المجموع : 11
يا سيدي الأعلى الذي فضله
يا سيدي الأعلى الذي فضله / بَلّغني الآمال في كل حال
ومن له غُرٌّ الأيادي التي / ثناؤها الزهر مطاب مطال
لا أبرح الدهر لها شاكراً / رويّة إن ساعدت وارتجال
إليكها من شاعرٍ شاكِرِ
إليكها من شاعرٍ شاكِرِ / ألفى مجالَ القول رَحباً فقال
ولم يَقُل مِعشَارَ ما يَقتَضِي / بعضُ أيادِيكَ العراضِ الطوال
أسفر عن وجهٍ بديع الجمال
أسفر عن وجهٍ بديع الجمال / من اللهِ الكريم الفعال
فابتسمَت منهُ ثغورُ المُنَى / وأشرقَت منهُ وجوهُ الليال
أهلاً بهذا البرءِ من قادمٍ / ليسَ له بعد الحُلُولِ ارتحال
آب إلى المغنى فألقى العَصَا / مخيَّماً ليس لهُ من زوال
ويا لها من صِحَّةٍ أقبَلَت / بالنُّجحِ إقبال زمان الوصال
جاءت بوصلٍ ناسخ كلَّ ما / أبدَت من الصدِّ وطولِ المطال
تختال في موشى أثوابها / وتطلع المرأى لاأنيق الجمال
فأدبر السقم سريعَ الخُطا / وأقبلَ البرءُ فسيحَ المجال
فاهنأ بها من راحة سوّغت / موردها العذب البرود الزلال
أحي بها الله الهدى والنَّدى / والعلم والحلم وشتَّى المعال
خَصَّت وعمَّت فجميع الورى / يرتاح منها في ثياب اختيال
والملك قد أحكم تدبيره / بالعدلِ والبأس وبذل النوال
ألقى المقاليدَ إلى سَيِّدٍ / مؤثل المجدِ كريمِ الخلال
ابن الحكيم الحكم المرتقى / محمد معنى العلى والكمال
بَحرُ النَّدَى الزاخر شَمسُ العُلَى / طودُ النُّهَى الراسخ قُطبُ الجلال
خطبٌ كما شاءت صروفُ الليال
خطبٌ كما شاءت صروفُ الليال / تَرتجُ منه راسيات الجبال
عمَّت وخصَّت فجميعُ الورَى / ضاقَ بِهِم ذرع وعزّ احتمال
طارت لها ألبابُنا روعة / فكلُّ قلبٍ فهو رَهنُ الخَبال
وأظلمت آفاقُنا وحشةً / لحادثٍ ليسَ لَه مِن مِثَال
ما للرَّدى لا كان من فاتك / تنبو لديه عزماتُ الرجال
فأي دار لم يَرُع سِربُهَا / ولم يَدُسهَا بِخُطاها الثقال
فلتبكه أندلس إنه / أوسعها العدل المديد الظلال
ولتبكه الخيل العتاق التي / أعدِّها ذخراً ليومِ النِزال
وليبكه الوفد يرجونه / ولتبكه البيض وسمر العوال
وحسبه من شرف باهر / مُخلّد الذكر فسيح المجال
أن أعقب الملك المنيع الحمى / وخلّد العزّ البعيد المنال
لله منه دوحة أنبتت / فرعاً كريماً طاب أصلاً وطال
ومن كإسماعيل محي الهدى / بصادق العزم وحسن القتال
يا أيها المولى الذي فَضلُهُ / أنطَقَنِي رويّة وارتجال
لئن أصبت بالمصاب الذي / فاض به للدمع وكف انهمال
فقد بقيتَ سالماً للوَرى / في عزّ مُلكٍ واتصالِ اقتِبَال
وأنت نعم الخلق المرتجى / والحمد لله على كلّ حال
عمّت وخصّت فجميع الورى
عمّت وخصّت فجميع الورى / ضاق بهم درع وعزّ احتمال
من دوحة الملك التي أثمرت
من دوحة الملك التي أثمرت / نصراً به تسعد خير الملل
قد قرّت العين فمنيتها
قد قرّت العين فمنيتها / شتّى هِباتٍ مثلها لم يُنَل
وأنت نعم الخلق المرتجى
وأنت نعم الخلق المرتجى / والحمد لله على كل حال
ومن له غرّ الأيادي التي
ومن له غرّ الأيادي التي / ثناؤها الزهر مطاب مطال
يا أيها المولى الذي فضله
يا أيها المولى الذي فضله / أنطقني روية وارتجال
ما طلعت الشمس برأس الحمل
ما طلعت الشمس برأس الحمل / ولهجة النفس بنجح العمل
وقرّة العين بيوم الرضا / وبهجة القلب بنيل الأمل
ولذّة الأمن إذا ما حلا / مذاقه من بعد مرّ الوجل
ودولة الوصل أتت عاشقا / مرّت من الهجر عليه دُوَل
ومنظر الحسن وقد ناظرت / بيض الوجوه فيه سود المُقَل
أحسن من أيّام عرس بها / تأنّق الدهر لنا واحتفل
وكلّ يوم مرّ منها لنا / عيد سعيد خيره قد شمل
فالبشر فيها سابغ ثوبه / قد منح الأرض بنهل وبلّ
والجود فيها قد همت سحبه / فأروت الخلق بوبل وطل
والناس في أنس بها شامل / والملك في عزّ بها محتفل