المجموع : 4
إن كنت تدري الرزق في بلدة
إن كنت تدري الرزق في بلدة / أو في مكان فاطلب الرزقا
وإن علمت الحق ينساك من / رزقك يوماً ذكِّر الحقا
وإن دخلت البيت تبغي به / توكُّلاً كيلا ترى الخلقا
فإنها تجربة وهي في / ربك شكٌّ يمنع الصدقا
وإنما الحيلة في تركك ال / حيلة فاتركها لكي ترقى
ما الغير إلا بابه المغلقُ
ما الغير إلا بابه المغلقُ / وكلنا مفعوله المطلقُ
وليس مفعولاً به عندنا / لأننا للفعل لا نسبق
وإننا المعنى الذي فعله / جاء به لما لنا يخلق
وليس مفعول به ظاهراً / بالفعل والسبق له حققوا
وقولهم ذا ليس شرطاً له / يرده بالصدر من يصدق
بل كل مفعول به سابق / للفعل قطعاً عند من يفرق
وكل من يجحد قولوا له / هات مثالاً عندنا يطبق
يكون مفعولاً به ماله / سبق على الفعل الذي يلحق
فإن يكن حاول في لفظة / جاء بها في النطق إذ ينطق
فأخبروه ليس مقصودنا / لفظ لنا يأتي به المنطق
وإنما المعنى مراد الذي / يقول والحق به مشرق
ظهرت لي يا غيب يا مطلقُ
ظهرت لي يا غيب يا مطلقُ / بالروح روح الأمر بي تشرقُ
والروح روح واحد كلنا / أرواحنا منه لنا تسبق
لسانه العقل إذا رام أن / ينطق بي في نفسه ينطق
كلامنا نحن وكل الورى / في نفسه ربي له يخلق
طبيعة بالروح تبدو كما / تخفى فلا غرب ولا مشرق
بحر هو الروح وأمواجه / جميع ما يسكن أو يخفق
مثل معانيك التي أنت في / نفسك تعنيها إذا تحدق
والكل خلق الله لاحت لهم / في كل شيء آية تبرق
يا مالكي روحك روحي كما / قلت نفخت الروح إذ حققوا
بيني وما بينك هذا فإن / خفيت فيه فأنا الأسبق
والغيب أنت الغيب حق ولا / نقدر أن ندنو ولا نلحق
وإنما تعرفه بالذي / صوّره الروح لنا المطلق
معرفة من روحنا مثلنا / مخلوقة دون الذي يخلق
والروح هذا ملك واحد / بملئ ملك الله يستوثق
أحب مولاه ولا يستطع / إدراكه وهو له يعشق
حيران فيه فتراه لنا / مصوراً فهو بنا يرمق
هذا طريق واسع والسوى / ذاك طريق أعوج ضيق
لا تظلم الله بما لا يليقْ
لا تظلم الله بما لا يليقْ / به ولا تدخل له في مضيقْ
فإن أهل الجهل قد بالغوا / في حقه بالنقص وهو الشفيقْ
يرحمهم دوماً وهم في عمى / عنه حمير بالغت في النهيق
ظنونهم فيها احتقار لهم / من غير علم عندهم في الطريق
كل امرئ منهم يظن الردى / هو الهدى والظن بئس الرفيق
سكران من خمر جهالاته / يا ليته لو كان يوماً يفيق
يا ويح قوم شبَّهوا ربهم / وقيدوه وهو وهو الطليق
يؤذونه سبحانه بالذي / قد نسبوه وهو ما لا يليق
وكم شريك أثبتوه له / به فخرّوا من مكان سحيق
كذا له صاحبةً أثبتوا / وولداً قل ذاك عبد رقيق
وعبدوا الأصنام جهلاً وقد / خروا إليها سُجَّداً بالحقيق
وعلقوا بالبيت أصنامهم / ودنسوا البيت الحرام العتيق
والنار أيضا عبدوها كما / هم يعبدون الشمس ذات الشريق
ويعبدون العجل من جهلهم / وكفرهم بالله وهو المحيق
وهكذا يؤذونه دائماً / وهو صبور ماءهم لا يريق
كما حكى القرآن هذا لنا / وكان ما قد كان من كل ضيق
حتى أتى الله بنور الهدى / وزال عن إشراقه ما يعيق
وأسفر الفجر وفاحت به / حدائق الورد وروض الشقيق
وقد تجلى لقلوب الورى / رب لهم قد كان نعم الصديق
وإنه غيب عن العقل بل / عن الحواس الخمس قول حقيق
وما له ماهية تقتضي / ظهوره فيها لمن يستفيق
وإنما الخلق ظهوراته / بهم تجلى مثل برق بريق
لم يتغير جل وهو الذي / يغير الغير ويهدي الفريق
خذ علمه عني فإني به / بحرٌ مداه للأعادي عميق
واحذر من الجبار يلقيك في / بحري فكم من جاهلٍ بي غريق
واشرب معي كأس الوجود الذي / عن غيره يغنيك فهو الرحيق
وقل لمن لا يعرفون الذي / هم فيه من خبث لديهم معيق
يا عصبة الطغيان والإفترا / إلى متى كفوا الحريق الحريق
ما أنتمو مثلي لكي تعرفوا / ما حجر الكدّان مثل العقيق