المجموع : 4
قل لنزارٍ أنت أُسُّ العلا
قل لنزارٍ أنت أُسُّ العلا / وفرعها الثابت في الأُسّ
يا بهجة الأيام فينا ويا / زين سرير الملكِ والكرسي
تاه بك المجد على أهلهِ / كما يتيه الصبح بالشمسِ
بالرشدِ إن سِرت فِسْر ظافِراً / بين العلا والفتحِ والقدسِ
وإن تخلَّفت تخلَّفت في / نجحٍ سليمَ الملك والنفسِ
أنت المُوقَّى في غَدٍ مثلَ ما / وقِّيت في اليومِ وفي أَمسِ
واللهُ قد أعطاك سعدا رمى / عن مِلكك الأعداء بالنحسِ
لو بلغت بغدادُ أقصى المُنَى / نادتك دون الجِنّ والإنسِ
ولا تكن من قتلِ أملاكها / يا حُجَّة الرحمان في لَبْسِ
آلُ رسولِ اللهِ جِنسٌ عَلاَ / وأنت أعلى ذلك الجِنسِ
فاسلم على رَغْم أنوفِ العِدا / لِصفْع حُسَّادِك بالقَلسِ
وابقَ على الأَيام فالدين والد / نيا بأقبالك في أُنسِ
يا غُصُنا في المجدِ سامِي الذُّرَا / محمدِيَّ النبتِ والغَرس
من لم يسلِّم لك فضل العُلاَ / ففضله في غاية البخسِ
أما ترى الأَيام والناس مذ / عمَّهمُ عدلُك في عُرْسِ
ناعورة أنَّة أَنِينَ الهوى
ناعورة أنَّة أَنِينَ الهوى / لمَّا شكت حَرَّ وساويسها
أنينها صَرَّةُ تدويرها / ودمعها ماء قواديسِها
كأنما الكيزان في بِئرِها / هامُ ملوكٍ في نواوِيسِها
تَقذِف بالماء إلى روضةٍ / كأنها ريش طواويسِها
كأنما السَرْوُ بها نِسْوة / قامت إلى قرعِ نواقيسِها
ويُحسب الخَشخاشُ مِن حولها / يدا أشارت بدبابِيسها
وانفتح النرجِس عن أعين / مصفرَّةِ الأحداقِ من بُوسها
وأُقحوانٍ كثغور المَهَى / مفترَّةٍ من بعد تعبِيسها
وسَوْسَنٍ كالقَرْصِ لمَّا بدت / آثاره في لِينِ ملموسها
نَبَّههُ القَطْر بأندائِه / إذ نثرتْهُ السُّحْبُ من كِيسها
تلعب بالأبصار أنوارُها / لِعْب الأمانِي بِمفاليسها
فرُحْ على رَيْحانها واسترِح / للرّاحِ في دَوْحة مأنوسها
وهاتِها يخفى على الحِسّ ما / جاءت به رِقّةُ محسوسها
كأنما الساقي إذا حثَّها / يقدح لمعَ البرق في كُوسها
عاطيتها لَمْياءَ مجدولةً / يضيق عنها وُسْع ملبوسِها
كأنما نجني جَنَى الشَهْدِ من / بين ثناياها وتلعيسها
كم خِفت من لحظ عيون المَهَا / وكم أخَفْت الأسْد في خِيسها
لاح نذِير الشّيبِ فانزع به / عن الغواني ونواميسها
واسمُ إلى الصفوةِ من هاشم / أهلِ معالِيها وتقديسها
إن قريشاً بِعلا هاشِمٍ / تفخر في عَقْوةِ عِرِّيسِها
إن يك من ياقوتها هاشم / فَعبد شمسٍ من ضغابِيسها
دع عبدَ شمس وأباطيلَها / فقد بدا الله بتنكِيسها
قبيلة ما طهَّر الله مَنْ / شايعها مِن إِثم تنجيسها
طافت بحربٍ وهو فِرعَوْنها / طَوْفَ النصارى حول قسّيسِها
دم النبِيّ المصطفى ظاهِر / يلوح في بنيان تأسِيسها
سَقَت بنِيه بالردى واغتدت / نِساؤه سَبْيا على عِيسِها
قبيلة أفضلها شرُّها / لا شرفت عن حال مرءوسها
فإنها أولى بإتعاسها / ولعنها من لعنِ إِبْليسها
أذكرني النرِجِسُ أجفانَ مَنْ
أذكرني النرِجِسُ أجفانَ مَنْ / غادرني في صُفرةِ النرجِسِ
فلم أزل ألثم مبيضَّه / شوقاً على طِيبِ جَنَى الأكؤسِ
حتى أشاب الصبحُ فرعَ الدجى / ولم أنم عنه ولم ينعسِ
يا من حكى النرجِس لي نَشْره / ماذا تقلَّدت من الأنفسِ
هبك لبِست الصبح وجها فمِن / أين لبِست الشَعْر كالحِندِسِ
والله لا زال عليك الهوى / وَقْفاً وإن كنت الظلومَ المُسِي
يا ليلة عانقنِي بدرُها
يا ليلة عانقنِي بدرُها / فامتزجت نَفْسانِ في نَفْسِ
كأنما عانقتُ شمس الضحى / أو قمراً في صورة الإِنس