المجموع : 4
أطرقَ والفِكرَةُ للمُطرِقِ
أطرقَ والفِكرَةُ للمُطرِقِ / فيما مَضى مِنهُ وما قَد بَقي
ثمَّ رأى الفِكرةَ تَعتادُه / فاعتَادَها يَلقى بِها ما لَقي
فَما عَلى الرُّكبانِ في أَرضِكُم / لَو عالَجوا مِن عَطَشٍ مُحرِقِ
إِني إِذا لَم استَقِ الماءَ مِن / مَنبَعهِ استَسقَيتُ من يَستَقي
قالوا مَتى تَسلو فَقُلتُ اقصِروا / فَلا مَتى إِلا مَتى نَلتَقي
وإِنَّ في الخَيلِ لمَحمولَةٍ / مَحبوسَةٌ كالحامِلِ المُطلِقِ
شَقراءُ بَيروتِيةٌ أرسِلَت / عَلى عُقولٍ قُرَّحٍ سُبَّقِ
تَمرحُ كالمُهرَةِ واسأل بِها / كَم أبلَتِ المُهرَةُ مِن مُهرَقِ
إِذا استَجدَّت كانَ تاريخُها / تاريخَ بالٍ دارسٍ مُخلَقِ
شَرِبتُها في حَلِقٍ واسِعٍ / رَحبٍ وَعيشٍ حَرجٍ ضَيِّقِ
في جَيشِ همٍّ قادَه الليلُ لي / هَل فَلَقٌ يَعدو عَلى فَيلَقِ
أُضامُ والدَّولَة عَدلٌ فَيا / سَعيدَها ارثِ لِهَذا الشَّقي
يا بَركاتِ الدينِ يا عِزَّهُ / صِدقاً إن الألقاب لم تَصدقِ
ويا أَخا الجودِ الفَريد الَّذي / أَخوهُ لَولا الجودُ لَم يُخلَقِ
وقائِد الجُردِ المَذاكي إِلى / مَواردٍ يَظما بِها مَن سُقي
خالفَ خوفُ العارِ خوفَ الرَّدى / فَكُلُّ مَن لا يُتَّقى يَتَّقي
الصَّوتُ مِنهُم والقَنا والظُّبى / مِنكَ فهُم إِن يرعدوا تَبرقِ
لكِن مَع الأَيد الأَيادي الَّتي / ألحقَتِ المَأسورَ بالمُعتقِ
أغرَبتَ إِذ غبَّرتَ في أَوجُهٍ / سَبقاً ولَم تَبرح ولَم تَلحقِ
حفَرتَ تَبغي في الحَضيضِ العُلى / واعَجَباً للنازلِ المُرتَقي
فَيا مَسيحَ المَجدِ أخرَجتَه / مِن الثَّرى في نُورِه المُشرِقِ
فابنِ سَوا السورِ فإِن لَم يقم / بِاسمِكَ لَم يعلُ عَلى الخَندَقِ
خُذني مِن الدَّهرِ تَجِدني إِذا / أخلَقَ ثَوبُ الدَّهرِ لَم أخلقِ
واجمَع عَليَّ اليومَ أجمَع عَلى / مَدحِكَ بينَ الغَربِ والمَشرِقِ
فَالشِّعرُ يَبقَى بَينَنا كُلَّما / خُطَّ عَلى أَثوابِ عرضٍ نَقي
قلتُ وقَد أولعَ بي مُقلةً
قلتُ وقَد أولعَ بي مُقلةً / نَجلاءَ في صَنعَتِها حاذِقَه
أما تَراها وَهي مَعشوقَةٌ / تَضنَى ولا تُضنَى بِها العاشِقَه
رقَّ مِن الرقَة إن كنتَ مِن / سُكانِها وارفِق من الرَّافِقَه
صارَ النَّدى يَطرقُني في الكَرى
صارَ النَّدى يَطرقُني في الكَرى / فعلَ غريبِ الدارِ مَعشوقِ
فلَو تَعرَّضتُ لإنفاقِهِ / لم تنفق الأحلامُ في السوقِ
أخيَّلَت للصبِّ أشواقُهُ
أخيَّلَت للصبِّ أشواقُهُ / وصلَكَ أم طيفُكَ طراقُهُ
كيفَ ولا جَفنٌ لَه ساعةً / من لَيلةٍ يُمكنُ إِطباقُهُ
بكى لَه لمَّا نَأى رَحمةً / حادِيه للبَينِ وسوَّاقُهُ
ودَمعُ عَينَيكَ حَبيسٌ عَلى / سِرِّكَ لا يَحسُنُ إِطلاقُهُ
وعِندَه أنَّ عليلَ الهَوى / فِراقُ من يَهواهُ إِفراقُهُ
حتَّى إِذا ما شَحَطَت دارُه / واعتَرضَ العَهدُ ومِيثاقُهُ
عَنوَن قِرطاساً طَواهُ عَلى / قَوادِحٍ فيهنَّ حُرَّاقُهُ
من مُغرَمٍ تحِمل أَحشاؤه / أَضعافَ ما تَحمِلُ أَوراقُهُ
لَم يَتَمكَّن قَطُّ من قُبلةٍ / إِلا مَلولُ القَلبِ ذَوَّاقُهُ
فَما لَه يَخلو وَقَد كانَ مَن / خَلَّفَه يَخلو وعُشاقُهُ
يَطمَعُ مِنه في الهَوى بِالوَفا / كأنَّهُ المَجدُ وإِسحاقُهُ
كِلاهُما صاحبُه عِندَه / طَوعاً إِلى ما شاءَ يَشتاقُهُ
بِلا مَلالٍ مِنهُ يَعتادُهُ / ولا اشتِغالٍ عَنه يَعتاقُهُ
فَتىً نَفى الإِملاقَ عَن أهلِهِ / بالجودِ حتَّى خِيفَ إِملاقُهُ
يَلقَى نَداهُ الدَّهرَ مُستَرزِقاً / وسائِرَ العافينَ أرزاقُهُ
فقُل لِمَن وافاهُ يَقتادُه / من نَكباتِ الدَّهرِ إشفاقُهُ
لا يُحسنُ الدَّهرُ وَعيداً أَتى / إِرعادُهُ فيهِ وإِبراقُهُ
فإِن تَعالَت عَنكَ هِمَّاتُه / فقَد تَدانَت منكَ أَخلاقُهُ