كم أسدٍ رُوِّع بالشبلِ / فيها وحافٍ فاقَ ذا نعلِ
وكم سريٍّ بحره زاخرٌ / وكم فضيلٍ فازَ بالفضلِ

جبرتِ يا عائدتي بالصلَهْ / فتممي الإحسانَ تنفي الولَهْ
وهذه قد حُسبتْ زورةً / لمْ أَنْتِ يا لعبةُ مستعجلهْ

يا منْ أعارَ الليثَ حسنَ اللقا / وَكَمْ أعارَ السُّحُبَ الهطْلا
بعضُكَ في الجودِ ككل الورى / فاعجبْ لبعضٍ يعدلُ الكلا

قالْ حكتْ قامتُها صعدةً / فقلتُ لِمْ تَجْرَحُ تعديلَها
قال فقل ريقتها شهدةٌ / قلت فكم تقصدُ تعسيلها

امتلأتْ من ذهبٍ أكياسُهُ / وقلبُهُ ممتلئٌ مِنْ دَغَلْ
ما هو إلاّ حيةٌ بزقُها / بالسمِّ هذا المغربيُّ الزَغَل

معرةُ النعمانِ عيني إذا / ذكرتُها تُفرِطُ في سَيْلها
كم زهرةٍ تضحكُ في كمِّها / ونسمةٍ تعثُر في ذيلها

واعجبا من طول ليلي وقدْ / زارَ حبيبٌ فاقَ ظبيَ الفلا
ألقى على الليلِ ذؤاباتِهِ / فما استطاعَ الصبحُ أن يدخلا

وحاسدٍ يُظهِرُ بينَ الورى / نقصي ويستيقنُ مني الكمالْ
هذا عطاءُ اللهِ يا حاسدي / مالكَ غضبانُ على ذي الجلالْ

قالتْ لقدْ أحزنني عقدُهُ / وحلُّهُ عن ذلكَ الشغلِ
فقلتُ يا طولَ سروري به / قدْ صارَ أهلَ العقدِ والحلِّ

ما الأغنياءُ الأغبيا حجةٌ / وإنْ هُم عنْ حبنا مالوا
نرضى بما يقسمُهُ ربُّنا / لنا علومٌ ولهم مالُ

أكثرُ وطءِ الناسِ مِنْ شُبْهةٍ / أو مِنْ زنا والحلُّ فيهم قليلْ
فابنُ حلالٍ نادرٌ نادرٌ / والنادرُ النادرُ كالمستحيلْ

إن انقطعنا فالعتابُ الثقيلْ / وإنْ حضرنا فالحجابُ الطويلْ
وإنْ دخلنا فالودادُ القليلْ / واللهِ قَدْ حِرنا فصبرٌ جميلْ

مَنْ قالَ بالمردِ فإني امرؤٌ / إلى النسا ميلي ذواتِ الجمال
ما في سويدا القلبِ إلا النسا / ما حيلتي ما في السويدا رجال

قدْ أنعمَ اللهُ علينا بما / يعجزُ أهلُ الأرضِ عنْ مثلهِ
تفضُّلاً ما نحن أهلاً لهُ / فالحمدُ للهِ على فضلِهِ

ما صحبةُ السجّانِ محمودةٌ / فاحذرْ منَ السجانِ في الجملَهْ
كم حبسوا منْ مجرمٍ عندَهُ / فحازَ مِنْ كلِّ امرئٍ خصلَهْ

هُنيتَ عاماً مقبلاً مقبلاً / عليكَ بالسعدِ وعيشٍ حلا
مولايَ يا مَنْ قلبُهُ راحمٌ / وَهْوَ أحقُّ الناسِ أَنْ يعدلا
محبتي تقضي بمكثي هنا / وحالتي تقضي بأَنْ أرحلا
حسبْتُ في أيامكم رفعةً / وما خشيتُ الدهرَ أَنْ أنزلا
فقلتُ من يرضى خمولي إذنْ / فكنتَ أنتَ المحسِنُ المجمِلا
أتقنتَ في أيامِكَ البيعَ وال / صرفَ وما دافعَ بابَ الولا
إني إلى التفليسِ ماضٍ إذا / أهملتَ هذا الأمرَ مستقبلا
لم أنسَ لا أنسى رسولاً أتى / بنقلتي لا أعدمُ المرسِلا
قلت رسولي رمْتُ جرِّي عن ال / أهلينَ ماذا أنتَ مِنْ أم إلى
قال أنا منْ قلتُ لا إنَّ مِنْ / للابتدا أنتَ كذا قال لا
أنا إلى قلت إلى نعمةٍ / وجمعُها الآلاءُ عندَ الملا
أينَ هيَ النعمةُ في قاطعٍ / بقربِهِ ما حقَّ أَنْ يوصَلا
قالَ فما سميتني بعدَها / واحذرْ عن التوجيهِ أنْ تذهلا
قلتُ لهُ جئتَ بنفيٍ عن ال / جنسِ فحقَّ أنْ نسميكَ لا
قالَ انصرفْ قلتُ انصرافي على / مذهبِ أهلِ النحوِ لَنْ يجملا
فالعدلُ والتعريفُ عندي ولي / منزلةٌ في النحوِ لن تُجهلا
قالَ أضفناكَ إلى منصبٍ / آخرٍ فالصرفُ أرى أَمْثَلا
قلتُ شويتَ القلبَ مني بما / جئتَ فاستوصِ بي مُجمِلا
قالَ وكمْ قلبٍ على منصبٍ / شُوي بنارِ العذلِ حتى انسلى
قلتُ مكاني عامرٌ والذي / بدَّلْتَهُ مَرْبَعُهُ قَدْ خلا
قالَ اسمُكَ المعدولُ عنْ عامرٍ / قضى عنِ العامرِ أَنْ تعدلا
قلتُ لهُ ويلَكَ مثلي كذا / يضيعُ في البرِّ العلى مهملا
والجاهلُ الخائنُ في منصبٍ / عالٍ وأرضى لا وربِّ العلى
بيِّنْ ليَ القصدَ وصرِّحْ بما / تراهُ في أمري فقدْ أُشكلا
قالَ رآكَ الدهرُ أهلاً لما / وَلِيتَهُ فاختارَ أَنْ تخملا
عرضٌ وشكلٌ وذكاءٌ أما / تعذرُهُ في حسدٍ ضلَّلا
فعندما قالَ الذي قالَهُ / رسولكم أوضَحَ ما أعضلا
وبانَ لي ما يقصدُ الدهرُ لي / لكنْ رأيتُ الصبرَ بي أجملا
وانقطعَ البحثُ ورالَ المرا / فقدموا الناقصَ والأجهلا
تاللهِ لا باشرْتُ مِنْ بعدِها / حُكماً ومَنْ يرضى بهذا البلا

أحسنْ إلى الناسِ وإلا فلا / تعتبْ على الناسِ إذا قالوا
إذا حرمْتَ الناسَ مالوا فما / يردُّهمْ جاهٌ ولا مالُ

إنَّ لحساديَ عندي يداً / يحقُّ أن يعرفَها مثلي
أبدَوا عيوبي فتجنبتُها / ونبَّهوا الناسَ على فضلي

هويْتُ حصاداً حكَتْ قامتي / منْ طولِ ما يهجرُني منجلَهْ
أقولُ والسنبلُ منْ حولِهِ / مولايَ أنتَ الشمسُ في السنبلَهْ

لثغةُ مَنْ أهواهُ مِنْ حسنِها / عندي على الوجهينِ محمولَهْ
قلتُ سهامُ الطرفِ منسولةٌ / لرميِ قلبي قال منثولَهْ
قلتُ سيوفُ الصبرِ مسلولةٌ / عليكَ منّي قال مثلولَهْ