المجموع : 11
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم / كما أنا أعلم لا أعلم
فلا تقلْ مِنْ بعدِ ذا إنه / بما أنا فيه به أعلم
لأنني لا علمَ لي بالذي / يعلمه مني فلا أعلم
فإنْ يكن في العلم فضل بنا / صح الذي قال هو الأعلم
لذاك أبدى حرف حتى إذا / نعلمُ أمراً لم نكن نعلم
فهو على الوجهين علامة / الحادثِ المنصوصِ والأقدم
فيحدث النسبة من كوننا / لأجلِ ذا الواقعِ لا يعلم
كرحمة الصحو إذا أقبلتْ / وبعد ذا أعقبها الصيلم
فالشيء يمتازُ بآثارِه / والحكم في القابلِ لا يُعلم
حتى يرى في عينه ظاهراً / وعنده يحكم من يحكم
بأنه الواقعُ في كونه / ولم يكن من قبلِ ذا يفهم
حقيقة الإمكان قد ردّدت / من ينسب العلم له الأقوم
إذا بدا حاجبُ شمسِ الضحى / خرَّتْ له من حينها الأنجم
واندرجت أنوارها عنده / إذ كان للشمسِ السنا الأعظم
فالعقل يدري أنَّ أنوارها / مشرقةٌ والحسُّ لا يفهم
لا يدرك النُّور سوى نفسه / بنا كما يدركه المظلم
لكنه بالنور إدراكنا / معنى وحسّاً هكذا فافهموا
الحمدُ لله الذي أعلما
الحمدُ لله الذي أعلما / بأنه الله الذي في السما
وأنه في الأرض سبحانه / على الذي قال لنا معلما
بأنه يعلم أسرارَنا / وجهرنا والمكسب الأعظما
ثم له من قبل إيجادنا / اينية أثبتها في العمى
وشاب لي أرباً بسرِّي إذا / كان معي في حالتي أينما
فيأخذ المغرور ما قاله / بأنه بشرى بما أنعما
والحذر النحرير يدري الذي / جاء به مُحذِّراً منعما
وإنه سبحانه بالذي / قال لنا أوضح ما أبهما
بعين هذا وبأمثاله / يسعد من آمن إنْ أسلما
لا تعذلوه بالذي لم يزل / خلقاً لكم أو لم يزل في عما
كمثلِ فرعونَ وأشباهه / وما نحتم فاحذروا منهما
من يطع الارسالَ صِدقاً فقد
من يطع الارسالَ صِدقاً فقد / أطاع من أرسلهم والسلام
كمِثل من بايع معبودَه / وإنما بايَعه في الإمام
وقد أتى أوضح من ذا و ذا / في الحجر الأسودِ بالاستلام
فقل لمن يفهم ما قلت / بعد الذي سمعته لا كلام
الحمد لله الذي أنعما
الحمد لله الذي أنعما / بما ترى ولم يزل منعما
فما ترى شيئاً من أفعاله / ألا تراه متقناً محكما
يضرب أخماساً بأسداسها / لما يرى من فعله مبهما
إن يفردِ الوتر له فعله / يقول عينُ الشفع بل منهما
لنا قبول ولنا قدرةٌ / لذاك قال الشفعُ بل منهما
من نعمة الله على عبدِه / أن جعل العلمَ له مغنما
وفجر النور بأرجائه / وليله من جسمه أعتما
ما النورُ والظلمةُ في حقه / سترٌ له يحجبه كُلما
أراده بالجهل حساده / يصمه الستر فما أعصما
ما استكبر المحروم في خلقه / لما أبى واستعظم الأعظما
في الجرم والمعنى لهم واحد / بينهما الرحمن قد قسما
أرواحه العالون تعنو له / لصورةٍ أعطاه من أنعما
بها عليه دون أملاكه / حاز بها الأسماء لما سما
فهو مع الله بأسمائه / كما هو الله به أينما
أنزله الحقُّ إلى عرشه / وكان محكوماً له بالعما
أنزله الإلطاف من عرشه / إلى الذي يقربنا من سما
في ثلثِ الليل لنا رحمة / بنا لكي يتلو أو يعلما
اشهدني منه بأسمائه / وجوده والمحضر المعلما
منازلُ القرآنِ لا تعلم
منازلُ القرآنِ لا تعلم / إلا من الله الذي يعلمُ
منازلُ ترجمها قوله / لسمع فهمي ولذا افهم
فإن وعاها سمعُ أذني فلا / أفهم ما قال ولا أعلم
كأنما أذني وسمعي إذا / شبهت شمس الصحو والأزمم
وإنْ تعاليت له فليقلْ / شمسُ الضحى تشرقُ والأنجم
لو أنّ غير الحقِّ يأتي بها / ما علم القومَ ولا استفهموا
وإنما جاء بها مرسَل / كأنه هو والورى نُوَّم
سبحانَ من يعلمُ ما عنده / وعندكم وكله منكمُ
إلا الذي يختص من ذاته / لذاته فما لنا نحلم
عليه فيه إنه واحد / لا نسبٌ فيه فلا يقسم
وإنما كلامنا في الذي / منه إلينا وله منهمُ
من نسبٍ تظهر آثارها / يقبلها الطائع والمجرم
الكاملُ القرآن وهو الذي / مقامه في الناس لا يعلم
الكامل القرآن فاحكم له / بكلِّ علم ما هو الأعلم
وإنما الأعلم من سرَّه / يبدو إلى الناس ولا يكتم
يدور في أعلامه عرشه / على ثمان سرُّها مبهم
حمالةٌ للعرشِ تدرونها / وبعدها عشرون لا تعلم
إلا إذا تضربها أربعا / في سبعة هناك يستلزم
خارجها وإن تشا أربعا / في خمسة وهو الذي ارسم
أقول تعظيما لإجلاله / سبحان من يعلم إذ نعلم
الحمد لله الذي قالها / معلما عباده يمموا
إذا بدأتم فبها فابدأوا / ثم بها من بعد ذا فاختموا
فإنها تملأ ميزانكم / بذا أتى نصُّ الذي يعلم
وهكذا يعطى مقاما وفي / صحيحه جاء بها مسلم
تعبد الناس لما عندهم / من فقر الدينار والدرهم
هما التواقيع التي أبرزت / من حضرةِ الحقِّ فلا تندموا
من أجل ذا حرَّ لها ساجداً / من يتقي الله ومن يظلم
يعذب الله بها عبدَه / إذا يشاء وبها يرحم
درى بهذا السامري الذي / صيَّره عجلا لهم منهم
حتى إذا ما جاء موسى انتفى / في نفسه مما أتى عنهمُ
وجاء عيسى للذي قاله / مصدِّقا تعضده مريم
جلَّ إله الخلقِ عن خلقه / وهو بهم كان وقد جمجموا
قلتُ لهم بالله لا تفضحوا / ولتعربوا الأمر ولا تعجبوا
هي الإضافات فلا تكفروا / بها وقولوا الحقَّ واستعصموا
فإنها الحقُّ ولكنه / ما كلُّ شخصٍ سرّها يفهم
تصامم الناس لشخص أتى / مقرّراً أسرارها يفهم
لو بادر الناس إليه لقد / أحياهمُ فإنه أعلم
ما كلُّ من أفهمته يفهم
ما كلُّ من أفهمته يفهم / ويفهم الشخصُ ولا بفهم
ما قلت للقوم الذي قلته / إلا كما أخذته عنهمُ
إذا رأيت المرء في حالة / موفقا فذلك الملهم
تنفذ في الأنفسِ أحكامه / على الذي قال لي الملهم
فيبهم الأمر الذي أوضحوا / ويوضحُ الأمر الذي أبهموا
وكلُّ نصّ بيِّنٍ جاءهم / عند الذي ذكرته مبهمُ
إني رأيتُ الناس في غَفلةٍ / وإنها مني لا منهمُ
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا / ذواتهم يا لائمي كن همُ
ما كلُّ من حرَّر أنفاسَه / لكلِّ ما جئتَ به يلهم
إنَّ الفتى الناصحَ هذا الذي / يوضح ما قال ولا يُبهم
إنَّ الذي جاءهم نصحاً / مبلغاً ومشفقاً إنْ همُ
كانوا لما قد سمعوا أهله / وعندنا السامعُ من يفهم
ألزمته الهاء إلى ميمها / وحكم ذا في الشِّعر لا يلزم
أمنك الله وسلطانه
أمنك الله وسلطانه / على الذي أنت به قائمُ
فاحكم بما تعلمه لاتنِ / فإنك المسؤول يا حاكمُ
يحكم عدل الله فيكم كما / أنت به في خلقه حاكمُ
وأنتم أهلٌ لما نلتم / في ظننا وربُّنا العالم
وحرّر الميزان يا سيدي / فإنه العادلُ والقاسمُ
وقد علمتم أنني ناصحٌ / ومشفقٌ وما أنا زاعم
فلتعصمْ بحبله إنه / كما علمت الحافظُ العاصم
واحذر من المكر فقد يختفي / فإنه القاهر والقاصم
علمي بالرحمن لا يثبت
علمي بالرحمن لا يثبت / لوصفه بالغضبِ القاصمْ
في حق من أهله للشقا / وسخطه الدائمُ واللازمْ
إذا أتى الأمر بإنفاذه / فما له في الأمر من عاصم
لو لم يكن يغضب قلنا له / بذا أتت ترجمة الحاكم
من يتجلى حكمه في الورى / بصورةِ المظلوم والظالم
عنه فلا يأمن من مكره / غير ظلوم نفسه غاشم
وعينه كونها فانظروا / فإنه القاسمُ في القاسم
كيف لنا بالأمن بفرقانه / من عرضه يوصف بالعالم
لو لم يكلف عبده شرعه / لم يتصف بالأحد الراحم
ما حير العالم إلا الذي / قد ضربَ العالمَ بالعالم
إذا درى الشخص بعلمِ الذي / حيرّه لم يك بالقادم
إلا إذ أبصر معلومه / أزال عنه حيرة الهائم
ويحذر الأمر ويخشى الذي / يقوده للوصف بالنادم
لو أنه يعرف أحواله / لم يتصف للدينِ بالعازم
وكان ذا رأي وذا فطنةٍ / فعل اللبيب الحذر الحازم
ما والدي إلا الذي يحكم
ما والدي إلا الذي يحكم / وليس أمي غير من تعلم
أصدقها الأسماء من جوده / وهو الصداق الشهر المعلم
كوّننا من نفس أنزه / بجودِه رحماننا الأكرم
فمن هنا كان لنا حكمة / بالصورة المثلى التي تعلم
جاد بها جوداً على كوننا / الهنا المفضل المنعمُ
صيره خاتم أرساله / حمداً على الخير لمن يفهم
ولم يكن في الصبر تحميده / متقيداً باسمٍ لمن يعلم
تأسيا بالوالد المرتضى / فهو الذي ناداك يا مسلم
لو أنه ناداك يا مجرم / ما كنتَ من خذلانه تعصم
به وقاك الشرّ فاشكر له / فالشمسُ والأزمم والأنجم
فشكره عند إله السما / شكر به ظهر العدى يقصم
لأنه عرَّفها قدرها / إذ جابها عابدها المحرم
إن عرى غير الهدى تُفصم / وعروة الإسلام لا تفصم
لأنها مذ كوَّنت عروى / وغيرها يجمع إذ ينظم
فتقبل التليل من ذاتها / رداً إلى الأصل ولو يحكم
يعرف قدر النور ذو فطنة / إذا أتاه ليله المظلم
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم / زلزلةُ الساعةِ شيءٌ عظيم
يحذرها الكافر في كفره / كمثل ما يحذرها المستقيم
وإنني إنْ قلت فيها بما / أعلمه كنت العليم الحكيم
وإن سترناها ولم نبدها / لعينها كنت القسيم الكريم
الأمر موقوف على شعره / تزال عن عين الغريم العديم
فيظهر الأمر بأحكامه / ظهور منعوت بنعت القسيم