كُنتُ وَيَحيى كَيَدَي واحِدٍ
كُنتُ وَيَحيى كَيَدَي واحِدٍ / نَرمي جَميعاً وَنُرامي مَعا
إِن عَضَّني الدَهرُ فَقَد عَضَّهُ / يُوجِعُنا ما بَعضَنا أَوجَعا
أَو نانَ نامَت أَعيُنٌ أَربَعٌ / مِنّا وَإِن أَسهَر فَلَن يَهجَعا
يَسُرُّني الدَهرُ إِذا سَرَّهُ / وَإِن رَماهُ فَلَنا فَجَّعا
حَتّى إِذا ما الشَيبُ في مَفرِقي / لاحَ وَفي عارِضِهِ أَسرَعا
سَعى وُشاةٌ فَمَشَوا بَينَنا / وَكادَ حَبلُ الوُدِّ أَن يُقطِعا
فَلَم أَلُم يَحيى عَلى فِعلِهِ / وَلَم أَقُل مَلَّ وَلا ضَيَّعا
لكِنَّ أَعداءً لَنا لَم يَكُن / شَيطانُهُم يَرى بِنا مَطمَعا
بَينا كَذا غاشَ عَلى غِرَّةٍ / فَأَوقَدَ النَيرانَ مُستَجمِعا
فَلَم يَزَل يوقِدُها دائِباً / حَتّى إِذا ما اِضطَّرَمَت أَقلَعا