أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى / قَولُ وَليٍّ لكَ مُستَبْطِ
يا مَنْ غدَتْ أخلاقُهُ كُلُّها / عَدْلاً تُقيمُ الوَزْنَ بالقِسْط
ما لِمواعيدِكَ قد أَصبحَتْ / جَزاؤها يَهزَأُ بالشّرط
وكم إلى دارِكَ ردَّدتنِي / من أجلِها تَرْديدَ مُشتَطّ
حتّى من الغَيظِ الّذي نالَني / لطُولِ ذاكَ العَدْو والخَبط
لو كان رِجْلي قَلَماً عندَها / لكنتُ لم أَعدَمْهُ من قَطّ
فَرْطُ الحجابِ الصّعبِ ما وَجْهُه / على صديقٍ زادَ في فَرط
على امْرئٍ تَأخذُ من شُكرِه / إن حُزْتَه فوقَ الّذي تُعطي
أَسرَفْتَ في قَبْضتي وكنتَ الّذي / آمُلُ أن تُسرِفَ في بَسْطي
جاهُك ذا المَقْسومُ بينَ الوَرى / تُراه ما لي فيه من قِسْط
وكَفُّك السّمحةُ مذ لم تَزَلْ / وما لإحسانِكَ من غَمط
تَسمَحُ بالحَظِّ لطُلابه / فكيف لا تَسمَحُ بالخَطِّ
وإنّك الفَردُ الّذي خَطُّه / في أُذُنِ الدّولةِ كالقُرْط
قُلْ للنّجيبِ ابنِ النّجيبِ الّذي / إذا رمَى الأغراضَ لم يُخطي
ظُلْمٌ لأقلامِك أن سُمّيَتْ / إذْ شُبِّهْت بالأَرقَمِ المُرط
وأنمُلٌ منك ثلاثٌ غَدَتْ / يَريشُها من يَدِكَ السَّبْط
خَطُّ كمِثْلِ الدُّرِّ من كاتبٍ / سَطْرٌ له أنْفَسُ من سِمْط
قد نثَر اللُّؤلُؤَ في طِرسِه / فأهوَتِ الجَوزاءُ لِلّقْط
لَوَدَّتِ الأنجُمُ في كُتْبِه / لَو جُعلَتْ أمكنةَ النَّقْط
فَبعضُ ما استحقَقْتَ ما نِلْتَهُ / من رِفعةٍ آمنةِ الحَطّ
ودولةٌ حسناء مَحسودةٌ / أَعطاكَها للدُّوَلِ المُعْطي
ما كُتبَتْ سَهْواً فكنْ آمِناً / لها من المَحْوِ أوِ الكَشْط