المجموع : 8
هاجَرني ظلماً أبو حَفْصلٍ
هاجَرني ظلماً أبو حَفْصلٍ / فأصبحتْ أعداؤُنا جَذْلَى
مازحتُه في بعض أيامِه / فصار في النُّفخةِ كالحُبْلى
ما ليَ لم أغضب على عِرْسِه / إذ سلحتْ في لحيتي السفلى
طعنتُها أسفلَ وَجْعائها / فانبجست من ثُقْبها الأعلى
وفارسٍ ما شئْتَ من فارسٍ
وفارسٍ ما شئْتَ من فارسٍ / يهزم صفَّين من القمْلِ
إذا سرى في الجيش أغناهُمُ / ضريطُهُ جُبناً عن الطَّبْلِ
إقدامُهُ تضييعُهُ حِذرَه / من هوجٍ فيه ومن خبلِ
يحوَلُّ أو يثوَلُّ من صُفرةٍ / حتى تراه عازبَ العقلِ
ينزعُ طولَ الدهر من جُبنهِ / لكنه نزعٌ على مَهْلِ
وهاذرٍ يبلُغني هَدْرُهُ
وهاذرٍ يبلُغني هَدْرُهُ / لو شئتُ عفَّى قطرَه سَيلي
أعملتُهُ يركضُ في غَيّهِ / والخيلُ تُبقي الجَريَ للخيلِ
يا أيها الأعمى الذي سبَّني / محلَّلٌ ما نلتَ من نيلِ
شِعرُكَ لا تثبتُ آثارُهُ / من غرَّةِ اليومِ إلى الليلِ
مدَبُّ ذَرّ في نقا هائل / مرّت به مُعصفةُ الذيلِ
عفا فما يسطيعُ يقتافُهُ / ناظر لُقمانَ ولا قيلِ
لو كانَ في شِلوكَ لي مَبْطشٌ / لقد دعتْ أمُّكَ بالويلِ
يا أيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
يا أيُّها الهاربُ منْ دهرهِ / أدركَكَ الدهرُ على خَيلِهِ
يسوقُ من نُفرته طرةً / إلى مدىً يقصرُ عن نيله
فوجهُهُ يأخذُ من رأسهِ / أخذَ نهارِ الصيفِ من ليلهِ
مثلُ الذي يرقعُ من جَيبه / وهْياً بما يأخذُ من ذيلِهِ
لا تسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
لا تسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ / فليس ذاك العِلقُ من بالهِ
فتىً إذا حاولْتَ معروفَهُ / حمَّلْتَهُ أثقل أثقالِهِ
يستطرفُ الطارفَ من مالهِ / ويألفُ التالدَ من مالهِ
فليس في ماليْهِ من مَطمعٍ / إذا عراهُ بعضُ سُؤّاله
أحوجَهُ الله إلى مِثله / يوماً لكي يُجزَى بأفعاله
وقلَّلَ الأحياءَ من مثلهِ / وكثَّر الموتى بأمثاله
إذا تغنَّتْ شنطفٌ مرّةً
إذا تغنَّتْ شنطفٌ مرّةً / فاصفعْ ودعْ عنك الأَباطيلا
ضرّابةٌ بالطبلِ ضرّاطةٌ / تُجيبُ بالتطبيل تطبيلا
لها ضُراطٌ ريحُه عاصفٌ / تُطفئ بالليل القناديلا
مسمومةُ الريق إذا قُبّلت / صَحَّفت التقبيل تقتيلا
قبَّلها جلمودُ عرَّادةٍ / يُحسنُ للبخراءِ تقبيلا
فاحشةُ النقصانِ لكنها / قد كُمّلتْ بالبظرِ تكميلا
أزرَى بها اللَّه فلم يعطِها / إلا بطولِ البظر تفضيلا
إذا بدا الفيلُ وخرطومُه / قلنا أعارت بظرها الفيلا
غولٌ يبيت الشّرب من قبحِها / يرون في النوم التهاويلا
لو حُسّنَتْ معشارَ ما قبّحتْ / خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا
ما أحسنَ الأرقَم طوقاً لها / وأحسنَ الأسودَ إكليلا
قد عذَّبَ اللَّه امرءاً ناكها / طورينِ تعجيلاً وتأجيلا
من نَتْن حشَّيها وتشويهها / ومن لظىً تبَّاً وتضليلا
لا تعبدُ اللَّهَ ولكنها / تعبدُ بالليلِ الغراميلا
عَطَّلتِ الأرباب لا قُدّستْ / وما ترى للأير تعطيلا
منْ رتل الآية ألفيتَها / ترتّلُ الشهقة ترتيلا
في وجهها سيما وفي ساقها / من فعلها تلك الأفاعيلا
واضحةَ الأَثْرينِ من طول ما / تُناك إبراكاً وتجديلا
أفادها تَبراكُها غُرَّةً / وبذلُها الرّجلين تحجيلا
واللَّهِ ما أدري إذا كَرَّعتْ / أأحسنتْ أم أقبحَتْ قيلا
في سكرةِ الموتِ لنا مُذهلٌ / عنها وما أسرفتُ تمثيلا
إذا تغنّتْ سطعتْ نكهةٌ / تتركنا عنها مشاغيلا
يابسةُ العودِ وقد ذُلِّلتْ / قطوفُها للنيك تذليلا
لو رامت التوبةَ لم تستطعْ / لسُنَّةِ الشيطانِ تبديلا
تحققتْ بالفسق في دارهِ / وزادت التكريعَ تطفيلا
ليست تواري من أخٍ سوءةً / طالبةً إذ ذاك تنويلا
لكنها مَرَّتْ على سمعها / قصةُ هابيل وقابيلا
لا تعذلوا بظراء زمردةً / تُضحى لها الأيدي خلاخيلا
يا طالبَ التفصيلِ في شنطفٍ / حسبُك بالجملةِ تفصيلا
حَلَّت سراويلي على واسعٍ / ما خِلتُه إلا سراوِيلا
واستدخلت إيري فعوَّذْتُه / بربّ ميكالَ وجبريلا
وظُلْتُ لما غاصَ في بحرها / آملُ أن يرجع تأميلا
ثم تخلَّصتُ ففاصلتُها / فَصَّلها الجزارُ تفصيلا
وقلتُ لما حاولتْ رَجعتي / لَساء تسويلكُ تسويلا
حتّى إذا صادمتُ خرطومَها / باليأسِ تنزيلا وتأويلا
بكتْ على أيري بعين استها / حتّى لقدْ بلَّتْ مناديلا
قلتُ وما تهوَيْنَ من عاجزٍ / لم يمشِ من صحرائِكم ميلا
ولم يغصْ في بحركم قامةً / حتى أراهُ عزرائيلا
قالتْ صغيرٌ كاسَ في فعلِه / فلم أحاولْ عنه تحويلا
لم يملأ الآفاقَ لكنّه / قد دَوَّخَ الآفاقَ تجويلا
صادمَ حافاتِ حِرٍ كُلُّها / مُكلّلُ الرأسِ ثآليلا
فعُدْ ونِكني الآن قلتُ اغربي / لا أشتهي العُمش المهازيلا
أنتِ حلالٌ غيرُ محجورةٍ / حسبي بتشويهك تحليلا
وكلُّ منْ ظنَّك محظورةً / معتقدٌ في اللَّه تبخيلا
ولستْ أخشَى النارَ لكنني / أخشاك حسبي بك تنكيلا
منِ اغتدَى بعدَك يخشَى لظىً / لم يعتقد في اللَّه تعديلا
ولستِ واللَّه تذوقينه / إلا إذا هوَّمْت تخييلا
أقسمتُ لو ألبستِه جمّةً / يوسعُها كفُّك ترجيلا
ثمّ تحمّلْتِ وكلّلتِه / من فاخر الدُّرِّ أكاليلا
ما ذُقتِه عَوْداً ولو سُبّلت / وقوفُه في الفسق تسبيلا
فانصرفت مكروبةً شنطفٌ / تساجلُ الدمعَ المثاكيلا
عذرتُ ذاك الوجهَ لو أنَّهُ / يصلح للرأسِ منديلا
تسفيلُنا أملحُ من وجهِها / فما تبالي القال والقيلا
هل يُخجِلُ التسفيلُ مَنْ كُلُّه / يصلحُ للتسفيل تسفيلا
أحللتُ تنكيلي بباب استها / فكانَ للتنكيلِ تنكيلا
قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ / يُعرَفُ بالفحشاءِ تضليلُ
بل سوءةٌ غابتْ فأحضرتَها / جهلاً وغرَّتك الأباطيلُ
وأنت لا شكّ أخو ريبةٍ / بادرَ أنْ يبدره القيلُ
ينحلُ ما فيه ليخفَى له / وقلَّ ما تُغني التعاليلُ
هيهاتِ لن يرجعَ ما قد مضى / قد سبقتْ فيك الأقاويلُ
إن التي تبغي مواراتها / كأنّها في الليل قنديلُ
صاحَ بما جمجمتْ من سوءةٍ / ذِكْرٌ وتوراة وإنجيلُ
وليس تأويلُ أخي شبهةٍ / لكنّه نصٌّ وتنزيلُ
سُؤليَ أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
سُؤليَ أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ / قد امَّحى من صدرهِ الغِلُّ
كيلا ترى أنيَ مستأهلٌ / يوماً عصيباً ما لَهُ ظِلُّ
وأنتَ في حِلٍّ وإنْ نالني / منك الذي لا يسعُ الحِلُّ
لا يغضبُ العبدُ على ربهِ / ويَغضبُ الصاحبُ والخِلُّ
ولست بالصارفِ عنك الهوى / والرأيَ أنت الدّقُّ والجِلُّ
والإلُّ والذمةُ قد أُكّدا / فلتُرقبِ الذمةُ والإلُّ
قد كان برسامٌ وبُحرانه / فلا يكنْ بعدهما سِلُّ