المجموع : 8
إِلْيَاسُ مِنْ آلِ نَصْرٍ قَضَى
إِلْيَاسُ مِنْ آلِ نَصْرٍ قَضَى / إِلَى الأَعِزَّاءِ نَعْيُ مَنْ نَعَى
عَميدُ أمجَادِ كِرامٍ مَضَى / فِي ذِمِّةِ اللهِ وَلَنْ يَرْجَعَا
كَانَ تَقِيّاً صَابِراً مُحْسِناً / عَفَّ السَّجَايَا طَاهِراً مَنْزَعَا
مَنْ عَدَّدَ الأَخْلاَقَ مَرْضِيَةً / عَدَّدَهَا فِي وَصْفِهِ أَجْمَعَا
بَلَّغَهُ المَصْدُوقَ مِنْ حَقِّهِ / شَعْبٌ عَلَى إِكْرَامِهِ أَجْمَعَا
وَقَلَّ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ قَبْلِهِ / حَيّاً كَمَا إِكْرَامِ إِذْ شُيِّعَا
كَان أَباً بِرّاً وَأَصْلاً ذَكا / فَرْعٌ لِلْعَلْيَاءِ مَنْ فُرِّعَا
نَجْلاَهُ بِالآدَابِ وَالعِلْمِ لمْ / يَتَّخِذَا دُونَ الذرَى مَوْضِعَا
وَكَانَ أَوْفى مَنْ بِهِ أُسْعِدَت / زَوْجٌ رَعَتْ مِنْ عَهْدِهِ مَا رَعَى
لَمْ يُرْضِهَا العَيْشُ إِذَا مَا نأَى / فَأَزْمَعَتْ نَأْياً وَقَدْ أَزْمَعَا
وَاسْتَقْبَلتْ فِرْدَوْسُ فُرْدَوْسَهَا / مُجِيبَةً دَاعِيهَا إِذَ دَعَا
نِعْمَ الْقرِينَانِ فَقَدْ مُثِّلا / فِي الْبِرِّ ذَاكَ المَثَلَ الأَبْدَعَا
عَاشَا كَمَا شَاءَ التَّوَاخِي مَعاً / وَحِينَ حَمَّ الْبَيْنَ مَاتَا مَعَا
لَوْ وَعِظَ النَّاسُ لمَا خُوطِبُوا / بِحَادِثٍ أَشْجَى وَلاَ أَرْوَعا
إِذَا بَدَتْ حَسْنَاءُ فِي بُرْقُعٍ
إِذَا بَدَتْ حَسْنَاءُ فِي بُرْقُعٍ / لَمْ يَحْجُبِ البُرْقُعُ مِنْهَا الشِّعَاعْ
أَمَّا الَّتِي أَمَّنَهَا رَبُّهَا / أَنْ تفْتِنَ النَّاسَ ففِيمَ القِنَاعْ
سَلِيمُ سَرْكِيسٍ وَآلُ الَّذي
سَلِيمُ سَرْكِيسٍ وَآلُ الَّذي / يَدْعُونكمْ لِلْفرَحِ الازِفْ
فَفِي أَصِيلا السَّبْتِ مِنْ يَوْمِنَا / تُزَفُّ نَجْلاَءُ إِلى رَائِفْ
عَلَّمْتَنِي الخط فمَا رَاعَنِي
عَلَّمْتَنِي الخط فمَا رَاعَنِي / مِنِّي سِوَى ذَاك النَّجَاحِ السَّرِيعْ
كَاشفَتْنِي مِنْ فَنِّه مُوجِداً / بِذَلِكَ السِّرِّ اللِّطِيفِ الْبَديعْ
كَمْ زِنْتَ قِرْطَاساً بِآيَاتهِ / بَيْنَ شَتِيتٍ بَاهِرٍ أَوْ جَمِيعْ
فشاقنِي مِنْهُنَّ مَا شاقنِي / في رَوْضةٍ مِنْ زهَرَاتِ الرَّبِيعْ
صَوْغٌ وَرَسْمٌ وَنُقُوشٌ إِلى / مَا لاَ يُبَاهَى مِنْ ضُرُوبِ الْبَديعْ
لَمْ تَقُمِ الْعِبْرةُ فِي حادِثٍ
لَمْ تَقُمِ الْعِبْرةُ فِي حادِثٍ / قيَامَها فِي موْتِكَ الْفَاجِعِ
بَعْدَ عِثَارٍ مِن ذُرَى حَالِقٍ / يَقِلُّ أَنْ يُوصَفَ بِالرَّافِعِ
عَثَرْتَ إِذْ نَجْمُكَ عَالٍ وَإِذْ / يَخْطُو مُجَارِيكَ خطى الظَّالِعِ
وَإِذْ يَرَى أَبْعَدَ مَجْدٍ عَلَى / أَدْنَى مَدىً مِنْ فِكْرِكَ الوَاسِعِ
فَنَالَكَ الْغَدْرُ بِأُلْعُوبَةٍ / لَمْ يَكُ مِنْهَا الحَذْرُ بِالْمَانعِ
وَزَارِعُ الآمَالِ فِي دَهْرِهِ / قَدْ يَحْصِدُ الخَيْبَة كَالزَّارعِ
لَشَدَّ مَا يُصْدَمُ وَهْمُ الفَتَى / بِنُكْرِ مَا يَلْقَاهُ فِي الوَاقِعِ
قَدِرْتَ إِذْ ضِعْتَ وَمَا يَقْدِرُ / المُنْفِسُ بِالْحَقِّ سِوَى الضَّالِعِ
يَا لَصَرِيعٍ بِيَدٍ خَالَهَا / مُقِيلَةً وَهْيَ يَدُ الصَّارِعِ
مَهَّدَ طُولَ السِّجْنِ فِي جِسْمِهِ / لِلدَّاءِ فَاسْتَعْصَى عَلَى النَّاجِعِ
فبَانَ عَنْ رَبْعٍ شَجٍ مُوحِشٍ / قَدْ كَانَ أُنْساً لِرِثَاءِ الرَّاقِعِ
وَعَيْلَةٍ أَضْحَتُ مِثَالاً لِمَا / يُغْضَى إِلَيْه نَكَدُ الطَّالِعِ
مِنْ غَادَةٍ سَالتْ غِوَاشُ الدُّجَى / بَيْنَ حَوَاشِي صُبْحِهَا السَّاطِعِ
وَحَذَّرَ الحُزْنُ أَخَادِيدَهِ / سَفْعاً بِذَاكَ الوَضحِ النَّاصِعِ
وَمِنْ بَناتٍ نَائِحَاتٍ بِمَا / يُذيبُ شَجْوَاً مُهْجَةَ السَّامِعِ
أَصْبَحْنَ لاَ يَنْظُرْنَ مِنْ حَسْرَةٍ / شَيْئاً بِغَيْرِ المَحْجِرِ الدْامِعِ
وَمِنْ وَحِيدٍ ناعِمٍ ظِفْرُهُ / لَيْسَ لِبُؤسٍ عَنْهُ مِنْ دَافِعِ
مَا ضرَّ لوْ بَلَّغَهُ الدَّهْرُ فِي / ظِلِّ أَبِيهِ زمَنَ اليَافِعِ
فَيَا فقِيداً سَيَلِي ثَأْرُهُ / مُلْحَقَةَ المَتْبُوعِ بِالتَّابِعِ
جَرَعْتَ فِي كأْسٍ مُرَارَاتَهَا / أَمَرَّ مَا فِي الكَأْسِ لِلجَّارِعِ
وَرُحْتَ مَظْلُوماً وَمَا كُنْتَ إِذْ / حَكَمْتَ بِالبَاغِي وَلاَ الطَّامِعِ
قَدْ أَنْجَعَ الضَّيْمُ مُلُوكاً وَمَا / كُنْتَ لِغَيْرِ الحَقِّ بِالْبَاضِعِ
وَلِّ وَكِلْنا لأَسىً لَيْسَ / بِالْمُغْنِي وَنوْح لَيْسَ بِالنَّافِعِ
أُعْذِرُ مَنْ يَبْكِي حبِيباً مَضَى / وَلَيْسَ بَعْدَ اليَوْمِ بِالراجِعِ
يَا مَنْ شَهَدْنَا أَنَّهُ كَاتِبٌ
يَا مَنْ شَهَدْنَا أَنَّهُ كَاتِبٌ / لَهُ المَكَانُ الأَدَبِيُّ الرَّفِيعْ
لَمْ تَقْرِضِ الشَّعْرِ قَدِيماً فَهَلْ / وَاتَاكَ عَفْواً سَهْلُهُ وَالَمنِيعْ
أَعْجَبْ بِمَا أَوْحَى إِلَيْكَ الْهَوَى / مِنْ نَغَمٍ مُشْبَحٍ وَبَثٍّ وَجِيعْ
سَجْعُكَ لمْ يُلْهَمْ أَفَانِينَهُ / صَادِحُ أَيْكٍ فِي وَدَاعِ الرَّبِيعْ
كَانَتْ رَبِيعاً لَكَ تِلْكَ الَّتِي / تَبْكِي نَوَاهَا بِحَرَارِ الدُّمُوعْ
كَيْفُ عَفَت أَزْهَارُهَا وَانْقَضَتْ / سَعَادَةُ الشَّمْلِ الهَنِيءِ الجَميعْ
مِنْ طِيبِ رَيَّاها وَمِنْ حُسْنِهَا / لَمْ يَبْقَ إلاَّ ذِكْرَيَاتٌ تَضُوعْ
لِلهِ إبْدَاعُكَ فِي وَصْفِهَا / تَصُوغُهُ صَوْغَ الصَّائغِ الضَّليعْ
خَلَّدْتَ بِالشَّعْرِ لَهَا صُورَةً / مِنَ الطِّرَازِ العَبْقرِيِّ البَدِيعْ
علمتني الخط فما راعني
علمتني الخط فما راعني / مني سوى ذاك النجاح السريع
كاشفتني من فنه موجزاً / بذلك السر اللطيف البديع
كم زنت قرطاساً بآياته / بين شتيت باهرٍ أو جميع
فشاقني منهن ما شاقني / في روضة من زهرات الربيع
صوغ ورسم ونقوش إلى / ملا يباهي من ضروب البديع
تبسمت مصر وقد زرتها
تبسمت مصر وقد زرتها / عن زهرٍ نضر وحسن بديع
ولطفت بهجتها جوها / فكان في الصيف رجوع الربيع