القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 2
كمنجة ((الشوّا)) عليك السلام
كمنجة ((الشوّا)) عليك السلام / بهيكل الوحي وعرش الغرام
فيك التفت أرواح أهل الهوى / نجوى وشكوى وبكا وابتسام
وأودعت فيك الصّبا همسها / وخبّأ الأسرار فيك الظلام
وذاب فيك الحبّ ذوب الندى / في مبسم الورد وجفن الخزام
ردّي إلينا اليوم دنيا الرؤى / فإنّنا نشقى بدنيا الحطام
أجنحة الأشواق مقصوصة / أو موثقات والأماني رمام
قد انقضى العمر وأرواحنا / مفطومة بالحرص بئس الفطام
ننأى عن الحسن ونشتاقه / ونهجر الماء ونشكو الأوام
ويبعث الحقل إلينا الشّذى / ونحن لا ننشق إلاّ الرّغام
نسير والأضواء من حولنا / كأنّنا في هبوة أو قتام
والماء يجري حولنا كوثرا / ونحن نستسقي السحاب الجهام
ونسهر الليل لغير الهوى / ما تنفع اليقظة والقلب نام؟
حتى نسينا كيف لون الضحى / ولم نعد نذكر سجع الحمام
خير من اليقظة عندي الكرى / إن كانت الغبطة بنت المنام
خلنا الهوى ترجع أيّامه / لم يرجع الحبّ ولا المال دام
فيا فتى ((الشهباء)) يا شاعرا / قد رفع الفنّ لأسمى مقام
رجعت بالسحر وكان انطوى / وجئتنا بالوحي في غير جام
هذا عصير الوحي في آلة / خرساء يجري فتنا للأنام
فإن تجدنا حولها عكّفا / فالمنهل العذب كثير الزّحام
فدغدغ الأوتار لا تكترث / أنّ تذهب الفتنة بالاحتشام
سعادة الأنفس في نشوة / من صورة أو نغم أو مدام
وقل لمن يحذر أن يشتكي / ويحبس الدمع لئلاّ يلام
إسمع فهذا وتر نائح / وانظر فهذا خشب مستهام
نيويورك يا ذات البروج التي / سمت وطالت كي تمس الغمام
لن تبلغي واللّه باب السما / إلاّ بأوتار كنار الشآم
فاصغي إلى ألحانه لحظة / تحتقري كلّ صنوف الكلام
وتدركي أنّ قصور المنى / تبقى وتنهدّ قصور الرّجام
فرّحبي معْنا به واهتفي: / هذا أمير الفنّ هذا الإمام
ما وعظ الإنسان مثل الحمام
ما وعظ الإنسان مثل الحمام / فليتّعظ بالصّمت أهل الكلام
أفصح من كلّ فصيح بنا / هذا الذي أعياه ردّ السلام
إنّي أراه وهو صمته / أروع من جيش كبير لهام
نامت جفون سهرت للعلى / من قبل أن ينجاب جنح الظلام
وسكن الوّثاب في صدره / من قبل أن يدرك كلّ المرام
يا لهفة القوم على كوكب / لاح قليلا واختفى في الغمام
ولهفة الدّين على سيّد / كان يرّجى في الخطوب الجسام
وصاحب قد كان في صحبه / كالروض فيه أرج وابتسام
ما غاب عنّا وكأنّي به / يفصله عن صحبه ألف عام
من الذي يطفىء من بعده / في المهج الحرّى ذكي الضرام؟
من الذي يمسح دمع الأسى / وماسح الأدمع تحت الرغام؟
يا نائما مستغرقا في الكرى / خطبك قد أقلق حتى النيام
خبّر فإنّ القوم في حيرة / هل الرّدى فاتحه أم ختام
وهل صحيح أنّ كلّ المنى / يطحنها صرف الرّدى كالعظام ؟
وهل حقيق أنّ أهل العلى / والفضل بعد الموت مثل الطغام؟
أم بعد هذا يقظة حلوة / ينسى بها المرء الشقا والسّقام؟
ويصبح النابه في مأمن / من عنت المال وعيث الحسام؟
وتستوي الحالات في حالة / لا حيف فيها لا أذى لا انتقام؟
خبّر وحدّث كلّنا حائر / ذو الجهل منّا والأريب الهمام
لأيّما أمر يعيش الورى ؟ / لأيّما أمر يموت الأنام؟
وأين دار ليس فيها شقا / إن لمتكن هاتيك دار السلام؟
نم آمنا فالمرء بعد الردى / كالفكر لا يزرى به لا يضام

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025