عَسى الَّذي فرّقنا يَجمعُ
عَسى الَّذي فرّقنا يَجمعُ / أَو أنَّ دَهراً قَد مَضى يَرجعُ
يا أَيَّها البَدر المُنير اتّئد / وَاشرق فهذا المنزل المطلع
وَإِن تَغب يا شمس أَو تحتجب / إِن الليالي وَالمُنى يوشع
بِاللَه يا ظبيَ الحمى عُد لنا / ففي فؤادي ذلك المرتع
وَلا تُطل بُعداً فَإِني فَتىً / كَما تَراه لِلنَوى يَجزع
وَإِن تَكن تَخشى لَهيبَ الحَشا / فَإِنَّهُ تُخمده الأَدمُع
أَو لا فَمُر طيفَ الكَرى علَّه / يَعتادني لَو أَنني أَهجع
وَالحَق يا مَولاي مذ بنتمُ / ما طاب لي سُهدٌ وَلا مضجع
كَم ذا احتملنا الصَبرَ نُخفي الهَوى / وَقَد علمت الصَبر لا يَنفع
سَعوا بِنا حَتّى اِنقَضى بَيننا / يا لَيتهم لما سعوا ما سعوا
وَما جَرى إلا عَلى مهجتي / ما قَد جَرى وَالحَتم لا يُدفَع
قَد بتَّ مِن بَعدي بما تشتهي / وَبتُّ لا يأسٌ وَلا مطمع
فَليت أَياماً مضت وَانقضت / ما وَدّعت إِذ أَهلُها وَدّعوا
أَو ليتَها عادت وَلو لمحةً / فَأشتكي منها وَهَل تسمع
أَو أن أَرى بَعد النَوى عَودةً / فَإِنَّني مِنها بِهِ أَقنع
فَهوَ الحَكيم المجتبَى وَالعلي / م المرتضى وَالماجد الأَرفع
أَفضاله تفضح شمسَ الضُحى / أَخلاقه كَالروض بل أَينَع
أَقواله لم تخل من حكمة / كَأَنَّها بَين الوَرى تشرع
فَسل نَسيم الزَهر ما لطفُه / وَسل ركام الغَيث ما يهمع
وَكيفَ مثلي أَن يَفي بِالثَنا / وَأَنتَ أَوفَى ذي الوَفا ما رَعوا
وَإِنَّما شَوقي إِلَيك اشتكى / إِذ صار همّ الفكر لا يَمنع
فَلا أَطال اللَه هَذا النَوى / وَلا شَفى الحسادَ ما أَجمعوا
وَدم كَما تَبغي وَيا صاحبي / عَسى الَّذي فرّقنا يَجمع