القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سَناء المُلْك الكل
المجموع : 9
لَهْفِي من العَاذِلِ وَالْعَاذِر
لَهْفِي من العَاذِلِ وَالْعَاذِر / ذَا ظَالمِي فيكَ وَذَا ضائِري
ذا عزَّني فيك وذَا عَادَني / لأَنَّه يَنْظر فِي نَاظِري
يا طائرَ الحُسْنِ الَّذي وَكْره / قد حَلَّ من قلبيَ فِي طَائِر
وكاسِرَ الْجَفْنِ الَّذي هُدْ به / قَلْبي بِه فِي مِخْلَبيْ كَاسِر
فيه فتورٌ ألْهَبَ النَّارَ بي / واحر قلباه من الفاتر
طرفك قد أسقمه سحرُه / ما أَعْجَبَ السِّحرَ عَلَى السَّاحِر
والثَّغرُ قَد أَفْحمنِي نَظْمُه / يَا حَسَدَ المفحَمِ للشَّاعِر
مَا زُرْتَنِي ضَيْفاً وكَم زُرتَني / طَيْفاً فأَهلاً بك مِن زَائِر
ولا عَلى عيني رَاقَبْتني / مستيقِظاً لكن على خَاطِري
نِمْتَ وطَيْفاً زُرتَني فاْعجَبوا / فإِنَّه عندي بِلاَ آخر
رجَعتَ بعدي حَنفيّاً بِه / في قَتْلِكَ المسلَم بِالْكَافر
ما أَشْوق المهجورَ مِنِّي إِلى / قَتْلِي وَلكن بيدَ الْهَاجِر
فالْوجْد لي وَحْديَ دونَ الْوَرَى / والملكُ للهِ وللظَّاهِر
مَلكٌ مُلُوك الأَرْضِ في أَسْرهِ / بالجودِ أَو بالصَّارِم الْبَاتر
أَسْراهُمُ مَن هُو في أَسْرهِ / قد يَشْرُفُ المأْسُورُ بالآسِر
تَمْلِكُهم مِنْه يَدَا قَاهِرٍ / قد أَصبحُوا مِنْهُ لدَى غافِر
ويُحسن العفْوَ ولكِنَّه / أَحسنُ ما كان من القادر
كَم لأَعاديِه بِهِ عَثْرَةً / وكَمْ تَراه عاذِرَ الْعَاثِر
عَادَوه لَمَّا أَنْ رَأَوْا قَطْرَه / يُغْرِقُ في تَيَّارِه الزَّاخِر
مَا جَحدُوا الفضلَ ولكنَّها / عَداوَةُ العَاجِز لِلْقَاهِر
فقل لمن ناواه جهلاً به / علقم لا لست إلى عامر
من يَسمع الأَوْتَارَ لا يعتَرِضْ / للناقِض الأَوْتَارَ وَالواتِر
يَصيدُ ظبيُ الخَدرِ حُسْناً ولا / يصيدُ غيرَ الأَسد الحاذر
والدَّهْرُ في خِدمَتِه واقفٌ / يخدُمه بالفلكِ الدَّائِر
كم ثائرٍ صَار إَلى حِزْبه / فَأَدْرَكَ الثَّأْر مِنَ الثَّائِر
وجرَّدَ السَّيف ولكنَّه / أَغْمَده في دَمِه الْمَائِر
وفازَ بالنَّصر فأَحْيَا بِه / ذِكْرَ أَبِيه الملك النَّاصِر
جلا دَياجِي الدَّهْرِ مِنْ وجهه / أَبلَجُ مثل القمرِ الزَّاهِرِ
مُمدَّحٌ في الزَّمن المُشْتكي / وعادلٌ في الزمن الجائِر
إِنعامُه عِند جميع الوَرَى / يُعرف بِالْبَادِي وبِالحاضر
فَكُلُّ مَن تُبصِرهُ سَاعِياً / في غمرةٍ مِنْ جودِه الغامر
يجود بالبِدرِة من حُسنها / صفراءُ مثلُ المُهرَةِ الضَّامِر
يا ملكاً مورِدُ إِنعامِه / وقْفُ عَلى الوارِدِ والصَّادِر
أَنا الذي أَهواكَ لاَ لِلْجدا / لكِن هَوىً في فضلكَ الْبَاهر
ولي لسانٌ في فمِي لم يَزل / مثلَ حسامٍ في يَدَيْ شَاهِر
وكَم لَهُ مِنْ خَبرٍ شَائِع / وكم له مِنْ مثَل سَائِر
إِن شئتَ جاءَ النظمُ من ناظمٍ / أَو شئتَ جاءَ النَّثْرُ مِنْ نَاثِر
وشئتُ أَنْ أَمْدَحه ناظِماً / وناثراً بالخاطِر الشَّاطِر
وخاطري إِن شئتَ سَمَّيتَه / روضاً به أُثْني عَلى المَاطر
فقلتُ مَا أَرْسلته خادِماً / به لِذاكَ الْمجْلِسِ الطَّاهِرِ
أَرجو نَفَاقا فِيه مَعْ أَنَّني / مَا أَنَا فِي قَوْمِيَ بِالبَائِر
قَدَّمْتُه شُكْرِي ولاَ بُدَّ أَنْ / تُقَدَّمَ النُّعْمىَ إِلى الشَّاكِر
وصارَ في مِصرَ بعضي وقد / سَارَ إِلى خِدْمتِه سَائِرِي
وبِعْتُ نفسي في ولائي له / ولَسْتُ في بَيْعِيَ بِالْخَاسِر
مَنْ مُنْصِفي من حَاكِمٍ جَائِر / أَبلجَ مِثلِ القَمَر الزَّاهِر
مُخَسِّر العُشَّاقِ أَرْوَاحَهم / ولاَ يُبالِي غَبْنَ الْخَاسر
هم حَكَّموه فقَضَى بينَهم / لاَ بَلْ عليهم بالْقَضاءِ الْجَائِر
ضلُّوا ولا تَعْجَب إِذا ضَلَّ مَنْ / يَرْجُو الهُدى مِنْ رَشإٍ جائِر
إِذَا شَكَوْا مِنْه فأَنِّي لَه / مَا أَنَا بِالشَّاكِي بَلْ الشَّاكِر
كَانَ به قَتْلِي عَلى مُهْلَةٍ / بِصَارِمٍ مِنْ جَفْنِه الْفَاتِر
وعَادَ مِنْه رَاحِمي غَابِطي / وصَارَ مِنْه عَاذِلي عَاذِرِي
قد كَسَر الْجفْنَ فَطارَ الحَشَا / مَا أَفْتَكَ الْكَاسِرَ بالطَّائِر
يا هَاجِري لَيتَ نِدائِي إِذَا / ناديتُه كَان بِيَا زَائِري
لِي نَاظِرٌ لو لَمْ تكُنْ فِيه مَا / أَشْفَقْتُ مِنْ دَمْعِي عَلَى نَاظِري
مَا لي عَلى هَجْرِكَ مِنْ قُوَّة / ولا عَلَى جَوْرِكَ مِنْ نَاصِر
قُمْ نَزْجُر الهَمَّ بكأْسِ الطِّلا / ليلَةَ لاَ ناهٍ ولاَ زَاجِر
صفراءَ لا تتركُ في القلبِ مِن / وسَاوِسِ الأَحزانِ مِنْ صَافِر
ومِنْ مُديرِ الكَأْسِ سُكْرِي فَلا / أُحيلُ بِالكأْسِ عَلى الدَّائِر
فهاتِها واشْربْ عَلى مَدْح مَن / لَمْ أَنْس مِنْ إِنْعامِه ذَاكِرِي
ما كنتُ لَولاَ الصِّدقُ في مَدْحِه / أُلصِقُ باسمِي سِمةَ الشَّاعِر
والشِّعر ذَنْبٌ في سِوى مَجْدِه / تُرجَى لَهُ مَغْفرةُ الْغافرِ
وكلُّ شِعْر قُلْتُ في غَيْرِه / فإِنَّه تَجرِبَةُ الخَاطِر
المَلِكُ الْملْكُ العزيزُ الَّذي / غَرِقْتُ في إِنْعامِه الزَّاخِر
إِنْعَامُه الْبَادِي مَعَ الْحاضِر ال / مَوْجُودِ في البادِي وفي الحَاضِر
ملك ملوك الأرض في أمره / بالجود أو بالصارم البتر
ممدوَّحٌ في الزَّمن الْمُشتَكَى / وعَادلٌ في الزَّمَنِ الْجَائِر
وبذلُه كَان لَهُ أَوَّلٌ / لكِنَّهُ كَانَ بِلاَ آخِر
فنادِرُ الجُودِ لَهُ راتِبٌ / حِينَ يُرى الرَّاتِبُ كَالنَّادِر
يهدِمُ مَالاً حِينَ يبني عُلاً / يا عَجَباً لِلهَادِمِ العَامِر
يَعْفُو عَن الْجَاني على قُدرَةٍ / ما أَحْسَن الْعَفْوَ مِنَ القَادر
فَمُنهضُ المنهاض إِنعامُه / والحِلْمُ منه عاذِرُ العَاثِر
سيرتُه في الجودِ لا مِثْلها / وكم لَه مِن مَثَلٍ سَائِر
وسيفُه كم سَرَّ مِنْ مُسْلمٍ / كَمَا به قَدْ سَاءَ مِنْ كَافِر
كَمْ ظَفَرٍ فَازَ به فاغْتَدى / يُنْعَت بالفَائِزِ والظَّافِر
وعَادَ بالنَّصرِ فَأَحْيَا بِه / ذِكْرَ أَبِيهِ الْمِلكِ النَّاصِر
يَا مَلِكاً مورِدُ إِنْعامه / وقْفٌ عَلى الْوَارِد وَالصَّادِر
أَنَا الَّذي جئتُك لا للْجَدا / بل لِلْهوى في فَضْلِكَ الْبَاهر
أَمْطَرتَني بالجُودِ فاسْمع لِما / أُنْشِئُه مِنْ خَاطِري المَاطِر
الشامُ للإِسلامِ دَارُ الْقَرار
الشامُ للإِسلامِ دَارُ الْقَرار / وكانَ مِنْ قبلُ طريقَ الفَرارْ
وكانَ في ظُلمةِ ليلٍ دَجَتْ / فَجاءَ عُثمانُ معاً والنهار
وجاءَهُ بالبرءِ بَعْدَ الضَّنىَ / وجاءَهُ بالأَمنِ بَعْد الحذار
فيا أَمان الكفرِ لا تَأْمَنُوا / بدارٍ ما الشَّام لكفرٍ بدار
ويا عمادَ الدِّين يا من لَهُ / كُلُّ مبارٍ في المعالي مُبار
جئت لتبنين ومِنْ حولها / قومٌ كأَعدادِ الحَصى للحصار
سدّوا عَليْها الطُّرقَ حتى لقد / كادوا يَسُدُّون طريق القطارْ
يجوزها الطيرُ ولكن عَلى الأَخ / طارِ أَدَّاه إِليه الخِطارْ
ساق إِليها الكفرُ أَجناسه ال / عظامَ قادَتْها الملُوكُ الكبارْ
مِنْ كلِّ مَنْ يزأَرُ من غَيْظِه / كأَنه مِن مغرب الشمسِ نارْ
إِمَّا على البَرِّ أَتَى راكضاً / أَو بجَنَاحِ الْقَلعِ في البحر طارْ
وطَبَّقُوا البحرَ سفيناً فما / بانَ وسَاروا فوقها فِي قِفَارْ
ويمّموا الثغرَ وطَافوا به / وأَحْدقُوا كالغلِّ لاَ كَالسِّوَارْ
واجتمعوا حولاً وهُمْ حولَه / مَرُّوا كسيلٍ وأَحاطوا كَنَارْ
وكانَ ذاك الثَّغْر معْ أَهْلِه / وقبلَ أَن يَحْضُره في احتِضَارْ
وكان أَهلُ الكُفر في جمرةٍ / فعندمَا أَظْللتَ طارُوا شَرارْ
وانهزَموا للبحرِ إِذْ أَبْصروا / بحرَ وغىً تغرقُ فيه الْبحارْ
وعذرُهم إِذْ هربُوا واضِحٌ / هل يثبتُ اللَّيلُ أَمَام النَّهارْ
أُقسِمُ ما شَدُّوا إِزاراً لَهم / إِلاَّ لأَنَّ الَّليلُ مَرْخِيُّ الإِزار
لولاَ سُرى القومِ وتعجيلُهم / عَجَّلت في القومِ شَقَاءَ الشَّفَار
وظُلمةُ اللَّيلِ أَذمَّتْهُم / فليشكُروا مِنْه ليالي السِّرارْ
وكان للغيثِ يدٌ عِنْدهم / لأَنَّه مِنك لَهُم قَدْ أَجَارْ
لو لم يَعُق سيفَك ما سحَّ مِن / هامٍ مَطيرٍ سحَّ هَامٌ مُطَار
عَجُّوا وعَاجُوا عَنْ طَريقِ الرَّدى / فما خَلَوْا مِنْ خَورٍ أَو خُوَار
وبعضُهم يَهْمِس من خَوفِه / فما حديثُ القومِ إِلاَّ سِرَارْ
وانقلَبَتْ بالذُّل أَزياؤُهم / فَصارَ ذُو المِغفر ذَاتُ الخِمَارْ
أَمَّنْتَ ذاكَ الثَّغرَ مِنْ عَقْره / ومنكَ لم يَقدرْ عليه قدارْ
ومن حِصارِ الكُفرِ خلَّصْتَه / بالبأَسِ بل من حَلقاتِ الإِسَارْ
وما سمعْنا قَطُّ فتحاً جرى / ما فيه لا بل مَا عليه غُبَار
فرُّوا ولا عارَ عليهِم بِه / إِنَّ فراراً مِنْك ما فِيه عَارْ
أَراهُمْ الرَّأَيُ اجتنابَ الْوَغى / وهو لَهُم قد أَحْسَن الاخْتِيَارْ
يا ملكاً يَهزِمُ أَعْداءَه / بالرُّعب هَذا وأَبيك الفَخَارْ
قضيتَ حقَّ الشَّامِ إِذْ زُرتَه / مُغامراً أَهوالَ تِلك الغِمَار
وذلَّ منكَ الكفرُ فيه فقد / أَضْحَى دَمُ الجبَّارِ فيه جُبار
فارجع إِلى مصرَ فقد شَفَّها / إِليكَ شوقٌ وشَجَاها ادِّكار
وانتظرت عودَكَ مشتاقةً / ما أَتْعب المشْتاقَ بالانْتِظَارْ
تشتاقُ مِنك البدرَ والليثَ / والغيثَ ووهَّابَ الأُلوفِ النُّضارْ
ومَنْ إِذا ما حَلَّ في مَوطنٍ / حَلَّ به العِزُّ وإِن سَار سَار
والشَّامُ قد أَوسَعْتها رحْمةً / وآن أَنْ ترحمَ هَذي الدِّيَارْ
ومصرُ أَهلُ الملكِ وهي الَّتي / أجْنَت يدَ الإِسْلاَمِ تِلكَ الثِّمارْ
فعُدْ ولا زلت لنا عائداً / بالفضل والبسطة والأقتدار
والدهر ولا زلتَ لنا به لابساً / عمراً طويلاً في ليالٍ قِصَارْ
تبقَى مدَى الدُّنيا وأَمثالها / طُولاً وهَذا القولُ مِنِّي اخْتصارْ
يا ليلةً مرَّت لنا حلوَهْ
يا ليلةً مرَّت لنا حلوَهْ / زيَّنها الشيخُ أَبُو مُرَّهْ
بالغُصن بالبدر بشمس الضُّحى / بالرِّيم بالدُّري بالدُّره
بالثَّملِ الطرف بمن ريقُه / أَسْكَر حتى أَسكر الخَمَرهْ
زارَ على خوفٍ وفي سُترةٍ / حتَّى رأَينا وجْهَهُ جَهْره
وافى إِلى عِنْدِي على حاجةٍ / وجاءَني في ساعةِ العُسْرَه
فكم نَظَمْنَا فوقه قُبْلةً / وكم نَثَرْنَا فَوْقَه بَدْرَه
فتحت باب الصَّدرِ حبّاً له / وطرَّقتْ منِّي له النُّعْرْ
ولم يزل وجهي على وجهه / من أَوَّل اللَّيلِ إِلى بُكْره
في سُكْرةٍ تتبعها صَحْوة / وصحوةٍ تتبعُها سَكْرَه
أُصفِّفُ اللَّثم ولكنَّني / أُبَلْبِلُ الصُّدْغَين والطُّرَّه
مرأَىً ومَرْعىً ليَ في وجْههِ / أَما رأَيتَ الماءَ والخُضْرَه
لله ما أَكْسلَ أَجْفانَه / وعند قتلِ النَّاسِ ما أَفْرَه
وبزَّني عقْلي أَلْتفِت / واسْتَلَبَ القلْبَ فَلَم أَكْره
فَمِن فُؤَادي لَمْ يَدَع حبَّةً / ومن رقادي لم يَذَرْ ذَرّه
ولم ينم طَرفي في لَيْلَتي / كأَنَّه يَسْهَرُ بالأُجْره
ولم أَقصِّرْ دونَ نَيْلِ المنى / لأَنَّني مَا كُنْتُ في سُخْرَه
قد سكر القلبُ بِعشْقي لَهُ / وانكَسَرَت في رَأْسِه الجرَّه
وصِرتُ صبّاً كَلِفاً مُدْنَفاً / ما كلُّ صبٍّ مِنْ بَني عُذْرَه
يا معشرَ اللُّوَّامِ إِنِّ امرؤٌ / لم يُجمَع إِلاَّ هذه المرَّ
تَهْوَونَ مِثْلي وتلومونَني / والله ما أَحسَنْتمُ العِشْرَه
ماليَ بالسُّلوان من خِبْرةٍ / وَلاَ عَلَى الهِجْرَانِ من قدْرَه
فأُمُّ مَن يعذلني قُحْبَةٌ / وأُمُّ من يعذِرُني حُرَّه
يا ليلة طَابَت أَحَادِيثُها / نأَيْتِ عنِّي فَمَتَى الكَرَّه
فقل لمن قد غَابَ عَنْ لَيْلتي / تَعَسُّفاً أَحْسَنْتَ يَا غِرَّه
وإِن تخف مِنْ عَتْبِهِ قُلْ لَه / لا أَوْحَشَ الله مِنَ الحَضْرَهَ
سمراءُ إِلاَّ رقةَ الأَسْمَرِ
سمراءُ إِلاَّ رقةَ الأَسْمَرِ / ودَعْ ذُبُولاً لاحَ في السَّمْهَرِي
نشيطةُ العِطْفِ إِذا ما انْثَنَتْ / وإ رَنَتْ فاتنةُ المحْجَرِ
كالزَّهْرةِ الغرَّاءِ لكنها / ما نظرتْ قطُّ إِلى المُشْتَرِي
والحسن شخصٌ لم يَزَلْ قائماً / في وجْهِهَا المنتقبِ المُسْفِر
تُرِيكَ إِذ تَبْسِمُ عن خَفْرةٍ / من ثغرِها مَنْطَقَتَيْ جَوْهَر
عوّضَني بالبُعْدِ مِنْ قُرْبِهِ
عوّضَني بالبُعْدِ مِنْ قُرْبِهِ / ومن رُقَادِي مَعَهُ بالسَّهَرْ
إِنِّي من ذِكراهُ في جَنَّةٍ / ومِنْ دُمُوعِي بعده في نَهَرْ
لا الغصنُ يَحْكِيكِ ولا الجُؤذُرُ
لا الغصنُ يَحْكِيكِ ولا الجُؤذُرُ / حسنُكِ مما ذكروا أَكثَرُ
يا باسماً أَبْدَى لنا ثَغْرُهُ / عِقْداً ولكن كلُّه جَوْهَرُ
قالَ لِيَ اللاَّحِي أَما تَسْمَعُ / فقلتُ يا لاحْ أَلاَ تُبْصِرُ
أَحسنَت الدنيا التي اسْتَرْجَعَتْ
أَحسنَت الدنيا التي اسْتَرْجَعَتْ / مِنِّي تِلك الحالةَ الفَاخِرَة
ما شَغَلَتْ بالي بتقبِيحها / بل فرَّغَتْ قَلْبي إِلى الآخرة
كم أَعْدَمَتْني مُشْبِهاً أَو نَظِيرْ
كم أَعْدَمَتْني مُشْبِهاً أَو نَظِيرْ / وأَتعبتْ لي ضَامراً مَع ضَمِير
يَا ليْت شِعْرِي والمُنى ضَلَّةٌ / هلْ أَرضُ مَصْر لي إِليها مَصِير
كم لي بها من ظبيةٍ غرَّةٍ / أَستغفِرُ الله وَظبْيٍ غَرير
يَغْني بِشكْل الصُّدْغِ عَنْ عَارِضٍ / وطرَّة فَاحِمَة عَن طَريرْ
ووجْهُهُ الأَخْضرُ لي جَنَّةٌ / وشعرُه النَّاعِم فِيهَا حَرِير
فيا نظيم الثَّغْر ما أَنْصَفَتْ / ك العَيْنُ إِذ تبكي بِدَمْع نَثِيرْ
يأَيها المقرورُ في لَيْلَةٍ / أَعدمَهُ الصَّبْرَ وُجُودُ الصَّبِيرِ
دونَكَ قَلْبي فاقْتَبِسْ نارَه / ولا تَسَلْه كيف سِعْر السَّعير
دِمَشْق قبرُ الدين كم منكَر / فيها ولكنْ مَا عَلَيْه نَكير
انظر إِلى المنْظَرَةِ النَّاضِرَةْ
انظر إِلى المنْظَرَةِ النَّاضِرَةْ / تزهو مثل الزَّهرةِ الزَّاهِرهْ
أَحْسَنُ مَا في حُسْنِها أَنَّها / الدُّنْيَا ومَا أَلْهَت عَنِ الآخره

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025