المجموع : 11
كَم تَنصَحُ الدُنيا وَلا نَقبَلُ
كَم تَنصَحُ الدُنيا وَلا نَقبَلُ / وَفائِزٌ مَن جَدُّهُ مُقبِلُ
إِنَّ أَذاها مِثلُ أَفعالِنا / ماضٍ وَفي الحالِ وَمُستَقبَلُ
أَجبَلَتِ الأَبحُرُ في عَصرِنا / هَذا كَما أَبحَرَتِ الأَجبُلُ
فَاِترُك لِأَهلِ المُلكِ لَذّاتِهِم / فحَسبُنا الكَمأَةُ وَالأَحبَلُ
وَنَشرَبُ الماءَ بِراحاتِنا / إِن لَم يَكُن ما بَينَنا جُنبُلُ
تَسَوَّقَ الناسُ بِفُرقانِهِم / وَاِنتَبَلوا جَهلاً فَلَم يَنبُلوا
وَلَيسَ ما يُنقَلُ عَن عاصِمٍ / كَما رَوى عَن شَيخِهِ قُنبُلُ
لا تَأمَنُ الأَغفارُ في النيقِ أَن / تُصبِحَ مَوصولاً بِها الأَحبُلُ
يُغنيكَ قَطرٌ بَل مِنكَ الصَدى / في العَيشِ أَن تَزدادَ قُطرُبُّلُ
وَالفَذُّ يَكفيكَ إِذا فاتَكَ الرَ / قيبُ وَالنافِسُ وَالمُسبِلُ
لَو نَطَقَ الدَهرُ هَجا أَهلَهُ / كَأَنَّهُ الرومِيُّ أَو دِعبِلُ
وَهوَ لَعَمري شاعِرٌ مُغرِزٌ / بِالفِعلِ لَكِن لَفظُهُ مُجبِلُ
إِن كُفَّ ما بَينَهُمُ حازِمٌ / فَلُبُّهُ المُطلَقُ لا يُكبَلُ
وَفاعِلاتُن وَمَفاعيلُها / تُكَفُّ في الوَزنِ وَلا تُخبَلُ
لا تَغبِطِ الأَقوامَ يَوماً عَلى / ما أَكَلوا خَضماً وَما سُربِلوا
يَذبُلُ غُصنُ العَيشِ حَقّاً وَلَو / أَضحى وَمِن أَوراقِهِ يَذبُلُ
فَلَيتَ حَوّاءَ عَقيمٌ غَدَت / لا تَلِدُ الناسَ وَلا تَحبَلُ
وَلَيتَ شَيئاً وَأَبانا الَّذي / جاءَ بِنا أَهبَلَهُ المُهبِلُ
وَلَيتَنا تُترَكُ أَجسادُنا / كَما يَزولُ السُمرُ المُحبِلُ
تَفَكَّروا بِاللهِ وَاِستَيقِظوا / فَإِنَّها داهِيَةٌ ضِئبَلُ
في سُنبُلٍ يُخلَقُ مِن حَبَّةٍ / ثُمَّتَ مِنها يُخلَقُ السُنبُلُ
أَرادَ مَن يَجهَلُ تَقويمَنا / وَنَحنُ أَخيافٌ كَما نُحبَلُ
يَكرَهُ عَولَ الشَيخِ أَبناؤُهُ / وَهَل تَعولُ الأُسدَ الأَشبُلُ
نَنزِلُ مِن دارٍ لَنا رَحبَةٍ / تَُطَلُّ بِالآفاتِ أَو توبَلُ
وَكُلُّ مَن حَلَّ بِها يَكرَهُ ال / رِحلَةَ عَنها وَهيَ تُستَوبَلُ
إِنَّ أَديماً لي أَنا وَقتُهُ / فَأَينَ مِنّي الشَجَرُ المَعبِلُ
كُلٌّ عَلى مَكروهِهِ مُسبَلُ
كُلٌّ عَلى مَكروهِهِ مُسبَلُ / وَحازِمُ الأَقوامِ لا يُنسِلُ
فَسلٌ أَبو عالَمِنا آدَمٌ / وَنَحنُ مِن والِدِنا أَفسَلُ
لَو تَعلَمُ النَحلُ بِمِشتارِها / لَم تَرَها في جَبَلٍ تَعسِلُ
وَالخَيرُ مَحبوبٌ وَلَكِنَّهُ / يَعجِزُ عَنهُ الحَيُّ أَو يَكسَلُ
وَالأَرضُ لِلطوفانِ مُشتاقَةٌ / لَعَلَّها مِن رَدَنٍ تُغسَلُ
قَد كَثُرَ الشَرُّ عَلى ظَهرِها / وَاِتُّهِمَ المُرسِلُ وَالمُرسَلُ
وَأَمقَرَت أَفعالُ سُكّانِها / فَهُم ذِئابٌ في الفَضا عُسَّلُ
وَمَن يَكُن يَومَ الوَغى باسِلاً / فَالمَوتُ في حَملَتِهِ أَبسَلُ
وَجَرعَهُ الذيفانِ مَشروبَةٌ / وَغَيرُها المُستَعذَبُ السَلسَلُ
فَأتِ جَميلاً لَم يَقَع بَأسُنا / بِأَنَّهُ يَوماً بِهِ يوسَلُ
مَن يَعرِفِ الدُنيا يَهُن عِندَهُ
مَن يَعرِفِ الدُنيا يَهُن عِندَهُ / إِمراعُها الدَهرَ وَإِمحالُها
لَذّاتُها تُعجِبُ أَملاكَها / لَو لَم تُغَيَّر بِهِمُ حالُها
دارٌ حَلَلناها عَلى رَغمِنا / وَإِنَّما يُنظَرُ تَرحالُها
وَالخَودُ كَالنَخلَةِ مَجنِيَّةٌ / وَزَوجُها البائِسُ فُحّالُها
إِنَّ عَجوزاً حُبِسَت بُرهَةً
إِنَّ عَجوزاً حُبِسَت بُرهَةً / ثُمَّ غَدا مِن حُكمِها القَتلُ
خاتَلَ إِبليسُ بِها رَهطَهُ / فَتَمَّ في القَومِ بِها الخَتلُ
كَم قارِئٍ هَشَّ إِلى نارِها / فَأَطفَأَت نورَ الَّذي يَتلو
هَذا زَمانٌ لَيسَ في أَهلِهِ
هَذا زَمانٌ لَيسَ في أَهلِهِ / إِلّا لِأَن تَهجِرَهُ أَهلُ
جَميعُنا يَخبِطُ في حِندِسٍ / قَدِ اِستَوى الناشِئُ وَالكَهلُ
حانَ رَحيلُ النَفسِ عَن عالَمٍ / ما هُوَ إِلّا الغَدرُ وَالجَهلُ
قَد فَنِيَ الوَقتُ فَما حيلَتي / إِذا اِنقَضى الإِمهالُ وَالمَهلُ
إِن خَتَمَ اللَهُ بِغُفرانِهِ / فَكُلُّ ما لاقَيتُهُ سَهلُ
أَصبَحتُ مَنحوساً كَأَنّي اِبنُ مَس
أَصبَحتُ مَنحوساً كَأَنّي اِبنُ مَس / عودٍ وَما أَطغى بِأَن أَهزِلا
لي أَمَلٌ فُرقانُهُ مُحكَمٌ / أَقرَؤُهُ غَضّاً كَما أُنزِلا
شَيخاً أَراني كَطُفَيلٍ غَدا / يَركُضُ في غارَتِهِ قُرزُلا
لا يَكذِبِ الناسُ عَلى رَبِّهِم / ما حُرِّكَ العَرشُ وَلا زُلزِلا
فَلَيتَ مَن يَفري أَحاديثَهُ / ماتَ فَصيلاً قَبلَ أَن يَبزُلا
يا جَدَثي حَسبُكَ مِن رُتبَةٍ / أَنَّكَ مِن أَجداثِهِم مَعزِلا
أَمَلَّني الدَهرُ بِأَحداثِهِ / فَاِشتَقتُ في بَطنِ الثَرى مَنزِلا
إِن نَشَأَت بِنتُكَ في نِعمَةٍ / فَأَلزِمَنها البَيتَ وَالمِغزَلا
ذَلِكَ خَيرٌ مِن شِوارٍ لَها / وَمِن عَطايا والِدٍ أَجزَلا
قَد بَدَّلَ العالَمُ عاداتِهِم
قَد بَدَّلَ العالَمُ عاداتِهِم / بَل قَدَرٌ مِن فَوقِهِم بَدَّلا
تَوَقَّعوا مِن دَهرِهِم عَدلَهُ / وَالدَهرُ لا يُحسِنُ أَن يَعدِلا
هَل يَأمَنُ الضائِنُ سيدَ الغَضا / أَوِ الحَمامُ المُغتَدي أَجدَلا
أَخافُ كَونَ الرَندِ ضالاً وَلا / آمَنُ كَونَ الضالَةِ المَندَلا
وَالشَرُّ فينا غالِبٌ طالِبٌ / يُلحِقُ بِالدَوِيَّةِ المَجدَلا
في كُلِّ دَهرٍ جَنَفٌ كامِنٌ / وَالنَحسُ في المَولِدِ وَالسَعدُ لا
يا مَعدِنَ العَسجَدِ أَصبَحتَ ما / تُخرِجُ إِلّا التُربَ وَالجَندَلا
وَالعُجبُ داءٌ قاتِلٌ أَهلَهُ / يُمانِعُ الأَستارَ أَن تُسدَلا
عَيرٌ عَلى سَفواءَ يُزهى مَنِ ال / قائِمُ لَمّا رَكِبَ الدُلدُلا
يا صاحِ ماأَهوى وَما أُقلي
يا صاحِ ماأَهوى وَما أُقلي / ثِقلي عَلَيَّ فَلا تَزِد ثِقلي
إِنَّ العُقولَ تَقولُ مولِيَةً / لَيسَ الأَنامُ كَنابِتِ البَقلِ
صَدِئَت خَواطِرُنا فَما صُقِلَت / وَالمَكثُ أَحوَجَها إِلى الصَقلِ
دُنياكَ دارٌ كُلُّ ساكِنِها / مُتَوَقَّعٌ سَبَباً مِنَ النَقلِ
وَالنَسلُ أَفضَلُ ما فَعَلتَ بِها / وَإِذا سَعَيتَ لَهُ فَعَن عَقلِ
دُنياكَ وَالحَمامُ في رُتبَةٍ
دُنياكَ وَالحَمامُ في رُتبَةٍ / مِن خارِجٍ غَمٌّ وَمِن داخِلِ
ما طَهَّرَت بَل دَنَّسَت وَاِرتَمَت / بِالسَيِّدِ الوَهّابِ وَالباخِلِ
لَو نُخِلَ العَيشُ لَما حَصَّلَت / شَيئاً سِوى المَوتِ يَدُ الناخِلِ
أَشهَدُ أَنّي رَجُلٌ ناقِصٌ
أَشهَدُ أَنّي رَجُلٌ ناقِصٌ / لا أَدَّعي الفَضلَ وَلا أَنتَحِل
جِئتُ كَما شاءَ الَّذي صاغَني / وَمَن يَصِفني بِجَميلٍ يُحَل
تَزَوَّجَ الشَيخُ فَأَلفَيتُهُ / كَأَنَّهُ مُثقَلُ إِبلٍ وَحِل
وَعِرسُهُ في تَعَبٍ دائِمٍ / لا تَخضُبُ الكَفَّ وَلا تَكتَحِل
مَلَّت وَإِن أَحسَنَ أَيّامَهُ / تَقولُ في النَفسِ مَتى يَرتَحِل
لَو ماتَ لَاِستَبدَلتُ مِنهُ فَتىً / إِنّي أَراهُ مُحرِماً لا يَحِلّ
وَيَثبُتُ اللَهُ وَسُلطانُهُ / وَكُلُّ أَمرٍ غَيرَهُ يَضمَحِل
ما نَخَلَتْ جارَتُنا وُدَّها
ما نَخَلَتْ جارَتُنا وُدَّها / يوْمَ ترَاءَتْ بكَثيبِ النُّخَيْلِ
قامَتْ أمامَ الرِّجْلِ مِثْلَ التي / تامَتْ أبا النّجْمِ غَداةَ الرُّحَيْل
ما صاحِبُ السّيْفِ سَعى نَمْلُه / مِن رَبّةِ الدُّمْلُجِ ذاتِ النُّمَيْل
لقد رآني لابِساً نَثْرَةً / أسحَبُ منها في الوغى فَضْلَ ذَيْل
يَحْسَبُهَا الضّبُّ إذا أُلْقِيَتْ / في أرْضِها الغَبَرَاءِ عُثْنونَ سَيْل
يَشْتَدّ خَوْفَاً بَعْدَ إخْبَارِهِ / حُسَيْلَةَ عنها وأُمَّ الحُسَيْل
ماذِيّةٌ هَمّ بها عاسِلٌ / من القَنا لا عاسِلٌ من هُذَيْل
دَقّتْ وما رَقّتْ ولكنّها / جاءتْ كما راقكَ ضَحْضَاحُ غَيْل
فمَنْ لِبسْطامِ بنِ قَيْسٍ بها / ذَخِيرَةً أو عامِرِ بنِ الطّفَيْل
فارسُها يَسْبَحُ في لُجّةٍ / من دجْلَةَ الزّرْقاءِ أو مِن دُجَيْل
هالَتْ وما هِيلَتْ وفاضَتْ على الصْ / صَاعِ ولم يُمْلأ بها صاعُ كَيْل
كأنّها كِسْفُ سَماءٍ هَوَى / لِحَوْبَةٍ خَرّ بها مِنْ سُهَيْل
أعَدّهَا الشّيْخُ مَعَدٌّ لِما / يَطْرُقُهُ مِن لَفّ خَيْلٍ بخَيْل
كانتْ لِهُودٍ عُدّةً قبْلَ أدْ / يانِ يَهُودٍ حَدَثَتْ مِن قُبَيْل
تُعَلّمُ الزُّمّيْلَ ضَرْبَ ابنِ دا / رَةَ المَنَايا كسَجايا زُمَيْل
أعِيلُ فيها كأخي لِبْدَةٍ / عائِلِ شِبْلَيْنِ حَليفٍ لِعَيْل
بُدّلْتُ مِن بُرْدِ الصِّبا شامِلاً / جَوْناً بلَوْنٍ كبَيَاضِ الأُجَيْل
فارْتَحَلَ النّضْرُ لرَبْعٍ سِوَى / رَبْعي فِراراً مِن أبيه شُمَيْل
وقد أقودُ الطِّرْفَ مُسْتَأْسِداً / رائِدَ بَقْلٍ مَرّةً أو بُقَيْل
أسِيلُ ماقَ العِيسِ في أكْحَلٍ / تَنْضَحُ ذِفْراها بمِثلِ الكُحَيْل
عن نَفَلٍ أسْألُ أو حَنْوَةٍ / سُؤالَ مُزْجي فِيلِهِ عن نُفَيْل
والمَرْءُ يَحْتالُ ويَغْتَالُ ما / عاشَ ويأتالُ بقَصْدٍ ومَيْل
والوُدُّ غَرّارٌ ونَجْوى علِيّ / ولدَيْهِ غيرُ نَجْوَى كُمَيْل
مِنْ حُبّ عبدِ الدّارِ ما أبعَدَتْ / حُبّى أخاها عن وَصايا حُلَيْل
والدّهْرُ إعْدامٌ ويُسْرٌ وإبْ / رامٌ ونَقْضٌ ونَهارٌ وليْل
يُفْني ولا يَفْنى ويُبْلي ولا / يَبْلى ويَأتي برَخاءٍ وَوَيْل
لو قال لي مالِكُه سَمّه / ما جُزْتُ عن ناجِيَةٍ أو بُدَيْل
يُدْعَى الفَتى ضَبّاً وفيهِ نَدىً / وواهِباً وهْوَ عَديمٌ لنَيْل
إنّ كُلَيْباً كان لَيْثَ الثَّرَى / والهِجْرِسَ الخادِرَ من غيرِ فَيْل
كم ظَبْيَةٍ في أسَدٍ تَعْتَزي / وجاهِلٍ مُنَسَّبٍ في عُقَيْل