القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 3
رُدّوا لها أيّامَها بالغميمْ
رُدّوا لها أيّامَها بالغميمْ / إن كان من بعدِ شقاءٍ نعيمْ
وافرجوا عن طُرقُات الحمى / لها عن المعوجِّ والمستقيمْ
تنفُضها ثم قضَى ما قضى ال / وخدُ على أثباجها والرسيمْ
فثَمّ أدراجُ مَطافيلِها / ومنزلُ الأينُقِ تحت القرومْ
وحيثُ جَمَّ الماءَ واستُسمنت / غواربٌ جُمٌّ برعِي الجَميمْ
رُدُّوا عن الأعناقِ أرسانَها / وكّرموها عن عِضاض الخطيمْ
ولا تَدُلُّوها فقدّامَها / أدلّة الشوق وهادي الشميمْ
وفوقها كلّ أخي صبوة / إذا الصَّبا هبّت غذاه النسيمْ
يرى بنجدٍ وبسكانه / ثروةَ ذي العُدم وبرءَ السقيمْ
قلوبُهم رِقٌّ لأهل الحمى / حيث النواصي حرةٌ والجسومْ
وكم بنجدٍ لك من قاتلٍ / لم يتحرَّجْ من مقام الأثيمْ
وجارحٍ تكلُم ألحاظُهُ / وهي إذا شاء دواءُ الكلومْ
وموقفٍ بالنّعفِ تهفو به / سفاهةُ الحبّ بلبّ الحليمْ
وأمِّ خَشْفٍ لو أحسَّتْ هوًى / عن ريمها لم تتعطَّفْ لريمْ
وكاتمٍ يُغري بأسراره / في هُدُب الأجفانِ دمعٌ نمومْ
قضيّةٌ يكذِب أشهادُها / ويقبلُ الحاكمُ دعوى الغريمْ
تجتمع الأضدادُ حينا ولا / يجتمع الشاكي بها والرحيمْ
حلَفتُ بالأُدمِ براها السُّرى / بَرْيَ المُدَى إلا الذَّمَا والأديمْ
طلائحٍ يأخذُ مجهودَها / رعَيُ المَوامِي واحتساءُ السمومْ
كلُّ سَنامٍ حالقٍ حتّه ال / سيرُ وجنبٍ بالحوايا جليمْ
لولا ابنُ أيّوبَ وآباؤه / ما نهضتْ مُحصَنةٌ عن كريمْ
قومٌ إذا ما احتجزوا بالحُبى / قالوا فكانوا شَرَقا للخصومْ
أو عُدَّ مجدُ الناس أطرافُهُ / وجنبه عدُّوهمُ في الصميم
أو ركبوا الخيل إلى مأزق / تبدّلوا الهام بفُوس الشكيم
بيضُ المجاني نورُ أوضاحهم / يشدخُ في وجه الزمانِ البهيمْ
إن كوثروا سدُّوا مسَدَّ الحصا / أو فوخروا أغنَوا غَناء النجومْ
أو قَطَرتْ في المحلِ أيديهُمُ / بانت بها آثارُ بُخل الغيومْ
عندكَ منهم بأبي طالبٍ / ما وصفَ الحادثُ فضلَ القديمْ
قامت بآثارهم عينهُ / وزاد والخمرةُ بنتُ الكرومْ
والمجدُ لا يُحرَزُ إلا إذا / رافدَ عزَّ النفس طيبُ الأرومْ
إلى عميد الرؤساء انبرتْ / تحتَ بني الحاجِ بناتُ العزيمْ
يطلبن حُرَّ الوجه حُلوَ القِرى / عشيرةَ الواحد مالَ العديمْ
أروعَ لا تُرهقه خُطّةٌ / يعثر بالمقعد فيها المقيمْ
ولا تُرى همّتُه في العلا / تحطُّ فيها نازلاتُ الهمومْ
تنتظمُ الحزمَ سياساتُه / نظمَ كعُوب الرمح إلا الوُصومْ
ذبَّ عن الدين بآرائه / فالدينُ من تدبيره في حريمْ
وجاهدتْ عن خلفاء الهدى / خالصةً منه بقلبٍ سليمْ
هم نصبوهُ دون أيامهم / فانحلَّ عنها كلُّ خطبٍ جسيمْ
ذخيرة منه تواصَوا بها / خلَّفها ظاعنُهم للمقيمْ
وزارة موروثُها تالدٌ / والبدر للشمس وزيرٌ قديمْ
مجلسه منها لآبائه / سيفاً فسيفاً يَنتضِي أو يَشيمْ
أعشَبَ قومٌ بولاياتهم / والنصح يُرضيه برعي الهشيمْ
يخصّه الكاملُ من فضله / ومالُه مشترَكٌ للعمومْ
ما عابه عصيان لُوّامه / والعيبُ في الجود على من يلومْ
يا من قصَرتُ العمرَ في ظله / ورفِده أرتعُ أو أستنيمْ
ورضتُ صَرفَ الدهر أولان لي / فلم أُبَلْ يجمحُ بي أو يقومْ
بحرُ أمانيَّ على مائه / يفهَقُ رِيًّا والأماني تحومْ
وعُروةٌ في الودّ ممسودةٌ / تحت يدي والودُّ حبلٌ رميمْ
تلوَّن الناسُ بألوانهم / عليّ والتاثَ الصديقُ الحميمْ
وكُدِّرتْ تلك الرَّكايا على / دَلوي فما أشربُ غيرَ الوخيمْ
وأنتَ والسلطانُ ما نلتَه / موطَّأُ الظّهر سليسُ الحزيمْ
وإن يكن صدٌّ يسوء الهوى / أو جفوةٌ تهتِك سِتر الكَتومْ
أو يُقْذَ وقتٌ ثم يُجلَى القذى / فالجوّ لا يُمطِرُ حتى يغيمْ
فابقَ أُزِرْكَ الباقياتِ التي / تُدَرَّج الأرضُ وليست تريمْ
ما وَسَمتْ عِرضاً على أنه / حلٍ و إلا جَمَّلَتْه الوُسُومْ
تحمِلُ منها كلَّ ريحانة / صبيحةَ النيروز يومَ القُدومْ
كأنها تحفةُ طيفِ الكرى / بالحبّ أو نُخبةُ كأس النديمْ
واجتلِها والودُّ إن أُمهِرتْ / أنفَسُ ما تُمنَحُ أو ما ترومْ
ودم وما أعطيتَ من نعمةٍ / لا أسأل الله سوى أن تدومْ
عِمي صباحا بعدَنا واسلمي
عِمي صباحا بعدَنا واسلمي / يا دار صفراءَ على الأَنعمِ
واحتلبي المزنَ أفاويقَها / بين سِماكيها إلى المِرزَمِ
مُرضِعةً تفطُمُ أولادها / من الثرى الجم ولم تُفطَمِ
حتى ترَيْ واسم رَوضِ الحمى / عليكِ خِصبا أثَرَ المِيسمِ
وتخطِري من خلَل الزَّهرِ في ال / مفَوَّفِ المَوْشِيِّ والمُعْلمِ
ومُلِّيَتْ أرضُكِ ما تحملُ ال / ريحُ إليها من هدايا السُّمِي
دعاء مَن أقنعه البين بع / د العينِ بالآثارِ والمُعلمِ
بكى النوى أمسِ فلم يدَّخرْ / دمعا يفيض اليومَ في الأرسمِ
خان بكاءُ العين أجفانَه / فناح والنوحُ بكاءُ الفمِ
تكلَّمي إن كنتِ قوّالةً / هيهات أو فاستمعي وافهمي
ومن بليات الهوى أنني / أَستفصح الأخبارَ من معجِمِ
أهلُكِ لا أهلكِ إلا الشجا / في الصدر لم يُلفظ ولمْ يُكظَمِ
بأيّ عيشٍ حادثٍ بدّلوا / من عيشنا في ظلِّك الأقدمِ
وأيّ أرضٍ حمَلَتْ أرضَهم / فلم تَمِدْ خسفا ولم تُظلمِ
كم خَفَروا ذمةَ مستسلمٍ / واحتقروا قتلَ امرىءٍ مسلمِ
وأجرمتْ عينٌ فساقوا الضنا / إلى فؤادٍ ليس بالمجرمِ
وليلةٍ بتُّ سهادي بها / لديكِ أحلى من كرى النوّمِ
معتصما من حَرّ وجدي ببر / د الحَلْيِ في جيدٍ وفي معصمِ
ندمان غضبان يريني الرضا / ومانع في صورة المنعمِ
تلين تحت الدلِّ أعطافُه / وهو إذا استُعطِف لم يرحمِ
أمزج كأسي معَه بالبكا / منه ولا أشربُ إلا دمي
فكيف يشفيني جنى ريقه / ووعدُه الإبدالَ بي مسقمي
اللهَ لي من زمنٍ مائلٍ / عليّ جَورا كيفَ قلتُ احكمِ
وصاحبٍ لو نقَل الأرضَ ما / رأى عِقالا ليَ في المغنمِ
يَقسِم بالوافي وبالبخس في ال / ناس وعندي خيبةُ المَقسَمِ
ولو رعى الحقَّ وإنصافَه / ما فاز بالقِدْح سِوى أسهمي
للدهر عندي ولأبنائه / بعد اجتماعي وثبةُ الأرقمِ
ووقفةٌ لا يبلغ الجُرح ما / يبلُغ مُفضِي قولِها المؤلمِ
تغادر الغدرَ قتيلا على / غَربِ حسام الكلِمِ المخذمِ
وتُصبح الأعراضُ من بعدها / مفضوحة في موسمٍ موسمِ
لكنّ بيتا من بيوت العلا / بعدُ مشيدُ المجدِ لم يُهدَمِ
تضمُّني حوَطةُ أبنائه / ضمَّ وِفاض النَّبْل للأسهمِ
كأنّ أيديهم على خَلَّتي / عصائبُ الجَبْرِ على الأعظُمِ
بيتٌ بنَى أيوبُ أركانَه ال / عُليا بناءَ الموثِق المحكِمِ
وتمَّ من أبنائه بعدَه / بالمسندِ الضابطِ والمدعِمِ
رحِّلْ إليهم كلَّ خَرَّاجةٍ / من مَخرِمٍ غُفلٍ إلى مَخرِمِ
تدوس باليمنى شمالا كما / قارن زندُ القادحِ الأجذمِ
لا يخلُقُ الليل لألحاظها / وحشةَ عين العاكر المعتمِ
إذا احتذت أرجلُها بالحصا / خدَّمها الإسآدُ بالعَندَمِ
إلى عميد الرؤساءِ انبرتْ / تُلاحِكُ الغارِبَ بالمِنسَمِ
إلى فتىً يُسفِر عن بشره ال / أبيضِ وجهُ الزمنِ الأقتمِ
أبلج يُستعدَى بإقباله / على هجوم القدرِ الأشأمِ
وتفتح الصفقةُ في كفِّه / رِتاجَ باب الأمل المبهمِ
يُفقره الجودُ وفيه الغنى / والجودُ قدما ثروةُ المعدمِ
وينزل العسرُ بمستصغِرٍ / لديه والشكرُ بمستعظِمِ
يمدُّ كفًّا في الندى سَبطة / بعضّة النادم لم تُكلَمِ
لو قُرنتْ بالبحر لم تحتشِمْ / أو مُسِحتْ بالنجم لم يُظلِمِ
للرشفِ واللثم مكانٌ بها / ينبو عن الدينار والدرهمِ
أرضَى الإمامين وفاءٌ له / وذمّة بالغدر لم تُذمَمِ
وذب عن ملكهما صارم / من رأيه بالعجز لم يُثلَمِ
آزرَهُ أو عزَّ مستبصراً / في الحق لم يرتب ولم يوهمِ
تعصِمه العفّة والعزُّ أن / تأخذَه لائمةُ اللوَّمِ
لا حرَّمَ الحِلَّ ولا استعذبت / شهوتُه يوما جنى محَرَمِ
ولا اقتفى إثر رجالٍ مضَوا / عيابُهم ملأَى من المأثَمِ
حتى إذا نيطت به لُوطِفت / جروحُها بالعاصِب الملحِمِ
قالوا له لما رأَوه لها / خذ دَستَها العالي فقلْ واحكُمِ
فأنتَ في الميراثِ في قُعدُدٍ / منها بحقٍّ عنه لم تُزحَمِ
حملَتها ثِقلا وأُكرِمتَ في ال / صبر فلم تَعْيَ ولم تسأمِ
مقامُ عزٍّ لك مَن رامه / تحرُّشا فرَّ من الضيغَمِ
وساوسٌ حدَّثَ جِنِّيُّها / قوما ولم يَرقِ ولم يعزِمِ
وربّ صعبٍ جاهِلٍ حلمُهُ / لم يعرف الصدر ولم يحلُمِ
وطامِعٍ شَمَّ رياحَ المنى / في جوّها بالأجدع الأرغمِ
يجاذب الأقدارَ من دونها / بِمسحَلِ التدبيرِ لم يُبرَمِ
وعمر أيامك فيها وإن / أَدْواه عمرُ الجَذَعِ الأزلمِ
وأرقَبُ الناسِ لما لا يرَى / في الليل باغِي عثرةِ الأنجمِ
ياحافظَ المجد بحفظي ويا / معُظِمَه في أنّه معظِمي
ومُعْلِقاً كفِّيَ ملمومةً / في العهد لم تُنكَثْ ولم تُفصَمِ
غرستَ من ودِّك حلوَ الجني / وربَّ غرسٍ ليس بالمُطعِمِ
وخاس قومٌ بجديد الهوى / وأنت راعٍ للهوى الأقدمِ
وإنما يقال لي دونهم / تَمَسُّكي بالأكرم الأكرمِ
فاسمعْ أُكايْلك جزاءً بها / غنيمةً جاءتك من مَغرَمِ
سيّارةً في الأرض لم تَغتَرِضْ / عَنْساً إلى سير ولم تَحْزِمِ
نافقةً في موسِمٍ مُكسَدٍ / ناطقةً في زمنٍ مفحَمِ
تُنسَى الليالي وهي مذكورةٌ / ويهرَمُ الدهر ولم تهرَمِ
عزَّةُ ذاتِ البعلِ فيها وإن / أعطتك ليناً ذِلَّة الأيِّمِ
نسيبة إمّا إلى هاشِم ال / قريضِ أو مخزومِهِ تنتمي
ما ضرَّها والعُرْب أبياتها / آباؤها منّي الأب الأعجمي
فاشرح لها صدراً ومَهرِجْ مع ال / أنعَمِ من عيشك فالأنعمِ
ملتقطا سمعُك من جوهر ال / كلام ما أنثره من فمي
ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المُقامْ
ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المُقامْ / ما خفتَ أن تُظلَمَ أو أن تضامْ
ودون صدر البيت مُرخًى به / عليك سِترُ الذلِّ صدرُ الحسامْ
وجانبُ الخفض على لينه / مع الأذى أوطأ منه السِّلامْ
خاطرْ فإمّا عيشةٌ حُرَّةٌ / يُرغِدُها العزُّ وإمّا الحِمامْ
كم تترك الجُمَّةَ مستروياً / بنُطفةٍ ليست تَبُلّ الأُوامْ
وترهَبُ الإصحار مستبرِداً / مع الضحى ظلَّ كسورِ الخيامْ
نمتَ ونام الحظّ فافتح له / جفنَك وانهض فإذا قمت قامْ
تحتشم التغريرَ والرزقُ في ال / إقدامِ والحرمانُ في الإِحتشامْ
زاحمْ على باب العلا ضاغطا / لا بدّ أن تدخُلَ بين الزحامْ
رامِ بها الليلَ فما يُسفر ال / نجاحُ إلا عن نقابِ الظَّلامْ
مَوارقاً عن عُقْل أشطانِها / مروقَ فُوقِ السهم عن قوسِ رامْ
لعلَّ حظًّا عُقمتْ هذه ال / أرضُ به يولَدُ بعد العقامْ
من طلبَ الغايةَ خطواً على / ظهر الهوينا رامَ صعبَ المرامْ
لله مفطورٌ على عزِّه / أرضعه المجدُ لغير الفِطامْ
لا يملِكُ الغِرِّيد إطرابَه / شجواً ولا نشوتَه للمدامْ
ولا تُوازي صدرَه فُرجةٌ / تساكن الحبّ وتَقرِي الغرامْ
لولا السُّرى مستضوئاً لم يكن / يرفَع طرفاً لبدور التمامْ
ينسيه حَرَّ الغيظ بردُ اللَّمَى / وجائرَ الحظ اعتدالُ القوامْ
حتى تَرَى بعدَ بطونِ الرُّبَى / أبياتَه فوقَ ظهورِ الإكامْ
تحسبُ من صبوته بالعلا / وسعيِهِ خلفَ الأمور الجِسامْ
أنَّ زعيمَ الدينِ أغراه بال / عزة أو علَّمهُ الاِعتزامْ
حدَّثَ بالشاهد من غيبه / مصدَّقُ الدعوى مزَكَّى الكلامْ
يريك بالجذوة من فضله / ما خلفَها من لهب واضطرامْ
أسرارُ وجهٍ شفَّ عن خُلْقِه / تطلُّعَ الخمرِ وراءَ الفِدَامْ
وجهٌ ترى البدرَ به مسفرا / وهو هلالٌ لك تحت اللثامْ
ماء الحياءِ الرطب والحسنُ في / وجنته ماءٌ وراحٌ وجامْ
قد كان لو أُفرِجَ عن طُرْقهِ / منسجماً أو همَّ بالإنسجامْ
لو عكفَ الحسنُ على قِبلةٍ / تعبُّدا صلَّى إليه وصامْ
وهمّةٌ أيسرُ ما ترتقِي / إليه تهوينُ الأمورِ العِظامْ
داست به الجوَّ وحسّادَه / مَداوسَ الذِّلَة فوق الرَّغامْ
شفا بها الملكَ وقد شفَّه / من سُفراء العجزِ طولُ السَّقامْ
كفَته منه قبلَ أيامِهِ / آراءُ نصرٍ هنُّ بيضٌ ولامْ
ورَدَّ عنه وادعا قاعدا / دُهمَ الخطوب الثائراتِ القيامْ
وعُدَّ من بعد أخيه ومن / بعدِ أخيهِ ثالثا للتّمامْ
واسطةٌ من بين هذا وذا / تكامَلَ السلكُ بها والنّظامْ
فهم ثلاثُ الخَيفِ في كلِّها / لمنسِكِ الحج فروضٌ تقامْ
سل بعليٍّ خصمَه إننا / نقنَع فيه بشهود الخِصامْ
يُخبِرْك من يحسدُه أنه / ضرورةً واحدُ هذا الأنامْ
تمنطق السوددَ طفلا وما / فُضَّ من العُوذَةِ منه خِتامْ
وهبَّ للعلياء في عَشْرِه / ولدةُ الخمسينَ عنها يَنامْ
فمرَّ في غَلْوِتِهِ سابقا / والناس مأمومون وهو الإمامْ
والريحُ تدعو وهي تقتصُّه / رُدُّوه إن كان لفيه لجامْ
يا أعيُنَ الناس انظري واعجبي / بذَّ كهولَ المجد هذا الغلامْ
مدّ إلى سؤَّاله والعدا / يَدَيْنِ للإنعام والإنتقامْ
والكسرُ والجبرةُ في موقفٍ / ما بين بَسطٍ منهما وانضمامْ
وجاد حتى لم يَدعْ فضلةً / عليه للبحر ولا للغمامْ
يَرى لما يحَفظُ من وفره / إضاعةَ العهدِ ونقضَ الذمامْ
كأنَّ ما قد حلَّ من ماله / وطاب محظورٌ عليه حرامْ
أغراه بالتبذير لُوَّامُه / فودّ من يسأله أن يُلامْ
يفديك مَن عادى معاليك أن / كان فداءَ الكرماءِ اللئامْ
تُوقِصه خلفَك عَثْراتُه / كبواً وما شقَّ رداءَ القيامْ
يذارع الجوّ بمشلولةٍ / محلولةٍ لم يرتبِطها عِصامْ
يُغمِدها من حيث سُلَّتْ ومَن / سلَّ ولم يقدِر على الضرب شامْ
يصعَد يبغيك وقد أوشكتْ / رجلاك أن تنزل بابنيْ شَمامْ
طابَ بكم تُربِي وطالتْ يدي / وأنبتتْ لحما أثيثاً عِظامْ
وعاودتْني حين أغنيتمُ / بعد مشيبي شِرّتي والعُرَامْ
فاستقبِلوها غُرَراً طَلْقةً / مع التهاني ووجوهاً وِسامْ
بارزةَ الحسن لكم كلَّما / نادتْ رجالا من وراء الفِدامْ
كرائما صاهرني منكُمُ / على عَذْاراها رجالٌ كرامْ
إذا المَهيرات شكونَ الشَّقا / طاب لها فيكم نعيمٌ ودامْ
سائرة لم يعتقل رُسغَها / شُكل ولم يحبِس طُلالا زِمامْ
لم تترك الغورَ لنجدٍ مع ال / إلف ولم تهجر عراقاً لشامْ
مع النُّعامى طائرات بكم / وجافلات معَ طَردِ النَّعامْ
أعراضُكم في طيّ ما حمّلتْ / لطائمٌ وهي لقوم لِطامْ
بواقيا حليةَ أحسابكم / ما دامت الأطواقُ حَلْيَ الحَمامْ
ما خدَم النيروزُ إقبالَكم / فهي لها أسورة أو خِدامْ
يومٌ من العام ولكنَّه / يكُرُّ في دولتكم ألفَ عامْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025