بي مِن جوى التبريحِ اشِفاقُ
بي مِن جوى التبريحِ اشِفاقُ / فهل لدائي منه اِفراقُ
ولي فؤادٌ مِن حذارِ النوى / ورحلةِ الأحبابِ خَفّاقُ
ومقلةٌ جادتْ بأمواهِها / على الطلولِ الخُرْسِ آماقُ
لا نومُها عادَ ولا طيفُهمْ / بعدَ النوى والبينِ طرّاقُ
منازلٌ مذ بانَ سكّانُها / عاودَني هَمٌّ واِيراقُ
ذِكْرٌ ووجدٌ بهما تلتظي / أضالِعٌ تَفْنَى وأشواقُ
وأربعٌ يشقى بها مغرمٌ / تُقلِقُه الذكرى ومشتاقُ
ووقفةٌ فيها واِنْ أرمضتْ / بِسُّمِ يومِ البينِ درياقُ
ما أنسَ لا أنسَ وقد ثوَّرَ ال / حادونَ عن نجدٍ وقد ساقوا
وراعني لا راعني بعدها / للبين اِرعادٌ واِبراقَ
واندفعتْ كلُّ بجاويَّةٍ / اِعمالُها نصٌّ واِعناقُ
وكلُّ وخادٍ رمينا بهِ / غُبرَ الموامي فهو سبّاقُ
له وراءَ القومِ أن غلَّلُوا / في البيدِ اِشآمٌ واِعراقُ
فهل يُرجَّى لفؤادي وقد / سارَ مع الأظعانِ اِطلاقُ
ظعائنٌ قامَ لأشواقِنا / بعد تنائيهنَّ أسواقُ
وأنفسُ العُشّاقِ بعدَ النوى / قد بقيتْ منهنَّ أَرْماقُ
ذاقوا مِنَ الوجدِ وأسبابِه / بعدَ نوى الجيرةِ ما ذاقوا
حواجبُ الغيدِ قِسيٌّ لها / في الحُسنِ قبلَ اليومِ اِغراقُ
كم فتكتْ يوُماً بعُشّاقِها / منهنَّ أهابٌ وأحداقُ
والحبُّ داءٌ راحَ مِن قبلِنا / عليه أحبابٌ وعُشّاقُ
أحبَّةٌ قد كان ناديهمُ / له بنورِ القومِ اِشراقُ
فوابلُ الدمع وقد أزمعوا / عن الحمى في الدارِ غَيداقُ
هم نقضوا عهدي ومَنْ ذا الذي / ما خانَهُ عهدٌ وميثاقُ
وما حماماتٌ بوادي الغَضا / مِن لحنها يَخْجَلُ اسحاقُ
لنوحِها في كبدي كلَّما / ناحتْ على الأغصانِ اِحراقُ
كأنَّها فيها قيانٌ غدتْ / يستُرها منهنَّ أوراقُ
يوماً كَنَوحي عندما كظَّني / مِن ألمِ التبريحِ اِرهاقُ
ولا سحيقُ المسكِ قد حبَّه / في الحيَّ عطارٌ وسحّاقُ
ينفحُ بالطيبِ فيستافُه / مِن نسماتِ الريحِ نشّاقُ
يوماً كأشعاري وقد عُطَّرَتْ / منهنَّ أمصارٌ وآفاقُ
لنظمهِ في طبقاتِ النُّهى / يدٌ وفي الاِعرابِ اِعراقُ