أحبابنا بين مَحاني العراقْ
أحبابنا بين مَحاني العراقْ / كلفتُمُ قلبيَ ما لا يُطاقْ
العيشُ مرٌّ طعمهُ بعَدكم / وكيف لا والبُعْدُ مرُّ المذاق
أمنيَّةٌ تَستاقُها شقوة / آهٍ على أمنيَّةٍ لا تُعاق
كلُّ لياليكُمْ هنيئاً لكم / بيضٌ ودَهري كلُّه في مِحاق
لي نَفَسٌ كيف بتَصعيده / والشوقُ مني آخِذٌ بالخِناق
الله يَرعَى " حَمَداً " إنه / غادرني ذكراه رهنَ السياق
هل جاءه ان أخاه متى / يَذكرْه يَشَرقْ بدموع المآق
يكفيكُمُ من لوعتي أنني / في فارس أشتاقُ قُطرَ العراق
لا سوحُها وهي جِنان زَهَتْ / بكلِّ ما رقَّ جمالاً وراق
ولا الربى مخضّرة تزدهي / حسناً حواشيها اللطافُ الرِقاق
خُطَّتْ على أوساطها خضرةٌ / سبحان من قدّر هذا النِطاق
تنال من شوقي وهل سلوةٌ / لمن قضى اللهُ له أن يُشاق
صبَّ الشتاء الثلج فوق الرُبى / يرفعُه فيها طباقاً طباق
حتى إذا الصيفُ انبرى واغتدتْ / تُصَبِّحُ الأرض بكأسٍ دهِاق
هبَّ عليلاً ريحُها لاصَحَا / زماسَ سُكراً روضُها لا أفاق
أحسن ما في وجهِ هذا الثرى / عيونُه لا رمُيتْ بانطباق
تجري وتجري أدمعي ثرةً / وأدمُعي أولى بشأو السباق
لمُ يحيِ هذا الماءُ مَيْتَ الثَرى / لو لم يكنْ ماءُ حياةٍ يُراق
ذكرتكُمْ والنفسُ مسحورةٌ / وللخُطى بين المروج إستراق
ليس يقي النفْسَ امرؤ من هَوى / إلا إذا كانَ من الموت واق