القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 11
كَم تَنصَحُ الدُنيا وَلا نَقبَلُ
كَم تَنصَحُ الدُنيا وَلا نَقبَلُ / وَفائِزٌ مَن جَدُّهُ مُقبِلُ
إِنَّ أَذاها مِثلُ أَفعالِنا / ماضٍ وَفي الحالِ وَمُستَقبَلُ
أَجبَلَتِ الأَبحُرُ في عَصرِنا / هَذا كَما أَبحَرَتِ الأَجبُلُ
فَاِترُك لِأَهلِ المُلكِ لَذّاتِهِم / فحَسبُنا الكَمأَةُ وَالأَحبَلُ
وَنَشرَبُ الماءَ بِراحاتِنا / إِن لَم يَكُن ما بَينَنا جُنبُلُ
تَسَوَّقَ الناسُ بِفُرقانِهِم / وَاِنتَبَلوا جَهلاً فَلَم يَنبُلوا
وَلَيسَ ما يُنقَلُ عَن عاصِمٍ / كَما رَوى عَن شَيخِهِ قُنبُلُ
لا تَأمَنُ الأَغفارُ في النيقِ أَن / تُصبِحَ مَوصولاً بِها الأَحبُلُ
يُغنيكَ قَطرٌ بَل مِنكَ الصَدى / في العَيشِ أَن تَزدادَ قُطرُبُّلُ
وَالفَذُّ يَكفيكَ إِذا فاتَكَ الرَ / قيبُ وَالنافِسُ وَالمُسبِلُ
لَو نَطَقَ الدَهرُ هَجا أَهلَهُ / كَأَنَّهُ الرومِيُّ أَو دِعبِلُ
وَهوَ لَعَمري شاعِرٌ مُغرِزٌ / بِالفِعلِ لَكِن لَفظُهُ مُجبِلُ
إِن كُفَّ ما بَينَهُمُ حازِمٌ / فَلُبُّهُ المُطلَقُ لا يُكبَلُ
وَفاعِلاتُن وَمَفاعيلُها / تُكَفُّ في الوَزنِ وَلا تُخبَلُ
لا تَغبِطِ الأَقوامَ يَوماً عَلى / ما أَكَلوا خَضماً وَما سُربِلوا
يَذبُلُ غُصنُ العَيشِ حَقّاً وَلَو / أَضحى وَمِن أَوراقِهِ يَذبُلُ
فَلَيتَ حَوّاءَ عَقيمٌ غَدَت / لا تَلِدُ الناسَ وَلا تَحبَلُ
وَلَيتَ شَيئاً وَأَبانا الَّذي / جاءَ بِنا أَهبَلَهُ المُهبِلُ
وَلَيتَنا تُترَكُ أَجسادُنا / كَما يَزولُ السُمرُ المُحبِلُ
تَفَكَّروا بِاللهِ وَاِستَيقِظوا / فَإِنَّها داهِيَةٌ ضِئبَلُ
في سُنبُلٍ يُخلَقُ مِن حَبَّةٍ / ثُمَّتَ مِنها يُخلَقُ السُنبُلُ
أَرادَ مَن يَجهَلُ تَقويمَنا / وَنَحنُ أَخيافٌ كَما نُحبَلُ
يَكرَهُ عَولَ الشَيخِ أَبناؤُهُ / وَهَل تَعولُ الأُسدَ الأَشبُلُ
نَنزِلُ مِن دارٍ لَنا رَحبَةٍ / تَُطَلُّ بِالآفاتِ أَو توبَلُ
وَكُلُّ مَن حَلَّ بِها يَكرَهُ ال / رِحلَةَ عَنها وَهيَ تُستَوبَلُ
إِنَّ أَديماً لي أَنا وَقتُهُ / فَأَينَ مِنّي الشَجَرُ المَعبِلُ
كُلٌّ عَلى مَكروهِهِ مُسبَلُ
كُلٌّ عَلى مَكروهِهِ مُسبَلُ / وَحازِمُ الأَقوامِ لا يُنسِلُ
فَسلٌ أَبو عالَمِنا آدَمٌ / وَنَحنُ مِن والِدِنا أَفسَلُ
لَو تَعلَمُ النَحلُ بِمِشتارِها / لَم تَرَها في جَبَلٍ تَعسِلُ
وَالخَيرُ مَحبوبٌ وَلَكِنَّهُ / يَعجِزُ عَنهُ الحَيُّ أَو يَكسَلُ
وَالأَرضُ لِلطوفانِ مُشتاقَةٌ / لَعَلَّها مِن رَدَنٍ تُغسَلُ
قَد كَثُرَ الشَرُّ عَلى ظَهرِها / وَاِتُّهِمَ المُرسِلُ وَالمُرسَلُ
وَأَمقَرَت أَفعالُ سُكّانِها / فَهُم ذِئابٌ في الفَضا عُسَّلُ
وَمَن يَكُن يَومَ الوَغى باسِلاً / فَالمَوتُ في حَملَتِهِ أَبسَلُ
وَجَرعَهُ الذيفانِ مَشروبَةٌ / وَغَيرُها المُستَعذَبُ السَلسَلُ
فَأتِ جَميلاً لَم يَقَع بَأسُنا / بِأَنَّهُ يَوماً بِهِ يوسَلُ
مَن يَعرِفِ الدُنيا يَهُن عِندَهُ
مَن يَعرِفِ الدُنيا يَهُن عِندَهُ / إِمراعُها الدَهرَ وَإِمحالُها
لَذّاتُها تُعجِبُ أَملاكَها / لَو لَم تُغَيَّر بِهِمُ حالُها
دارٌ حَلَلناها عَلى رَغمِنا / وَإِنَّما يُنظَرُ تَرحالُها
وَالخَودُ كَالنَخلَةِ مَجنِيَّةٌ / وَزَوجُها البائِسُ فُحّالُها
إِنَّ عَجوزاً حُبِسَت بُرهَةً
إِنَّ عَجوزاً حُبِسَت بُرهَةً / ثُمَّ غَدا مِن حُكمِها القَتلُ
خاتَلَ إِبليسُ بِها رَهطَهُ / فَتَمَّ في القَومِ بِها الخَتلُ
كَم قارِئٍ هَشَّ إِلى نارِها / فَأَطفَأَت نورَ الَّذي يَتلو
هَذا زَمانٌ لَيسَ في أَهلِهِ
هَذا زَمانٌ لَيسَ في أَهلِهِ / إِلّا لِأَن تَهجِرَهُ أَهلُ
جَميعُنا يَخبِطُ في حِندِسٍ / قَدِ اِستَوى الناشِئُ وَالكَهلُ
حانَ رَحيلُ النَفسِ عَن عالَمٍ / ما هُوَ إِلّا الغَدرُ وَالجَهلُ
قَد فَنِيَ الوَقتُ فَما حيلَتي / إِذا اِنقَضى الإِمهالُ وَالمَهلُ
إِن خَتَمَ اللَهُ بِغُفرانِهِ / فَكُلُّ ما لاقَيتُهُ سَهلُ
أَصبَحتُ مَنحوساً كَأَنّي اِبنُ مَس
أَصبَحتُ مَنحوساً كَأَنّي اِبنُ مَس / عودٍ وَما أَطغى بِأَن أَهزِلا
لي أَمَلٌ فُرقانُهُ مُحكَمٌ / أَقرَؤُهُ غَضّاً كَما أُنزِلا
شَيخاً أَراني كَطُفَيلٍ غَدا / يَركُضُ في غارَتِهِ قُرزُلا
لا يَكذِبِ الناسُ عَلى رَبِّهِم / ما حُرِّكَ العَرشُ وَلا زُلزِلا
فَلَيتَ مَن يَفري أَحاديثَهُ / ماتَ فَصيلاً قَبلَ أَن يَبزُلا
يا جَدَثي حَسبُكَ مِن رُتبَةٍ / أَنَّكَ مِن أَجداثِهِم مَعزِلا
أَمَلَّني الدَهرُ بِأَحداثِهِ / فَاِشتَقتُ في بَطنِ الثَرى مَنزِلا
إِن نَشَأَت بِنتُكَ في نِعمَةٍ / فَأَلزِمَنها البَيتَ وَالمِغزَلا
ذَلِكَ خَيرٌ مِن شِوارٍ لَها / وَمِن عَطايا والِدٍ أَجزَلا
قَد بَدَّلَ العالَمُ عاداتِهِم
قَد بَدَّلَ العالَمُ عاداتِهِم / بَل قَدَرٌ مِن فَوقِهِم بَدَّلا
تَوَقَّعوا مِن دَهرِهِم عَدلَهُ / وَالدَهرُ لا يُحسِنُ أَن يَعدِلا
هَل يَأمَنُ الضائِنُ سيدَ الغَضا / أَوِ الحَمامُ المُغتَدي أَجدَلا
أَخافُ كَونَ الرَندِ ضالاً وَلا / آمَنُ كَونَ الضالَةِ المَندَلا
وَالشَرُّ فينا غالِبٌ طالِبٌ / يُلحِقُ بِالدَوِيَّةِ المَجدَلا
في كُلِّ دَهرٍ جَنَفٌ كامِنٌ / وَالنَحسُ في المَولِدِ وَالسَعدُ لا
يا مَعدِنَ العَسجَدِ أَصبَحتَ ما / تُخرِجُ إِلّا التُربَ وَالجَندَلا
وَالعُجبُ داءٌ قاتِلٌ أَهلَهُ / يُمانِعُ الأَستارَ أَن تُسدَلا
عَيرٌ عَلى سَفواءَ يُزهى مَنِ ال / قائِمُ لَمّا رَكِبَ الدُلدُلا
يا صاحِ ماأَهوى وَما أُقلي
يا صاحِ ماأَهوى وَما أُقلي / ثِقلي عَلَيَّ فَلا تَزِد ثِقلي
إِنَّ العُقولَ تَقولُ مولِيَةً / لَيسَ الأَنامُ كَنابِتِ البَقلِ
صَدِئَت خَواطِرُنا فَما صُقِلَت / وَالمَكثُ أَحوَجَها إِلى الصَقلِ
دُنياكَ دارٌ كُلُّ ساكِنِها / مُتَوَقَّعٌ سَبَباً مِنَ النَقلِ
وَالنَسلُ أَفضَلُ ما فَعَلتَ بِها / وَإِذا سَعَيتَ لَهُ فَعَن عَقلِ
دُنياكَ وَالحَمامُ في رُتبَةٍ
دُنياكَ وَالحَمامُ في رُتبَةٍ / مِن خارِجٍ غَمٌّ وَمِن داخِلِ
ما طَهَّرَت بَل دَنَّسَت وَاِرتَمَت / بِالسَيِّدِ الوَهّابِ وَالباخِلِ
لَو نُخِلَ العَيشُ لَما حَصَّلَت / شَيئاً سِوى المَوتِ يَدُ الناخِلِ
أَشهَدُ أَنّي رَجُلٌ ناقِصٌ
أَشهَدُ أَنّي رَجُلٌ ناقِصٌ / لا أَدَّعي الفَضلَ وَلا أَنتَحِل
جِئتُ كَما شاءَ الَّذي صاغَني / وَمَن يَصِفني بِجَميلٍ يُحَل
تَزَوَّجَ الشَيخُ فَأَلفَيتُهُ / كَأَنَّهُ مُثقَلُ إِبلٍ وَحِل
وَعِرسُهُ في تَعَبٍ دائِمٍ / لا تَخضُبُ الكَفَّ وَلا تَكتَحِل
مَلَّت وَإِن أَحسَنَ أَيّامَهُ / تَقولُ في النَفسِ مَتى يَرتَحِل
لَو ماتَ لَاِستَبدَلتُ مِنهُ فَتىً / إِنّي أَراهُ مُحرِماً لا يَحِلّ
وَيَثبُتُ اللَهُ وَسُلطانُهُ / وَكُلُّ أَمرٍ غَيرَهُ يَضمَحِل
ما نَخَلَتْ جارَتُنا وُدَّها
ما نَخَلَتْ جارَتُنا وُدَّها / يوْمَ ترَاءَتْ بكَثيبِ النُّخَيْلِ
قامَتْ أمامَ الرِّجْلِ مِثْلَ التي / تامَتْ أبا النّجْمِ غَداةَ الرُّحَيْل
ما صاحِبُ السّيْفِ سَعى نَمْلُه / مِن رَبّةِ الدُّمْلُجِ ذاتِ النُّمَيْل
لقد رآني لابِساً نَثْرَةً / أسحَبُ منها في الوغى فَضْلَ ذَيْل
يَحْسَبُهَا الضّبُّ إذا أُلْقِيَتْ / في أرْضِها الغَبَرَاءِ عُثْنونَ سَيْل
يَشْتَدّ خَوْفَاً بَعْدَ إخْبَارِهِ / حُسَيْلَةَ عنها وأُمَّ الحُسَيْل
ماذِيّةٌ هَمّ بها عاسِلٌ / من القَنا لا عاسِلٌ من هُذَيْل
دَقّتْ وما رَقّتْ ولكنّها / جاءتْ كما راقكَ ضَحْضَاحُ غَيْل
فمَنْ لِبسْطامِ بنِ قَيْسٍ بها / ذَخِيرَةً أو عامِرِ بنِ الطّفَيْل
فارسُها يَسْبَحُ في لُجّةٍ / من دجْلَةَ الزّرْقاءِ أو مِن دُجَيْل
هالَتْ وما هِيلَتْ وفاضَتْ على الصْ / صَاعِ ولم يُمْلأ بها صاعُ كَيْل
كأنّها كِسْفُ سَماءٍ هَوَى / لِحَوْبَةٍ خَرّ بها مِنْ سُهَيْل
أعَدّهَا الشّيْخُ مَعَدٌّ لِما / يَطْرُقُهُ مِن لَفّ خَيْلٍ بخَيْل
كانتْ لِهُودٍ عُدّةً قبْلَ أدْ / يانِ يَهُودٍ حَدَثَتْ مِن قُبَيْل
تُعَلّمُ الزُّمّيْلَ ضَرْبَ ابنِ دا / رَةَ المَنَايا كسَجايا زُمَيْل
أعِيلُ فيها كأخي لِبْدَةٍ / عائِلِ شِبْلَيْنِ حَليفٍ لِعَيْل
بُدّلْتُ مِن بُرْدِ الصِّبا شامِلاً / جَوْناً بلَوْنٍ كبَيَاضِ الأُجَيْل
فارْتَحَلَ النّضْرُ لرَبْعٍ سِوَى / رَبْعي فِراراً مِن أبيه شُمَيْل
وقد أقودُ الطِّرْفَ مُسْتَأْسِداً / رائِدَ بَقْلٍ مَرّةً أو بُقَيْل
أسِيلُ ماقَ العِيسِ في أكْحَلٍ / تَنْضَحُ ذِفْراها بمِثلِ الكُحَيْل
عن نَفَلٍ أسْألُ أو حَنْوَةٍ / سُؤالَ مُزْجي فِيلِهِ عن نُفَيْل
والمَرْءُ يَحْتالُ ويَغْتَالُ ما / عاشَ ويأتالُ بقَصْدٍ ومَيْل
والوُدُّ غَرّارٌ ونَجْوى علِيّ / ولدَيْهِ غيرُ نَجْوَى كُمَيْل
مِنْ حُبّ عبدِ الدّارِ ما أبعَدَتْ / حُبّى أخاها عن وَصايا حُلَيْل
والدّهْرُ إعْدامٌ ويُسْرٌ وإبْ / رامٌ ونَقْضٌ ونَهارٌ وليْل
يُفْني ولا يَفْنى ويُبْلي ولا / يَبْلى ويَأتي برَخاءٍ وَوَيْل
لو قال لي مالِكُه سَمّه / ما جُزْتُ عن ناجِيَةٍ أو بُدَيْل
يُدْعَى الفَتى ضَبّاً وفيهِ نَدىً / وواهِباً وهْوَ عَديمٌ لنَيْل
إنّ كُلَيْباً كان لَيْثَ الثَّرَى / والهِجْرِسَ الخادِرَ من غيرِ فَيْل
كم ظَبْيَةٍ في أسَدٍ تَعْتَزي / وجاهِلٍ مُنَسَّبٍ في عُقَيْل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025