المجموع : 3
نحن ضياء الغارب الطالعِ
نحن ضياء الغارب الطالعِ / ونحن كالآلات للصانعِ
ونحن أسباب أمور الورى / نفعل بالمعطي وبالمانع
لا تحسن الأوقات إلا بنا / ولا يطيب العيش في الواقع
وليس منا زمن خالياً / من باصرٍ حقاً ومن سامع
والله إن يقطع كل الورى / ليس لنا والله بالقاطع
ملتنا ملة طه الذي / جاء بحال الفارق الجامع
وديننا ما في الورى غيره / وما عداه خدعة الخادع
إياك بل إياك من عصبة / في حقنا لم تخشَ من رادع
قد حاولوا بالجهل أن يطفئوا / أنوار علم عندنا نابع
وأنكروا الأسرار واستصغروا / دين النبي المصطفى الشافع
والعقل قد قاموا به يحصرو / ن الدين في المستحسن النافع
وقد نفوا ما عقلهم قاصر / عن فهمه من شرعنا الواسع
والدين قد خصوه في ظاهر / لجهلهم بالباطن الشاسع
وقاربوا أن يجعلوا ملة / عظيمة المتبوع والتابع
كملة للكفر مفهومة / بالعقل في الخافض والرافع
خوفاً على منصبهم بالعلى / بين عوام الناس في الجامع
يا خيبة المسعى لهم إنهم / قد نظروا بالبصر الهاجع
فأبصروا الدنيا فأضحى لهم / عما سواها عفة القانع
وما لهم من قبح نياتهم / عن غضب الجبار من دافع
ألم يصلهم أن دين الهدى / كالبحر أو كالوابل الهامع
ظواهر تدرك بالعقل مع / بواطن كالبارق اللامع
وكلها حق بحقٍّ أتت / من عند حق بالهدى صادع
ويح شجيٍّ من خليٍّ وهل / سالي الحشى كالواله الوالع
والجسم لا تشبهه روحه / ما جامد كالسائل المائع
وبارع يدري جهولاً ولم / يدر جهول قطُّ بالبارع
ذات تراأى النور من صفِّها
ذات تراأى النور من صفِّها /
وقد تجلى النشر من لفِّها /
وكلما غنت على دفها /
روَّعها البرقُ وفي كفِّها / برقٌ من القهوة لمَّاعُ
بها من الأكوان دارت رحى /
وخمرها شاربها ما صحا /
وسرها غيب الهدى أوضحا /
عجبت منها وهي شمس الضحى / كيف من الأنوار ترتاعُ
كم صورة في قطعة الشمعِ
كم صورة في قطعة الشمعِ / مفيدةٍ للفرق والجمعِ
يظهرها صانعها سرعة / فتبهر الأبصار باللمع
وتختفي ثم يرى غيرها / يضحك أو يبكي بلا دمع
وكلها فانية لا ترى / هناك إلا قطعة الشمع
فاعتبروا فعل الوجود الذي / أنتم به المنصوص في السمع