المجموع : 7
أقربُ من قَولكَ يا عَمْرو
أقربُ من قَولكَ يا عَمْرو / حالٌ بها ينكشفُ الضَّرُّ
فلا تَبِتْ أسوانَ في غَمرةٍ / ضاقَ بها ذرعكَ والصَّدرُ
واتخذ الصَّبَر لها جُنَّةً / فمن شِعارِ الحازمِ الصَّبرُ
هي العُلى عِلْقٌ إذا قِسْتهُ / مُسترخصٌ والثَّمَنُ العُمرُ
إنَّ امْرءاً ماتَ على مجْده / لَخالدٌ ما خَلَد الذكْرُ
لا خيرَ في مُثْرٍ لا شاكرٍ / فإنما المالُ هو الشكْرُ
أحجارُ سُوءٍ جُعلتْ آلَةً / وسِرها النفعُ أو الضَّرُّ
يُصيبُ من يبذلُها أجْرهُ / وللذي يُحرزها الوزْرُ
حاشا لمثلي أنْ يُرى ضارعاً / وجيشُ عزمي لَجِبٌ مَجْرُ
لكن يُداري حَرجي معشراً / لي في مُداراتهم العُذْرُ
إن شامَ غيري بارقاً من نَدىً / فَضَّلهُ فهو أذن نُكْرُ
أيُّ مَحلٍ لنجومِ الدُّجى / يبقى إذا ما جُهلَ البدرُ
وا عجبا من همَّتي والسُّرى / للهِ في تقديره سِرُّ
يبكي العراق الدَّم من فُرقتي / وليس لي من غمركم بِشرُ
لم تَزَلَ الآمالُ غَرَّارةً / يشقى بها الحازمُ والغَمْرُ
كلُّ بَعيدِ رائعٌ صِيتُه / كذَّب فرطَ الخَبرِ الخُبْرُ
يُستعظمُ الآلُ إذا ما جَرى / والريُّ ما تبذلهُ الغُدرُ
حُبُّ دُبيسِ غربةٌ في الهوى / شابه فيها المدَرَ الدرُّ
فاق الهوى العُذريَّ وَجْدي به / فطابَ لي في حُبهِ المُرُّ
لله مَهمومٌ بآمالِهِ / ليس تُسري همَّهُ الخمرُ
أوْقَرُ من نادمني عِندها / ذو سَفهٍ من شأنه الهُجرُ
أنَّ أولى التيجانِ من خِنْدفٍ / قومي إذا ما ذكرَ الفخرُ
تهفو لنا الراياتُ خَفَّاقةً / إذا دعا نجدتنا الذُّعرُ
فارعوا حقوقَ المجدَ تحظوا بهِ / في ملِكٍ حِليتُه الشعرُ
فربما أُعتِبَ مسُتعتبٌ / من حظنا أو عطف الدهرُ
لا نَعمةٌ تبقى ولا نِقمةٌ / ولا غِنىً دامَ ولا فَقرُ
إنْ عَزَّ لُقْياك وماءُ النَّدى
إنْ عَزَّ لُقْياك وماءُ النَّدى / هامٍ فإني شاكرٌ عاذِرُ
يَسقي السَّحابُ الجدب سحّاً ولا / يجتمعُ المَمْطورُ والماطِرُ
أحرزَ نجمُ الدين سبقَ العُلى / فكلُّ ساعٍ دونهُ حاسِرُ
يا مَنْ له المَجْدُ بمجموعِهِ
يا مَنْ له المَجْدُ بمجموعِهِ / من نازِحٍ قاصٍ ومنْ حاضرِ
ومَنْ إذا يَمَّمَهُ لاجيءٌ / قامَ مقامَ السيفِ والماطِرِ
أذْكِرُكَ العهْدَ وأبْناءَهُ / وأنتَ عينُ الخابرِ الذَّاكِرِ
إنَّ بني الصَّاحِبِ قد فاتَهُمْ / أرْوَعُ مِثلُ العَلَمِ الزَّاهِرِ
وكمْ له منْ سالِفٍ سابِقٍ / وصُحْبةٍ تُحْفظُ للآخِرِ
وما لِكَسْرِ القومِ فيما لَقوا / غيرُ نَدى كَفَّيْكَ منْ جابِرِ
فعطْفَةً تنْعَشُ جَدَّ العُلى / مُقيلةً منْ وهْنَةِ العاثِرِ
كيف خَلاصُ الحُرِّ منْ بِذْلةٍ
كيف خَلاصُ الحُرِّ منْ بِذْلةٍ / أم كيف تبقى نفسهُ حُرَّهْ
وهو إلى آخِرِ أيَّامِهِ / يَدْأبُ للخِرْقَةِ والكِسْرَهْ
يا خالِدَ الدَّوْلَةِ لا يُعْطي
يا خالِدَ الدَّوْلَةِ لا يُعْطي / إِلاَّ عَطاءً خالِدَ الذِّكْرِ
أنْعِمْ بأمْلاكي التي ابْتَعْتُها / بأشْرَفِ الأثْمانِ مِنْ عُمْري
أنْفَقْتُ فيها كُلَّ مَنْفوسَةٍ / أهْنَؤُها الرَّائِقُ من شِعْري
فكُلُّ شَيءٍ ما عَدا ضَيْعَتي / لا يَرْقَعُ الخَرْقَ مِن الفَقْرِ
وهي إذا قيسَتْ إلى جودِكُمْ / كَحُسْوَةِ الطَّائرِ مِنْ بَحْر
هُنِّئْتَ بالعيدِ وأمْثالِهِ
هُنِّئْتَ بالعيدِ وأمْثالِهِ / ما عَزَّ غَرْبُ الصَّارمِ الباتِرِ
ولا خَلا أمْرُكَ منْ طاعَةٍ / وسعْيُكَ المحمودُ من شاكِرِ
فبأسُكَ الهازِمُ حَدَّ الظُّبى / وجودُكَ المُخْجِلُ للماطِرِ
يحُلُّ منك الجارُ في مُشْرِفٍ / نائي الذُّرى يَعْيا على الناظِرِ
وينزُلُ الضيْفُ إذا صرَّحَتْ / شنْعاؤهُ بالَّلابِنِ التَّامِرِ
بمُبْرمِ الحَزْمِ مَريرِ القُوى / جَلْدٍ على عَسْفِ العُلى صابِرِ
لا يَعْضِلُ المحْلُ نَدى كَلِّهِ / إذا الطَّوى أجْحَفَ بالقادِرِ
كمالُ دينِ اللّهِ حامي الحِمى / إذا اسْتَغاثَ المجْدُ بالنَّاصِرِ
فهو حَيا المُسْنِتِ يحيا بهِ / هامِدُهُ وهَوَلَعا العاثِرِ
رِفْقاً بها يا أيُّها الزَّاجِرُ
رِفْقاً بها يا أيُّها الزَّاجِرُ / قد دَميَ المَنْسِمُ والحافِرُ
رفقاً فما أبْدانُها مِنْ صَفاً / جَلْدٍ ولا مُرْقِلُها طائرُ
عَرِّسْ ونَمْ مُسْترسِلاً آمناً / واهْمِلْ فلا ذُعْرٌ ولا ذاعِرُ
قد بَسَطَ العَدْلَ إِمامُ الهُدى / حتى اسْتوى القاطِنُ والسائرُ
فمِخْدَعُ البيت وجوْزُ الفَلا / سِيَّانِ أمْناً أيُّها الحاذِرُ
المستضيءُ البَرُّ والمُجْتَبى / للأمْرِ والقاننِتُ والسَّاهِرُ
عَمَّ نَداهُ وحَمى بأسُهُ / فَحسدَ الصَّارِمُ والزَّاخِرُ
فهو غِنى مَنْ مالَهُ مُرْفِدٌ / وهو حِمى مَنْ مالَهُ ناصِرُ
كأنما أيَّامُهُ غُدْوَةٌ / عند رَبيعٍ رَوْضُهُ ناضِرُ
يَرْتَعُ في أرْجائها آكِلٌ / ويَجْتَلي بهْجَتَها ناظِرُ
أو آيَةٌ خارِقَةٌ للنُّهى / بَيِّنَةٌ مُعْجِزُها باهِرُ
أرْسَلها اللّهُ ليَحيا العُلى / ويُنْشَرَ الهامِدُ والغامِرُ
أغْلَبُ لا تُبْطِرُهُ قُدْرَةٌ / يَحْلُمُ وهو المَلِكُ القادِرُ
يُعَفِّرُ الصِّيدَ بيومِ الوَغى / وهو لجاني سَلْمِهِ غافِرُ
موْرِدُ جودٍ خالصٌ سائغٌ / يَشْرَبُ منهُ البَرُّ والفاجِرُ
كالغَيْثِ للحُرِّ وأسْباخِهِ / ساقٍ إذا ما ظَمِئَتْ ماطِرُ
خليفَةٌ نُوجيَ في سِرِّهِ / فهو بما نُوجي به آمِرُ