المجموع : 4
كيفَ فؤادي والهوى شاغلٌ
كيفَ فؤادي والهوى شاغلٌ / يهيجهُ المنزلُ والنازلُ
ما زلتُ أخفيهِ وأخفى بهِ / في الناسِ حتى فضحَ العاذلُ
فعادنا المطلُ وعدنا لهُ / رحماكَ فينا أيها الماطلُ
كلُّ امرئٍ أيامُهُ تنقضي / لا أمل يبقى ولا آملُ
وما السنوغرافُ وما مثلتْ / إلا الصدى ينفلهُ الناقلُ
تُبعَثُ فيها أممٌ قد خلتْ / وتُجتلى في لندن بابلُ
كم مثلتْ من طللٍ ماثلٍ / فكادَ يحيى الطللُ الماثلُ
كأنَّ فيها للهوى منزلاً / فكلُّ قلب عندها نازلُ
تلهو بهِ غطبلةٌ خاذلٌ / وقد بكتْ عطبولةٌ خاذلُ
وعانقَ العاشق معشوقهُ / فاجتمعَ المقتولُ والقاتلُ
يا ويحَ نفسي هل رؤى نائمٍ / أم خطرةٌ ظنها غافلُ
لا تضحك الجاهلَ في نفسهِ / إلا بكى في نفسهِ العاقلُ
مواعظ مثلها هازلٌ / وربَّ جدٍّ جرهُ الهازلُ
كالنفسِ تنسى الهوى في لهوها / وليسَ ينسى الأجلُ العاجلُ
وهكذا الدنيا انتقاضٌ وما / يكونُ فيها فرحٌ كاملُ
كم ملؤا الجوَّ بصيحاتهم
كم ملؤا الجوَّ بصيحاتهم / وطاولوا النجمَ بلا طائلِ
وسيروها صحفاً بعضها / عن بعضِها في شغلٍ شاغلِ
تحتشدُ الأقلامَ فيها كما / يختلطُ الحابلُ بالنابلِ
وتجمعُ الحقَ إلى خصمهِ / وليتها تقضي على الباطلِ
رأيتها كالعضبِ إما نبا / فالذنبُ في ذاكَ على الحاملِ
ياقومُ لم تخلقْ بناتُ الورى
ياقومُ لم تخلقْ بناتُ الورى / للدرسِ والطرس وقالٍ وقيلْ
لنا علومٌ ولها غيرُها / فعلموها كيفَ نشرُالغسيلْ
والثوبُ والإبرةُ في كفِّها / طرسٌ عليهِ كلُّ خطٍّ جميلْ
محمدٌ ما لكَ من خاذلِ
محمدٌ ما لكَ من خاذلِ / فالحقُ منصورٌ على الباطلِ
والناسُ إما غفلوا مرّةً / عنكَ فما ربّكَ بالغافلِ
العدلُ والعقلُ أليفا هوىً / وليسَ كلّ لناسِ بالعاقلِ
والسيفُ إن يصدأ بكفِّ الذي / يحملهُ فالأمرُ للصاقلِ
فرحمةُ اللهِ بهذا الورى / منزلةٌ في قولهِ الفاصلِ
والحقُّ إن لانَ ولكنهُ / يودي بذاكَ الباطلِ الباسلِ
كالموجِ مهما همَّ في وثبهِ / تراهُ ينحلُّ على الساحلِ