المجموع : 6
رَأَيتُ في النّومِ أبا مُرَّة
رَأَيتُ في النّومِ أبا مُرَّة / وَهَوَ حَزينُ القَلْبِ لي مَرَّه
وَعَيْنُه العوراءُ مَقروحة / تَقطُرُ دَمعاً قَطرةً قَطْرة
يَصيحُ وا ويلاهُ منْ حَسرتي / تِلكَ التي ما مِثلُها حَسْرَه
وَحَولَهُ منْ رَهْطهِ عُصبة / فيهِمْ على قِلَتهمْ كَثْرَه
مِن كل عِلْقٍ مثل بدر الدجى / قيَمتُهُ في واحدٍ بَدْرَه
مُظَفرُ اللّحْظِ بِعُشّاقه / وإنمّا في جَفْنِهِ كَسْرَه
شمسُ ضحى غصن نقاقدُه / وظله من خلفه الشِّعره
تَجميشُهُ نَقْلٌ لمن ضَمَهُ / وَجَوَنَ التَيَنَةَ بالتّمْرَه
يَهونُ وَزنُ المالِ في وَصله / طالِعُهُ الميزانُ والزُّهرَه
وَمِن سَحورِ العينِ فَتَانهٍ / خَودٍ لهَا شمسُ الضُّحى ضُرّه
وَكل خَمّارٍ وفي كفهِ / كأسٌ على عاتقهِ جرَّه
وَمِن حَشيشيٍ سطيلٍ على / شاربهِ قد بَقَلَتْ خُضره
وَمن نبي حامٍ لَهُ مزرةٌ / صفّى لَهُ صاحِبهُ المزرَه
وَكُلُّ بَغّاء به أبنةٌ / مُبادِلٌ أبغى من الابره
وكلّ جَلاَد على خَلوةٍ / عميرةً هاجَتْ بهِ عُمره
ومِن خياليَ وَمِنْ مطرب / وزامرٍ قد جاءَ في الزُّمره
فَقُلتُ يا إبليسُ ماذا الذي / أسالَ من مُقْلَتِكَ العَبرَه
وما الذي أزعج أشياعك النو / كى وإن كانوا ذَوي شِرَه
فقال يا مانيُّ أَنت الذي / وقعتَ في أخت ما أكره
قلّتْ جيوشي وَوَهى منصبي / وَعُدْتُ لا أَمرَ ولا إمره
وأَصبحَ الخّمارُ لا يكتفي / في بيته كوزاً ولا جَرَّه
وَمَنزِلُ المزّارِ صفرٌ وقد / عَلَتْهُ من ذُلّتهِ صُفرَه
وَباتَ قَلي النارِ في حسرة / وَقَلبُه يُقلى على جَمْرَه
وكاد أن يسطو الحشيشي وأن / يخرجَ بالخنْجَر والشّفْره
وسائرُ السّتّاتِ من / أَكثرهنَّ اليوم في الحُجْرَه
يَطْلُبنَ أَزواجاً فلا / منهُن إلاّ أَصبَحَتْ حُرَّه
وَكُل ساكوس قمارِ وقد / أجادَ بالعفقِ بها مهره
كم جهد ما أَعوي وعوي وكم / أُصَفِّفُ المقصوصَ والطُّرَه
وَكم أرى العينينِ مكحولةً / لمَنْ رُمي بالعين والنظره
وَكمْ وَكمْ أسهرُ في خدمة ال / عُشّاقِ في الليلِ إلى بُكْرَه
قَد كسدَتْ سوقُ المعاصي فلا / شُرْبَ ولا قَصْفَ ولا عشرَه
هذا على أنَي من غيّتي / أقودُ لا آجرَ ولا أُجَره
فقُلتُ يا إبليسُ سافرْ بنا / وَطَوِّل الغَيبَةَ والسّفْرَه
إياك أن تَسُكُنَ مصراً وأن / تقرَبَها إنْ كنْتَ ذا خبرَه
فإنَّ فيها صاحباً عادلاً / مباركَ الطلعة والغُرّه
قد عَلمَ السلطانُ من نُصحه / لملكه ما شاعَ بالشّهرَه
جزاءُ مَنْ خالفَ مرسومَهُ / تجريسُه والضّربُ بالدره
أوحَدني الدَّهرُ ولي هِرَّةٌ
أوحَدني الدَّهرُ ولي هِرَّةٌ / تُؤنِسُني مَعْ طولِ أفكاري
تُرى كلينا شاكياً حالهُ / أشكو وَتشكو قِلّةَ الفارِ
يا شامِلَ الفَضْلِ وَمُغني الورى
يا شامِلَ الفَضْلِ وَمُغني الورى / والكامِلَ الارشادِ والتّبصِرَه
إنْ ذُكِرَ العَبْدُ فلا بُدَّ للْ / كَحّالِ في الدستورِ من تَذكرَه
يا ابنَ المُحِلِّيِّ ألا فاتئدْ
يا ابنَ المُحِلِّيِّ ألا فاتئدْ / وَتُبْ فَرَبُ العرشِ غَفّارُ
ما عايَنَتْ قبَلكَ عَيني امرأ / يَدخُلُ في ثُقبَتهِ الفارُ
يا لائِمي حينَ عَشِقْتُ العَذارْ
يا لائِمي حينَ عَشِقْتُ العَذارْ / وَلَمْ يَكُن لي في هواهُ اصطبارْ
إنّي امرؤَ أهوى الخياليَّ في / رَفْضٍ ولا أهوى خيالَ الإزارْ
إيّاكَ أنْ تَنْبُشَ خَلْفَ الورى
إيّاكَ أنْ تَنْبُشَ خَلْفَ الورى / فَقَلَّ ذو التَنْبيش أنْ يُشْكرا
ولا تَكُنْ كا إذ لم يَجدْ / في النّبْشِ خَلْفَ النّاس إلاَّ خرا