القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 8
مرّ بنا كالظّبي لكنّهُ
مرّ بنا كالظّبي لكنّهُ / يذعَرُنا والظّبيُ مذعورُ
واهتزّ كالغُصْنِ ولكنّه / بأدمُعِ العشّاقِ ممطورُ
وا بأبي مَعقِدُ زُنّارِه / أفي الزّنانيرِ الزّنابيرُ
وأنت يا تفتَيرَ أجفانِه / ما لَك عن قلبي تَفْتيرُ
نواظرُ الأغصانِ ما عندنا / نواظرٌ من فوقِها حُورُ
والبدرُ ما افترّ على حُسْنِه / عن يانِعِ النورِ له نورُ
في مثل ذا خالِعُ عُذرِ التُقى / والنُسْكِ والعفّةِ مَعذورُ
قلتُ وقد كشّف عن صفحتَيْ / خدٍّ عليه الحُسْن مزْرورُ
ذا السيف ما جرّدْتَ لي بعضَه / إلا ولي في ذاك تحذيرُ
كم فيك يا منصور من فتنةٍ / شاهدةٍ أنّك منصورُ
حمْل الأحاريمِ على مثل ذا / محرّمٌ لا شكّ محذورُ
كأنّ دارين لها دارُ
كأنّ دارين لها دارُ / فروضها المِعطالُ معطارُ
تحملُ عنه نفحاتُ الصَبا / نشراً به للصبِّ إنشارُ
فكلما استنشقتَهُ شاقَه / لنازحِ الأوطانِ أوطارُ
تلك شِفاءُ الوجدِ لو أنهم / صاروا بها من بعد ما ساروا
علّقْتُ قلبي بذِمامِ الهوى / وهْو خفير منه إخفارُ
وكان قلباً فغدا طائراً / له من الأكوارِ أوكارُ
في سُندسِ الكَلّة حوريّةٌ / تسكنُ قلبي وهو النار
أحدقتِ الشمسُ بها مثلَ ما / تحدِقُ بالمُقلةِ أشْفارُ
يا كوكباً يمنعُ أن يُجتلَى / غيثُ مَهىً أوطَفُ مِدرارُ
ودرّةً يحجُبُ عن نيلها / بحرُ وغًى بالبأسِ زخّارُ
أغريتِ بي الوجدَ وغررتِ بي / إنّ الغريرَ الطرْفِ غرّار
لا تحسَبي أن ثرت فتاكة / كلُّ قتيلٍ ما لهُ ثارُ
جورُكِ يمضي فيّ لو لم يكن / من أحمدَ المختارِ لي جارُ
حِبْرٌ له خُطَّ يَراعٌ به / يراعُ خطّيٍّ وخطّار
يبسِمُ منه الطرفُ عن سؤدد / ضاحكَ فيه النورَ أنوارُ
دوحٌ من المُعْجِزِ لا يجتَني / منهُ بغير السَمْعِ أثمارُ
لفظٌ عَوانٌ بين أحشائه / من المعاني العُقْم أبكارُ
يَبيتُ ساري النّهْجِ في فِكرها / رهنَ ضلالٍ وهْي إقْمارُ
حظُّ الموالي والمَعادي به / نفعٌ كما شاءت وإضرار
يرجو ويخشى حالتَيْها الوَرى / كأنها الجنّةُ والنارُ
وراحةٍ دينارُها درهمٌ / ودرهمُ الباخلِ دينارُ
لا يُمتَرى في أنها تمترى / أخلافَ نُعماها وتُمْتارُ
شادَ بها ربعُ الندى بعدما / أرداهُ إعصار وإعصار
ومنظرٌ عزّ نظيرٌ له / والناسُ أشكال وأنظارُ
في صفحتيهِ لمياهِ الحَيا / مُطّرِدَ الإجراءِ تيّار
للبِشْرِ برقٌ بين أرجائه / وللندى الفائضِ أمطارُ
وليس يُجدي الأثْرُ في صارمٍ / ما لِشَبا حدّيْهِ آثارُ
يا بنَ الألى طابتْ أحاديثُهُم / على التَمادي فهْي أسْمار
خذ مِدَحاً سحرُ بلاغاتِها / في سُدَف الأشعارِ أسحارُ
قصائدٌ أرسلَها خاطرٌ / في سُبُلِ الإحسانِ خطّارُ
تثني البلاغاتُ بمنطوقها / مستعبداتٍ وهْي أحرار
أغليتُها بَذْلاً وأعليتُها / فضلاً وللأشعارِ أسعارُ
فليَهْنِكَ الشهرُ الأصمّ الذي / أسمعُهُ للمَدْحِ تَكْرار
وليَبْقَ في المجدِ مقيماً فلي / جوّالُ مدحٍ منكَ سيّارُ
زامرُنا لو شاءَ إكرامَنا
زامرُنا لو شاءَ إكرامَنا / كان ولو قُطِّع لم يَزْمُرِ
باكَرَ بالناي فيا ليتَه / باكرَ بالنّأيِ فلم يحضُرِ
ومرّ في شتى أفانينِه / فنحنُ شتّى عنه في المحْضَرِ
من رَخَمٍ يُطرِشُ آذانَنا / وحازقٍ يقبضُ بالمنخر
وبعد هذاك وذا ما ابتدا / إلا وكلُّ قائلٍ مَنْ خَري
وأسمرٍ يفتكُ بي طرفُهُ
وأسمرٍ يفتكُ بي طرفُهُ / إذا تثنّى وكذا الأسمرُ
إن قلتُ في وجنتِه جنّةٌ / قلتُ وفي ريقَتيهِ كوثرُ
قد كفلَتْ أكفالُه أنّه / بخَصْره ينعقِدُ الخُنصُرُ
وشاحُهُ يقلق إذ بزّهُ / ذاك الذي غصّ به المئْزَرُ
وإن مضى يرجِع أردافَهُ / كأنّه مُقْتَبِل مُدْبِرُ
ما أطولَ الليلَ على الساهرِ
ما أطولَ الليلَ على الساهرِ / لولا التفاتُ القمرِ الزاهرِ
حُلَّ نقاب الجوّ عن واصلٍ / يفقُدُ تيهاً صلفَ الهاجرِ
وربما جرّدَ من جَفنِه / ما استخدم الباترَ للفاترِ
وما الذي غرّك من ناظرٍ / مركب في غُصُنٍ ناضرِ
يكسِرُ إذ يكسِرُ أجفانَهُ / وا عجباً للكاسرِ الكاسرِ
يا رامياً أسهُمَهُ رانياً / أما على الناظر من ناظرِ
لحظُك في القلبِ له سَورَةٌ / كأنّ منها نفثَةَ الساحرِ
صادَ على فرطِ نِفارٍ ولم / أسمعْ بمثل الصائد النافر
في كل يومٍ للهوى فتنةٌ / تُقضي على العاذلِ للغادرِ
قامت بها الحربُ على ساقِها / واعترفَ المُخْدِرُ للخادِرِ
أيُّ سكونٍ لَشِجٌ قلبُه / هفت به قادِمتا طائرِ
وضيفُ طيفٍ ردَّهُ مدمَعي / فساقه الفكرُ الى خاطري
إن صدّ نيل الدمعِ عن نيلِه / فإنّهُ جاءَ على الحاجر
أشكرُ مسْراه وأشكو له / وربَّ شاكٍ في الهوى شاكرِ
زار وقد حطّ نقابَ الدُجى / عن وجهِ صُبحٍ مُسفرٍ سافرِ
وأدهمِ السُدْفةِ قد خط منْ / هلالِه نُوناً على الحافرِ
قلتُ وزهْوُ الزَهْرِ مستغرِقٌ / بعارضٍ من صُبحه ماطِرِ
لا أكفُرُ الليلَ وإحسانِهُ / وإن دعاهُ الناسُ بالكافرِ
لا ومعالي الأشرفِ المُنتَمي / في المجدِ للكابرِ والكابرِ
نجمِ بنى الحُباب على بدرِها الز / اهر بل إصباحِها الباهرِ
تأوي بنو الأغلب منهُ الى / مَنْ في حَنانيه لَعيّ العاثر
ذو راحةٍ تُجدي وتُرْدي العِدى / كأنما نِيْسانُ في ناجرِ
ننظِمُ من أمداحِه جوهراً / نُخرجُه من بحرِه الزاخِرِ
من كل عذراء أحاديثُها / تملأُ أُذْن المثَلِ السائر
مُلْهيةُ الداعي وحنانة ال / حادي ومُستَطْرَفَةِ السائر
أفعالُه البيضُ وأقوالُهُ / تفيضُ للواردِ والصادر
للهِ ما أوضحَ من مُشكِل / للعقلِ فيه دهَشُ الحائرِ
تصرِّفُ الأحكامُ أقلامَه / ويَصرِفُ الأمرَ الى الآمرِ
وما جُسَيْماتُ المعالي سوى / لُعابُ ذاك الأصفرِ الضامرِ
ينشُدُ من ينشُدُ أوصافَهُ / علقمُ ما أنت الى عامرِ
هبّتْ لنا ريحُ أحاديثِه / تعثَرُ في ذيلِ الثَنا العاطرِ
وأرّجَتْ من رَبْع أوصافِه / يانِعَ زهرِ الجنةِ الزاهرِ
قاضٍ مُجيدُ الشِعْر في وصفهِ / يُهدي البضاعاتِ الى التاجِرِ
قد زاد في منصِبِ آبائه / فافتخر الأولُ بالآخِرِ
فليَهْنِه العامُ الذي عام في / بحر أياديهِ لنا الغامرِ
ولا تزَلْ أوصافُ إحسانِه / تُغني عن الناظمِ والناثرِ
قبّلتُه يوماً وقابلتُه
قبّلتُه يوماً وقابلتُه / بخاطرٍ في مدحِه ذي خطَرْ
فقال هذي دررٌ جمّةٌ / فقلت في ثغرِك هذي الدُررْ
قادَ وقادَ السودَ نحوَ
قادَ وقادَ السودَ نحوَ / فهُمْ على الغارِ لهُمْ غارَهْ
فانظُرْ الى القَرْنِ على رأسِه / كأنه في أسفلِ الحارَهْ
يا ذَرَويّاً كان في حبّهِ
يا ذَرَويّاً كان في حبّهِ / جسميَ في الرقّةِ كالذّرِّ
أقْصَدْتَني بالهُجْر من بعد ما / أقصدْتَني من قبلُ بالهجْرِ
وخفتُ أن ينطِقَ ثغري بما / يُبيحُ آثارَ حِمى الثّغِر
كنْ آمناً فالدهرُ قد شُفِّعَتْ / أحداثُه فيكَ مَدى الدهرِ
هيهاتَ أن أبلغَ بالشِعْرِ ما / قد بلغَتْ منك يدُ الشِعْرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025