القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد المحسن الكاظمي الكل
المجموع : 2
أَقبَلَ في برد العلا يخطر
أَقبَلَ في برد العلا يخطر / فهلّل الأَزهر وَالمنبَرُ
بالأَمسِ قَد أصحر ليث الشَرى / وَاليَوم آب الأسد المصحرُ
أَخلى منَ الزأر عرين العلا / ثُمَّ اِنثَنى في غيله يَزأرُ
ضرغامة يَخضَع طوعاً له / إِما سطا الضرغامة القسورُ
يهدر أَو يرجع عن غيّه / كلّ أَخي شقشقة يهدرُ
سَعى وَما كلّ عَميد سعى / يحمد في مَسعاهُ أَو يشكرُ
مَن ذا تَرى ينكر معروفه / مَعروفه في الناس لا ينكرُ
لَيسَ لما يجبره كاسِر / كَذاكَ لا جبر لما يكسرُ
ذو هِمّة يفترّ من دونها / صرف اللَيالي وَهيَ لا تفترُ
وَعزمة لَو قسمت في الوَرى / ما ذكر الأَبيَض وَالأَسمَرُ
اللَهُ ما أَكبرها همّة / بِجَنبها الأَفلاك تستصغرُ
أَعظم بِهِ من سيّد ماجدٍ / كلّ عَظيمٍ دونه يحقرُ
يكثر في أَفعاله واحِداً / بها يقلّ العدد الأَكثَرُ
هَذي المَعالي فأبصرنها وَقل / هَل بعد هَذا شرف يبصرُ
بخ بخ يا عصره إِنَّما / قَد حسدت بهجتك الأعصرُ
أَيّ عَلاء بك لا يَعتَلي / وَأَيّ فخر بك لا يفخرُ
رد واِصدرن في العزّ فى ظلّ من / يَحلو بِهِ المورد وَالمصدرُ
جاءَ فشمنا البشر في وَجهه / يَكاد من رقّته يقطرُ
يا أيّها القادِم من غيبة / أَنتَ المُنى تَغيب أَو تحضرُ
ما أَنتَ إِلّا جبل عاصِمٌ / يأوي لك البادون وَالحضرُ
دمت عَلى رغم العدا سالِماً / شانئك اليَوم هُوَ الأَبتَرُ
كَم بالقبيبات عَلى حاجِرٍ
كَم بالقبيبات عَلى حاجِرٍ / من قمر بادٍ وَمِن حاضرِ
وَكَم عَلى الرضراض من رمله / من رَشأٍ ظامي الحَشا ضامرِ
وَمُشرئبٍّ بالحمى آلِفٍ / لمشرئبٍ بالحمى نافِرِ
وَفاتِر الناظِر يَعطو إِلى / مُذعّرٍ ذي نظر فاتِرِ
مُلتَفِتاً في الحيّ من رقبة / تلَفّت الريم إِلى الذاعِرِ
قَد لعبَ الدلُّ بأعطافه / لعب الصبا بالغُصُنِ الناضرِ
مَن لي به من عطر ثغره / يَسحب فضّ البَرَد العاطرِ
بكسر قَلبي كاسِراً طرفه / فَهَل لِذاكَ الكسر من جابرِ
جارَ عَلى قلبيَ سلطانهُ / اللَه من سلطانه الجائرِ
ما لي عليه أَبَداً ناصر / وَكَم له عليَّ من ناصرِ
يا مُهجَتي صَبراً عَلى ظلمه / ما أَكبَر الظلم عَلى الصابرِ
وَيا جفوناً سهرت لَيلها / ما أَطوَل اللَيل عَلى الساهرِ
فَهَل لصبحِ الوَصلِ من أَول / وَهَل لليل الهَجرِ من آخرِ
يا آمري في الحُبِّ لا تَنتَهِ / أَفديكَ مِن ناهٍ وَمِن آمِرِ
طرفُ غَريمي واترى في الهَوى / يا ترتي من طرفه الواتِرِ
لَم تَخلُ منه أَبَداً مُهجَتي / إِذا خَلا من شخصه ناظِري
أَنجَدَ أَم غارَ فلمّا أَزَل / من منجدٍ فيهِ ومن غائرِ
غَدا عليه لائمي حاسدي / وَراحَ فيهِ عاذِلي عاذِري
كَم وارِدٍ وَردي فيهِ وَلا / عَن ذلك المورد من صادِرِ
وَكَم فَتى كانَ بِهِ رابِحاً / عادَ بقلب الخائِب الخاسرِ
يُنسب في الحُسنِ إِلى هاشِمٍ / فَيا لَهُ مِن نَسَبٍ طاهِرِ
ما بنت عنّي يا غَزال النقا / ما خطر السلوان في خاطِري
فدى لِعينيك عيون المَها / من رمل نَجران إِلى حاجرِ
حسبك يا لَيلايَ ما نلته / ما ناله قيس بَني عامِرِ
راحَ فُؤادي قطعاً واِغتَدى / يَرقص في قدر الجوى الغائِرِ
وَبانَ عَنّي سامري شارِداً / وَبتُّ في الحيّ بِلا سامرِ
فَليهجر الطرفُ لَذيذَ الكَرى / فَقَد غَدا مواصلي هاجِري
وَأَنت يا عين أَعيني الحَشا / برشّةٍ من دمعك الهامرِ
وَأَنتَ يا جحر الجوى نجّني / من غمدات المدمع الغامِرِ
كَم زمن قضّيته بالحمى / بذكره لذَّ فمُ الذاكِرِ
جنيت فيهِ ثَمَرات الهَوى / من وارق العود إِلى ثامرِ
إِن غابَ عَن عين المعنّى فكم / مِن غائِبٍ بَينَ الحَشا حاضِرِ
من مُبلغٌ عَنّي الوَرى قولةً / تفترّ عَن ذي كبدٍ فاغرِ
إِنَّ رَبيب الخدر في حسنه / راض جموح الأسدِ الخادِرِ
عَجِبتُ مِن صعبي كَيفَ اِنثَنى / طوع زِمام الرشأ النافرِ
مشتَهِرٌ عَزميَ بَينَ الوَرى / كالسَيف هزّته يَدُ الشاهرِ
أَهتَزُّ شَوقاً لاِقتناص العلا / مثل اِهتِزاز المقضب الباتِرِ
أنمّق الشعرَ وَلَكِنَّني / منزّهٌ عَن حرفة الشاعِرِ
صنت به كلّ فَتىً طيّب / ممزّقاً كلّ فَتىً عاهِرِ
فَخرت بالنَقس وكلّ اِمرئ / بغيره بَينَ الوَرى فاخرِ
كَم لَكَ يا دَهريَ من عثرة / فَلا لقاً لجدّك العاثرِ
ما آنَ مِن أَن تأتني طائِعاً / كالبازِل المنقاد للناحرِ
لتزدهي الدنيا عَلى الزهر في / سَنا شَقيق القمر الزاهِرِ
فكلّ معنى من معانيَّ قَد / سارَ مسير المثل السائِرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025