المجموع : 6
يا ذا الذي يَصدُقُني وُدَّهُ
يا ذا الذي يَصدُقُني وُدَّهُ / وليس مكذوبٌ كمصدوقِ
أنت أبا عبد الإله امرؤٌ / سابقُ مجدٍ غيرُ مسبوق
خُلِقتَ في أكرم ما خلقةٍ / فأنت من أكرم مخلوق
لا كالألى حَصَّلتُ من وُدِّهم / ما حصَّل النافخُ في البوق
بضاعتي كاسدةٌ عندهم / كسادَ ماءٍ عند مخنوق
فاعجبْ ففي قوليَ أُعجوبةٌ / منسوقها أعجبُ منسوق
منزليَ الشامُ كما قد ترى / وإنما زيتي من السُّوق
لحيةُ مَن يرضى بذا لحيةٌ / ما صَلُحَت إلا لدَبُّوق
تعالَ عندي مجلسٌ مونِقٌ
تعالَ عندي مجلسٌ مونِقٌ / يزيدُ أَضعافاً على المونق
فقهوةٌ كالنار لكنها / إن تلقَ غيرَ الهمِّ لم تَحْرق
والنرجسُ الأبلقُ والنفسُ لا / تملُّ قربَ النرجس الأبلق
وكلُّنا من نَمَطٍ واحدٍ / في الزيِّ والمذهب والمنطق
ما عندنا مَن نَفسُهُ عنده / كالشاهِ والندمانُ كالبيذق
نديمُه قُدامَه ثعلبٌ / فدامَ ليث الغابةِ المطرق
إن شاء أن ينطقَ كان الذي / يشاءُ أو إن شاءَ لم ينطق
يا عجباً أَبْصَرْتُ في السوقِ
يا عجباً أَبْصَرْتُ في السوقِ / ما أبْصَرَتْهُ عينُ مخلوقِ
ما راعني إلا فتىً عاشقٌ / وعينُهُ في عينِ معشوق
ضمّتهما الطُرْقُ إلى مَوْضعٍ / كحلقةِ الخاتَمِ في الضيق
فافترقا خَوْفَ رقيبيهما / عن موعدٍ باللحظِ مسروق
يا غصُناً وَجنَتُهُ زهرةٌ
يا غصُناً وَجنَتُهُ زهرةٌ / وشعره المسبَلُ أوراقُهُ
يثمرُ رماناً على صدره / تجنيه بالألحاظ عُشَّاقُه
قد صَوَّحتْ روضَتيَ المونقَهْ
قد صَوَّحتْ روضَتيَ المونقَهْ / وانتُزعتْ دَوحتيَ المورقهْ
بابٌ إلى الجنَّة وَدَّعتُهُ / منذ رأيتُ الموتَ قد أغلقه
لا يبعَدَنْ مثواكِ يا أمِّ ما / أبعدَ مثواكِ وما اسحقه
قد صدَّق الموتُ الذي لم أزلْ / أحذَرُه فيكِ وقد حقَّقه
يُقلقُ أحشائي على مضجعي / تذكُّري أحشاءَك المقلقَه
وَحَمْلَكِ السُّقْمَ وأعباءَهُ / في جَسدٍ أَضعفَ من بَرْوَقَه
لله أمٌّ ما يني حزنها / مجدِّداً أحزانيَ المخلقه
كم أودعَتْ أُذنيَ من أنَّةٍ / تودعُ قلبي جمرةً محرقه
ومن تشكٍّ كنتُ أولى به / أَسهُمُه في كبدي مُطلَقه
أَقولُ والأنفاسُ قد صاعدتْ / في الصَّدر منها وهي كالمُطرِقه
يا للمنايا كيف أنجو بها / من كَرْبها وهي بها مُحدقه
مَن تتحامى إن ترى ظلمةً / أسكَنتُها في ظُلَمٍ مُطبِقه
ومن تضيقُ الأرض في عينها / أَهديتُها للحفرة الضيِّقه
يا مهجةً جُزْتُ فضمنتها / من الثرى غيرَ الضمين الثقه
علامَ طابتْ بكِ نفسي وقد / عهدتُها حانيةً مُشفِقه
بكتْ ثرى أنتِ به مُزنَةٌ / عيونُها بالدمعِ مغرورقه
ولا خلا من زاهرٍ مشرقٍ / مبتسمٍ عن زهرة مُشرقَه
قل لأبي عمران خدن الأذى
قل لأبي عمران خدن الأذى / قولا منوطا بعرى الصدق
تبقى الأحاديث ويمضي الفتى / فقل له ما شاء فليبق