أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي
أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي / فكيفَ لا أسقيهِ من أدمعي
لو شئتَ يا حلوَ اللمى لم تبتْ / غلةَ هذا القلبِ لم تنقعِ
ولم أبتْ ليلةَ جافيتني / من مضجعٍ جافٍ إلى مضجعِ
إذا دعاني السهدُ لبيتهُ / وإن دعوتُ النومَ لم يسمعِ
أسألُ ليليَ ما لهُ لم يغبْ / وما لنجمِ الصبحِ لم يطلعِ
وأحسبُ الطيرَ إذا رجعتْ / حنتْ لمن أهوى فناحتْ معي
ذو هيفٍ يقنعني طيفهُ / وهو بغيرِ الروحِ لم يقنعِ
لم ألقَ ممن نظروا وجههُ / الا فتىً يعشقُ أويدعي
يا هاجراً أسقمني طرفهُ / كلُ دواءٍ فيَّ لم ينجع
كم حرقةٍ قد ضاقَ صدري بها / ولوعةٍ كاتمتها اضلعي
وحسرةٍ في النفسِ ما غادرتْ / قلب الفتى العذريِّ حتى نُعي
أخلفها بعدي لأهلِ الهوى / من موجعِ القلبِ إلى موجعِ
تستنزلُ المالكَ عن عرشهِ / بينَ يدي عرشِ الهوى الأرفعِ
وتبعث الروعة يوم الوغى / إلى فؤاد البطل الأورعِ
فابعث لقلبي منكَ تسليمةً / أبثها في ذلكَ الموضعِ
تسترجع النومَ إلى أعيني / فقد مضى النومُ ولم يرجعِ
كم أمرَ الحبُّ وكم قد نهى / فبتُّ باكي العينِ لم أهجعِ
ومن يكنْ قائُدُهُ حُبُّهُ / يقدهُ بالرغمِ إلى المصرعِ