المجموع : 3
تَنَقَّبَتْ بِالنَّوْرِ وَالنُّورِ
تَنَقَّبَتْ بِالنَّوْرِ وَالنُّورِ / وَاعْتَجَرَتْ لكِنْ بِدَيْجوْرِ
ساحِرَةُ الطَّرْفِ وَلكِنَّها / مِنْ فَتْرَةٍ فِي زِيِّ مَسْحُورِ
شَفَّ بَياضُ الَّلإِذْعَن جِسْمِها / كَالْخَمْرِ فِي بَاطِنِ بِلَّوْرِ
كَأَنَّما مِعْصَمُها جَدْوَلٌ / صِيغَ لَهُ سَدٌّ مِنَ النُّورِ
تَبْسِمُ عَن مَنْظومِ دُرٍّ فَإنْ / تَرَنمَّتْ جاءَتْ بِمَنْثُورِ
كَأنَّ فِي مُقْلَتِها ضَيْغَماً / يَنْظُرُ عَن أَجْفانِ يَعْفُورِ
كَأنَّها بَدْرُ تَمامٍ عَلَى / غُصْنِ نَقاً أَخْضَرَ مَمْطورِ
زارَتْ فَفَكَّكْتُ عُرَاجَيْبِها / بِالضَّمَّ عَن رُمَّانِ كَافورِ
وَبِتُّ أَطْفِي بِجَنى ثَغْرِها / حُرْقَةَ صَادِي الْقَلْبِ مَهْجورِ
يا لَيِلَةَ الْوَصْلِ اسْتَقِرِّي وَيَا / سَيرَةَ سُلْطانِ الوَرى سِيرِي
المَلِكْ الْعادِلُ مَنْ أَمَّهُ / فَقَدْ رَأَى مُوسى عَلى الطُّورِ
إنْ كانَ قَد دُكَّ قَديماً فَقَد / عَمَّرْتَهُ أَحْسَنَ تَعْميرِ
كَأَنَّهُ تاجٌ عَلى مَفْرِقٍ / لَمَّا اسْتَدارَتْ شُرَفُ السَّورِ
يَزاحِمُ النَّجْمَ لَهُ مَنْكِبٌ / كَالنَّجْمِ فِي الرِّفْعَةِ وَالنُّورِ
كَأَنَّما أَوْقَفْتَهُ حارِساً / يَنْظُرُ مِن عَكَّا إلى صُورِ
فَكُلَّما لاحَ لَهُ بارِقٌ / يَرْتَعِدُ الصَّخْرُ مِنَ الدُّورِ
بَنى سُلَيْمانُ بِأَعْوانِهِ / وَأَنتَ بِالغُرِّ الجَماهِيرِ
تُصافِحُ الأَحْجارَ أَيْدٍ لَهُمْ / لا تَرْتَضي لَمْسَ الدَّنانِيرِ
دانَتْ لَكَ الدَّنْيا وَسُكّانُها / ما بَيْنَ أَمَّارٍ وَمأمورِ
تَجْري المقادِيرُ بِما تَشْتَهي / ما بَيْنَ تَعْسيرٍ وَتَيْسيرِ
سَعادَةٌ لَيْسَ لَها آخِرٌ / وَلا لِيَوْمِ النَّفْخِ فِي الصُّورِ
هَل يَقْدِرُ الأَعْداءُ أَنْ يَمْسَحُوا / ما خُطَّ فِي لَوحِ المْقاديرِ
يَا مَلِكاً تَنْسَخُ أَيّامُهُ / ما خُطّ مِن إِفْكِ الأساطيرِ
أَسْهَرَةُ الذَّبُّ عَن الدِّينِ لا / عِشْقُ رَبيباتِ المَقاصيرِ
مُؤَيَّدُ الرَّاياتِ وَالرَّأْي فِي / حالَةِ تَدْميرِ وَتَدْبيرِ
إنَ جَنَحُوا لِلسِّلْمِ فَاجْنَحْ لَها / ما خَدَعُ الحَرْبِ بِتَقْصيرِ
كَمْ لَكَ فِي يافا وَفِي المَرْجِ مِنْ / وَقائِعٍ غُرٍّ مَشاهيرِ
عِشْرُونَ أَلفاً غَيْرَ أَتْباعِهِمْ / ما بَيْنَ مَقْتُولٍ وَمَأْسُورِ
طَهَّرْتَ بَيْتَ القُدْسِ مِنْ رِجْسِهِمْ / وِكانَ مَأْوَىً لِلْخَنازيرِ
يا ذاكِراً لِلّهِ يا ناسِياً / لِلْعُرْفِ مَعْ كَثْرَةِ تَكِرِيرِ
إِنِّي مَحَلُّ الأْجرِ وَالشُّكْرِ يا / أَكْرَمَ مَأْجُورِ وَمشْكورِ
حَسْبُكَ لا يُغْنِي سُوالُ الدِّيارْ
حَسْبُكَ لا يُغْنِي سُوالُ الدِّيارْ / فَصَرِّفِ الهَمَّ بِصِرْفِ العُقارْ
وَاسْتَنْطِقِ العِيدانَ إِنْ كُنْتَ ذا / لُبٍّ فَما تَنْطِقُ صُمُّ الحِجارْ
اليَمُّ وَالزِّيرُ وَكَأْسُ الطِّلَى / أَوْلَى بِمِثْلِي مِنْ سُؤالِ الدِّيارْ
شَعْشَعَها السَّاقِي فَقُلْنا لَهُ / هَلْ جَمَدَ الْمَاءُ وَذابَ النُّضارْ
مُهَفْهَفٌ يَجْمَعُ بَيْنَ الرِّضَى / وَالسُّخْطِ فَاسْتِئْناسُهُ فِي نِفارْ
أَلَّفَ فِيهِ الحُسْنُ أَضْدادَهُ / فَالعَارِضُ الجَنَّةُ وَالخَدُّ نارُ
قَدْ كُنْتُ أَهْوَى خَدَّهُ سَاذَجاً / فَكَيْفَ حَالِيْ بَعْدَ رَقْمِ العِذارْ
هَلْ حاكِمٌ يُنْصِفُ قَلْبِي فَقَدْ / تَحَكَّمَ الحُبُّ عَلَيْهِ وَجارْ
مَلَّكْتُ ذَا مِنْطَقَةٍ مُهْجَتِي / فَانْتَزَعَتْها مِنْهُ ذاتُ السِّوارْ
وَلَمْ يَزَلْ يُكْسَفُ بَدْرُ الدُّجَى / إِذْا بَدَتْ أَنْوارُ شَمْسِ النَّهارْ
مُطْلَقَةُ الثَّغْرِ وَلكِنَّها / تَرْسُفُ مِنْ خُلْخالِها فِي إِسارْ
خَفِيفَةٌ أَثْقَلَها حَلْيُهَا / كَما ارْجَحَنَّتْ فِي الغُصونِ الثِّمارْ
ناعِمَةٌ أَخْشَى إِذْا ما مَشَتْ / أَنْ يَسْقُطَ الرُّمَّانُ فِي الجُلَّنارْ
كَالرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ أَوْتارُها / تُغْنِيكَ عَنْ بُلْبُلِها وَالهَزارْ
دَلَّتْ ثَناياها عَلى أَنَّ ما / يَغْلُو مِنَ الجَوْهَرِ إلاَّ الصِّغارْ
وِشاحُها مِنْ خَصْرِها فارِغٌ / وَرِدْفُها الوافِرُ مِلْءُ الإِزارْ
أَغارُ مِنْ عَيْنِيْ عَلى خَدِّها / وَحُقَّ لِي فِي مِثْلِهِ أَنْ أَغارْ
وَليسَ لِي عَنْهَا اصْطِبارٌ كَما / لَيسَ لِغازٍ عَنْ نَداهُ اصْطِبارْ
ذاكَ شِهابُ الدِّيْنِ مَنْ بابُهُ / كَعْبَةُ جودٍ كُلَّ يَوْمٍ تُزارْ
مُحْتَجِبٌ بِالجُودِ يَوْمَ القِرَى / مُتَوَّجٌ بِالمَجْدِ يَوْمَ الَفخارْ
لَهُ بَنانٌ طافِحٌ بِالنَّدَى / فَهُنَّ إِمَّا دِيَمٌ أَوْ بِحارْ
بِيْضُ الأيادِي خُضْرُ رَوْضِ الرِّضى / حُمرُ المَواضِي فِي العَجاجِ المُثارْ
يَقْظانُ رَبَّانِيَّةٌ نَفْسُهُ / فَما أَسَرَّ الغَيْبُ مِنْه اسْتَثارْ
مُؤَيَّدٌ تُنْصَرُ أَعْلامُهُ / بِجَيْشِ أَقْدارٍ وَجَيْشِ اقْتِدارْ
يا مِلِكاً أَصْبَحَ نَوْمُ العِدَى / خَوْفَ غِرارَيْهِ قَلِيلاً غِرارْ
اسْتَجْلِ دُنْياكَ العَروسَ الَّتِي / جَماجِمُ الصِّيْدِ عَلَيها نِثارْ
مَنْ زَلْزَلَ الأرْضَ بِغاراتِهِ / قَرَّ لَدَيْهِ المُلْكُ هَذا القَرارْ
وَاهْنَ بِعامٍ مُقْبِلٍ مُقْبِلٍ / يا أَكْرَمَ النّاسِ يَداً أَوْ نِجارْ
سَالَ عَلى وَجْنَتِهِ عارِضٌ
سَالَ عَلى وَجْنَتِهِ عارِضٌ / كَالعَرَضِ القَائِمِ بِالجَوْهَرِ
يَا شَعْرُ لاَ تَكْذِبْ عَلى خَدِّهِ / مَا ذاكَ إِلاَّ زَرَدُ المِغْفَرِ