المجموع : 7
صبراً أبا الصقر فكم طائر
صبراً أبا الصقر فكم طائر / خرَّ صريعاً بعد تحليقِ
زُوِّجتَ نُعمى لم تكن كفأها / فصانها الله بتطليق
وكل نعمى غير مشكورة / رهن زوال بعد تمحيق
لا قدست نعمى تسربلتها / كم حجة فيها لزنديق
صبراً لهاج ذاد عنك الكرى / وشاب دنياك بترنيق
أرَّقه مدحُك لا مجدياً / فاقتصّ تأريقاً بتأريق
يا ذا الذي ضنَّ بمعروفه
يا ذا الذي ضنَّ بمعروفه / عني وقد قاسيت فيه الأرقْ
أقلنيَ العثرة إني امرؤٌ / ما زلت في الصحو كثير الزلق
رضيت مما كنت أمَّلته / بأجر وراقي وغُرمِ الورق
فاجعلهما حظي وعجِّلهما / وارض من المطل بما قد سبق
إن جديد المطل مستقبح / وأقبح المطلين مطل خلق
ولست أهجوك بشيء سوى / إنشاد شعري فيك وسط الحَلَق
وأن إذا استخبر مستخبرٌ / ما ثوَّبَ المادح قلت القلق
قد كان من رأب الصدوع التي
قد كان من رأب الصدوع التي / ذكرت قتل الأحول الفاسقِ
مع انحطاط السعر ثم الذي / تلاهما من مهلك المارقِ
وانفتق الجو بريح غدت / رَوحاً بمنِّ الفاتق الراتق
وانقلب المصطافُ في شهرنا / مرتبَعاً من جودك الدافق
ومن ندى كفيك جاد الشرى / شؤبوب ذاك الراعد البارق
وكل ما كنت تفاءلتُه / فوافقَ الحقَّ بلا عائقِ
حق أتاح الله لي قوله / وقد يتاح الصدق للناطق
وما لقينا لك من مادح / إلا مُلَقَّى منطق صادق
قد قلتُ بيتاً لك تلقاءه
قد قلتُ بيتاً لك تلقاءه / نادرة توجب إحناقي
فلا تنادر قائلاً عنده / أخاف أن يحزن معناقي
ضاق خناقي فالتمس قطعة / ولا تكن عوناً لخنّاقي
فما أخو ودي بتلعابة / يلعب بالنار لإحراقي
يضحي إذا جاددتُه عابثاً / والجد من خُلقي وأخلاقي
عندك ماء فأجز غصتي / أو لا فإياك وإشراقي
أمرضني عسري وقد خلتني / عند مداواتك إفراقي
مستعبد هيهات إعتاقُهُ
مستعبد هيهات إعتاقُهُ / مستأسِرٌ يعسر إطلاقُهُ
صبٌّ رقيق القلب خفّاقُه / عنّاه فظ القلب خفاقُهُ
محبَّبٌ قُلِّل إحسانه / جداً وإن كُثِّر عشاقه
لدن من الأغصان في روضة / من نرجس تنظر أحداقه
يحسن في التجريد إثماره / وفي الشفوف الخضر إيراقه
فاقت دجى الليل دجى فرعه / وفاق ضوء الصبح إشراقه
أخلقْ إذا جرد رمَّانُه / في العين أن يكثر رمّاقه
وهو المنى إن زيد في حسنه / حريرةُ الحرِّ وأعلاقه
لا ضرَّهُ ظلمي ولا نابه / إقراحه قلبي وإقلاقه
وإن غدا أظلمَ من قاسمٍ / ذاك الذي يجفو وأشتاقه
يا عجباً من ناظري إنه / أضحت تقذّانيَ آماقه
أعرض عني وجفا جانبي / تقديمه البر وإلحاقه
والعذل شيء منه منقاده / والفضل شيء منه منساقه
ما أقرب المعروف من كفه / فلِم أَغَبَّتنيَ أفواقه
واغبرَّ في دولته جانبي / وهو ربيعٌ عمَّ إغداقه
وحسبهُ ذكري بإحسانه / فأي شيء منه يعتاقه
لا أشتكي البدر على بعده / لقد أضاءت لي آفاقه
ليس بمكفورٍ ولا ضائعٍ / إيناسه نفسي وإرفاقه
لي أمل فيه إذا أخلقت / آمال قوم راث إخلاقه
تحيا به نفسي وتلتذُّه / وقد دنا بل آن إحقاقه
فاعقد لسان اللوم عن قاسم / أو فليكن بالشكر إطلاقه
وكيف يلحى خادم سيداً / إليه محياه وإنطاقه
لا يسرقن الحق من قاسم / فليس يخفي الحق سراقه
من قاسم صيغت أماديحه / ومن حمام الأيك أطواقه
لقاسم في كل حالاته / شمائل السيف وأخلاقه
مضاؤه إن أنت أعملته / وقده الحلو ورقراقه
فتى يقر القلب إحسانه / كما يقر العين إيناقه
إن طُلب الخير فمفتاحه / أو طُلب الشر فمغلاقه
جرَّبته في وعده فاستوى / ميعاده عندي وميثاقه
ما قيل في القاسم مدح له / إلا وفي القاسم مصداقه
بفعله لا بأقاويلنا / أربت على الأطلاق أطلاقه
سيان في ميزان تقديره / إفادة المال وإنفاقه
يوجد مسبوقوه في فضله / تترى ولا يوجد سباقه
وكيف لا يثمر أحلى الجنى / من وزراء الصدق أعراقه
غيث مغيث عرفُه ودقُه / وبشره بالناس إبراقه
إذا تعاطى مغرق مدحه / أقصر والتقصير إغراقه
قد حمل الله بحُملانه / من حملته نحوه ساقه
يا ابن سليمان الذي باسمه / تحيا لهذا الخلق أرماقه
يا عدة الملك وأملاكه / لحادث ينباق مُنباقه
يا من له الكيد الذي لم يزل / يفلق صم الصخر أفلاقه
يا مفزع العافي إذا شفَّه / حرمانه واشتدَّ إملاقه
يا معقل الجاني على نفسه / إذا جنى ما فيه إيباقه
لردِّك المصر إلى أمنه / رُدَّت إلى مصرك أُبَّاقه
وبابنك المرخص أمواله / تُغُولِيَ الحمد وأعلاقه
لولا مكان الحمد من قاسم / أوشك أن تكسد أسواقه
قَيِّم ملكٍ وابن قوامه / فتّاق ما أعيا ورتاقه
فالنُجح ما ينجح إمضاؤه / والحزم ما ينتج إطراقه
من أهل بيت ساسة راضة / لديهم السم ودرياقه
تجري على بُطنان أيديهمُ / نقائم الله وأرزاقه
ذو العرف لا يبعد متَّاحُهُ / والنكر لا تُدرك أعماقه
كم جامح أصبح إذ راضه / تدمى لطول الكبح أشداقه
شهاب نورٍ ضامنٌ للهدى / وليس بالمأمون إحراقه
غيث مغيث ضامنٌ للحيا / وليس بالمأمون إصعاقه
يضحي إلى بذل السدى والندى / وهو مشوق القلب مشتاقه
يستعبد الحرَّ له عرفه / وقصده في ذاك إعتاقه
قلتُ لمن جاراه لا يستوي / صهّال مضمار ونهاقه
حُقِّق للسيد تأميلُه / فيه ولا حقق إشفاقه
وطال للحق به عمره / ودام للباطل إزهاقه
واحتل من عاداه في منزل / حميمه آنٍ وغساقه
سائل أبا الصقر إذا جئتَه
سائل أبا الصقر إذا جئتَه / عن أمِّه ذات البساتيقِ
وضربها الكامخ في طيزها / بين دنان ودواريق
قاد أبا الصقر إلى ما أرى / من فعله قائدُ توفيقِ
عرض لي بعد مواعيده / دون المنى عارض تعويقِ
يا عجباً ليس لأن ردَّني / من بعد إيماض وتبريقِ
ولا لأن أخلفني وعده / لكن لإيماني وتصديقي
أعجب بمثلي سائلاً مثله / مهر استه ذات الأفاويق
بحقه المسكين لم يعطني / غير الهواهي والمخاريق
ما كان من كان يبيع استَه / من نائكيه بالدوانيقِ
مشترياً حمداً بما جمَّعت / كفاه من تلك التفاريق
لم يجمع المال ببذل استه / من فرق شتى وتفريق
الله صدِّيقيَ في ذمِّه / بل لؤمه المشهور صدِّيقي
شأنك والضيق كما لم تزل / بل وكِّد الضيق بتضييق
من جمع الأموال من مثل ما / جمَّعته لم يلج في ضيق
ما كنت أهلاً حين أملته / لا لتجهيل وتحميق
بأي حق ليَ أو حرمة / أملت أن يبلعني ريقي
هل كنت في العزّاء عوناً له / أيام يُرمَى بالمزاريق
أو شاهداً ما لقيته استه / إذ ذاك من شق وتخريق
أو حاملاً أثقال أحماله / تلك التي لا في جواليق
ولا صناديق سوى رزمةٍ / تدس في شر الصناديق
أو رقع المدح الذي قلته / وهي استه الواهية الريق
كلا فما يخفى على مثله / أمر تفاقيع وتشقيق
سبحان من خوله نعمةً / أنسته جهد البؤس والضيق
إذ تلعب الناكة في متنه / ما بين تزليق وتسليق
بكل جردان له فيشة / كأنها قرعة إنبيق
كم من حروب قد أناخت له / بلا عجاج وبلا ضيق
بل كان منها في ندى ماله / بل في بحار ذات تغريق
درت عليه دررٌ جمةٌ / من نطف ذات أفاويق
فاسْتُ أبي الصقر وما حولها / أهوية ذات زحاليق
يا لك في الهيجاء من فارس / مشتهر بالصبر بطريق
يظل مركوباً بها راكباً / مذاكيَ الجُردِ المعاتيق
يركب من راكبه شنعةً / زينت بتتويج وتطويق
مطاعناً والطعن من قرنه / وليس منه غير تدريق
سبحان واقيه سوى دبره / وقعَ جرابٍ ذات تذليق
جازت عن الجلد إلى عرضه / فمزقته كل تمزيق
خفِّض أبا الصقر فكم طائر / خر صريعاً بعد تحليق
زُوِّجتَ نعمى لم تكن كفأها / فصانها الله بتطليق
وكل نعمى غير مشكورة / رهن زوال بعد تمحيق
لا قدست نعمى تسربتها / كم حجة فيها لزنديق
صبراً أبا الصقر للوم امرئٍ / أصلاك ناراً ذات تحريق
شرد عن عينيك حلو الكرى / وشاب دنياك بترنيق
أرَّقه مدحك لا مجدياً / فاقتصَّ تأريقاً بتأريق
إن جاء من يبغي لها منزلاً
إن جاء من يبغي لها منزلاً / فقل له يمشي يستنشقُ