربنا من سما
في ثلثِ الليل لنا رحمة / بنا لكي يتلو أو يعلما
اشهدني منه بأسمائه / وجوده والمحضر المعلما
منازلُ القرآنِ لا تعلم
منازلُ القرآنِ لا تعلم / إلا من الله الذي يعلمُ
منازلُ ترجمها قوله / لسمع فهمي ولذا افهم
فإن وعاها سمعُ أذني فلا / أفهم ما قال ولا أعلم
كأنما أذني وسمعي إذا / شبهت شمس الصحو والأزمم
وإنْ تعاليت له فليقلْ / شمسُ الضحى تشرقُ والأنجم
لو أنّ غير الحقِّ يأتي بها / ما علم القومَ ولا استفهموا
وإنما جاء بها مرسَل / كأنه هو والورى نُوَّم
سبحانَ من يعلمُ ما عنده / وعندكم وكله منكمُ
إلا الذي يختص من ذاته / لذاته فما لنا نحلم
عليه فيه إنه واحد / لا نسبٌ فيه فلا يقسم
وإنما كلامنا في الذي / منه إلينا وله منهمُ
من نسبٍ تظهر آثارها / يقبلها الطائع والمجرم
الكاملُ القرآن وهو الذي / مقامه في الناس لا يعلم
الكامل القرآن فاحكم له / بكلِّ علم ما هو الأعلم
وإنما الأعلم من سرَّه / يبدو إلى الناس ولا يكتم
يدور في أعلامه عرشه / على ثمان سرُّها مبهم
حمالةٌ للعرشِ تدرونها / وبعدها عشرون لا تعلم
إلا إذا تضربها أربعا / في سبعة هناك يستلزم
خارجها وإن تشا أربعا / في خمسة وهو الذي ارسم
أقول تعظيما لإجلاله / سبحان من يعلم إذ نعلم
الحمد لله الذي قالها / معلما عباده يمموا
إذا بدأتم فبها فابدأوا / ثم بها من بعد ذا فاختموا
فإنها تملأ ميزانكم / بذا أتى نصُّ الذي يعلم
وهكذا يعطى مقاما وفي / صحيحه جاء بها مسلم
تعبد الناس لما عندهم / من فقر الدينار والدرهم
هما التواقيع التي أبرزت / من حضرةِ الحقِّ فلا تندموا
من أجل ذا حرَّ لها ساجداً / من يتقي الله ومن يظلم
يعذب الله بها عبدَه / إذا يشاء وبها يرحم
درى بهذا السامري الذي / صيَّره عجلا لهم منهم
حتى إذا ما جاء موسى انتفى / في نفسه مما أتى عنهمُ
وجاء عيسى للذي قاله / مصدِّقا تعضده مريم
جلَّ إله الخلقِ عن خلقه / وهو بهم كان وقد جمجموا
قلتُ لهم بالله لا تفضحوا / ولتعربوا الأمر ولا تعجبوا
هي الإضافات فلا تكفروا / بها وقولوا الحقَّ واستعصموا
فإنها الحقُّ ولكنه / ما كلُّ شخصٍ سرّها يفهم
تصامم الناس لشخص أتى / مقرّراً أسرارها يفهم
لو بادر الناس إليه لقد / أحياهمُ فإنه أعلم
ما كلُّ من أفهمته يفهم
ما كلُّ من أفهمته يفهم / ويفهم الشخصُ ولا بفهم
ما قلت للقوم الذي قلته / إلا كما أخذته عنهمُ
إذا رأيت المرء في حالة / موفقا فذلك الملهم
تنفذ في الأنفسِ أحكامه / على الذي قال لي الملهم
فيبهم الأمر الذي أوضحوا / ويوضحُ الأمر الذي أبهموا
وكلُّ نصّ بيِّنٍ جاءهم / عند الذي ذكرته مبهمُ
إني رأيتُ الناس في غَفلةٍ / وإنها مني لا منهمُ
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا / ذواتهم يا لائمي كن همُ
ما كلُّ من حرَّر أنفاسَه / لكلِّ ما جئتَ به يلهم
إنَّ الفتى الناصحَ هذا الذي / يوضح ما قال ولا يُبهم
إنَّ الذي جاءهم نصحاً / مبلغاً ومشفقاً إنْ همُ
كانوا لما قد سمعوا أهله / وعندنا السامعُ من يفهم
ألزمته الهاء إلى ميمها / وحكم ذا في الشِّعر لا يلزم
أمنك الله وسلطانه
أمنك الله وسلطانه / على الذي أنت به قائمُ
فاحكم بما تعلمه لاتنِ / فإنك المسؤول يا حاكمُ
يحكم عدل الله فيكم كما / أنت به في خلقه حاكمُ
وأنتم أهلٌ لما نلتم / في ظننا وربُّنا العالم
وحرّر الميزان يا سيدي / فإنه العادلُ والقاسمُ
وقد علمتم أنني ناصحٌ / ومشفقٌ وما أنا زاعم
فلتعصمْ بحبله إنه / كما علمت الحافظُ العاصم
واحذر من المكر فقد يختفي / فإنه القاهر والقاصم
علمي بالرحمن لا يثبت
علمي بالرحمن لا يثبت / لوصفه بالغضبِ القاصمْ
في حق من أهله للشقا / وسخطه الدائمُ واللازمْ
إذا أتى الأمر بإنفاذه / فما له في الأمر من عاصم
لو لم يكن يغضب قلنا له / بذا أتت ترجمة الحاكم
من يتجلى حكمه في الورى / بصورةِ المظلوم والظالم
عنه فلا يأمن من مكره / غير ظلوم نفسه غاشم
وعينه كونها فانظروا / فإنه القاسمُ في القاسم
كيف لنا بالأمن بفرقانه / من عرضه يوصف بالعالم
لو لم يكلف عبده شرعه / لم يتصف بالأحد الراحم
ما حير العالم إلا الذي / قد ضربَ العالمَ بالعالم
إذا درى الشخص بعلمِ الذي / حيرّه لم يك بالقادم
إلا إذ أبصر معلومه / أزال عنه حيرة الهائم
ويحذر الأمر ويخشى الذي / يقوده للوصف بالنادم
لو أنه يعرف أحواله / لم يتصف للدينِ بالعازم
وكان ذا رأي وذا فطنةٍ / فعل اللبيب الحذر الحازم
ما والدي إلا الذي يحكم
ما والدي إلا الذي يحكم / وليس أمي غير من تعلم
أصدقها الأسماء من جوده / وهو الصداق الشهر المعلم
كوّننا من نفس أنزه / بجودِه رحماننا الأكرم
فمن هنا كان لنا حكمة / بالصورة المثلى التي تعلم
جاد بها جوداً على كوننا / الهنا المفضل المنعمُ
صيره خاتم أرساله / حمداً على الخير لمن يفهم
ولم يكن في الصبر تحميده / متقيداً باسمٍ لمن يعلم
تأسيا بالوالد المرتضى / فهو الذي ناداك يا مسلم
لو أنه ناداك يا مجرم / ما كنتَ من خذلانه تعصم
به وقاك الشرّ فاشكر له / فالشمسُ والأزمم والأنجم
فشكره عند إله السما / شكر به ظهر العدى يقصم
لأنه عرَّفها قدرها / إذ جابها عابدها المحرم
إن عرى غير الهدى تُفصم / وعروة الإسلام لا تفصم
لأنها مذ كوَّنت عروى / وغيرها يجمع إذ ينظم
فتقبل التليل من ذاتها / رداً إلى الأصل ولو يحكم
يعرف قدر النور ذو فطنة / إذا أتاه ليله المظلم
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم / زلزلةُ الساعةِ شيءٌ عظيم
يحذرها الكافر في كفره / كمثل ما يحذرها المستقيم
وإنني إنْ قلت فيها بما / أعلمه كنت العليم الحكيم
وإن سترناها ولم نبدها / لعينها كنت القسيم الكريم
الأمر موقوف على شعره / تزال عن عين الغريم العديم
فيظهر الأمر بأحكامه / ظهور منعوت بنعت القسيم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025