القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف الرَّضي الكل
المجموع : 3
لَو صَحَّ أَنَّ البَينَ يَعشَقُهُ
لَو صَحَّ أَنَّ البَينَ يَعشَقُهُ / ما اِستَعبَرَت في السَيرِ أَينُقُهُ
قَمَرٌ عَلى غُصنٍ يُرَنِّحُهُ / مَرُّ اللِحاظِ وَلَيسَ يَرشُقُهُ
طَأطَأتُ لَحظَ العَينِ حينَ خَطا / وَالبَينُ يَرمُقُني وَيَرمُقُهُ
وَأَذَبتُ دَمعي يَومَ وَدَّعَني / في صَحنِ خَدٍّ ذابَ رَونَقُهُ
وَدَّعتُهُ وَالبَدرُ تَحسَبُهُ / مُتَقاعِساً في الفَجرِ أَعنَقُهُ
وَاللَيلُ يَكبو فيهِ أَدهَمُهُ / وَالصُبحُ يَنهَضُ مِنهُ أَبلَقُهُ
وَاللَثمُ يَركُضُ في سَوالِفِهِ / وَتَكادُ خَيلُ الدَمعِ تَسبُقُهُ
ما غَرَّني يَومَ اللِقاءِ وَلا / خَدَعَ اِرتِياحَ هَوايَ رَيَّقُهُ
وَعَلِمتُ حينَ نَشَرتُ مِطرَفَهُ / أَنَّ الفِراقَ غَدا يُمَزِّقُهُ
بَكَتِ الجُفونُ وَأَنتَ طارِفُها / وَشَكا الفُؤادُ وَأَنتَ مُحرِقُهُ
وُدّي لِخَيرِ الناسِ أَذخَرُهُ / ما كُلُّ وُدٍّ فيكَ أُنفِقُهُ
وُدٌّ تَقادَمَ عَهدُهُ فَصَفا / وَجَديدُ وُدِّ المَرءِ أَخلَقُهُ
لِمُشَمِّرِ الأَطرافِ مُنزَعِجِ ال / أَعطافِ يُهجِعُهُ تَأَرُّقُهُ
لِأَغَرُّ تُعشي الشَمسَ غُرَّتُهُ / وَيَشُقُّ جَيبَ اللَيلِ مُشرِقُهُ
يَسري فَتَحجُبُهُ خَلائِقُهُ / وَيُضيءُ أَوجُهَها تَخَلُّقُهُ
أَبدَت خَبِيَّ المَجدِ طَلعَتُهُ / وَأَذاعَ سِرَّ المَجدِ مَنطِقُهُ
وَلَقَلَّما شَرِقَت أَسِنَّتُهُ / إِلّا وَصَفوُ الحَمدِ يُشرِقُهُ
وَإِذا اِستَرَقَّ المَحلُ مُرتَبَعاً / أَمَرَ السَحابَ الجَونَ يُعتِقُهُ
وَإِذا تَأَمَّلَ شَخصَهُ مَلِكٌ / أَوما إِلى قَدَمَيهِ مَفرِقُهُ
في كَفِّهِ عاري الذُبابِ لَهُ / لَمعٌ يَدُلُّكَ كَيفَ تَرمُقُهُ
أَطغاهُ رَونَقُ غَربِهِ فَطَغى / وَالمَاءُ يُطغيهِ تَرَقرُقُهُ
جَذلانُ يَرقُصُ في الرُؤوسِ إِذا / غَنَّتهُ بِالصَهَلاتِ سُبَّقُهُ
صَلّى الرَدى لَو يَستَطيعُ إِلى / نَصلٍ بِراحَتِهِ مُخَلَّقُهُ
يُؤوي الضُيوفَ وَدونَ حُجرَتهِ / بابٌ عَلى الأَحداثِ يُغلِقُهُ
وَإِذا النَوائِبُ زَعزَعَت يَدَهُ / في الطَعنِ جاءَتهُ تُمَلِّقُهُ
عُريانُ خَيلِ الغَدرِ مِن دَنَسٍ / لا يَستَطيعُ الغَدرُ يَعلُقُهُ
الجودُ يَنهاهُ وَيَأمُرهُ / وَالدَهرُ يَرجوهُ وَيَفرَقُهُ
هُوَ قادِرٌ لَكِنَّ صَولَتَهُ / في البَطشِ يَصرَعُها تَرَفُّقُهُ
وَلَرُبَّ مَجهولٍ رَكائِبُهُ / خَلفَ الرِياحِ الهوجِ تَخرُقُهُ
قَلقَلتَ بِالأَجفافِ تُربَتَهُ / وَالقَيظُ عَن أَمَمٍ يُحَرِّقُهُ
ذَمَّتكَ رَبوَتُهُ وَوَهدَتُهُ / وَشَكاكَ فَدفَدُهُ وَسَملَقُهُ
وَلَرُبَّ وِردٍ بِتَّ قارِبَهُ / لا يَطمَئِنُّ بِهِ تَدَفُّقُهُ
وَالماءُ يُرعَدُ في جَوانِبِهِ / جَزَعاً وَظِمءُ العيسِ يُشرِقُهُ
لَمّا لَحَظتَ الدَهرَ زايَلَهُ / إِظلامُهُ وَاِفتَرَّ ضَيُّقُهُ
ساوَرتَهُ فَفَضَضتَ سَورَتَهُ / وَاِرتاحَ في نُعماكَ مُملِقُهُ
وَكَذاكَ هَمُّ الريحِ في غُصُنٍ / تَثنيهِ أَو ماءٍ تُصَفِّقُهُ
لَمّا رَآكَ المُلكُ مُنصَلِتاً / بِالسَيفِ تُرعِدُهُ وَتُبرِقُهُ
اِستَنكَفَ التَعديلَ مايَلُهُ / وَاِستَرجَعَ التَحكيمَ أَخرَقُهُ
أَفَلَ السَماحُ وَأَنتَ شارِقُهُ / وَدَجا العَلاءُ وَأَنتَ مُشرِقُهُ
وَلَرُبَّ يَومٍ شِمتَ بارِقَهُ / وَالمَوتُ يُهطِلُهُ وَيودِقُهُ
وَالسَيفُ قائِمُهُ يُفارِقُهُ / وَالرُمحُ عامِلُهُ يُطَلِّقُهُ
وَالشَمسُ تَجري وَهيَ مُهمَلَةٌ / في ثَوبِ نَقعٍ لا تُخَرِّقُهُ
وَالخَيلُ تَطبَعُ في حَوافِرِها / وَشماً تُداوِلُهُ وَتُخلِقُهُ
مِن كُلِّ ذَيّالِ السَبيبِ رَمى / بِيَدَيهِ أُولى النَقعِ أَولَقُهُ
أَشلَيتَ عَزمَكَ في كَتائِبِهِ / وَالسَهمُ يُشليهِ مُفَوِّقُهُ
فَاِسلَم عَلى الأَيّامِ تَلبَسُها / فَالدَهرُ ثَوبٌ أَنتَ مُخلِقُهُ
تَعَيَّفَ الطَيرَ فَأَنبَأنَهُ
تَعَيَّفَ الطَيرَ فَأَنبَأنَهُ / أَنَّ اِبنَ لَيلى عَلِقَتهُ عَلوق
وَإِنَّ سَجلاً مِن دَمٍ آمِنٍ / أَفرَغَهُ الطَعنُ بِوادي العَقيق
يا ناعِيَ الفارِسِ قَد أَصبَحَت / ضِباعُ ذي العَرعَرِ مِنهُ نُغوق
تَعلَمُ مَن تَنعى إِلى قَومِهِ / طارَ ذِراعاكَ بِعَضبٍ ذَلوق
بُعداً لِأَرماحِ تَميمٍ لَقَد / هَدَدنَ عاديَّ بِناءٍ عَتيق
قَرَعنَ في أَصلٍ كَريمِ الثَرى / وَجُلنَ في فَرعٍ عَزيزِ العُروق
حَدَوا لَهُ مِن حَيثُ لا يَتَّقي / عيراً مِنَ الطَعنِ مِلاءَ الوُسوق
كَأَنَّ ذا المَطلَعَ أَمسى الرَدى / رَصيدَهُ وَاِزوَرَّ عَنهُ الفَريق
قالَت لَهُ النَفسُ عَلى عارِها / ما لَكَ لا تَنقُضُ هَذا الطَريق
ما كانَ بِالراجِعِ عَن نَهجِهِ / لَو وَقَفَ السَيفُ لَهُ في المَضيق
لا يَدَعُ الذابِلَ مَن طَعمُهُ / عَلى صَبوحٍ بِدَمٍ أَو غَبوق
كَأَنَّ أَعلاهُ لِسانٌ فَما / يَغُبُّهُ الدَهرُ بَلالٌ بِريق
كَم باتَ رَبّاءً لِسَيّارَةٍ / طارِقَةٍ غَيرَ أَوانِ الطُروق
في قُنَّةٍ عَيطاءَ مَمطولَةٍ / كَأَنَّها قُلَّةُ رَأسٍ حَليق
يُزايِلُ اللَيلَ عَلى رَحلِهِ / وَيُؤثِرُ القَومَ بِطُعمِ الخُفوق
وَيَغتَدي بَعدَ عِراكِ السُرى / يُعارِضُ الرَكبَ بِوَجهٍ طَليق
أَوفى كَما جَلّى عَلى رَهوَةٍ / أَزرَقُ والى نَظَراتٍ بِنيق
يَسُلُّ عَينَيهِ عَلى مِريَةٍ / عَن زَجَلِ الطَيرِ قُبَيلَ الشُروق
يَعتَرِقُ اللَحمَ عَلى بارِقٍ / وَيَنتَقي العَظمَ بِرَملِ الشَقيق
أَو حَيَّةُ الرَعنِ ذَوى رَأسَهُ / مُشتَرِقَ الشَمسِ بِطَودٍ زَليق
يَعقُدُ أولاهُ بِأُخراتِهِ / لِفافَ بِنتِ الرَقَمِ الخَنفَقيق
كَعِمَّةِ الأَلوَثِ مالَت بِهِ / بَينَ النَدامى نَزَواتُ الرَحيق
جامِعُ لينٍ وَصِيالٍ مَعاً / إِطراقَ ذي حِلمٍ وَصَولِ الحَنيق
يُديرُ في فيهِ ذَليقَ الشَبا / مِثلَ لِماظِ الرَجُلِ المُستَذيق
تَخالُ ما تَطرَحُ أَشداقُهُ / ما لَطَّخَ المَحضَ بِقَعبِ الغَبوق
مُستَجمِعٌ فَرَّقَ عَن وَثبَةٍ / نَشطَكَ حَبلَ العَرَبيَّ الرَبيق
نِعمَ كِعامُ الثَغرِ يَشجو بِهِ / فَمَ المَنايا وَنِصاحُ الفُتوق
تَضُمُّهُ في الرَوعِ مِن دِرعِهِ / أُمٌّ لَها مِنهُ أَذىً أَو عُقوق
زالَ وَأَبقى عِندَ أَعقابِهِ / خَديمَ مالٍ عَرَفَتهُ الحُقوق
مَضى وَوَصّاهُم بِأَن يَقبَلوا / دَعوى العِدا فيهِم وَحُكمَ الصَديق
كانَ هَوىً لِلنَفسِ لَو أَنَّني / في حَلَقِ القِدِّ وَأَنتَ الطَليق
ما كُنتُ بِالهائِبِ طُرقَ الرَدى / ما سَلِمَ العَضبُ وَأَنتَ الرَفيق
ما أَنا بِاللاقي بِذاتِ النَقا / خَيلَ وَغىً مُشعَلَةً بِالعَنيق
ماطَلَها الماءَ فَلَمّا سَلَت / عَنِ الرَوى ماطَلَها بِالعَليق
وَلِاِبنُ لَيلى عارِضاً رُمحَهُ / يَحدو بِخَفّانَ جِمالاً وَنوق
يَأبى إِذا الضَيمُ غَدا مُضغَةً / سَلسالَةً سائِغَةً في الحُلوق
يَروحُ مَن يَرجو لَهُ غُرَّةً / قَد خَضخَضَ السَجلَ بِجالٍ عَميق
يُحَدِّثُ النَفسَ بِما فاتَهُ / تَطاوُلَ الغَمرِ لِمَجنى السَحوق
اِستَبدَلَ الحَيُّ بِعِقبانِهِ / أَغرِبَةً بَعدَكَ حُمقَ النَغيق
خاطَرَتِ الشَولُ بِأَذنابِها / لَمّا اِنطَوى قَرقارُ ذاكَ الفَنيق
قَد نَطَقَ الصامِتُ مِن بَعدِهِ / وَأَصرَدَ النابِلُ بَعدَ المُروق
مَخيلَةٌ لا مَطَرٌ خَلفَها / تَلمَعُ مِنها شَوَلانُ البُروق
ما الحَيُّ بِالضاحِكِ عَن مِثلِهِ / وَلا وُجوهُ الحَيِّ مُذ غابَ روق
وَلا أَغَبُّ الأَرضَ تُمسى بِها / ظِلٌّ صَفيقٌ وَنَسيمٌ رَقيق
لا أَغفَلَت قَبرَكَ حَنّانَةٌ / خَرقاءُ بِالقَطرِ صَناعِ البُروق
ما أَبدَعَ المِقدارُ فيما جَنى / لَكِنَّهُ حَمَّلَ غَيرَ المُطيق
لَو كانَ ما تَطلُبُهُ غايَةً
لَو كانَ ما تَطلُبُهُ غايَةً / كُنتُ المُصَلّي وَأَنا السابِقُ
تَظُنُّني أَرغَبُ عَن مَوقِفٍ / يَحضُرُ فيهِ الشَوقُ وَالشائِقُ
فَكَّرتُ حَتّى لَم أَجِد فِكرَةً / تَقدَحُ إِلّا وَلَها عائِقُ
لَو كُنتَ في أَثناءِ سِرّي إِذاً / عَلِمتَ أَنّي قائِلٌ صادِقُ
قَلبي جَنيبٌ لَكَ لا يَرعَوي / وَوُدُّكَ القائِدُ وَالسائِقُ
وَلَحظُ عَينَيكَ رَمى مُقلَتي / كَأَنَّ نَومي تَحتَها عاشِقُ
فَاِصبِر فَإِنَّ الصَبرَ أَحرى إِذا / ضاقَ عَلَيكَ المَسلَكُ الضايِقُ
فَالمَنطِقُ الطاهِرُ ما بَينَنا / مُتَرجِمٌ وَالنَظَرُ الفاسِقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025