قُلتُ اعتدى فينا القضا فاشتفى
قُلتُ اعتدى فينا القضا فاشتفى / قَد يكتفى لكنه ما اكتفى
مازال يرمي جمعنا بالنَوى / وَيبتلي من كان منا اصطفى
قَد طال في عدوائه واجترى / وَجار لَما لم نجد منصفا
كَم يبتدرنا واحداً واحداً / كَأَنهُ لَم يَرضَ جَمعاً وَفى
ما يَبتغي من آل سهراب إِذ / أَخنى فَسوى رَسمهم صفصفا
يا دَهر قَد أَدركتَ ما تَرتجي / فَامسك عَليك الجور جزت الجَفا
جَرعتنا من غصة البَين ما / أَنسيتنا حَقّاً بِهِ ما صَفى
كَم مائد منا ذوى إذ زَهى / كَم نيِّرٍ فينا سَرى فاختفى
كَم من حبيب قد دَهاه الرَدى / كَم من محب دَمعه كفكفا
لِلّه دَهرٌ جار في حُكمه / وَبِالنَوى حَيث اعتدى أَسرفا
يا دَهر هوّن ما جَرى قَد جَرى / وَافرح فقد قلصت أُنساً ضيفا
أَسهرت منا أَعيناً بِالبُكا / وَقَد غفى تحتَ الثَرى من غفى
قَد كُنت أَلقى الخَطب من قبل ذا / بِالصَبر وَاليَوم أَراه انتفى
أَودعت قَلبي حسرة تصطلي / أَلزمت عيني عبرة تكتفى
أَعدمتني من كان بي راحماً / أَحرمتني من كان بي أَرأفا
أَواه ما قضّيتُ من واجبٍ / وَيلاه ما وفيت حقّ الوَفا
يا ربة التَقوى وَأُخت الهُدى / يَهنئك دار بالرضى أَزلفا
قَد كُنت جسماً عابداً طائِعاً / بَل كُنت قَلباً خاشعاً خائِفا
هذا أَمان الدار دار الرضى / فاستبشري وَالشافع المصطفى
إِني أُهني إن أُؤرخ وَإِن / وَفيت للفردوس عين الصَفا