القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 2
عاطى نباتُ الأرض ماءَ السما
عاطى نباتُ الأرض ماءَ السما / مالا تُعاطيه كؤوسُ الرحيقْ
وبات إذ حطَّ بها ثِقْلَه / يكلِّف الأرض بما لا تُطيق
أوشكتِ القِيعانُ إذ فُتّحت / لها السما مما عراها تَضيق
واهتدت الشمس لتجفيفها / فابتعثتْ شكرَ النبات الغريق
الجوُّ زاهٍ والثرى فائحٌ / ومنظر الأرض لطيفٌ أنيق
والعُود يهتزّ لمرِّ الصَّبا / والروضُ من سَكرته لا يُفيق
والغيثُ يَهمي أين من صَفوهِ / وهو جديدٌ خمرُ دنٍّ عتيق
تفتَّحي خُضْرَ الرُّبى للنَّدى / في مَبسِم الفجر – متى شئتِ – ريق
وعطّري ريحَ الصَّبا بالشَّذى / وانفتقي عن فار مسك فتيق
كلُّ فصولِ الدهر لا تُشترى / بالنزْر من نَشْرِ شذاك العبيق
جاء الربيعُ الطلق فاستبشري : / غريمُكِ البردُ طريدٌ طليق
مثل الذي لاقيت من ذا وذا / يصدف في الدهر انفراجٌ وضيق
صوبَ الحيا رفقاً فكم لطمة / أنزلتها قسراً بخدِّ الشقيق
كأن نَضْحَ القَطْرِ من فوقه / ذائبُ دُرٍّ في أواني عقيق
إني تخالفت وزهرَ الرُّبى / والكلُّ منا ذو مزاج رقيق
أنفاسها نشرُ شذىً نافحٍ / وحرّ أنفاسي شواظُ الحريق
كلُّ وجوه الأرض مكسوَّةٌ / لفائفَ الأزهار حتى الطريق
أحبابنا بين مَحاني العراقْ
أحبابنا بين مَحاني العراقْ / كلفتُمُ قلبيَ ما لا يُطاقْ
العيشُ مرٌّ طعمهُ بعَدكم / وكيف لا والبُعْدُ مرُّ المذاق
أمنيَّةٌ تَستاقُها شقوة / آهٍ على أمنيَّةٍ لا تُعاق
كلُّ لياليكُمْ هنيئاً لكم / بيضٌ ودَهري كلُّه في مِحاق
لي نَفَسٌ كيف بتَصعيده / والشوقُ مني آخِذٌ بالخِناق
الله يَرعَى " حَمَداً " إنه / غادرني ذكراه رهنَ السياق
هل جاءه ان أخاه متى / يَذكرْه يَشَرقْ بدموع المآق
يكفيكُمُ من لوعتي أنني / في فارس أشتاقُ قُطرَ العراق
لا سوحُها وهي جِنان زَهَتْ / بكلِّ ما رقَّ جمالاً وراق
ولا الربى مخضّرة تزدهي / حسناً حواشيها اللطافُ الرِقاق
خُطَّتْ على أوساطها خضرةٌ / سبحان من قدّر هذا النِطاق
تنال من شوقي وهل سلوةٌ / لمن قضى اللهُ له أن يُشاق
صبَّ الشتاء الثلج فوق الرُبى / يرفعُه فيها طباقاً طباق
حتى إذا الصيفُ انبرى واغتدتْ / تُصَبِّحُ الأرض بكأسٍ دهِاق
هبَّ عليلاً ريحُها لاصَحَا / زماسَ سُكراً روضُها لا أفاق
أحسن ما في وجهِ هذا الثرى / عيونُه لا رمُيتْ بانطباق
تجري وتجري أدمعي ثرةً / وأدمُعي أولى بشأو السباق
لمُ يحيِ هذا الماءُ مَيْتَ الثَرى / لو لم يكنْ ماءُ حياةٍ يُراق
ذكرتكُمْ والنفسُ مسحورةٌ / وللخُطى بين المروج إستراق
ليس يقي النفْسَ امرؤ من هَوى / إلا إذا كانَ من الموت واق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025