المجموع : 4
هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم
هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم / أَيّامَ وَسمي بالتَّصابي وسيم
وعلِّلاني بنسيم الصبا / إِن كانَ يستشفي عليلاً سَقيم
لِلَّه أَيّامي بسفح اللِوى / إِذ كنتُ الهوى في ظِلال النَعيم
بانَت فَبانَ الصَبرُ من بعدها / فمدمعي غادٍ وحزني مُقيم
وَشادن غِرٍّ بأَمر الهوى / قَريب عَهدٍ جيدُه بالتَميم
يَرتع لهواً في نَعيم الصِبا / وَعاشقوه في العذاب الأَليم
العَينُ تَرعى منه في جنَّةٍ / وَالقَلبُ من إِعراضه في جَحيم
إذا بَدا في شعره خلتَه / شَمسَ الضُحى في جُنح ليل بَهيم
أَرعى له العهدَ وكم لَيلةٍ / حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَديم
فَلَيتَني إذ لَم يزُرني سوى / خَياله من بعضِ أَهل الرَقيم
وَلائمٍ لامَ على حبِّه / جهلاً بأَهل الحُبِّ وهو المُليم
يَرومُ منّي الغدرَ فيه وَما / ذمامُ عَهدي في الهوى بالذَميم
صُمَّ صَدى العاذِلِ في حُبِّ من / أَسكنتهُ من مُهجَتي في الصَميم
فَلَيتَ شعري هَل دَرى من به / قَد هامَ واِستَسلَم قَلبي السَليم
أَنّيَ أَصبَحتُ به شاعِراً / أَنظم فيه كلَّ عِقدٍ نَظيم
لكنِّني لَستُ وإن ظُنَّ بي / بِشاعِرٍ في كُلِّ وادٍ أَهيم
وَنَفحَةٍ هَبَّت لنا موهِناً / يا حبَّذا نفحة ذاك النَسيم
مرَّت بأَكنافِ رُبى حاجِرٍ / فأَرَّجت أرجاءَها بالشَميم
تَروي حديثَ الحُبِّ لي مُسنداً / عَن رامَةٍ عَن ريم ذاك الصَريم
باللّه خبّر يا نَسيمَ الصَبا / كَيفَ اللِوى بعدي وكيف الغَميم
هَل خفرَ العَهدَ أُهيلُ الحِمى / بعديَ أَم يَرعون عَهدي القَديم
وَلَيلَةٍ عانقتُ في جُنحها
وَلَيلَةٍ عانقتُ في جُنحها / ثالثةَ الشَمس وَبدرَ التَمام
فَلَم يَطِب لي ضمُّها ساعَةً / حتّى ضممتُ السَيفَ عند المنام
فاِستنكرت ضمّي له بيننا / وَقَد صَفا الوَصلُ وطاب اللِزام
قالَت فَدتكَ النَفسُ من حازِمٍ / ما تصنعُ الآن بِهَذا الحُسام
يُغنيكَ عنه لا خشيتَ العدى / مهنَّدُ اللَحظ ورمحُ القوام
معصيَتي أَعظَمُ من طاعَتي
معصيَتي أَعظَمُ من طاعَتي / لكن رَجائي منهما أَعظَمُ
وأَنتَ ذو الرحمَة يا سيِّدي / إِن لَم تكن ترحمُ من يَرحَمُ
وَرَوضَةٍ قابَلنا بِشرُها
وَرَوضَةٍ قابَلنا بِشرُها / بضاحكِ النوّارِ بسّامِهِ
تسحبُ فيها الريحُ أَذيالَها / وَينفحُ الوَردُ بأَكمامِهِ