المجموع : 23
هُنِّيتَهُ في سَعَةِ العُمْرِ
هُنِّيتَهُ في سَعَةِ العُمْرِ / أَغَرَّ مَعْزُوّاً إِلى الغُرِّ
هلالَ مَجْدٍ عن قليلٍ يُرَى / في أُفْقِهِ كالقَمَرِ البدرِ
منتظراً فيه الذي لم يَزَلْ / منتظِراً فيكَ من الفَخْرِ
وبالغاً في صِغَرِ السنِّ ما / بُلِّغْتَهُ في كبَرِ القدر
أُعطيتَ إِذ أُعطِيتَهُ نعمةً / تَضيقُ عنها سَعَةُ الشكر
مُقَابَلٌ بين السَّدَى والندى / مُرَشَّحٌ للجاهِ والذكر
في موضعِ النورِ منَ العينِ أَو / في موضعِ القلبِ من الصدر
شريكُ إِسماعيلكُمْ في اسمِهِ / والنَّجْرُ مُشْتَقٌّ من النَّجْرِ
فالبسْ أَبا عبدِ الإله العلي / مُؤَيَّداً بالعزِّ والنصرِ
واستقبلِ اللهَ به آمناً / فيكَ وفيه نُوَبَ الدهر
كم من صديقٍ صادقِ الظَّاهرِ
كم من صديقٍ صادقِ الظَّاهرِ / مُتَّفِقِ الأَوَّلِ والآخرِ
أطمعني في مِثْلِهِ مُطْمِعٌ / من خاطري لا كان من خاطر
حتى إذا ما قلت فازت يدي / بنيلهل يدِ الظافر
وجدتُ بَيْعَ الودِّ منه كما / راع من النَّفْخِ على الزامر
أُقْسِمُ ما أنْصَفَني طاهرُ
أُقْسِمُ ما أنْصَفَني طاهرُ / فلا يَخَلْ أَنِّي له عاذرُ
ناسٍ لما يَلْزَمُهُ حِفْظُهُ / وهو لما يَنْسىَ الفتى ذاكرُ
خَلَطْتُمُ الجَوْهَرَ بالجَوْهَرِ
خَلَطْتُمُ الجَوْهَرَ بالجَوْهَرِ / وَشِبْتُمُ العَنْبَرَ بالعَنْبَرِ
أمْلَكْتُمُ أربعةً اربعاً / وطالعُ الإِملاكِ بالمشتري
نثرتمُ المالَ ومثلُ الذي / نثرتمُ في الأرضِ لم يُنْثَر
دراهماً زُهْراً حَكَتْ أنجماً / زهراً خلالَ المجلس الأزهر
أبا علي وأبا القاسِم ال / فذَّيْنِ في المَنْظَرِ والمَخْبَر
يا قُطُبَيْ آلِ الإمامِ الأولى / هُمْ فَلَكُ البادين والحضَّر
دامتْ لنا نِعْمَتُنا فيكما / وَدُمْتُما فيها إلى المَحْشَر
ما ساعةٌ تَمْضي بلا وِزرِ
ما ساعةٌ تَمْضي بلا وِزرِ / بساعةٍ تُحْسَبُ من عمري
قمْ باكِرِ الفجرَ إلى شَرْبَةٍ / يغنى بها الشَّربُ عنِ الفجرِ
لا تسقني خمراً وهاتِ اسقنا / إن كنتَ ساقينا أخا الخمر
آنَ لأصحابيَ أن يسكروا / فنادهمْ حيَّ على السكر
ما أَحْسَنَ الموتَ مع الفقرِ
ما أَحْسَنَ الموتَ مع الفقرِ / ما ساترٌ أسْتَرُ من قَبْرِ
أوْلَيْتَنِي يُسْراً فلا تَبْلُني / يا ربِّ بعدَ اليُسْرِ بالعُسْر
أغْضَبْتُ مَنْ أهْوَى على السُّكْرِ
أغْضَبْتُ مَنْ أهْوَى على السُّكْرِ / وقلتُ ما قلتُ وما أدري
فإِن جفا أحسنَ أو إن عفا / لم أعفُ عن نفسي إلى الحشرِ
يا أسَدُ اهجرنيَ أو نشتفي / وَتَشْتَفِي مِنِّيَ بالهجر
فهجرُ يومٍ منكَ أو ساعةٍ / مُقَلِّبٌ قلبي على الجمر
الجزعُ والياقوتُ والدرُّ
الجزعُ والياقوتُ والدرُّ / عيناكَ والخدّانِ والثغرُ
يا رشأً تسحرُ ألحاظُهُ / وهنَّ لا يدرينَ ما السحرُ
ألشمسُ إِنْ أقْبَلْتَ في حيرةٍ / منك وإِن أدبرتَ فالبدر
إن ترني نِضْواً براني الهوى / لا الوصلُ يُسليني ولا الهجر
فهكذا العشّاقُ أرواحُهُمْ / مَرْضَى وألوانُهُمُ صُفْر
يا حاملَ المجمرِ ما حاجتي
يا حاملَ المجمرِ ما حاجتي / إلى بخورٍ وإلى مِجْمَرِ
خدُّك فوق النار من صبغِهِ / وَفُوكَ نَشْرُ العودِ والعنبرِ
قد يُدْرِكُ العاقلُ في عُسْرِهِ
قد يُدْرِكُ العاقلُ في عُسْرِهِ / ما يُعجز الجاهلَ في يُسْرِهِ
وكلُّ إِنسَانٍ على حَذْرِهِ / يُصيبُ أو يخطئ في أمره
فالشكرُ للملهمنا شُكْرَه / على الذي ألْهَمَ من شُكْرِه
ما ضاق باب النصر عن خائف / دعا أبا نصرٍ إلى نصره
من كلِّ بحرٍ من بحَارِ النَّدى / يَغْرَقُ في القطرةِ من بحره
يرى لسان اليسر في بدوه / مترجماً عنه وفي حضره
وَبشْرُهُ يضحكَ عن وجهه / ووجهُهُ يضحكُ عن بشره
طبْع العلى استُخرِجَ من طبعه / وبحرها استنبطَ من بحره
كأنّ نظمَ الدرِّ أو نثره / من نظمِهِ في الطِّرْسِ أو نثره
سهلٌ إذا احتجَت إلى سَهْلِهِ / وعرٌ إذا احتجتَ إِلى وَعْرِه
حلوٌ ومرٌّ فحياةُ الورى / في حُلْوِهِ والموتُ في مُرِّه
أُهدي له الشعرَ ومستحسنٌ / أن يُهْدِيَ الشاعرُ من شعره
وأَنتقي أَنْفَسَ ما يُنْتَقى / من لؤلؤِ المدحِ ومن درّه
عساهُ أ يُذْكِرَهَ موعداً / تَشْغَلُهُ الأشغالُ عن ذكره
لا ومكانِ الصليبِ في النَّحْرِ من
لا ومكانِ الصليبِ في النَّحْرِ من / ك ومجرى الزنّارِ في الخَصْرِ
والعسليِّ الذي ارتديت به / كما تردَّى القضيبُ بالزَّهْر
والحلقِ المستديرِ من سَبَجٍ / على الجبين المَصُوغِ من دُرِّ
وحاجبٍ خَطَّ شَطْرَهُ قَلَمُ ال / حُسْنِ بحبرِ البهاءِ لا الحبر
وَسُكْرِ أجفانك التي حَلَفَ ال / فتورُ ألاَّ تُفيقَ منْ سُكْر
والخال في الخدِّ إِذ أُشَبِّهُهُ / زهرةَ مِسْكٍ على ثرى تبر
وأقحوانٍ بفيك مُنْتَظَمٍ / على شبيهِ الغديرِ من خَمْر
ما صبَّرَ الشوقُ لي فأصبرُ يا / مَنْ حُسْنُهُ قِلَّةُ الصَّبْر
أحْسَنَ من لَقَّبَهُ شَرْشَرا
أحْسَنَ من لَقَّبَهُ شَرْشَرا / كم ردَّدَ الشرَّ وكم كرّرا
ما مَقَلَتْ عينايَ من قبله / ذا مقلةٍ حاملةٍ خِنْجَرا
حلوٌ إِذا مرَّ تَوَهَّمْتُهُ / يثيرُ من أعطافه سُكَّرا
أظفرني اللهُ به مثلَ ما / أظفرهُ مني بما أظفرا
جَوْرُ الهوى ليس من الجورِ
جَوْرُ الهوى ليس من الجورِ / فَغُرَّ في تَرْكِ الهوى غيري
طيَّرَ عقلي حبُّ حوريَّةٍ / عدوتُ في حبي لها طَوْري
فرعاءُ ينبو الكَوْرُ عن فَرْعها / كأنه كُورٌ على كَوْر
يا حبَّذا الزائرُ من زَوْرِ
يا حبَّذا الزائرُ من زَوْرِ / شمسٌ بدت في فَلَكِ الكَوْرِ
في أخضرٍ يمشي وفي أحمرٍ / كالغصنِ في الأوراقِ والنَّوْر
جاريةٌ تعدِلُ في حُكمها / وخصرُها يبكي منَ الجور
عدوتُ طَوْرِي في هَواها وما / إن زلتُ أعدو في الهوى طَوْري
أَقْصِرْ فما تملكُ إِقصاري
أَقْصِرْ فما تملكُ إِقصاري / صبَّرتَ من ليسَ بصبَّارِ
ما لي عن الأوزارِ مندوحةٌ / إذ كانتِ الأحزانِ أوزاري
لا درَّ درُّ العينِ إن سامحت / عيني بدمعٍ غيرِ مِدْرار
ألقتنيَ الأحداثُ من كَيْدِها / ما بين أَنيابٍ وأظفار
وألبستْ جسمي ثيابَ الضنا / فالجسمُ من غيرِ الضَّنا عاري
أضرَّ بي ثكلُكِ ليلى وفي / إِضرارِه بي كلُّ إِضرار
يا يومَ ثُكْلٍ لم أَذُقْ مثلَه / أَمَرَّ عيشي أَيَّ إمرار
أَمَا على يومِكِ من ناصرٍ / أم غابَ عن يومِكِ أنصاري
أُجيلُ في قبرِكِ عينيَّ في / مجالِ أرواحٍ وأمطار
أشتاقُ رؤياك فآتي فلا / أرى سوى تُرْبٍ وأحجار
وَأَعمرُ الصحراءَ في مأتمٍ / عُمَّارُهُ آلفُ عُمَّار
جليسُ أجداثٍ كأني بها / جليسُ أنهارٍ وأشجار
مالي بأرضٍ وطنٌ إنما / ببابٍ قْنَّسريْن أَوطاري
بابٌ به الآثارُ ممحوّةٌ / وهنَّ من أبينِ آثار
يا بابَ قنسرين لا تخلُ من / سحائبٍ عُونٍ وأبكار
من مُزْنَةٍ تهمي ومنْ مقلةٍ / تبكي بدمعٍ من دمٍ جار
يا رحمتا لي والأسى آخذٌ / عنانَ إِيرادي وإِصداري
من أي آفاقي رمى مهجتي / أصابَ أو مِنْ أَيِّ أقطاري
النارُ من قلبيَ مخلوقةٌ / أم هو مخلوقٌ من النار
كأَنَّ عَرْضَ الأرضِ ما بيننا / وبيننا خمسةُ أشبار
يا نورَ عيني والتي لم تزل / من نُورها تُقْبَسُ أنواري
يا ربَّةً القبر المضيءِ الذي / يُضيءُ ضوءَ الكوكب الساري
قومي إلى زَوْركِ أو فاجلسي / فإنهمْ أكرمُ زُوَّار
قومي إلى دارك قد أَنكرتْ / صَبْرَك عنها أيَّ إِنكار
استوحشتْ دارُكِ من أَهلها / واستوحشَ الأهْلُ من الدار
واحدتي أمسيتِ في وَحْدَةٍ / من بعدِ أُلاَّفٍ وَسُمَّار
ما بالُ جيرانِك أهلِ البلى / هل داركَتْهمْ رقَّةُ الجار
كنتُ القريرَ العينِ إذ كنتِ لي / تحلو أَحاديثي وأَخباري
وكان شعري يُتَغَنَّى به / فاسْتُحْسِنَتْ للنوحِ أَشعاري
حصلتُ مِنْ ليلى على ذكرِها
حصلتُ مِنْ ليلى على ذكرِها / وحبسيَ النفس على ضُرِّها
يا عيدَنا أوَّلَ عيدٍ أتى / فقدتُ ليلى فيه من خِدْرِها
بُوركَ للأمّةٍ في عيدها / فليس أمري فيه من أمرها
عادوا من العيدِ إلى دورِهمْ / وعدتْ من عيدي إلى قبرها
صرفُ النوى ليس بمعذورِ
صرفُ النوى ليس بمعذورِ / وذنبُها ليس بمغفورِ
إن تصبح المهجة مأسورةً / فإِن دمعي غيرُ مأسور
قَمَرْتَني يا دهرُ عيشي الذي / مقمورُهُ أحسنُ مقمورِ
من مبلغٌ نورَ العيونِ الذي / مذ غاب غيّبن عن النور
سلامَ موتورِ الكرى لم يكنْ / كراهُ من قبل بموتور
مَيْتٌ لو أَن الصورَ في أذنه / ما أيقظته نفخةُ الصور
اعْلَمْ أبا أيوبَ يا ساترَ ال / فضل الذي ليس بمستور
أنيَ مَيْتُ الضرِّ مقبورُهُ / إن كان ميتٌ غيرَ مقبور
لا جاز طول العمر إلا أخو / قلي بطول الشوق معمور
أدعوك والسلوة محظورة / عنّي وشوقي غيرُ مَحْظُور
مَنْ ذا يُعزِّي الناظريَّ الذي
مَنْ ذا يُعزِّي الناظريَّ الذي / عينُ العُلى منْ عينه ناظرَهْ
عن جَنَّةِ الدنيا التي مَلَّتِ ال / دنيا وزارتْ جنَّةَ الآخره
من ذا يُعزّيه فكم نعمةٍ / باطنةٍ في نكبةٍ ظاهره
أبلغْ أبا الفتحِ الذي ذكرُهُ / سارَ مسيرَ الأنجمِ السائره
كيف يخافُ النقصَ من / سلامةُ النفسِ له وافره
سرْ ناشداً يا أيّها السائرُ
سرْ ناشداً يا أيّها السائرُ / ما حار مَنْ مَقْصِدُه الحائرُ
ما حار مَن زار إِمامَ الهدى / خيرَ مزورٍ زاره الزّائر
من جَدُّهُ أطهرُ جدٍّ وَمَنْ / أَبوه لا شكَّ الابُ الطاهر
مُقَاسِمُ النارِ له المسلمُ ال / مؤمنُ منَّا ولها الكافر
دان بدينِ الحقِّ طفلاً وما / إِنْ دانَ لا بادٍ ولا حاضر
الواردُ الكهفَ على فتيةٍ / لا واردٌ منهم ولا صادر
حتى إِذا سلَّم ردُّوا وفي / ردهمُ ما يُخْبِرُ الخابر
أَذكرُ شجوي ببني هاشمٍ / شجوي الذي يَشْجَى به الذاكرُ
أَذْكُرُهُمْ ما ضحكَ الروضُ أو / ما ناحَ فيه وبكى الطائر
مُساهِري وَجْدي بما نابهم / لا نامَ عنهم وجديَ الساهر
يومُ الحسينِ ابتزَّ صبري فما / منِّيَ لا صبرٌ ولا الصابر
لهفي على مولايَ مُسْتَنصراً / غُيِّبَ عن نَصْرَتِهِ الناصر
ظمآن والمهرُ به ما به / لا يبعدُ المهرُ ولا الماهرُ
حتى إِذا دار بما ساءنا / على الحسينِ القَدَرُ الدائر
خرَّ يُضاهي قمراً زاهراً / وأين منهُ القمرُ الزاهر
وأمُّ كلثومٍ ونسوانُها / بمنظرٍ يُكْبِرُهُ الناظر
يسابقُ الطِرفَ إليها وقد / أنحى على منحره الناحر
والدمعُ من مقلتها قاطرٌ / والدمُ من أَوداجِهِ قاطر
يا مَنْ هُوَ الصفوةُ من هاشمٍ / يعرفُها الأولُ والآخرُ
ذا الشاعر الضبيُّ يَلْقَى بكم / ما ليسَ يَلْقَى بكمُ شاعرُ
وفأرةٍ بيضاءَ لم تُبْتَذَلْ
وفأرةٍ بيضاءَ لم تُبْتَذَلْ / يوماً لإطعامِ السنانيرِ
إِذ فارةُ المسكِ سمعنا بها / وهذه فأرةُ كافور