القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 13
بالله يا مشبِهةَ الخمرِ
بالله يا مشبِهةَ الخمرِ / لوناً ويا أضوأَ من بدرِ
رُدِّي فؤادي حَسْبُه بعضُ ما / سقَتْه عيناكِ من السحر
صُنْتُكِ عن لحظِيَ يا من غدت / تكاد من رقَّتها تجري
عِقدك هذا الجوهر المحض أم / ثغرك نَظَّمِت على النحر
شبَّهتُها بالبدر فاستضحكتْ
شبَّهتُها بالبدر فاستضحكتْ / وقابلت قوليّ بالنُكْرِ
وسفَّهتْ قولي وقالت متى / سَمُجْتُ حتى صرتُ كالبدر
البدر لا يرنو بعين كما / أَرنو ولا يبسِم عن ثغر
ولا يُميط المِرط عن ناهد / ولا يشُدّ العِقْد في نحر
من قاس بالبدر صِفاتي فلا / زال أسيراً في يَدَيْ هجري
السُّكْرُ في أَسْكَرَ عندي وقارْ
السُّكْرُ في أَسْكَرَ عندي وقارْ / فاخلع بِها لِلَّهْو عنك العِذارْ
ولا تطِع في نَشْوةٍ لائماً / إنّ قبول الّلوم في السُّكر عار
وهاكَها تسلُب لُبَّ الفتى / وحلمَه في لَطَفٍ واختصار
حمراء في الكأس فإن شُعْشعت / ولَّد قَرْعُ الماء فيها اصفرار
في قَدَحٍ لي له مُشْبِه / إلاَّ صفاءَ الماء وضوء النهار
كأنما الساقي إذا مجَّها / في صفوه يجمع ثلجاً ونار
فَرُحْ صريعَ الراح إن كنتَ من / أُلاَّفها واغْدُ خليع العذار
أمَا ترى النيل وريح الصبا / تنظم فيه زَرَدات صغار
لا سيَّما إن غرَّد النايُ أو / ناولك الكأسَ صموتُ السِوار
وبتَّ تجني لَعَساً أَشْنباً / مستعذَبَ الظَّلْم بَرُودَ القطار
ومقلةً مثمرة فتكة / ووجنة منبِتة جُلنّار
كأنّ لامَ الصُّدْغ في عاجِها / ليل تبدّى جُنْحه في نهار
من كان لا يُسْلِيه هذا وذا / فهو وحقّ اللهِ عينُ الحمار
جلَّت مساعيّ عن الفخرِ
جلَّت مساعيّ عن الفخرِ / فهي نجوم الأَنجم الزُهْرِ
وكيف يحصي الفخرُ تعديد ما / أَحْوِي وقد زاد على القَطْر
من فضل نوري نورُ شمس الضحى / ومن سَنَا عِرضي سنا البدر
أيُّ كريمٍ لم يشِمْ شِميتي / وأيُّ عافٍ لم يَرِد بَحري
وأيُّ مجد لم أَلِجْ بابَه / وأيُ علمٍ لم يلِجْ صدري
يفتخر الفضلُ بكَسْبي له / وتسمع الأيّام من أمري
كم أنزل المقدارُ عن قدره / من جهِلتْ فطنتُه قدري
فحسب مَن قاطعني أنه / بات عدوّاً فيّ للدهر
كم مظهِرٍ لي في الورى غدره / رماه عني الدهر بالغدر
وظالمٍ لم يألُ في ظلمه / عوقِب بي من حيث لا يدري
فمنهمُ مَن ذاق كأس الردى / مختَرَماً قبل مدى العمر
ومنهمُ من شَتَّتَتْ شملَه ال / أَيامُ بعد الجَمْع والوَفْر
ومنهمُ من حُطَّ عن عِزّه / فعاش في ذلّ وفي ذُعْر
قل لبني اللَّخناء ذي آيةٌ / واضحةُ الإسرار والجهر
وهكذا يُخْذَل في دهره / كلُّ دعِيٍّ صَدّ عن نصري
أقسِم بالبيت ومَنْ حجَّه / والركنِ والمشعَرِ والحِجْر
لو أَضْمرتْ لي الشمسُ في جوّها / سُوءاً لراحت وهْيَ لا تجري
وكلُّ مَنْ أبغضني إنّه / يموت أو يحيا على صُغْر
أصونُ أبشارَ خدود الدُمَى
أصونُ أبشارَ خدود الدُمَى / وأمنع الغاوي من النظره
وظاهري في العين مستحسَن / واسمِيَ مشتق من الستره
لو فُرِش المجلس بالدُرّ
لو فُرِش المجلس بالدُرّ / نَضْداً وبالياقوت والتِّبْرِ
ما كان عن حسنِيَ مستغنِياً / لا خير في بيت بلا سِتْرِ
هجرتُ شُرْب الراح في فتيه
هجرتُ شُرْب الراح في فتيه / ما منهمُ من يهجر الخمرا
فقال منهم قائل هُجْرُها / في هَجْرِها لا يَبْسطُ العُذْرا
وخمرنا بعدُ فما استكملت / في دَنّها معصورةً شهرا
وليس عُمْرُ الخَمْر ما لم يَحُلْ / حَوْلٌ عليها عندنا عُمْرا
وقد أتى النوْرُوزُ مستجهِلاً / مَن لم يَجِدْه ميّتاً سُكْرا
ولستُ في استهدائها مخطئاً / كَلاَّ ولا مرتكبا نُكْرا
فعُذْتُ من قصدِ فريدِ العُلا / بَمعقِلٍ لا زال لي ذُخرا
مولىً حَباني بعضَ إنعامه / عندي وحسبي قَصْدُه فخرا
فجاء حسنُ الظنّ من قبل ما / أمَّلته يؤذِن بالبشرى
وسار نظمُ الشِّعْر في إثْرِه / مقدِّماً قبل الندَى شكرا
يا حَبذا شكري وظنّي بمن / أرجو لردّ العسر لي يسرا
وابِأبي من حَسَّن الظنَّ في
وابِأبي من حَسَّن الظنَّ في / قصدي ومن أسلفني شكرا
ومن دعاني للمهمّ الذي / يُسَهِّل المستصعَب الوَعْرا
أحسنتَ إِحسانَ المحبّ الذي / أخلصَ لي الإسرارَ والجَهرا
ولا ومَن أسأله راجياً / منه العُلا والعزَّ والنصرا
ما جاءني شِعُرك مَسْتَقياً / وقدوتي مالكةٌ خمرا
إلا التي استخلصتُها وهْيَ لم / يَبْلُغُ مَدَى العمرِ لها شهرا
فليتني رحتُ بلا مُهْجةٍ / ولم أقدِّم في الورى عذرا
أوْليتني مُلِّكتُ عمري لكي / أُعطِيّ منه سائلي الشَطْرا
لكنني أحبوك إذْ لم أجِد / من صِرْفها ما جاوز العمرا
صفراءَ كالوَرْس عقيقيَّة / صافية عاتقة بِكْرا
يَزُفُّها نحوك مَنْ يرتضي / مثلك كُفْؤاً فارتقب عَشرا
لا زلتَ يا مالكُ لي سالماً / لعلّ سقمي بك أن يَبْرَا
أرى أناساً ساء بي ظنُّهُم
أرى أناساً ساء بي ظنُّهُم / في كلّ ما قلتُ من الشعِر
لمّا تطأطا بهمُ عِلْمُهُمْ / قاسُوا بأقدارهِمُ قدري
قالوا سواه صانعٌ كلَّ ما / يأتي به في السرّ والجهرِ
لو فهِموا أو عقلوا لاستحَوْا / أن يجعلوا المِرِّيخَ كالبدر
قِيسوا بشعري شعرَه تعلموا / تضايُقَ النهر عن البحر
من بَطَّل الحقّ هجا نفسه / بجهله من حيث لا يدري
فناظروني فيه أو فاشرحوا / شعريَ إن أنكرتمُ أمري
أولا فقولوا حسدٌ قاتل / مستمِكنٌ في القلب والصدر
يا رُبَّ ليل بتُّه ناعماً
يا رُبَّ ليل بتُّه ناعماً / بين رُبا المختار فالجِسْرِ
أَخرج فيه لِصِباً من صِباً / وَأستحثّ الخمرَ بالخمرِ
وعذبة الألفاظ معشوقةٍ / ساحرِة الأَوتار والشِعْر
راجحة الأرداف مَمْكورةٍ / طَوْع الصِّبَا مرهَفة الخَصْر
كأنما البدرانِ في وجهها / فهْيَ سَماءُ الشّمسِ والبدرِ
فلم أَزْل أَشربُ من كفّها / وأَجْتَنِي الشّهَد من الثَّغْر
حتى تضجّعت وبي منه ما / بِلَحْظ عَيْنَيها من السُّكْر
والبدرُ قدْ مدّ على نِيله / مِنْطقةً من خالص التِّبر
اشرب على بدرٍ بدا كاملاً
اشرب على بدرٍ بدا كاملاً / في أنجمٍ منثورةٍ كالشَرَرْ
كأنه في ليله غُرَّةٌ / تمّ سناها بسواد الطُرَرْ
يا لائِمي في أن خلعتُ العِذارْ
يا لائِمي في أن خلعتُ العِذارْ / ما ترك الحبّ لقلبي اختيارْ
الصبر أولى غير أنّ الهوى / أحلاه ما لم يك فيه اصطبار
كَمْ وَلَهِي فيه وكَمْ عَبْرتي / ومُحْرَقي من غير نارٍ بنار
ولو تأمّلتَ وجدت الصِّبَا / أخفَّ من حِلْمٍ ثقيلِ الوقار
هل بعد طَيّ العُمْر إلا البِلَى / وهل وراءَ الشيب إلا البوَارْ
عصرُ شباب المرء ضيفٌ له / يمضي وأيام التّصابي قِصار
فخذ من اللَّذة من قبل أن / ينأى بلّذاتك بُعْدُ المَزَار
وليلةٍ أسريت فيها ولا / بدرٌ يُنِير الأرض إلا سِرار
كالمُقْلة الدعجاء زنجيَّة / كافرة لَمْعَ نجوم المدار
وصاحبي ذو رَوْنق صارم / مدرَّج المَتْنين ماضي الغِرار
أنحفُ من ضعف نسيم الصَبا / حدّا وأمضى من ظُبَا الاحورار
حتى طرقتُ الحيَّ من وائل / ولجوّ مكحول النواحي بِقار
والقوم من سَوْرة كأس الكَرَى / كأنما عُلُّوا بِصِرفٍ عُقار
فبتّ في محبوك مَجْدُولة / صامتةِ الحِجْلْين ملأَى السِّوارْ
مُرْتشِفاً من بَرْد أنيابها / حُلْواً بَرُودَ الطّلّ عذْبَ القِطار
وهي من الخِيفة لا تَهْتدي / لموضع الشَّكوى ولا الاعتذار
كأنّها غصنُ نقاً ناعمٌ / يَميس من يُمْنى يدٍ لليَسار
والذّعر يَسْتَنْبِط من دمعها / درّاً أبَتْ سِلْكاه إلاّ انتثار
كأنها تَمْسح رشحاً من ال / كافور بالعُنَّاب من جُلنّار
حتى إذا رقّ قميصُ الدّجى / وابتسم الصبحُ وَراءَ الإزار
قامت كئيباً غائراً لونُها / تَسْتوقف اللّيل عن الانفجار
فعاد ليلاً ثانياً فرعُها / أَعْجِب بليلٍ طالع من نَهار
وحذَّرَتْني من أَذَى قَومِها / حتى إذا لم يَبْدُ منّي الحِذَار
بكتْ وفدَّتْني بآبائها / والشُّمِّ من معشرها والنُّضَار
ثم ثَنَتْ كفّي على خافقٍ / من قلبها مُرْتَجِفٍ مُسْتَطار
كأنّها ظبيٌ رأى قانصاً / بحيث لا يُنْجِيه منه الفِرار
أو معشرٌ عادَوْا بني المصطفى / واغتصبوا المُلكَ وخافوا نزار
قل لأبي المنصور يا بن العلا / ووارثَ المُلْك وحامي الذِّمار
يا حجّة الله التي أشرقتْ / فينا ويا صاحبَ كَنْز الجِدار
وَيا مجيرَ الجود من حبسه / في حين لا سَمْحٌ به يُسْتجارْ
ويا هُدَى مَن ضلَّ عن رُشْدِه / واشتبه الحقّ عليه فحار
أبوك جلَّي الظلم والبغي عن / شرائع الدين فأنت المَنار
جمعتَ أفذاذ بني فاطم / عزماً وأدركت لهم كلَّ ثار
بهمَّةٍ تسمو على المشترِي / وراحةٍ تغمر مَدَّ البحار
هَنَاك عِيد لك تمَّت له / فينا معاني لفظِه واستنار
جمَّلتَه عِزّاً وحسناً كما / جمَّلتِ الشمس رداءَ النهار
برزتَ فيه كبروز الضحى / مجتمعَ الهيئة بادي الوقار
وأنت مِن جودك في وابلٍ / سَحّ ومن لُبْس التقي في شِعار
تبتسم الدنيا إلى ماجدٍ / منك حُسنيّ كريم النِجَار
لا يخلط الجِدَّ بهزل ولا / يَهنيه في غير المعالي قرار
ولا يُعدّ الحِلمْ حلماً إذا / لم ينشر الحلم مع الاقتدار
أروع لا يثنِيه عن عزمه / رَوْع ولا حادث خطبٍ كُبَار
يَلْقَى القنا الصُمّ بمثل القنا / من رأيه تحت سماء الغبار
لا يسأم الجود فِعالاً ولا / يزداد للإيمان إلا انتصار
صلَى عليك الله من مالك / جَذَّ يَدَ البخل نَداه فبار
والنصرُ والعِزّ قِريناك ما / رُمْتَ عدوّاً فلك اللهُ جار
عاقِب بما شئتَ سوى الهجر
عاقِب بما شئتَ سوى الهجر / واغلق رضا قلبك عن غَدْري
أليس قد رُحتُ على كلّ ذا / أجولُ في سرّك والجهر
جدِّد ولو بالسوءِ ذِكرى فما / أحِبّ أن تنفكّ عن ذكري
يا من أرى ذلّيَ في حبّه / أحلى من الفُسْحة في العمر
ومن إذا شبّهته لم أَجِد / لوجهه شِبْهاً سوى البدر
سَلْ لحظَ عينيك وتفتيرَه / إن كان لي شيء من الصبر
كأنّ فكري لك دوني فما / أَقدِر أَن تَسقُط من فكري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025