هَلْ مِنْ فَتَى يَنْشُدُ قَلْبِي مَعِي
هَلْ مِنْ فَتَى يَنْشُدُ قَلْبِي مَعِي / بَيْنَ خُدُورِ الْعيْنِ بِالأَجْرَعِ
كَانَ مَعِي ثُمَّ دَعَاهُ الْهَوَى / فَمَرَّ بِالْحَيِّ وَلم يَرْجَعِ
فَهَلْ إِذَا نَادَيْتُهُ بِاسْمِهِ / يُفِيقُ مِنْ سَكْرَتِهِ أَوْ يَعِي
هَيْهَاتَ يَلْقَى رَشَداً بَعْدَمَا / أَغْوَاهُ لَحْظُ الرَّشَإِ الأَتْلَعِ
فَيَا دموعَ الْقَطْرِ سِيلِي دَماً / وَيَا بَنَاتِ الأَيْكِ نُوحِي مَعِي
وَأَنْتِ يَا نَسْمَةَ وَادِي الْغَضَى / مُرِّي بِرَيَّاكِ عَلَى مَرْبَعِي
وَأَنْتِ يَا عُصْفُورَةَ الْمُنْحَنَى / بِاللَّهِ غَنِّي طَرَباً وَاسْجَعِي
وَأَنْتِ يَا عَيْنُ إِذَا لَمْ تَفِي / بِذِمَّةِ الدَّمْعِ فَلا تَهْجَعِي
صَبَابَةٌ أَغْرَتْ عَلَيَّ الأَسَى / وَدَلَّتِ السُّهْدَ عَلَى مَضْجَعِي
وَيْلاهُ مِنْ نارِ الْهَوَى إِنَّهَا / لَوْلا دُمُوعِي أَحْرَقَتْ أَضْلُعِي
أَبِيتُ أَرْعَى النَّجْمَ فِي سُدْفَةٍ / ضَلَّ بِهَا الصُّبْحُ فَلَمْ يَطْلُعِ
لا أَهْتَدِي فِيهَا إِلَى حِيلَةٍ / تَقِي حَيَاتِي مِنْ يَدَيْ مَصْرَعِي
طَوْرَاً أُدَارِي لَوْعَتِي بِالْمُنَى / وَتَارَةً يَغْلِبُنِي مَدْمَعِي
فَهَلْ إِلَى الأَشْوَاقِ مِنْ غَايَةٍ / أَمْ هَلْ إِلَى الأَوْطَانِ مِنْ مَرْجَعِ
لا تَأْسَ يَا قَلْبُ عَلَى مَا مَضَى / لا بُدَّ لِلْمِحْنَةِ مِنْ مَقْطَعِ