يا نَبَأَ سُرَّ بِهِ مَسمَعي
يا نَبَأَ سُرَّ بِهِ مَسمَعي / حَتّى تَمَنّى أَنَّهُ الناقِلُ
أَنعَشَ في نَفسي المُنى مِثلَما / يُحيِ الجَديبَ الواكِفُ الهاطِلُ
عَرَفتُ مِنهُ أَنَّ ذاكَ الحِمى / بِالصَيدِ مِن فِطيانِنا آهِلُ
عِصابَةٌ كَالعِقدِ في أَكرِنِ / يَعتَزُّ فيها الفَضلُ وَالفاضِلُ
مِن كُلِّ مِقدامٍ رَجيحِ النُهى / كَالسَيفِ إِذ يَصقُلُهُ الصقِلُ
البَدرُ مِن أَزرارِهِ طالِعٌ / وَالغَيثُ مِن راحَتِهِ هامِلُ
وَكُلُّ طَلقِ الوَجهِ مَوفورِهِ / في بُردَتَيهِ سَيِّدٌ مائِلُ
شَبيهَةَ الشَرقِ اِنعَمي وَاِسلَمي / كَي تَسلَمَ الآمالُ وَالآمِلُ
بِكُم وَبِالراقينَ أَمثالِكُم / يَفتَخِرُ العالِمُ وَالعامِلُ
بَعَثتُمُ هَملِتَ مِن رَمسِهِ / فَهَملِتٌ بَينَكُم ماثِلُ
تَمشي وَيَمشي الطَيفُ ف إِثرِهِ / كلاهُما مِمّا بِهِ ذاهِلُ
لا يَضحَكُ السامِعُ مِن هَزلِهِ / كَم عِظَةٍ جاءَ بِها الهازِلُ
رِوايَةً يَظهَرُ فيها لَكُم / كَيفَ يُداجي الصادِقَ الخاتِلُ
وَتَنكُثُ المِرآةَ ميثاقَها / وَكَيفَ يُجزي المُجرِمُ القاتِلُ
وَإِنَّما الإِنسانُ أَخلاقُهُ / لا يَستَوي الناقِصُ وَالكامِلُ
وَالنَفسُ كَالمِرآةِ إِن أُهمِلَت / يَعلو عَلَيها الصَدَءُ الآكِلُ
وَالناسُ أَدوارٌ فَذا صاعِدٌ / يُراوِدُ الشُهبَ وَذا نازِلُ
وَالدَهرُ حالاتٌ فَيَومٌ بِهِ / تَحُسُّ وَيَومٌ سَعدُهُ كامِلُ
فَمَثَّلوا الجَهلَ وَأَضرارِهِ / حَتّى يُعادي جَهلَهُ الجاهِلُ
وَمَثَّلوا الفَضلَ وَآياتِهِ / كَي يَستَزيدَ الرَجُلُ الفاضِلُ
وَصَوَّروا المَجدَ وَلَألائِهِ / عَسى يُفيقُ الهاجِعُ الغافِلُ
وَيَرجِعُ الشَرقُ إِلى أَوجِهِ / كَما يَعودُ القَمَرُ الآفِلُ
وَاِبنوا إِلى الآتينَ مِن بَعدِكُم / يَبنِ لِمَن يَخلُفُهُ القابِلُ
ما دُمتُمُ لِلحَقِّ أَنصارَهُ / هَيهاتَ أَن يَنتَصِرَ الباطِلُ