المجموع : 3
رُدّوا لها أيّامَها بالغميمْ
رُدّوا لها أيّامَها بالغميمْ / إن كان من بعدِ شقاءٍ نعيمْ
وافرجوا عن طُرقُات الحمى / لها عن المعوجِّ والمستقيمْ
تنفُضها ثم قضَى ما قضى ال / وخدُ على أثباجها والرسيمْ
فثَمّ أدراجُ مَطافيلِها / ومنزلُ الأينُقِ تحت القرومْ
وحيثُ جَمَّ الماءَ واستُسمنت / غواربٌ جُمٌّ برعِي الجَميمْ
رُدُّوا عن الأعناقِ أرسانَها / وكّرموها عن عِضاض الخطيمْ
ولا تَدُلُّوها فقدّامَها / أدلّة الشوق وهادي الشميمْ
وفوقها كلّ أخي صبوة / إذا الصَّبا هبّت غذاه النسيمْ
يرى بنجدٍ وبسكانه / ثروةَ ذي العُدم وبرءَ السقيمْ
قلوبُهم رِقٌّ لأهل الحمى / حيث النواصي حرةٌ والجسومْ
وكم بنجدٍ لك من قاتلٍ / لم يتحرَّجْ من مقام الأثيمْ
وجارحٍ تكلُم ألحاظُهُ / وهي إذا شاء دواءُ الكلومْ
وموقفٍ بالنّعفِ تهفو به / سفاهةُ الحبّ بلبّ الحليمْ
وأمِّ خَشْفٍ لو أحسَّتْ هوًى / عن ريمها لم تتعطَّفْ لريمْ
وكاتمٍ يُغري بأسراره / في هُدُب الأجفانِ دمعٌ نمومْ
قضيّةٌ يكذِب أشهادُها / ويقبلُ الحاكمُ دعوى الغريمْ
تجتمع الأضدادُ حينا ولا / يجتمع الشاكي بها والرحيمْ
حلَفتُ بالأُدمِ براها السُّرى / بَرْيَ المُدَى إلا الذَّمَا والأديمْ
طلائحٍ يأخذُ مجهودَها / رعَيُ المَوامِي واحتساءُ السمومْ
كلُّ سَنامٍ حالقٍ حتّه ال / سيرُ وجنبٍ بالحوايا جليمْ
لولا ابنُ أيّوبَ وآباؤه / ما نهضتْ مُحصَنةٌ عن كريمْ
قومٌ إذا ما احتجزوا بالحُبى / قالوا فكانوا شَرَقا للخصومْ
أو عُدَّ مجدُ الناس أطرافُهُ / وجنبه عدُّوهمُ في الصميم
أو ركبوا الخيل إلى مأزق / تبدّلوا الهام بفُوس الشكيم
بيضُ المجاني نورُ أوضاحهم / يشدخُ في وجه الزمانِ البهيمْ
إن كوثروا سدُّوا مسَدَّ الحصا / أو فوخروا أغنَوا غَناء النجومْ
أو قَطَرتْ في المحلِ أيديهُمُ / بانت بها آثارُ بُخل الغيومْ
عندكَ منهم بأبي طالبٍ / ما وصفَ الحادثُ فضلَ القديمْ
قامت بآثارهم عينهُ / وزاد والخمرةُ بنتُ الكرومْ
والمجدُ لا يُحرَزُ إلا إذا / رافدَ عزَّ النفس طيبُ الأرومْ
إلى عميد الرؤساء انبرتْ / تحتَ بني الحاجِ بناتُ العزيمْ
يطلبن حُرَّ الوجه حُلوَ القِرى / عشيرةَ الواحد مالَ العديمْ
أروعَ لا تُرهقه خُطّةٌ / يعثر بالمقعد فيها المقيمْ
ولا تُرى همّتُه في العلا / تحطُّ فيها نازلاتُ الهمومْ
تنتظمُ الحزمَ سياساتُه / نظمَ كعُوب الرمح إلا الوُصومْ
ذبَّ عن الدين بآرائه / فالدينُ من تدبيره في حريمْ
وجاهدتْ عن خلفاء الهدى / خالصةً منه بقلبٍ سليمْ
هم نصبوهُ دون أيامهم / فانحلَّ عنها كلُّ خطبٍ جسيمْ
ذخيرة منه تواصَوا بها / خلَّفها ظاعنُهم للمقيمْ
وزارة موروثُها تالدٌ / والبدر للشمس وزيرٌ قديمْ
مجلسه منها لآبائه / سيفاً فسيفاً يَنتضِي أو يَشيمْ
أعشَبَ قومٌ بولاياتهم / والنصح يُرضيه برعي الهشيمْ
يخصّه الكاملُ من فضله / ومالُه مشترَكٌ للعمومْ
ما عابه عصيان لُوّامه / والعيبُ في الجود على من يلومْ
يا من قصَرتُ العمرَ في ظله / ورفِده أرتعُ أو أستنيمْ
ورضتُ صَرفَ الدهر أولان لي / فلم أُبَلْ يجمحُ بي أو يقومْ
بحرُ أمانيَّ على مائه / يفهَقُ رِيًّا والأماني تحومْ
وعُروةٌ في الودّ ممسودةٌ / تحت يدي والودُّ حبلٌ رميمْ
تلوَّن الناسُ بألوانهم / عليّ والتاثَ الصديقُ الحميمْ
وكُدِّرتْ تلك الرَّكايا على / دَلوي فما أشربُ غيرَ الوخيمْ
وأنتَ والسلطانُ ما نلتَه / موطَّأُ الظّهر سليسُ الحزيمْ
وإن يكن صدٌّ يسوء الهوى / أو جفوةٌ تهتِك سِتر الكَتومْ
أو يُقْذَ وقتٌ ثم يُجلَى القذى / فالجوّ لا يُمطِرُ حتى يغيمْ
فابقَ أُزِرْكَ الباقياتِ التي / تُدَرَّج الأرضُ وليست تريمْ
ما وَسَمتْ عِرضاً على أنه / حلٍ و إلا جَمَّلَتْه الوُسُومْ
تحمِلُ منها كلَّ ريحانة / صبيحةَ النيروز يومَ القُدومْ
كأنها تحفةُ طيفِ الكرى / بالحبّ أو نُخبةُ كأس النديمْ
واجتلِها والودُّ إن أُمهِرتْ / أنفَسُ ما تُمنَحُ أو ما ترومْ
ودم وما أعطيتَ من نعمةٍ / لا أسأل الله سوى أن تدومْ
عِمي صباحا بعدَنا واسلمي
عِمي صباحا بعدَنا واسلمي / يا دار صفراءَ على الأَنعمِ
واحتلبي المزنَ أفاويقَها / بين سِماكيها إلى المِرزَمِ
مُرضِعةً تفطُمُ أولادها / من الثرى الجم ولم تُفطَمِ
حتى ترَيْ واسم رَوضِ الحمى / عليكِ خِصبا أثَرَ المِيسمِ
وتخطِري من خلَل الزَّهرِ في ال / مفَوَّفِ المَوْشِيِّ والمُعْلمِ
ومُلِّيَتْ أرضُكِ ما تحملُ ال / ريحُ إليها من هدايا السُّمِي
دعاء مَن أقنعه البين بع / د العينِ بالآثارِ والمُعلمِ
بكى النوى أمسِ فلم يدَّخرْ / دمعا يفيض اليومَ في الأرسمِ
خان بكاءُ العين أجفانَه / فناح والنوحُ بكاءُ الفمِ
تكلَّمي إن كنتِ قوّالةً / هيهات أو فاستمعي وافهمي
ومن بليات الهوى أنني / أَستفصح الأخبارَ من معجِمِ
أهلُكِ لا أهلكِ إلا الشجا / في الصدر لم يُلفظ ولمْ يُكظَمِ
بأيّ عيشٍ حادثٍ بدّلوا / من عيشنا في ظلِّك الأقدمِ
وأيّ أرضٍ حمَلَتْ أرضَهم / فلم تَمِدْ خسفا ولم تُظلمِ
كم خَفَروا ذمةَ مستسلمٍ / واحتقروا قتلَ امرىءٍ مسلمِ
وأجرمتْ عينٌ فساقوا الضنا / إلى فؤادٍ ليس بالمجرمِ
وليلةٍ بتُّ سهادي بها / لديكِ أحلى من كرى النوّمِ
معتصما من حَرّ وجدي ببر / د الحَلْيِ في جيدٍ وفي معصمِ
ندمان غضبان يريني الرضا / ومانع في صورة المنعمِ
تلين تحت الدلِّ أعطافُه / وهو إذا استُعطِف لم يرحمِ
أمزج كأسي معَه بالبكا / منه ولا أشربُ إلا دمي
فكيف يشفيني جنى ريقه / ووعدُه الإبدالَ بي مسقمي
اللهَ لي من زمنٍ مائلٍ / عليّ جَورا كيفَ قلتُ احكمِ
وصاحبٍ لو نقَل الأرضَ ما / رأى عِقالا ليَ في المغنمِ
يَقسِم بالوافي وبالبخس في ال / ناس وعندي خيبةُ المَقسَمِ
ولو رعى الحقَّ وإنصافَه / ما فاز بالقِدْح سِوى أسهمي
للدهر عندي ولأبنائه / بعد اجتماعي وثبةُ الأرقمِ
ووقفةٌ لا يبلغ الجُرح ما / يبلُغ مُفضِي قولِها المؤلمِ
تغادر الغدرَ قتيلا على / غَربِ حسام الكلِمِ المخذمِ
وتُصبح الأعراضُ من بعدها / مفضوحة في موسمٍ موسمِ
لكنّ بيتا من بيوت العلا / بعدُ مشيدُ المجدِ لم يُهدَمِ
تضمُّني حوَطةُ أبنائه / ضمَّ وِفاض النَّبْل للأسهمِ
كأنّ أيديهم على خَلَّتي / عصائبُ الجَبْرِ على الأعظُمِ
بيتٌ بنَى أيوبُ أركانَه ال / عُليا بناءَ الموثِق المحكِمِ
وتمَّ من أبنائه بعدَه / بالمسندِ الضابطِ والمدعِمِ
رحِّلْ إليهم كلَّ خَرَّاجةٍ / من مَخرِمٍ غُفلٍ إلى مَخرِمِ
تدوس باليمنى شمالا كما / قارن زندُ القادحِ الأجذمِ
لا يخلُقُ الليل لألحاظها / وحشةَ عين العاكر المعتمِ
إذا احتذت أرجلُها بالحصا / خدَّمها الإسآدُ بالعَندَمِ
إلى عميد الرؤساءِ انبرتْ / تُلاحِكُ الغارِبَ بالمِنسَمِ
إلى فتىً يُسفِر عن بشره ال / أبيضِ وجهُ الزمنِ الأقتمِ
أبلج يُستعدَى بإقباله / على هجوم القدرِ الأشأمِ
وتفتح الصفقةُ في كفِّه / رِتاجَ باب الأمل المبهمِ
يُفقره الجودُ وفيه الغنى / والجودُ قدما ثروةُ المعدمِ
وينزل العسرُ بمستصغِرٍ / لديه والشكرُ بمستعظِمِ
يمدُّ كفًّا في الندى سَبطة / بعضّة النادم لم تُكلَمِ
لو قُرنتْ بالبحر لم تحتشِمْ / أو مُسِحتْ بالنجم لم يُظلِمِ
للرشفِ واللثم مكانٌ بها / ينبو عن الدينار والدرهمِ
أرضَى الإمامين وفاءٌ له / وذمّة بالغدر لم تُذمَمِ
وذب عن ملكهما صارم / من رأيه بالعجز لم يُثلَمِ
آزرَهُ أو عزَّ مستبصراً / في الحق لم يرتب ولم يوهمِ
تعصِمه العفّة والعزُّ أن / تأخذَه لائمةُ اللوَّمِ
لا حرَّمَ الحِلَّ ولا استعذبت / شهوتُه يوما جنى محَرَمِ
ولا اقتفى إثر رجالٍ مضَوا / عيابُهم ملأَى من المأثَمِ
حتى إذا نيطت به لُوطِفت / جروحُها بالعاصِب الملحِمِ
قالوا له لما رأَوه لها / خذ دَستَها العالي فقلْ واحكُمِ
فأنتَ في الميراثِ في قُعدُدٍ / منها بحقٍّ عنه لم تُزحَمِ
حملَتها ثِقلا وأُكرِمتَ في ال / صبر فلم تَعْيَ ولم تسأمِ
مقامُ عزٍّ لك مَن رامه / تحرُّشا فرَّ من الضيغَمِ
وساوسٌ حدَّثَ جِنِّيُّها / قوما ولم يَرقِ ولم يعزِمِ
وربّ صعبٍ جاهِلٍ حلمُهُ / لم يعرف الصدر ولم يحلُمِ
وطامِعٍ شَمَّ رياحَ المنى / في جوّها بالأجدع الأرغمِ
يجاذب الأقدارَ من دونها / بِمسحَلِ التدبيرِ لم يُبرَمِ
وعمر أيامك فيها وإن / أَدْواه عمرُ الجَذَعِ الأزلمِ
وأرقَبُ الناسِ لما لا يرَى / في الليل باغِي عثرةِ الأنجمِ
ياحافظَ المجد بحفظي ويا / معُظِمَه في أنّه معظِمي
ومُعْلِقاً كفِّيَ ملمومةً / في العهد لم تُنكَثْ ولم تُفصَمِ
غرستَ من ودِّك حلوَ الجني / وربَّ غرسٍ ليس بالمُطعِمِ
وخاس قومٌ بجديد الهوى / وأنت راعٍ للهوى الأقدمِ
وإنما يقال لي دونهم / تَمَسُّكي بالأكرم الأكرمِ
فاسمعْ أُكايْلك جزاءً بها / غنيمةً جاءتك من مَغرَمِ
سيّارةً في الأرض لم تَغتَرِضْ / عَنْساً إلى سير ولم تَحْزِمِ
نافقةً في موسِمٍ مُكسَدٍ / ناطقةً في زمنٍ مفحَمِ
تُنسَى الليالي وهي مذكورةٌ / ويهرَمُ الدهر ولم تهرَمِ
عزَّةُ ذاتِ البعلِ فيها وإن / أعطتك ليناً ذِلَّة الأيِّمِ
نسيبة إمّا إلى هاشِم ال / قريضِ أو مخزومِهِ تنتمي
ما ضرَّها والعُرْب أبياتها / آباؤها منّي الأب الأعجمي
فاشرح لها صدراً ومَهرِجْ مع ال / أنعَمِ من عيشك فالأنعمِ
ملتقطا سمعُك من جوهر ال / كلام ما أنثره من فمي
ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المُقامْ
ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المُقامْ / ما خفتَ أن تُظلَمَ أو أن تضامْ
ودون صدر البيت مُرخًى به / عليك سِترُ الذلِّ صدرُ الحسامْ
وجانبُ الخفض على لينه / مع الأذى أوطأ منه السِّلامْ
خاطرْ فإمّا عيشةٌ حُرَّةٌ / يُرغِدُها العزُّ وإمّا الحِمامْ
كم تترك الجُمَّةَ مستروياً / بنُطفةٍ ليست تَبُلّ الأُوامْ
وترهَبُ الإصحار مستبرِداً / مع الضحى ظلَّ كسورِ الخيامْ
نمتَ ونام الحظّ فافتح له / جفنَك وانهض فإذا قمت قامْ
تحتشم التغريرَ والرزقُ في ال / إقدامِ والحرمانُ في الإِحتشامْ
زاحمْ على باب العلا ضاغطا / لا بدّ أن تدخُلَ بين الزحامْ
رامِ بها الليلَ فما يُسفر ال / نجاحُ إلا عن نقابِ الظَّلامْ
مَوارقاً عن عُقْل أشطانِها / مروقَ فُوقِ السهم عن قوسِ رامْ
لعلَّ حظًّا عُقمتْ هذه ال / أرضُ به يولَدُ بعد العقامْ
من طلبَ الغايةَ خطواً على / ظهر الهوينا رامَ صعبَ المرامْ
لله مفطورٌ على عزِّه / أرضعه المجدُ لغير الفِطامْ
لا يملِكُ الغِرِّيد إطرابَه / شجواً ولا نشوتَه للمدامْ
ولا تُوازي صدرَه فُرجةٌ / تساكن الحبّ وتَقرِي الغرامْ
لولا السُّرى مستضوئاً لم يكن / يرفَع طرفاً لبدور التمامْ
ينسيه حَرَّ الغيظ بردُ اللَّمَى / وجائرَ الحظ اعتدالُ القوامْ
حتى تَرَى بعدَ بطونِ الرُّبَى / أبياتَه فوقَ ظهورِ الإكامْ
تحسبُ من صبوته بالعلا / وسعيِهِ خلفَ الأمور الجِسامْ
أنَّ زعيمَ الدينِ أغراه بال / عزة أو علَّمهُ الاِعتزامْ
حدَّثَ بالشاهد من غيبه / مصدَّقُ الدعوى مزَكَّى الكلامْ
يريك بالجذوة من فضله / ما خلفَها من لهب واضطرامْ
أسرارُ وجهٍ شفَّ عن خُلْقِه / تطلُّعَ الخمرِ وراءَ الفِدَامْ
وجهٌ ترى البدرَ به مسفرا / وهو هلالٌ لك تحت اللثامْ
ماء الحياءِ الرطب والحسنُ في / وجنته ماءٌ وراحٌ وجامْ
قد كان لو أُفرِجَ عن طُرْقهِ / منسجماً أو همَّ بالإنسجامْ
لو عكفَ الحسنُ على قِبلةٍ / تعبُّدا صلَّى إليه وصامْ
وهمّةٌ أيسرُ ما ترتقِي / إليه تهوينُ الأمورِ العِظامْ
داست به الجوَّ وحسّادَه / مَداوسَ الذِّلَة فوق الرَّغامْ
شفا بها الملكَ وقد شفَّه / من سُفراء العجزِ طولُ السَّقامْ
كفَته منه قبلَ أيامِهِ / آراءُ نصرٍ هنُّ بيضٌ ولامْ
ورَدَّ عنه وادعا قاعدا / دُهمَ الخطوب الثائراتِ القيامْ
وعُدَّ من بعد أخيه ومن / بعدِ أخيهِ ثالثا للتّمامْ
واسطةٌ من بين هذا وذا / تكامَلَ السلكُ بها والنّظامْ
فهم ثلاثُ الخَيفِ في كلِّها / لمنسِكِ الحج فروضٌ تقامْ
سل بعليٍّ خصمَه إننا / نقنَع فيه بشهود الخِصامْ
يُخبِرْك من يحسدُه أنه / ضرورةً واحدُ هذا الأنامْ
تمنطق السوددَ طفلا وما / فُضَّ من العُوذَةِ منه خِتامْ
وهبَّ للعلياء في عَشْرِه / ولدةُ الخمسينَ عنها يَنامْ
فمرَّ في غَلْوِتِهِ سابقا / والناس مأمومون وهو الإمامْ
والريحُ تدعو وهي تقتصُّه / رُدُّوه إن كان لفيه لجامْ
يا أعيُنَ الناس انظري واعجبي / بذَّ كهولَ المجد هذا الغلامْ
مدّ إلى سؤَّاله والعدا / يَدَيْنِ للإنعام والإنتقامْ
والكسرُ والجبرةُ في موقفٍ / ما بين بَسطٍ منهما وانضمامْ
وجاد حتى لم يَدعْ فضلةً / عليه للبحر ولا للغمامْ
يَرى لما يحَفظُ من وفره / إضاعةَ العهدِ ونقضَ الذمامْ
كأنَّ ما قد حلَّ من ماله / وطاب محظورٌ عليه حرامْ
أغراه بالتبذير لُوَّامُه / فودّ من يسأله أن يُلامْ
يفديك مَن عادى معاليك أن / كان فداءَ الكرماءِ اللئامْ
تُوقِصه خلفَك عَثْراتُه / كبواً وما شقَّ رداءَ القيامْ
يذارع الجوّ بمشلولةٍ / محلولةٍ لم يرتبِطها عِصامْ
يُغمِدها من حيث سُلَّتْ ومَن / سلَّ ولم يقدِر على الضرب شامْ
يصعَد يبغيك وقد أوشكتْ / رجلاك أن تنزل بابنيْ شَمامْ
طابَ بكم تُربِي وطالتْ يدي / وأنبتتْ لحما أثيثاً عِظامْ
وعاودتْني حين أغنيتمُ / بعد مشيبي شِرّتي والعُرَامْ
فاستقبِلوها غُرَراً طَلْقةً / مع التهاني ووجوهاً وِسامْ
بارزةَ الحسن لكم كلَّما / نادتْ رجالا من وراء الفِدامْ
كرائما صاهرني منكُمُ / على عَذْاراها رجالٌ كرامْ
إذا المَهيرات شكونَ الشَّقا / طاب لها فيكم نعيمٌ ودامْ
سائرة لم يعتقل رُسغَها / شُكل ولم يحبِس طُلالا زِمامْ
لم تترك الغورَ لنجدٍ مع ال / إلف ولم تهجر عراقاً لشامْ
مع النُّعامى طائرات بكم / وجافلات معَ طَردِ النَّعامْ
أعراضُكم في طيّ ما حمّلتْ / لطائمٌ وهي لقوم لِطامْ
بواقيا حليةَ أحسابكم / ما دامت الأطواقُ حَلْيَ الحَمامْ
ما خدَم النيروزُ إقبالَكم / فهي لها أسورة أو خِدامْ
يومٌ من العام ولكنَّه / يكُرُّ في دولتكم ألفَ عامْ