فِدَاكَ مَن صامَ وَمَن أَفطَرا
فِدَاكَ مَن صامَ وَمَن أَفطَرا / وَمَن سَعى سَعْيَكَ أَو قصّرا
وَما الوَرَى أَهلاً فتُفْدَى بِهِم / وَهَل يُوازي عَرَضٌ جَوهرا
عَدْلٌ تَساوى تَحتَ أَكنافِهِ / مطافلُ العِين وأُسْدُ الشَّرَى
يا نورَ دينِ اللَّهِ كَم حادِثٍ / دَجا وَأَسْفَرْتَ لَهُ فَاِنْشَرَى
وَكَم حِمىً لِلشِّرْكِ لا يَهتدي ال / وَهْمَ لَه غادَرتَهُ مَجزرا
يا مَلكَ العصر الّذي صدرُه / أَفسحُ مِن أَقطارِها مَصدرا
وَاِبْنَ الَّذي طاوَلَ أَفلاكَها / فَلَم يَجِد مِن فَوقِهِ مَظهرا
مَناقِبُ تَكْسِرُ كِسْرَى كَما / تُقصِرُ عَن إِدراكِها قَيصَرا
ما عامَ في أَوصافِها شاعِرٌ / إِلّا رَأَى أَوصافَها أَشعرا
للَّهِ أصْلٌ أَنتَ فَرعٌ لهُ / ما أَطيَبَ المَجنى وَما أَطهرا
ما حَلَبُ البَيضاءُ مُذ صُنْتَها / إِلّا حَرامٌ مثل أُمّ القُرَى
شِيدَتْ في مَعمورِ أَرجائِها / لكلّ باغي عُمْرة مِشْعَرا
فَأَصبَحَ الشادي إِذا ثوَّبَ الد / داعي له هلّل أو كَبَّرا
لا عَدمَ الإسلامُ مَنْ كَفُّهُ / كَهْفٌ لِمَنْ أُرهق أو أُحْصِرا
كأنّما ساحتُه جَنَّةٌ / أجْرَتْ بها راحتُه كوثَرا
تَصرَّم الشّهر الَّذي كنت في / أَوقاتِهِ مِن قَدرِهِ أَشْهُرا
جِهادُ لَيلٍ في نَهارٍ فَفُزْ / إذْ كنت فيه الأصْبَرَ الأَشكَرا
أَصدَقُ ما يَرشُفُهُ سامع / ما هزَّ مِن أوصافكَ المِنبرا
أبقاك للدُّنيا وللدّين مَنْ / خَلّاكَ في لَيلِهما نيِّرا
حتَّى نَرى عيسى مِنَ القُدسِ قَد / لَجا إِلى سَيفِكَ مُستَنصِرا