القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 3
حَنَّ فأجرى للنوى دموعا
حَنَّ فأجرى للنوى دموعا / مولَّهٌ قد عَدِمَ الهجوعا
مذ بانَ عن بانِ الحِمى أحبَّةٌ / كانَ بهمْ شملُ الهوى مجموعا
يسألُ أن هبَّتْ صَباً مِن نحوِهم / أو شامَ برقاً في الدُّجى لَموعا
ما شامَه إلا وأذكى عندَه / نارَ الهوى ضمَّنَها الضلوعا
عَنَّ ففاضتْ مقلةٌ بعدَهم / بُدِّلَ دُرُّ دمِعها نجيعا
أصبحَ بالحبِّ مُناطاً قلبُه / ليس يَرى عنِ الهوى تُزوعا
اِنْ نسمتْ عن حاجرٍ نُسَيْمَةٌ / باتَ بطيبِ نشرِها صريعا
كأنَّما في طيَّها مُدامةٌ / سَقَتْهُ صافي دَنِّها جميعا
واِنْ تلُح ْ بارقةُ يَبِتْ الى / لمعتِها متيَّماً وَلُوعا
كانَ الشبابُ حينَ كانوا جيرةً / اليهمُ أن هجروا شفيعا
واليومَ قد أبدى المشيبُ لهم / مِن نَوْرِهِ في فَوْدِهِ صديعا
ماكانَ لولا الحبُّ يبكي مِن جوىً / ينالهُ الطلولَ والربوعا
أحبابَهُ أصبحَلّما بنتمُ / بطيِفكمْلوزارَهُ قَنُوعا
قد كانَ يرجوأنْ يعودُ بعدما / صوَّح نبتُ وصلِكم مَريعا
وَيصبحَ الزمانُ طلقاً وجهُه / وَتنثني أوقاتُه ربيعا
فَحُلْتُمُ عن عهدِه ولم يَحُلْ / عن ودِّهِ وأحسنَ الصنيعا
فأين ما عاهَدْ تُموه عندَما / شددْ تمُ الرِّحالَ والنُّسوعا
على نياقٍ عُقِرَتْ كم مِن حشاً / راعتْهُ لمّا ثُوِّرَتْ سريعا
سارتْ حِثاثاً بكمُ كأنَّها الظِّلمانُ / تنحوا المهمهَ الشسيعا
غوارباً في حِندسِ الليلِ اِدا / أغشى وفي رأْدِ الضحى طُلوعا
كالُّسفْنِ في بحرِالسرابِ ترتمي / أضحى لها أطمارُهم قُلوعا
من كلِّ فتلاءِ الذراعِ حُرَّةٍ / عجَّزَتِ العُذافِرَ الضليعا
أهكذا أضحتْ مواثيق الهوى / مضاعةً لاتَعدِمُ المُضيعا
ما مِن حقوق أهلِه عليكمُ / أنْ تُصبحوا إلى النوى خُضوعا
رُدُّوا المطيَّ عَنقَاً اليهمُ / واذَّكَّروا الالأُّفَ والرجوعا
وواصِلوا صَبّاً غدا بعدُكمُ / مِنَ عَيْشِه وطيبِه ممنوعا
أقسمتُ ماهبَّ نسيمُ أرضِكمْ / فجاذبَ الاغْصانَ والفروعا
ألاّوجدتُ بردَه على حشاً / أبدى بهِ فراقُكمْ صُدوعا
وكنتُ مِن فرطٍ ولوعي بكمُ / منها لأخبارِكمْ سميعا
ما الوجدُاِلاّ أن أرى مُسَهَّداً / في الحبِّ أو لأمرِكمْ مطيعا
برقٌ على الجِزعِ بدا يلمعُ
برقٌ على الجِزعِ بدا يلمعُ / حَنَّتْ اليهِ الاِبِلُ الضُّلَّعُ
أومضَ والركبُ نشاوى هوًى / فاندفعتْ أعينُهمْ تَدمَعُ
بَكَوا مِنَ الوجدِ على جيرةٍ / ساروا عنِ الخَيْفِ وما ودَّعوا
اَسْرَوا مِنَ الخَيْفِ إلى لَعْلَعٍ / ولم تَزَلْ دارَ الهوى لَعْلَعُ
يا برقُ كم هجتَ لهم من جوًى / باتتْ عليه تنطوي الأضلعُ
ما لمعتْ منكَ سنا شعلةٍ / اِلاّ وسحَّتْ منهمُ الأدمعُ
وكان في الدمعِ لهمْ راحةٌ / لو أنَّه بعدَهمُ ينفعُ
يبكونَ في أربعِ أحبابِهم / شوقاً وقد بكَّتْهُمُ الأربُعُ
خلتْ مِن السكّان أقطارُها / فهي قِفارٌ منهمُ بلقعُ
وحلَّها مِن بعدِ غِزلانِها / مِنَ الفلا غِزلانُها الرّتَّعُ
أقسمتُ ما السحبُ غدتْ حُفَّلاً / على الرُّبى مُثجِمةً تَهْمَعُ
غصَّ يَفاعُ الرضِ مِن مائِها / ليستْ تَني سَحّاً ولا تُقلِعُ
يكادُ أن يدفعَها خيفةً / يكفَّهِ مِن قربِها المُرضِعُ
اهمعَ مِن دمعي غداةَ النوى / والعيسُ في بيدِهمُ تُوضِعُ
ناديتُ بالحادي واظعانُهم / للبينِ لا كان النوى تُرفَعُ
قفْ ساعةً يحظُ بتوديِعهم / صبٌّ من التفريقِ لا يهجعُ
لم يُلهِه بعدَهمُ ملعبٌ / ولا اطبَّاهُ لهمُ مربعُ
لموقه سارتْ مطاياهمُ / قلبٌ على بينهمُ مُوجَعُ
ساروا فسارَ القلبُ في اِثرهم / كيف استقلَّتْ عيسهمْ يَتبعُ
يا سُجَّعَ الورقِ لقد شاقَني / حمامةٌ فوقَ النقا تَسجعُ
ما سمعتْ أذنٌ وقد رَّجعتْ / كصوتِها طيباً ولا تَسمعُ
أطرَبها الدوحُ فناحتْ على / أفنانهِ وهو لها مُونِعُ
ونحتُ مِن تَذكارِ عهدِ الهوى / فهل له بعدَ النوى مَرجِعُ
وعِرْمِسٍ حَنَّتْ إلى حاجرٍ / فهي برحلي في الفلا تَنْزِعُ
تشوقُها أنوارُ نُوّارِه / فروضُهُ غِبَّ الحيا مُمرِعُ
كأنَّها الهَيْقُ إذا ما بدا / نعمانُ أو لاحَ الأجرَعُ
منازلٌ راقَ لها نبتُها / مِن بعدِما راقَ لها المشرَعُ
فهي من الآل وتهاره / نحو الحمى ظامئة تطلع
يغرُّها الرقراقُ مِن بحرِه / فمِن صداها تَنثني تكرعُ
تطلبُ وصلاً فاتَ ميقاتُه / وفائتُ الأزمانِ لا يَرْجِعُ
شكايةُ الصبَّ إلى الأربُعِ
شكايةُ الصبَّ إلى الأربُعِ / ضلالةٌ في الوجدِ لم تنفعِ
وكيف يشكو فَعِلاتِ الهوى / فيهنَّ والأطلالُ لم تسمعِ
فهل لذاكَ الوصلِ مِن عودةٍ / أم هل لماضي العيش من مَرجِعِ
أم هل لمَنْ روَّعني صوتُه / بالصبحِ والاِصباحُ لم يَطلُعِ
أذانهُ شَتَّتَ شملَ الهوى / ليت المنادي بالنوى قد نُعي
مِن غفلةٍ عنه واِلاّ فيا / ليت أذانَ الصبحِ لم يُسمَعِ
فأيُّ دمعٍ لم يَفِضْ حُرْقَةً / وأيُّ قلبٍ منه لم يُصْدَعِ
يا دارُ سقّاكِ مُلِثُّ الحيا / مِن دِيمةٍ وطفاءَ لم تُقلِعِ
كأنَّها في الدارِ بعدَ النوى / وبعدَ جيرانِ النقا أدمعي
للهِ مِن نارِ هوًى بعدّهمْ / تُحنى على زفرتِها أضلعي
ومِن مقامٍ قمتُ فيه على / حُكْمِ وَدَاعٍ لهمُ مُفظِعِ
ومِن نوًى قد بَسَطَتْ شقَّةً / طالتْ على أينقنا الظلَّعِ
وليلةٍ قلتُ وقد أطنبتْ / عاذلتي في عذلِها
الموجِعِ /
لومي على فرطِ غرامي بهم / اِنْ شئتِ يا لائمتي أو دعي
فلستُ بالقابلِ عذلاً وهل / يقبلُه منكِ فتًى لا يعي
هذا فؤادٌ بعدَهمْ خافقٌ / ومقلةٌ للبينِ لم تَهجَعِ
ومغرمٍ قالَ لأيامِه / بعدَ النوى ما شئتِ بي فاصنعي
فليس لي مِن راحةٍ بعدَهمْ / كلاّ ولا في العيشِ مِن مطمعِ
يقلقُني البرقُ إذا ما بدا / كالسيفِ مسلولاً على لَعْلَعِ
فَيَنْفِرُ النومُ لأيماضِه / ويَصدِفُ العاني عنِ المضجعِ
ويطَّبيهِ فوقَ بانِ الحِمى / نوحُ حمامٍ بالغَضا سُجَّعِ
يَنُحْنَ في الأيكِ فيُبدي أسًى / مِن نوحِها سرُّ الهوى المودَعِ
ويذكرُ العهدَ فيخشى على / أعشارِ قلبٍ بهمُ مولَعِ
مالي وللآثارِ ابكي على / رسومِ أطلالهمُ البلقعِ
وأُنشدُ الأشعارَ في أربُعٍ / للشوقِ أسقيهنَّ بالأربَعِ
شعراً غدا كالماءِ مِن رقَّةٍ / بغيرِه الغُلَّةُ لم تَنقَعِ
أنظِمُ منه كلَّ سيارةٍ / تُنشَدُ في نادٍ وفي مجمعِ
اِذا حدا الحادي بها نجبَهُ / طوتْ شِقاقَ البيدِ بالأذرعِ
بحملِها وهي على أينها / دامية الأخفاف والأنسع
جوهرُ لفظٍ قد أشارَ النهى / اليه في النضيدِ بالاصبَعِ
فأيُّ لفظٍ فيه لا يُشتهى / وأيُّ فضلِ فيه لم يُجمَعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025