القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 6
العلمُ بالأحكام لا يظهر
العلمُ بالأحكام لا يظهر / إلا على ألسنة الرسْلِ
والعلمُ بالآياتِ لا ينجلي / إلا لمن يمشي على السبل
فاحذر إذا شاهدت توحيده / شهود عينِ المثل لا الشكل
فإنه لم ينفِ إلا الذي / سميته بالشكلِ والمثلِ
فلو نفى الرتبةَ لم يتخذ / خليفةً في عالم السفلِ
والله قد عيّن نوّابه / في نشأةٍ قامتْ من الثقل
لم يقبل الروحَ له صورة / مجرَّداً عن نسبة الأصل
ألا ترى كيف نهى عبدَه / عن البترا وهي في النفل
وقدَّم الشفع على وتره / في سُورةِ الفجر إلى الليلِ
لأنه يقصدُ إنتاجها / في عالم التفصيل والوصلِ
لا يعرفُ الفضلَ على وجهه / إلا الذي يعطي من الفضل
ينقص ذو الإيثار في بذلِه / عن منزلِ الأفضالِ والفضل
الأصل قد يثبتُه فرعُه
الأصل قد يثبتُه فرعُه / والفرعُ لا يثبته الأصلُ
الأصلُ لا أصل له فاعتبر / قدر الذي ليس له أصلُ
الفرعُ قد يرجع في علمنا / أصلاً لا ينكره العقل
كعلمنا بالله من علمنا / بنا كما عيَّنه النقل
حتى يرى حَمدي له مطلقاً / ليس له جنسٌ ولا فصلُ
نادانيَ الحقُّ بقرآنه / يا فاعلاً ليس له فعل
فقلتُ لبيك كذا علمنا / فالأمر من بعدِ ومن قبل
لله مولانا ولكنْ بنا / دقيقةٌ جاء بها الفضل
لكلِّ ذي كشفٍ وذي فطنةٍ / خَصَّصها جوداً بها البذلُ
ما دمية أنشأها قالبي
ما دمية أنشأها قالبي / في قلبه يعبدها عذلي
فيها وفيهم مثلها غير أن / قد جهلوا ما هو معلوم لي
إن أنصف العقلُ رآها وقد / ألحقت المدبر بالمقبل
في كل حال عندها صورة / يشهدها العالي إذا يعتلى
كاملة في ذاتها مثل ما / يشهدها السافل في الأسفل
تبارك الله الذي لم يزل
تبارك الله الذي لم يزل / بما به متصفاً في الأزل
سبحانه من واحدٍ ما له / قد عز في سلطانه ثم جَل
أنكرتِ الألباب بعضَ الذي / جاءت به آياته والرسُل
وسلمته بعد ما أوّلت / ظاهره من خبرِ أو مثل
إن الذي أعطاه برهانها / لما بها من زيغٍ أو من علل
في قلبها كذا أتى وحيه / في ذكره من كلِّ خَطب جلل
ما استغنتِ الذاتُ التي برهنت / عن عَرض قام بها أو محل
إلا عن العالم من كونه / دليلُ كونِ حكمه لم يزل
وإنه إنْ لم يكن قائلاً / لم يكن الكونُ به واضمحل
فالأمر لا شكَّ على ما ترى / في عينه حكمةُ أهلِ الدول
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
ما أحسن العلمَ لمن يعمل / وأقبحَ الجهلَ بمن يجهلُ
إنَّ الإله الحقّ في فعله / قد يمهلُ العبدَ ولا يهمل
ويحرصُ العبدُ على فعل ما / ينفعه وقتاً وقد يكلُ
لأنه ينصر في فعله / ثم يرى في تركه يخذل
يا ليت شعري هل أرى من فتى / يبحث عما فيه أو يسألُ
حتى يرى من نفسه ربه / سبحانه يفعلُ ما يفعل
ويبصر الأكوان هل هي هو / لمثل هذا إخوتي فاعملوا
لأنه المطلوب منكم فلا / تفرطوا فيه ولا تهملوا
سألت قوما أهملوا أمرنا / فقال لي خاذلهم امهلوا
لا يُنسَبُ الفعل لغيرِ الذي / قيل لكم فإنه أجمل
كما أتى فيمن نسى آية / بأنه نسي ولا يعقل
إذا دنت للوقت ريحانةٌ / يشمها الأمثل فالأمثل
ولا يحصلُ الشخص على حكمه / فيه به علما وقد يحصل
مثلي فإني عالمُ أمره / فيّ وفي غيري فلا أجهل
من صانه يجهل أسراره / فلا تصونوه فما يجهل
الأمر مكشوف لعين الذي / يعرفه لكنه يسدل
عليه ستراً لصورٍ من غيرةٍ / فلا تقل بأنه يبخل
حاشاهمُ من بخلٍ يُنسَبُ / إليهم فإنهم كمل
آثارهم في الكون محجوبة / عنهم وهذا حدُّه الفيصل
ما بينهم وبين معبودهم / يدري به الأعلم والأفضل
فهم كمن تظهر أفعاله / بخاصة منه ولا يعقل
العلم بالرحمن لا يجهل
العلم بالرحمن لا يجهل / وهو على الجهل به يحملُ
فالجهلُ بالرحمن علم به / عليه أرباب النهى عوَّلوا
قد قال لا أحصي الذي قال لي / لأنه من عنده مرسل
وقال صديق به عجزه / درك له كذا روى الأوّل
وقال بسطامينا إنه / دعا عباد الله أن ينزلوا
إليه من حضرة أكوانهم / فأعرضوا عنه ولم يقبلوا
فعندما جاء إلى ربه / الفاهمُ ضمهمُ المنزل
من حارب الألباب في وصفه / فإنها عن دركه تسفل
الله لا يعرفه غيره / وما هنا غير فلا تغفلوا
فكلُّ عقدٍ فيه من خلقه / فثابت فيه ولو زلزلوا
فإنه أوسع من علمهم / بعلمه فيه فلم يحصلوا
إلا على القدر الذي هم به / فاجمل المر الذي فصَّلوا
فلا يحيطون به قال لي / علماً سوى القدر الذي حصلوا
وهو على التحقيق علم به / لكنه عن علمه أنزل
لذاك قلنا عند علمي به / سبحان من يعلم إذ يجهل
ما علم الخلق سوى ربهم / ومنهم المدبر والمقبل
إنعامه عمَّ فلم يقتصر / لأنه المنعم والمفضل
ولا تقل كقولهم في الذي / يشقى فإنَّ القوم قد عجَّلوا
لو نظروا بربهم أنصفوا / وتابعوا الحق فلم يعدلوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025