المجموع : 13
ما كلَّفَ اللَّهُ لكَ الخَيلا
ما كلَّفَ اللَّهُ لكَ الخَيلا / أَن تَحملَ البَحرَ ولا اللَّيلا
وَلا رَأَينا فَرَساً قَبلَهُ / أرخَت عَليهِ مُزنةٌ ذَيلا
قامَ مَقامَ الرِّيحِ في حَملِها / فاستفرَغَ القوّةَ والحيلا
أشبهَ مَعروفَكَ في لَونِه / وَهمَّ أَن يُشبِهَهُ نَيلا
واستَسقَت الأَرضُ فَمِن حِرصِه / ألقَى عَلَيها الغَيثَ والسَّيلا
مَنيتُها تفرق مِن عَاذِلي
مَنيتُها تفرق مِن عَاذِلي / أَن يَحملَ النُّصحَ إِلى قابِلِ
تُصغِي إِلَى بَعضِ أَقاويلِهِ / لا تفرَقي ما كُنتُ بِالفاعِلِ
إِنِّي بِكُم ذو ضِنَّةٍ فَاعجَبي / مِن ضِنَّةِ المَقتولِ بِالقاتِلِ
وَعاذِلي إِن قَالَ قَولاً فَقَد / ضَيَّعَه في والِهٍ ذاهِلِ
كَأَنَّما خَيل ما بِي لَهُ / أَن يَعرِفَ الحَق مِنَ الباطِلِ
أَلقَتكَ يا قَلبُ صُروفُ الهَوى / ما بَينَها في شُغلٍ شاغِلِ
تَشييعُكَ الرّاحلَ مِن مَنِّها / أَذىً وتَرحيبُكَ بِالنازِلِ
وَناعِبٍ بِالبَينِ مِن كَاعِبٍ / مخاطِبٍ عَن فَادِحٍ عَاجِلِ
يُفصِحُ لِي بِالقَولِ فِي بَينِها / لا مَرحَبا بِالقَولِ والقَائِلِ
مَن نَاصِري عِندَ صُروفِ الهَوى / فإنَّ صَبري عِندَها خاذِلِي
وَلَو غَدا يَحملُ فيها النَّدى / كانَ الحُسينُ ابنُ أَبي كامِلِ
تَحلُبُ كَفَّاهُ وَبالاً عَلَى / صُروفِها كَالعارِضِ الوَابِلِ
أَصبَحَ في الساحِلِ مِن جُودِهِ / وفَضلِه بَحراً بِلا ساحِلِ
إِن مَدَّ باعَ البأسِ في مَعركٍ / طالَ فأَغناهُ عَن الذابِلِ
أَو هَز مِن آرائِه صارِماً / أدنَى حلُولَ الأَجلِ الآجِلِ
أبا عَليٍّ شِيَمٌ وَصفُها / تَضعُفُ عَنه قُوَّةُ الحامِلِ
أشغَلتُ طولَ الدَّهرِ فِكري بِها / جَهدي ولَم أُصبِح علَى طائِلِ
مَناقِب أَمكَن مَن لَم يكُن / إِلى اختِزانِ المالِ بالمائِلِ
فمَن أرادَ المَجدَ والمجدُ لا / يملكُهُ إِلا يَدا باذِلِ
هَل العُلى إِلا ثناءٌ وهَل / تَسمعُ مَن يُثني عَلى باخِلِ
ما يتَجلَّى وجهُهُ ماثِلاً
ما يتَجلَّى وجهُهُ ماثِلاً / للناسِ إِلا عَذلَ العاذِلا
يقتُلُني بالسُّقم ذو مُقلةٍ / صاحبُها أَولى بها قاتِلا
واعجَبي كيفَ يكونُ الضَّنى / في واحدٍ في آخر فاعِلا
يا طرفَ مَن أسهرَ طَرفي أضِف / شَيئاً إلى شَيءٍ يكُن كامِلا
أكحِل جُفوني بالكَرى مرةً / حتى تكونَ الأكحلَ الكاحِلا
وشادنٍ طافَ بمَشمولةٍ / وكاد يَجري مثلَها سائِلا
لا عِلم لي من أيِّ أعضائِه / آخذُها كي لا أُرى مائِلا
أُسقى عَلى السُّكر فَما أَفتَدي / من ولَعي شُدَّ معي ناهِلا
كأنَّه إذ قَوِيَت نَفسُهُ / يَرجو أبا طالِبٍ العامِلا
يَرجو رَجاءَ الناسِ مِن قَبلِه / مَن ذا يَسدُّ المَسلكَ السابِلا
ما تركَت شُهرتُه والنَّدى / عَنه وَلا عن مالِه سائِلا
فكلُّ من أحسبُه سامِعاً / ما قُلتُه أحسبُهُ قائِلا
كم سبقَت أنملُهُ فِكرَه / كأنَّ فيها خاطِراً جائِلا
فليسَ يكسو وَرقاً عارِياً / إلا تَحلَّى كلماً عاطِلا
ونائباتٍ كنتُ من قَبلِها / أحسِبُ تَقريبَكَ لي نائِلا
وكنتَ كالحاصِل عِندي ومَن / لم يتَكسَّب أنفقَ الحاصِلا
أحوجُ ما كنتُ إلى عَقلي
أحوجُ ما كنتُ إلى عَقلي / سلبتَهُ بِالكأسِ والرَّطلِ
أعطاني الدَّهرُ المُنى كلَّها / فَما له يأخذُني كلِّي
والعَدلُ أَولى بأميرِ العُلى / فليَعدِلِ الكأسَ على العَدلِ
يُعجبُكَ البَحرُ وأمواجُهُ
يُعجبُكَ البَحرُ وأمواجُهُ / واللَّيلُ والخلوةُ في اللَّيلِ
وَالبحرُ من جُودِكَ تَيّارُه / واللَّيلُ من نَقعِكَ في الخَيلِ
فعِش أبا الجَيش لِهذا وَذا / عالي المَعالي ساحِب الذَّيلِ
غنَّى لَنا في الصَّمتِ شَيئاً وما
غنَّى لَنا في الصَّمتِ شَيئاً وما / أحسَنَه لَو كانَ يَستَعمِلُه
فقُلتُ ما أَحسنَ ما قُلتَهُ / لَو كانَ ما تَذكرُه تَفعَلُه
أملَلتُ من كانَ كَريماً فَمَل
أملَلتُ من كانَ كَريماً فَمَل / واللَّومُ لا يَدخلُ لي في عَمَل
وقَد مَضى العيدُ وأَيامُه / تُشبِهُ أيامَ الصِّيامِ الأُوَل
فَهاتِ قُل لي ما الَّذي عازَني / في طَبق الخرفِ أما قَد كمَل
وانفذ إليَّ الميقدُونيَّ كَي / يَحملَ مِن هَمِّي ما قَد حَمَل
باتَت أَساطيرُ الهَوى تُتلَى
باتَت أَساطيرُ الهَوى تُتلَى / علَيهِ فاستَعذَبَ واستَملَى
واعتَرضَ الأهواءَ في طرقها / واتَّخذَ الأَلطافَ والرُّسلا
وَصارَ يَرعَى البُعدَ والقُربَ في / وَقتَيهِما والهَجرَ والوَصلا
ولا يَزالُ القَولُ مُستَحسَناً / في الحبِّ ما لَم يَجلِبِ الفِعلا
كيفَ اصطِباري والهَوى نافِثٌ / في عُقَدِ الصَّبرِ لينحلا
وما أَرى إِلا هَوىً مُقبِلاً / أقبلَ مَن أَهواهُ أَو وَلَّى
عمَّ الضَّنَى جِسمِي وأَجفانَهُ / أَهلاً بسُقمٍ يَجمَعُ الشَّملا
أَلقى عَلَىالأَعناقِ مِن جُودِه / قَلائِداً تَخِذتُها رُسلا
فهيَ إن انقادَت لَه قادَها / أو جَمَحَت مدَّ لَها حَبلا
مكارِمٌ لَم يَبقَ مِن رَسمِها / إِلا بَقايا وَزَنَت ثِقلا
عِندَ بَني أَفلحَ مكتوبَةٌ / ومِن بَني أفلَحَ تُستَملَى
فتىً دعَتهُ الشَّيخَ أفعالُهُ / وربَّ فِعلٍ شَيَّخَ الطِّفلا
وهكَذا الناسُ إِذا فُتِّشوا / أكبرهُم أكبرهُم فِعلا
إن أدرَكَ العيدَ وأفعالَه / فَالعيدُ لَم يُدرِك لَه مِثلا
أبا الحُسينِ الفَضلُ في أهلِهِ
أبا الحُسينِ الفَضلُ في أهلِهِ / وَكانَ لَولاكَ بِلا أَهلِ
فَما لِهَذا الدَّهرِ لا تَعتَدي / صُروفُهُ إِلا عَلَى مِثلي
ما بَرِحَت عَنِّي تَباريحُهُ / حتَّى تَسوَّقتُ منَ الرَّحلِ
مَاذا تَراهُ يا ابنَ بِشرٍ لمَن
مَاذا تَراهُ يا ابنَ بِشرٍ لمَن / هِمَّتُه ضرَّةُ أَحوالِهِ
تَعلو بِه طَوراً وكَم مِن فَتىً / عُلوُّهُ أَكبَرُ إِعلالِهِ
الناسُ صِنفانِ فمُستَرفِدٌ / مالاً وَلاقيكَ بأَفضالِهِ
فَواحِدٌ يُنفِقُ مِن وَجهِهِ / وآخَر يُنفِقُ مِن مالِهِ
عَجِبتُ من نَفسي ومِن أنَّها
عَجِبتُ من نَفسي ومِن أنَّها / كأنَّها تَكثُرُ بالقِلَّه
تَعتَزُّ بالفَقرِ إِذا استَشعَرَت / أنَّ الغِنى يُؤخَذُ بِالذِلَّه
فإنَّها في العِزِّ مُشتَقَّةٌ / مِن نَفسِ يَحيَى ابن عُبيد اللَّه
لأجلِ ذاكَ انتَقضَ الشَّرطُ بي / عَن مَذهَبي واعتَلَّتِ العِلَّه
وَصِرتُ أستَجديهِ من حاجةٍ / قَصداً وأَستَشفيهِ مِن عِلَّه
من حائِمٍ مُلتَهِبِ الغُلَّه
من حائِمٍ مُلتَهِبِ الغُلَّه / في الحالِ والحِيلةِ والخَلَّه
لَولا ظُنُونٌ علَّقَت نَفسَهُ / بالفَوزِ مِن فَوزِ بنِ عَبد اللَّه
أراكَ مَشعُوفاً تَرى أنَّ بَذ / لَ المالِ مِن مُفتَرَضِ المِلَّه
فاجعَل ليَ إِسماً في المقلِّين ما / دُمتَ تُداوِيهِم مِن القِلَّه
والناسُ لَولا أنتَ يأبَونَ أن / يُعالَجوا مِن هذِه العِلَّه
مُكحُلةٌ تَجمعُ أميالَها
مُكحُلةٌ تَجمعُ أميالَها / ولا أَرى مِيلَينِ في مُكحُلَه
يَقولُ مَن باتَ ضَجيعاً لَها / لا كانَ هَذا اللَّيلُ ما أطوَلَه