المجموع : 9
لَهْفِي من العَاذِلِ وَالْعَاذِر
لَهْفِي من العَاذِلِ وَالْعَاذِر / ذَا ظَالمِي فيكَ وَذَا ضائِري
ذا عزَّني فيك وذَا عَادَني / لأَنَّه يَنْظر فِي نَاظِري
يا طائرَ الحُسْنِ الَّذي وَكْره / قد حَلَّ من قلبيَ فِي طَائِر
وكاسِرَ الْجَفْنِ الَّذي هُدْ به / قَلْبي بِه فِي مِخْلَبيْ كَاسِر
فيه فتورٌ ألْهَبَ النَّارَ بي / واحر قلباه من الفاتر
طرفك قد أسقمه سحرُه / ما أَعْجَبَ السِّحرَ عَلَى السَّاحِر
والثَّغرُ قَد أَفْحمنِي نَظْمُه / يَا حَسَدَ المفحَمِ للشَّاعِر
مَا زُرْتَنِي ضَيْفاً وكَم زُرتَني / طَيْفاً فأَهلاً بك مِن زَائِر
ولا عَلى عيني رَاقَبْتني / مستيقِظاً لكن على خَاطِري
نِمْتَ وطَيْفاً زُرتَني فاْعجَبوا / فإِنَّه عندي بِلاَ آخر
رجَعتَ بعدي حَنفيّاً بِه / في قَتْلِكَ المسلَم بِالْكَافر
ما أَشْوق المهجورَ مِنِّي إِلى / قَتْلِي وَلكن بيدَ الْهَاجِر
فالْوجْد لي وَحْديَ دونَ الْوَرَى / والملكُ للهِ وللظَّاهِر
مَلكٌ مُلُوك الأَرْضِ في أَسْرهِ / بالجودِ أَو بالصَّارِم الْبَاتر
أَسْراهُمُ مَن هُو في أَسْرهِ / قد يَشْرُفُ المأْسُورُ بالآسِر
تَمْلِكُهم مِنْه يَدَا قَاهِرٍ / قد أَصبحُوا مِنْهُ لدَى غافِر
ويُحسن العفْوَ ولكِنَّه / أَحسنُ ما كان من القادر
كَم لأَعاديِه بِهِ عَثْرَةً / وكَمْ تَراه عاذِرَ الْعَاثِر
عَادَوه لَمَّا أَنْ رَأَوْا قَطْرَه / يُغْرِقُ في تَيَّارِه الزَّاخِر
مَا جَحدُوا الفضلَ ولكنَّها / عَداوَةُ العَاجِز لِلْقَاهِر
فقل لمن ناواه جهلاً به / علقم لا لست إلى عامر
من يَسمع الأَوْتَارَ لا يعتَرِضْ / للناقِض الأَوْتَارَ وَالواتِر
يَصيدُ ظبيُ الخَدرِ حُسْناً ولا / يصيدُ غيرَ الأَسد الحاذر
والدَّهْرُ في خِدمَتِه واقفٌ / يخدُمه بالفلكِ الدَّائِر
كم ثائرٍ صَار إَلى حِزْبه / فَأَدْرَكَ الثَّأْر مِنَ الثَّائِر
وجرَّدَ السَّيف ولكنَّه / أَغْمَده في دَمِه الْمَائِر
وفازَ بالنَّصر فأَحْيَا بِه / ذِكْرَ أَبِيه الملك النَّاصِر
جلا دَياجِي الدَّهْرِ مِنْ وجهه / أَبلَجُ مثل القمرِ الزَّاهِرِ
مُمدَّحٌ في الزَّمن المُشْتكي / وعادلٌ في الزمن الجائِر
إِنعامُه عِند جميع الوَرَى / يُعرف بِالْبَادِي وبِالحاضر
فَكُلُّ مَن تُبصِرهُ سَاعِياً / في غمرةٍ مِنْ جودِه الغامر
يجود بالبِدرِة من حُسنها / صفراءُ مثلُ المُهرَةِ الضَّامِر
يا ملكاً مورِدُ إِنعامِه / وقْفُ عَلى الوارِدِ والصَّادِر
أَنا الذي أَهواكَ لاَ لِلْجدا / لكِن هَوىً في فضلكَ الْبَاهر
ولي لسانٌ في فمِي لم يَزل / مثلَ حسامٍ في يَدَيْ شَاهِر
وكَم لَهُ مِنْ خَبرٍ شَائِع / وكم له مِنْ مثَل سَائِر
إِن شئتَ جاءَ النظمُ من ناظمٍ / أَو شئتَ جاءَ النَّثْرُ مِنْ نَاثِر
وشئتُ أَنْ أَمْدَحه ناظِماً / وناثراً بالخاطِر الشَّاطِر
وخاطري إِن شئتَ سَمَّيتَه / روضاً به أُثْني عَلى المَاطر
فقلتُ مَا أَرْسلته خادِماً / به لِذاكَ الْمجْلِسِ الطَّاهِرِ
أَرجو نَفَاقا فِيه مَعْ أَنَّني / مَا أَنَا فِي قَوْمِيَ بِالبَائِر
قَدَّمْتُه شُكْرِي ولاَ بُدَّ أَنْ / تُقَدَّمَ النُّعْمىَ إِلى الشَّاكِر
وصارَ في مِصرَ بعضي وقد / سَارَ إِلى خِدْمتِه سَائِرِي
وبِعْتُ نفسي في ولائي له / ولَسْتُ في بَيْعِيَ بِالْخَاسِر
مَنْ مُنْصِفي من حَاكِمٍ جَائِر / أَبلجَ مِثلِ القَمَر الزَّاهِر
مُخَسِّر العُشَّاقِ أَرْوَاحَهم / ولاَ يُبالِي غَبْنَ الْخَاسر
هم حَكَّموه فقَضَى بينَهم / لاَ بَلْ عليهم بالْقَضاءِ الْجَائِر
ضلُّوا ولا تَعْجَب إِذا ضَلَّ مَنْ / يَرْجُو الهُدى مِنْ رَشإٍ جائِر
إِذَا شَكَوْا مِنْه فأَنِّي لَه / مَا أَنَا بِالشَّاكِي بَلْ الشَّاكِر
كَانَ به قَتْلِي عَلى مُهْلَةٍ / بِصَارِمٍ مِنْ جَفْنِه الْفَاتِر
وعَادَ مِنْه رَاحِمي غَابِطي / وصَارَ مِنْه عَاذِلي عَاذِرِي
قد كَسَر الْجفْنَ فَطارَ الحَشَا / مَا أَفْتَكَ الْكَاسِرَ بالطَّائِر
يا هَاجِري لَيتَ نِدائِي إِذَا / ناديتُه كَان بِيَا زَائِري
لِي نَاظِرٌ لو لَمْ تكُنْ فِيه مَا / أَشْفَقْتُ مِنْ دَمْعِي عَلَى نَاظِري
مَا لي عَلى هَجْرِكَ مِنْ قُوَّة / ولا عَلَى جَوْرِكَ مِنْ نَاصِر
قُمْ نَزْجُر الهَمَّ بكأْسِ الطِّلا / ليلَةَ لاَ ناهٍ ولاَ زَاجِر
صفراءَ لا تتركُ في القلبِ مِن / وسَاوِسِ الأَحزانِ مِنْ صَافِر
ومِنْ مُديرِ الكَأْسِ سُكْرِي فَلا / أُحيلُ بِالكأْسِ عَلى الدَّائِر
فهاتِها واشْربْ عَلى مَدْح مَن / لَمْ أَنْس مِنْ إِنْعامِه ذَاكِرِي
ما كنتُ لَولاَ الصِّدقُ في مَدْحِه / أُلصِقُ باسمِي سِمةَ الشَّاعِر
والشِّعر ذَنْبٌ في سِوى مَجْدِه / تُرجَى لَهُ مَغْفرةُ الْغافرِ
وكلُّ شِعْر قُلْتُ في غَيْرِه / فإِنَّه تَجرِبَةُ الخَاطِر
المَلِكُ الْملْكُ العزيزُ الَّذي / غَرِقْتُ في إِنْعامِه الزَّاخِر
إِنْعَامُه الْبَادِي مَعَ الْحاضِر ال / مَوْجُودِ في البادِي وفي الحَاضِر
ملك ملوك الأرض في أمره / بالجود أو بالصارم البتر
ممدوَّحٌ في الزَّمن الْمُشتَكَى / وعَادلٌ في الزَّمَنِ الْجَائِر
وبذلُه كَان لَهُ أَوَّلٌ / لكِنَّهُ كَانَ بِلاَ آخِر
فنادِرُ الجُودِ لَهُ راتِبٌ / حِينَ يُرى الرَّاتِبُ كَالنَّادِر
يهدِمُ مَالاً حِينَ يبني عُلاً / يا عَجَباً لِلهَادِمِ العَامِر
يَعْفُو عَن الْجَاني على قُدرَةٍ / ما أَحْسَن الْعَفْوَ مِنَ القَادر
فَمُنهضُ المنهاض إِنعامُه / والحِلْمُ منه عاذِرُ العَاثِر
سيرتُه في الجودِ لا مِثْلها / وكم لَه مِن مَثَلٍ سَائِر
وسيفُه كم سَرَّ مِنْ مُسْلمٍ / كَمَا به قَدْ سَاءَ مِنْ كَافِر
كَمْ ظَفَرٍ فَازَ به فاغْتَدى / يُنْعَت بالفَائِزِ والظَّافِر
وعَادَ بالنَّصرِ فَأَحْيَا بِه / ذِكْرَ أَبِيهِ الْمِلكِ النَّاصِر
يَا مَلِكاً مورِدُ إِنْعامه / وقْفٌ عَلى الْوَارِد وَالصَّادِر
أَنَا الَّذي جئتُك لا للْجَدا / بل لِلْهوى في فَضْلِكَ الْبَاهر
أَمْطَرتَني بالجُودِ فاسْمع لِما / أُنْشِئُه مِنْ خَاطِري المَاطِر
الشامُ للإِسلامِ دَارُ الْقَرار
الشامُ للإِسلامِ دَارُ الْقَرار / وكانَ مِنْ قبلُ طريقَ الفَرارْ
وكانَ في ظُلمةِ ليلٍ دَجَتْ / فَجاءَ عُثمانُ معاً والنهار
وجاءَهُ بالبرءِ بَعْدَ الضَّنىَ / وجاءَهُ بالأَمنِ بَعْد الحذار
فيا أَمان الكفرِ لا تَأْمَنُوا / بدارٍ ما الشَّام لكفرٍ بدار
ويا عمادَ الدِّين يا من لَهُ / كُلُّ مبارٍ في المعالي مُبار
جئت لتبنين ومِنْ حولها / قومٌ كأَعدادِ الحَصى للحصار
سدّوا عَليْها الطُّرقَ حتى لقد / كادوا يَسُدُّون طريق القطارْ
يجوزها الطيرُ ولكن عَلى الأَخ / طارِ أَدَّاه إِليه الخِطارْ
ساق إِليها الكفرُ أَجناسه ال / عظامَ قادَتْها الملُوكُ الكبارْ
مِنْ كلِّ مَنْ يزأَرُ من غَيْظِه / كأَنه مِن مغرب الشمسِ نارْ
إِمَّا على البَرِّ أَتَى راكضاً / أَو بجَنَاحِ الْقَلعِ في البحر طارْ
وطَبَّقُوا البحرَ سفيناً فما / بانَ وسَاروا فوقها فِي قِفَارْ
ويمّموا الثغرَ وطَافوا به / وأَحْدقُوا كالغلِّ لاَ كَالسِّوَارْ
واجتمعوا حولاً وهُمْ حولَه / مَرُّوا كسيلٍ وأَحاطوا كَنَارْ
وكانَ ذاك الثَّغْر معْ أَهْلِه / وقبلَ أَن يَحْضُره في احتِضَارْ
وكان أَهلُ الكُفر في جمرةٍ / فعندمَا أَظْللتَ طارُوا شَرارْ
وانهزَموا للبحرِ إِذْ أَبْصروا / بحرَ وغىً تغرقُ فيه الْبحارْ
وعذرُهم إِذْ هربُوا واضِحٌ / هل يثبتُ اللَّيلُ أَمَام النَّهارْ
أُقسِمُ ما شَدُّوا إِزاراً لَهم / إِلاَّ لأَنَّ الَّليلُ مَرْخِيُّ الإِزار
لولاَ سُرى القومِ وتعجيلُهم / عَجَّلت في القومِ شَقَاءَ الشَّفَار
وظُلمةُ اللَّيلِ أَذمَّتْهُم / فليشكُروا مِنْه ليالي السِّرارْ
وكان للغيثِ يدٌ عِنْدهم / لأَنَّه مِنك لَهُم قَدْ أَجَارْ
لو لم يَعُق سيفَك ما سحَّ مِن / هامٍ مَطيرٍ سحَّ هَامٌ مُطَار
عَجُّوا وعَاجُوا عَنْ طَريقِ الرَّدى / فما خَلَوْا مِنْ خَورٍ أَو خُوَار
وبعضُهم يَهْمِس من خَوفِه / فما حديثُ القومِ إِلاَّ سِرَارْ
وانقلَبَتْ بالذُّل أَزياؤُهم / فَصارَ ذُو المِغفر ذَاتُ الخِمَارْ
أَمَّنْتَ ذاكَ الثَّغرَ مِنْ عَقْره / ومنكَ لم يَقدرْ عليه قدارْ
ومن حِصارِ الكُفرِ خلَّصْتَه / بالبأَسِ بل من حَلقاتِ الإِسَارْ
وما سمعْنا قَطُّ فتحاً جرى / ما فيه لا بل مَا عليه غُبَار
فرُّوا ولا عارَ عليهِم بِه / إِنَّ فراراً مِنْك ما فِيه عَارْ
أَراهُمْ الرَّأَيُ اجتنابَ الْوَغى / وهو لَهُم قد أَحْسَن الاخْتِيَارْ
يا ملكاً يَهزِمُ أَعْداءَه / بالرُّعب هَذا وأَبيك الفَخَارْ
قضيتَ حقَّ الشَّامِ إِذْ زُرتَه / مُغامراً أَهوالَ تِلك الغِمَار
وذلَّ منكَ الكفرُ فيه فقد / أَضْحَى دَمُ الجبَّارِ فيه جُبار
فارجع إِلى مصرَ فقد شَفَّها / إِليكَ شوقٌ وشَجَاها ادِّكار
وانتظرت عودَكَ مشتاقةً / ما أَتْعب المشْتاقَ بالانْتِظَارْ
تشتاقُ مِنك البدرَ والليثَ / والغيثَ ووهَّابَ الأُلوفِ النُّضارْ
ومَنْ إِذا ما حَلَّ في مَوطنٍ / حَلَّ به العِزُّ وإِن سَار سَار
والشَّامُ قد أَوسَعْتها رحْمةً / وآن أَنْ ترحمَ هَذي الدِّيَارْ
ومصرُ أَهلُ الملكِ وهي الَّتي / أجْنَت يدَ الإِسْلاَمِ تِلكَ الثِّمارْ
فعُدْ ولا زلت لنا عائداً / بالفضل والبسطة والأقتدار
والدهر ولا زلتَ لنا به لابساً / عمراً طويلاً في ليالٍ قِصَارْ
تبقَى مدَى الدُّنيا وأَمثالها / طُولاً وهَذا القولُ مِنِّي اخْتصارْ
يا ليلةً مرَّت لنا حلوَهْ
يا ليلةً مرَّت لنا حلوَهْ / زيَّنها الشيخُ أَبُو مُرَّهْ
بالغُصن بالبدر بشمس الضُّحى / بالرِّيم بالدُّري بالدُّره
بالثَّملِ الطرف بمن ريقُه / أَسْكَر حتى أَسكر الخَمَرهْ
زارَ على خوفٍ وفي سُترةٍ / حتَّى رأَينا وجْهَهُ جَهْره
وافى إِلى عِنْدِي على حاجةٍ / وجاءَني في ساعةِ العُسْرَه
فكم نَظَمْنَا فوقه قُبْلةً / وكم نَثَرْنَا فَوْقَه بَدْرَه
فتحت باب الصَّدرِ حبّاً له / وطرَّقتْ منِّي له النُّعْرْ
ولم يزل وجهي على وجهه / من أَوَّل اللَّيلِ إِلى بُكْره
في سُكْرةٍ تتبعها صَحْوة / وصحوةٍ تتبعُها سَكْرَه
أُصفِّفُ اللَّثم ولكنَّني / أُبَلْبِلُ الصُّدْغَين والطُّرَّه
مرأَىً ومَرْعىً ليَ في وجْههِ / أَما رأَيتَ الماءَ والخُضْرَه
لله ما أَكْسلَ أَجْفانَه / وعند قتلِ النَّاسِ ما أَفْرَه
وبزَّني عقْلي أَلْتفِت / واسْتَلَبَ القلْبَ فَلَم أَكْره
فَمِن فُؤَادي لَمْ يَدَع حبَّةً / ومن رقادي لم يَذَرْ ذَرّه
ولم ينم طَرفي في لَيْلَتي / كأَنَّه يَسْهَرُ بالأُجْره
ولم أَقصِّرْ دونَ نَيْلِ المنى / لأَنَّني مَا كُنْتُ في سُخْرَه
قد سكر القلبُ بِعشْقي لَهُ / وانكَسَرَت في رَأْسِه الجرَّه
وصِرتُ صبّاً كَلِفاً مُدْنَفاً / ما كلُّ صبٍّ مِنْ بَني عُذْرَه
يا معشرَ اللُّوَّامِ إِنِّ امرؤٌ / لم يُجمَع إِلاَّ هذه المرَّ
تَهْوَونَ مِثْلي وتلومونَني / والله ما أَحسَنْتمُ العِشْرَه
ماليَ بالسُّلوان من خِبْرةٍ / وَلاَ عَلَى الهِجْرَانِ من قدْرَه
فأُمُّ مَن يعذلني قُحْبَةٌ / وأُمُّ من يعذِرُني حُرَّه
يا ليلة طَابَت أَحَادِيثُها / نأَيْتِ عنِّي فَمَتَى الكَرَّه
فقل لمن قد غَابَ عَنْ لَيْلتي / تَعَسُّفاً أَحْسَنْتَ يَا غِرَّه
وإِن تخف مِنْ عَتْبِهِ قُلْ لَه / لا أَوْحَشَ الله مِنَ الحَضْرَهَ
سمراءُ إِلاَّ رقةَ الأَسْمَرِ
سمراءُ إِلاَّ رقةَ الأَسْمَرِ / ودَعْ ذُبُولاً لاحَ في السَّمْهَرِي
نشيطةُ العِطْفِ إِذا ما انْثَنَتْ / وإ رَنَتْ فاتنةُ المحْجَرِ
كالزَّهْرةِ الغرَّاءِ لكنها / ما نظرتْ قطُّ إِلى المُشْتَرِي
والحسن شخصٌ لم يَزَلْ قائماً / في وجْهِهَا المنتقبِ المُسْفِر
تُرِيكَ إِذ تَبْسِمُ عن خَفْرةٍ / من ثغرِها مَنْطَقَتَيْ جَوْهَر
عوّضَني بالبُعْدِ مِنْ قُرْبِهِ
عوّضَني بالبُعْدِ مِنْ قُرْبِهِ / ومن رُقَادِي مَعَهُ بالسَّهَرْ
إِنِّي من ذِكراهُ في جَنَّةٍ / ومِنْ دُمُوعِي بعده في نَهَرْ
لا الغصنُ يَحْكِيكِ ولا الجُؤذُرُ
لا الغصنُ يَحْكِيكِ ولا الجُؤذُرُ / حسنُكِ مما ذكروا أَكثَرُ
يا باسماً أَبْدَى لنا ثَغْرُهُ / عِقْداً ولكن كلُّه جَوْهَرُ
قالَ لِيَ اللاَّحِي أَما تَسْمَعُ / فقلتُ يا لاحْ أَلاَ تُبْصِرُ
أَحسنَت الدنيا التي اسْتَرْجَعَتْ
أَحسنَت الدنيا التي اسْتَرْجَعَتْ / مِنِّي تِلك الحالةَ الفَاخِرَة
ما شَغَلَتْ بالي بتقبِيحها / بل فرَّغَتْ قَلْبي إِلى الآخرة
كم أَعْدَمَتْني مُشْبِهاً أَو نَظِيرْ
كم أَعْدَمَتْني مُشْبِهاً أَو نَظِيرْ / وأَتعبتْ لي ضَامراً مَع ضَمِير
يَا ليْت شِعْرِي والمُنى ضَلَّةٌ / هلْ أَرضُ مَصْر لي إِليها مَصِير
كم لي بها من ظبيةٍ غرَّةٍ / أَستغفِرُ الله وَظبْيٍ غَرير
يَغْني بِشكْل الصُّدْغِ عَنْ عَارِضٍ / وطرَّة فَاحِمَة عَن طَريرْ
ووجْهُهُ الأَخْضرُ لي جَنَّةٌ / وشعرُه النَّاعِم فِيهَا حَرِير
فيا نظيم الثَّغْر ما أَنْصَفَتْ / ك العَيْنُ إِذ تبكي بِدَمْع نَثِيرْ
يأَيها المقرورُ في لَيْلَةٍ / أَعدمَهُ الصَّبْرَ وُجُودُ الصَّبِيرِ
دونَكَ قَلْبي فاقْتَبِسْ نارَه / ولا تَسَلْه كيف سِعْر السَّعير
دِمَشْق قبرُ الدين كم منكَر / فيها ولكنْ مَا عَلَيْه نَكير
انظر إِلى المنْظَرَةِ النَّاضِرَةْ
انظر إِلى المنْظَرَةِ النَّاضِرَةْ / تزهو مثل الزَّهرةِ الزَّاهِرهْ
أَحْسَنُ مَا في حُسْنِها أَنَّها / الدُّنْيَا ومَا أَلْهَت عَنِ الآخره