المجموع : 11
وصاحب لم أكُ من جنسِهِ
وصاحب لم أكُ من جنسِهِ / ما زلتُ أوفيه على بَخسِهِ
ولَّى وما أوليتُهُ سيئاً / أتبعه اللَه قفا أمسِه
بل أحسنَ اللَه مجازاتَه / على الذي استثمر من غَرسه
أخلقت نفسي بمصافاته / فصانني بالصَرم عن نفسه
يا قمر الموكب والمجلسِ
يا قمر الموكب والمجلسِ / أفْطِر على القهوةِ والنرجسِ
أما ترى مونقَ أنوارِه / كأنه الأنوارُ في الحِندس
سَقياً له إن ابتساماته / تحكي ابتساماتِكَ في المجلس
ونشره نشرك لكنّهُ / دونك في الأصل وفي المَغرِس
وحقُّهُ الشرب على وجههِ / مع السماع المعجبِ المنفِس
اشرب عليه إنه مؤنسٌ / وإنه في زمنٍ مؤنس
في زمن الغيث الذي لم يزل / يحكيك في الجود ولم أعكس
واسمع وأسمِعنا بما لم تزل / من شهرنا الظاعن في محبِس
جزاك عنا اللَه من سيد / مثوبةَ المُربح لا الموكِس
فأيُّ أموالكَ لم تعطنا / وأي أنوارِك لم تُقبس
أنتَ الذي قلتُ بآلائه / علماً ولم أظنن ولم أحدِس
زاولتُ تمجيدَك في ساعةٍ / فأيُ معنى فيك لم يهجس
لكنني قصرتُ مستيئساً / من نيل شأوٍ فائتٍ مُؤْيس
شأوَك إن الله أجراكَهُ / ومن يجاودْ ربه يُفْلس
زُفَّتْ إلى بدر الدجى الشمسُ
زُفَّتْ إلى بدر الدجى الشمسُ / ولاح سعد وخبا نحسُ
وأقبلتْ نفس إلى مُنيةٍ / بِمثلها تغتبط النفسُ
سيدة تُهدَى إلى سيدٍ / لم يُمس في سُؤدده لَبْس
ذلك عرس الدهر من أجله / حَنّ غدٌ والتَفَت الأمس
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ / إلا خَشينا قتلَها نفسا
مقصوعة الخِلقة دَحداحة / تطرحها القِلّةُ في المَنْسا
نكهتُها تقتلُ جُلاسها / لقرب مَفساها في المحسَى
واسعةُ الثقبين بغَّاءةٌ / قد أقطعت بيعتَها القَسّا
خافت على عذرتها غيلةً / فاتخذت فقحتها ترسا
وإن تشاجتْ سمعت هاتفاً / يهتفُ من خلفٍ بها تعسا
تالله أدرِي عند إبذارها / أأبذرتْ أم أندرت جعسا
أندرْ لها ضِرساً إذا أبذرت / بل لا تدع في فمها ضرسا
أغضبني الشعر فعاقبتُهُ / بوجهها فاعتدَّهُ حبسا
سَهَّل عندي خلتي أنني
سَهَّل عندي خلتي أنني / طال على خسفكمُ مَحْبِسي
فالآن ما اسْتَجشأتُ من مَطْعَمِي / عندي وما استخشنت من مَلبسي
جُزيتُمُ عن طيب ما أغتذي / خيراً وعن نعمة ما أكتسي
أعجِبْ بأن رَوَيتُمُ غُلتي / ومن سوى منهلِكم أحْتسي
كم من أناس أملوا فضلكم / محْرسهم أضيق من محرسي
ومن أيادي فضلكم أنكم / لا تُعْدِموني من به أأْتسي
لا شيء إلا ذَمّكم وحدهُ / أصبح معموراً به مجلسي
قِستُ بما ألقاه من ظلمكم / فقري وما أخطأتُ في مِقْيسي
فكان مسُّ الفقرِ فيما أرى / أليَنَ إرغاماً على مَعْطسي
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ / وثقلُ قَرْنيه على رأسِهِ
قد وَلعُوا بالشيخ يؤذونهُ / عجَّله اللَهُ إلى رَمْسِهِ
أليسَ فيهم رجلٌ منصف / فينصف البائس من نفسِهِ
هل نَقموا منه سوى جوده / وطيب نفْس فيه عن عِرسِهِ
للَه ورّاقٌ مررنا به
للَه ورّاقٌ مررنا به / في صَفِّ أصحابِ القراطيسِ
من أصبرِ الناس على صفعه / كأنها وقعةُ فِطِّيسِ
حاجَيْت فضلاً وهو ذو فطنةٍ
حاجَيْت فضلاً وهو ذو فطنةٍ / ما زال للحكمة درَّاسا
ما هَنَةٌ عمَّت بني آدمٍ / يعير الناس بها الناسا
يَعتمدُ العامدُ إتيانَها / فلا يرى القومُ بها باسا
حتى إذا جاء بها فلتةً / نكَّسَ من سَوْءتها الراسا
يا وهبُ ذو الضرطةِ لا تبتئس / فإن للأستاه أنفاسا
قد تنطق الأستاهُ في مجلسٍ / وتُملأ الأفواهُ إخراسا
فاضرط لنا أخرى بلا حِشمةٍ / كأنما خرَّقت قِرطاسا
لتُؤنس الأولى بها مُحسِناً / فإنها تَطلبُ إيناسا
ما رَشَأ الأنس بمستأنِسِ
ما رَشَأ الأنس بمستأنِسِ / إلى بياض الشَعَر المُخْلسِ
بل صَدْفةُ المبغض من حُكمه / في الشيب تتلو نظرة المُبلِس
وصحبةُ المعتِم من شأنِه / وليس منه صحبةُ المغلس
ماذا على الدهر وعَوداته / لو صاح يا ليل الصِّبا عسعس
فاسودَّ مبيَضٌّ كسا نورُهُ / قَلْبي ظلاماً حالك الطرمس
أستلبِسُ اللَه النُّهى إنه / أحْصَنُ ملبوس لمستلبس
فاجأني الشيب على صبوةٍ / أيُّ يد في الغيِّ لم تَغمِس
نورٌ ونار لهما وقدةٌ / لو قُرِنا بالماء لم يَجمُس
ما أعدلَ الحبَّ على جَورهِ / في خُلطة الأحمقِ والكيِّس
قلبي على وعظ النهى مولع / بجالبٍ للداء مستنكِس
أحببت روداً من بنات الصبا / أي بنات القلب لم تخلِس
منَّاعةً للرشف منّاحةً / للطرف إن تُبرِئْكَ تستنكِس
ترنو بطرف مؤنِسٍ قاتلٍ / لولا عمى الأهواء لم تؤنس
لا عوقبتْ نحلة لِمْ حلَّأَت / عن ريقها حائمةَ المُخمِس
ضَنَّت بماء العيش لكنها / من يقتَبسْ نار الجوى تُقبِس
يا نحلةَ الشهد التي أيأست / منه وإن غرت فلم تُؤيس
ما حققتْ معنى اسمها نحلةٌ / قيل اقلسي أرياً فلم تَقلِس
يا هل أحسَّت ليلة المنحنَى / أم ذهلت عني فلم تحسس
وسَواسُ وجدٍ ضافني هاجَهُ / وسواسُ حَليٍ ضافها مُجرِس
كأنما ناجى به صدرُها / صدري فماذا فيه لم يَهجس
يا أيها السامي بألحاظه / للبيض في البيض ألا نكِّس
تلك المها أصبحن مثل المها / ليست لقُنّاص بني سِنْبس
قالت لك العينُ وآرامُها / ما أنت بالمرعَى ولا المكنِس
أخْيَبُ ذي قوس رمى ظبيةً / من هتف الدهر به قَوِّس
فلا تَعُوجَنَّ عَلى قاطعٍ / مطيةَ الوصل ولا تَحبِس
واعدل إلى ذي خُلةٍ حافظٍ / معاهدَ المورِقِ في المؤيس
كالأردشيريِّ الذي بَيَّنَتْ / في عُودِه حُرِّية المغرِس
بلّغْ عبيد اللّه مُلِّيتَهُ / أني إذا ما غاب في مَحْبس
لكنني ما دمتُ في ظِلِّه / من غامر النعمة في مَغمس
يا واهب التاج الذي لم يزل / من زينة اللابس والمُلْبِس
أقسمتُ بالمجد وأسبابه / إنك منه غير ما مُفْلس
نفَلتني ودَّ عقيدِ الندى / عفواً بجدواك ولم تَعبِس
ودَّ المكنَّى لا تُحابَى به / باسم رسول المنعِم المبئس
الحسنِ المحسنِ في فعله / أنفِسْ به من عُقدةٍ أنفس
آنسني والدهر لي مُوحشٌ / بمؤنسٍ ناهيكَ من مُؤنِس
بمُفضلٍ ما شئتَ من مُفضلٍ / ومُقبسٍ ما شِئتَ من مُقبِس
منبلج الرأي غزير الندى / صاحب يوم مُمْطرٍ مُشمس
نواله كالغيث في أزمة / ورأيه كالنجم في حِنْدِس
إذا قضى بالحدس ذو شبهة / تتبَّع الحق ولم يَحدس
من آل وهب شاد بنيانه / كلُّ أشمّ المجد والمعْطِس
بدرُ سماءٍ وسناً باهر / لا يمحق اللَهُ ولا يَطمس
أسعدُ بالحلم من المشتري / وبالحجى والعلم من هِرْمس
حرٌّ متى يَظفَرْ بذي زَلَّةٍ / يغفر ولا يَظفِرْ ولا يَضرس
يَعفو إذا الجاني ابتغى عَفْوه / لكنه فارسُ مُستفْرِس
ممن إذا أغضِبَ في قُدرة / كقُدرةِ القَسْور لم يفرِس
يقابلُ الحسنى بأمثالها / ويقرعُ الدهرِسَ بالدهرس
مَكايدٌ من مَسَّحتْ عِطفَهُ / مسَّحه الحَيْن فلم يَشمس
يأخذ بالعينين أخذَ العمى / ويَعقِل الرجْلَين كالنِقرس
خِرق إذا أسنى أفاعيلَهُ / قال لِمُسني شكرِه خسِّس
طالبَ تسهيلٍ على شاكرٍ / لا زاهداً في راغبٍ مُنفس
وذاك أدعى لذَوي حمدهِ / إنْ سمعت فطنةُ مستوْجس
فما يزال الدهر مستوفياً / للحمد في صورة مُسْتَبْخِس
مُقتسمٌ بين صبا ذي النهى / وحكمةِ المُوضِح لا المشْكِس
فلسفةٌ شَفْعُ مُلوكِيةٍ / أظرِفْ بمن حازهما أنطِس
إذا صَبتْ زُهْرتُه صبوةً / قال لها هِرمسُه هَندِس
وإن عدا هِرْمسه حدّه / قالت له زُهْرتُه نفِّس
فما اجتلاهُ غير مُستحسنٍ / ولا ابتلاهُ غيرُ مستنْفس
كم مجلسٍ مرَّ له كلُّهُ / كأنه باكورة المجلس
ذكَّرني فيه بأخلاقه / دمع الندى في حَدَق النرجس
أرْجو سنائي لمُجازاتِه / لكنني راجٍ كمستيئس
كيف أجازى كوكباً نيِّراً / أسْعد أيامي ولم يُنحس
لو لم تر السبعةُ تمثاله / في اللَوح لم تَجْر ولم تكْنِس
ولو أطاعتها مقاديرُها / جرتْ لتلقاهُ ولم تخنس
يُطمعني في شكره قدرتي / على القريض المُطمِع المؤيس
وتارةً يُؤيسُني أنني / أحْزنتُ في الشكر ولم أُدهس
شكر امرئٍ قَصَّر عن شكره / أقصى حَويل الماتح الممرِس
مستأنس الجزء إلى قبضتي / والكل منه غير مستأنس
يا أيها المُوجس في نفسه / خوفاً من الأيام لا توجس
للَه بالشام وفي بابلٍ / بيتان بيتُ القدس والمقدِس
بيتٌ قديم ذائعٌ ذكرُهُ / وبيتُ شاهٍ بالعلا مُعرس
يُصبح من حاول مَعْروفَهُ / مُلتمساً أفضى إلى مُلمِس
ولا ترى راحتُهُ عِرمِساً / عند مُناخ الرَّسْلة العِرمس
بين أياديه وأيامنا / تفاوتُ الناعس والمُنعِس
من آل وهبٍ شاد بنيانَهُ / كلُّ أشَمِّ المجدِ والمعطِس
وعرضه أملسُ ما خيَّمتْ / آمال راجيه على أمْلَس
أستحرِس اللَه له إنه / أفضلُ محروس لمستحرِس
المنطِق المخرسُ سَقياً له / رعْياً له من مُنطقٍ مُخرِس
أنطق مُدَّاحاً وكمَّتْ به / أفواهُ حسّادٍ فلم تَنْبِس
ومدحه المأخوذُ من مجدِه / ما قال لي وجدي به دلِّس
بل قال أجلى الليل عن صُبحه / للعين فاصدقْ عنه أو لبِّس
وسائل عنه وعن أهله / قلتُ له جهراً ولم أهمس
أنت الذي أحوجَهُ جَهْلُهُ / في رؤية الشمس إلى مَقْبِس
بلَغْتهمْ فاحطُطْ بوادِيهمُ / تحططْ بأحوَى النبتِ مُسْتَحلس
لا خير في نزع يدي نابلٍ / بعد لحوق النَصل بالمعجس
لآل وهبٍ مِننٌ جَمّةٌ / من يَرَها من حاسدٍ يُبلس
كم قال لي تأمِيلُهُم سِرْ بنا / وقال لي تمويلهم عَرِّس
كم زوَّجتني بدأةٌ منهمُ / وقالتْ العودة لي أعرِس
غَرَستُ أنواعاً فما أثمرتْ / وأثمروا لي حيثُ لم أغرِس
قلتُ لمن قال استزِد فَضْلَهم / جاهِرْ بتهديدك أو وسوِس
أصابعي خمس حباني بها / من لا يراني قائلاً سَدِّس
سمعاً بني وهبٍ فلم أستعِر / لكم حُلَى قومٍ ولم أعكس
ما قلتُ إلا بعض ما فيكُمُ / فليقُمْ الحاسد وليجْلس
لم أهتضمْ دِيني ولم أنتهك / عرضي بما قلت ولم أدْنِس
كأنه في الكف من خفّةٍ
كأنه في الكف من خفّةٍ / مقدارُهُ من صُفرة الشمس
أفضِّلُ الورد على النرجس
أفضِّلُ الورد على النرجس / لا أجعل الأنجم كالأشمسِ
ليس الذي يقعد في مجلسٍ / مثل الذي يمثلُ في المجلس