بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي
بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي / يا أختَ باناتِ الربى فاعطفي
أسألكِ الإنصافَ إن لم يكن / يحرمُ في شرعكِ أن تُنصفي
وكل ما تقضينَ أرضى بهِ / وإنما يحسنُ أن ترأفي
هل أن جانٍ يا عيونَ الظبا / وأينَ سيفي عندَ ذي الأسيفِ
أحلفُ باللهِ على أنني / لولا اتقاءُ الريبِ لم أحلفِ
لأضعفتني عينُ تلكَ التي / إن نظرتْ في حجرٍ يضعفِ
وأضلعي تشهدُ أني بري / أما تراها إ ن رنتْ تقصفِ
فما لها هل عرفوا ما لها / تفتكُ بالناسِ ولا تكتفي
أهكذا كلّ لحاظِ الدُّمى / وكلُّ قدٍّ للدمى أهيفُ
يا أختها قولي لها ذا الفتى / يئنُّ من وجدٍ بنا مدنفُ
عِدِيهَ وعداً إنهُ هالكٌ / وسوّفي من بعدُ أو أخلفي
قالتْ لها يا أختَ هذا الفتى / أبر من يصفو لمن يصطفي
إن تمنعيهِ الوصلَ أو تمنحي / فليسَ يسلونا ولا يشتفي
وإني أخشى على عرضِنا / قافيةً كالصارمِ المرهفِ
قالتْ لها هذا الذي ضرّهُ / إني احبُّ العاشقَ المختفي
العشق في القلبِ فما بالهُ / يذيعهُ في هذهِ الأحرفِ
سيانَ عندي أن يقولوا شقي / من بعدِ هذا أو يقولوا شفي
وما على مثليَ من مثلهِ / لو أنّهُ كانَ أخا يوسفِ
قولي لهُ لم تَرضَ ثم انظري / ما يصنعُ المسكينُ ثمّ اصدفي
قالتْ لها يا أختُ لا تفعلي / إني لأخشى بعدُ أن تأسفي
هبيهِ ما قلتِ فكم غادةٍ / مما شداهُ فيكِ لم توصفِ
وكم يداسُ الزهرُ لكنما / لعزهِ زهرُكِ لم يُقطفِ
يحسدنا الناسُ على شعرهِ / وليسَ إلا في هواهُ وفي
ولا يكونُ الطيرُ في أيكهِ / إن طلعَ الصبحُ ولم يهتفِ
فاستضحكتْ هندُ وقالتْ لها / إذنْ يوافينا إلى الموقفِ
والسعدُ كلُّ السعدِ فيما أرى / عودُ غريبِ الدارِ للمأْلفِ
والحسنُ زيتٌ لشبابِ الفتى / إن جفَّ منهُ لحظةً ينطفي