القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 8
جسمٌ بلا روح ضجيعُ الرَّدى
جسمٌ بلا روح ضجيعُ الرَّدى / غصنٌ ذوى يا ليته أورقا
روحٌ بلا عِلم وهي بيته / لرؤية الأغيار إذ أخلقا
افتقر الكل إلى جوده / أهل الأباطيلِ ومَن حققا
فوجّه الأنوار سيارة / أنارت المغربَ والمشرقا
فأشرق الجسمُ بأنواره / وأظهر الأسرارَ إذ أشرقا
فالحمد لله الذي قد وقى / من شرِّ ما يُحذر أو يُتَّقى
الفضل للسابقِ في كل حال
الفضل للسابقِ في كل حال / بالفضل حازوا قصب السَّبقِ
وما لوسع الخلق أن يبلغوا / تسابقَ المخلوقِ والحقِّ
لما تجارت نحو أنفس / اقعدها في مقعد الصدق
فعمَّ كلَّ الخلق أفضالُه / ولم يعم الحق للخلقِِ
أبدى لهم مشهدَه بارقاً / كلمحةِ العينِ أو البرق
وعنده خرُّوا له سُجَّداً / لكن يحوزوا نظرة الصعق
من فاز بالأسماء في خلقه / قد فاز بالذات وبالخلق
من يعبدِ الله على أمره
من يعبدِ الله على أمره / ذاك الذي يعبده حقا
من يعبدِ الله على شرعه / ذاك الذي يعبده رقا
العبدُ من يعبدُه هكذا / لا يلتفت أجراً ولا خلقا
والله يجزيه على فعله / صِدقاً لما قد قاله صدقا
الحمد لله بأسمائه
الحمد لله بأسمائه / الظاهر الباطن عن خلقهِ
في خلقه فكلهم عينه / لذاك أجراه على وفقه
نحيى به أعضاء إنسانها / وهو لنا كالمسك في حقه
تشبيهه الرؤية لا عينه / كالشمسِ أو كالبدر في أفقه
من فهم المر الذي قلته / صير عين الغرب في شرقه
الحمد لله الذي أفضلا
الحمد لله الذي أفضلا / بما به أنعم في خلقهِ
فالجودُ و الأفضال منه على / عبادِه العاصين من خلقه
يعلمه العالمُ من أوجه / معرفة العارفِ من أفقه
وكلُّ من يهبط في علمه / به يرى ذلك من حقِّه
وجامعُ الكلِّ حضيضٌ به / أدرجه الرحمن في حقِّه
فكلُّ ما يجري من أحكامه / فإنها تجري على وفقه
قد جمعَ العالم في حشره / ليسأل الصادقَ عن صدقه
فإن أعادوه عليه فهم / ممن يري الإشراق من شرقه
أو ادَّعوا فيه لأعيانهم / والمدَّعي يصدقُ في نطقه
وكلهم يصدقُ في حاله / وكلهم يأكل من رزقِه
ما حاز منهم أحدٌ كله / بلْ كلهم منه على شقِّه
الجنسُ في البدرِ وفي شمسه / ونجمه والفصلُ في برقه
ما يعرفُ الحقَّ سوى شارب / يراه في الصفو وفي رتقه
يعرفه العالم في حشرهم / يومَ وقوفِ الناس من رفقه
يبتدر الناس إلى حوضه / وبعضهم يرويه من ودْقه
هذي علومٌ إنْ تناولتها / كنتَ بها الواحدَ في خلقه
فقل لمن يخلقُ أنفاسه / الخلقُ قبلَ الخلقِ في خلقه
خَلَق السمواتِ والأرضَ التي
خَلَق السمواتِ والأرضَ التي / منها أنا أكبر من خلقي
لمن درى أني منها أنا / كما أنا أيضاً من الخلقِ
بوجهي الخاص الذي لاح لي / وحزته في قدمِ الصدقِ
حزتُ به كلُّ من ناله / وجودَ ذوقٍ قَصَبَ السبق
أشبه من أوجدني جوده / في النعت والأسماء والخلقِ
سبحان من يعلم أني به / في بيضة التكوين في حق
أشاهد الإنشاء فيّ كما / شاهده المذكور في النطق
لم يتغير صفو مشروبه / للأمد الأبعد بالرَّتقِ
شاهد لحماً قبله أعظما / تربط بالأعصابِ والعرقِ
وهو الذي مرَّ على قريةٍ / معترفا بالملك والمرق
خاوية ليس بها عامر / قد غابَ بالرتق عن الفتقِِ
شكراً لمن أنشأه بعدما / أماته بالقصد لا الوفق
قد يخلقُ المخلوقُ في الخالق
قد يخلقُ المخلوقُ في الخالق / ما يخلق الخالقُ في خلقهِ
وينسب الأمر إليه كما / ينسبه العبد إلى حقِّهِ
القى الهوى في القلب ما ألقى
القى الهوى في القلب ما ألقى / فلا تسل عن كنُه ما ألقى
لقيتُ منه الجهد في لذة / لأنني عبدٌ له حقا
أضلنا الله على علمنا / به فما أعذبَ ما نلقى
تعبَّدَ القلبُ هواه فما / ينفكُّ قلبي للهوى رقا
رقيتُ للحبِّ إلى راحة / ملذوذة غيري بها يشقى
لما درى بأنني عبدُه / قضى بضربي الغرب والشرقا
قد دبَّت فيما حاز من رِقّة / ومن جمالٍ والهوى عِشقا
والله لو أنَّ الذي عندنا / منه بأقوى جبلٍ شقا
قد رقَّ لي الشامت مما يرى / وحسبكم من شامِتٍ رقا
ما إن رأينا في الهوى عاذلا / إلا ولا بُدَّ له يلقى
مثلَ الذي يلقاه ذو لوعةٍ / وهو الذي سُمِّي بالأشقى
كما الذي قد اتقى نفسه / وربُّه سماه بالأتقى
فاشربه مرَّا ولذيذاً فما / بكاسٍ غير الحبِّ ما تسقى
ألا ترى موسى وما موله / أعطاه ما أمل والصّعقا
فكان موسى صادقاً في الذي / قد جاء يبغيه به صِدقا
فعندما رُدَّ إلى حسه / تابَ ووفى العهدَ واستبقى
وكلما كانَ له بعد ذا / مما رأى من ربه وفقا
أثمر فيه ذاك من ربه / في ليلة الإسرا بنا رفقا
وعاين الروحَ وقد جاءه / إذ سدَّ بالأجنحة الأفقا
يخبره أن السماءَ التي / ترى وأرضا كانتا رتقا
فحكمُ الفصلِ بها والقضا / فصيراها حكمة فتقا
لا يشربُ الخالص عبد هنا / من كلِّ ما يشرب إذ يُسقى
من كان أمشاجاً من أخلاطه / فكيف لا يشربه ريقا
مَن يبتغي العصمةَ في حالة / دائمة يستلزم الصدقا
والصدقُ لا شكَّ على ما ترى / أنزله الله لنا رِزقا
فيأخذ العبد على قدره / منه كمثل الرزق لا فرقا
ما أن رأينا في الهوى حاكما / أبقى ولا أتقى ولا أنقى
مثل الذي يعرف مقداره / فإنه قد حازه سَبْقا
العلمُ يستعمل أصحابه / لا بد منه فالزمِ الحقا
فإنّ قوماً لم يقولوا بذا / لجهلهم بالعلمِ أو فسقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025