القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 6
لَمْ أَصْطَبِرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَةٍ
لَمْ أَصْطَبِرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَةٍ / لَكِنْ تَصَبَّرْتُ عَلَى جَمْرِ
وَشِيمَةُ الْعَاقِلِ فِي رُزْئِهِ / أَنْ يَسْبقَ السَّلْوَةَ بِالصَّبْرِ
مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِلا آلَةٍ
مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِلا آلَةٍ / أَدْرَكَهُ الذُّلُّ مَكانَ الظَّفَرْ
فَاصْبِرْ عَلَى الْمَكْرُوهِ تَظْفَرْ بِمَا / شِئْتَ فَقَدْ حَازَ الْمُنَى مَنْ صَبَرْ
وَقِفْ إِذَا مَا عَرَضَتْ شُبْهَةٌ / فَاللُّبْثُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْغرَرْ
وَلا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ مَضَى / يَا لَيْتَهُ دَامَ وَخُذْ مَا حَضَرْ
وَلا تُعَامِلْ صَاحِبَاً بِالَّتِي / تَرْجِعُ عَنْهَا تَائِبَاً تَعْتَذِرْ
وَغُضَّ مِنْ طَرْفِكَ إِنْ خِفْتَهُ / فَحَاجِبُ الشَّهْوَةِ غَضُّ الْبَصَرْ
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ / أَمَا لِهَذَا اللَّيْلِ مِنْ آخِرِ
يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ أَلا زَوْرَةٌ / أَقْضِي بِهَا الْحَقَّ مِنَ الزَّائِرِ
تَرَكْتَنِي مِنْ غَمَرَاتِ الْهَوَى / فِي لُجِّ بَحْرٍ بِالرَّدَى زَاخِرِ
أَسْمَعُ فِي قَلْبِي دَبِيبَ الْمُنَى / وَألْمَحُ الشُّبْهَةَ فِي خَاطِرِي
فَتَارَةً أَهْدَأُ مِنْ رَوْعَتِي / وَتَارَةً أَفْزَعُ كَالطَّائِرِ
وَبَيْنَ هَاتَيْنِ شَبَا لَوْعَةٍ / لَهَا بِقَلْبِي فَتْكَةُ الثَّائِرِ
فَهَلْ إِلَى الْوُصْلَةِ مِنْ شَافِعٍ / أَمْ هَلْ عَلَى الصَّبْوَةِ مِنْ نَاصِرِ
يَا قَلْبُ لا تَجْزَعْ فَإِنَّ الْمُنَى / فِي الصَّبْرِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِ
بِكَ اسْتَقَامَتْ مِصْرُ حَتَّى غَدَتْ
بِكَ اسْتَقَامَتْ مِصْرُ حَتَّى غَدَتْ / يَحْمَدُهَا الْوَارِدُ وَالصَّادِرُ
وَكَيْفَ لا تُبْصِرُ قَصْدَ الْهُدَى / حُكُومَةٌ أَنْتَ لَهَا نَاظِرُ
نَمَّ الصَّبَا وَانْتَبَهَ الطَّائِرُ
نَمَّ الصَّبَا وَانْتَبَهَ الطَّائِرُ / وَاسْتَحَرَ الصَّاهِلُ وَالْهَادِرُ
وَأَضْحَتِ الأَرْضُ لِفَيْضِ الْحَيَا / مَصْقُولَةً يَلْهُو بِهَا النَّاظِرُ
تَبْدُو بِهَا أَنْجُمُ زَهْرٍ لَهَا / مَنَازِلٌ يَجْهَلُهَا الْخَابِرُ
كَأَنَّمَا أَلْبَسَهَا نَثْرَةً / مِنَ النُّجُومِ الْفَلَكُ الدَّائِرِ
فَقُمْ بِنَا نَلْهُ بِلَذَّاتِنَا / فَإِنَّمَا الْعَيْشُ لَهُ آخِرُ
وَلا تَقُلْ نَنْظُرُ مَا فِي غَدٍ / رُبَّ غَدٍ آمِلُهُ خَاسِرُ
فَإِنَّمَا الْعَيْشُ وَلَذَّاتُهُ / فِي سَاعَةٍ أَنْتَ بِهَا سَادِرُ
لا يَغْنَمُ اللَّذَّةَ غَيْرُ امْرِئٍ / لَيْسَ لَهُ عَنْ لَهْوِهِ زَاجِرُ
قَدْ خَبَرَ الدَّهْرَ فَمَا غَائِبٌ / يَجْهَلُهُ مِنْهُ وَلا حَاضِرُ
يَا سَاقِيَيَّ اعْتَوِرَا كَأْسَهَا / فَلِي بِهَا عَنْ غَيْرِهَا عَاذِرُ
حَمْرَاءُ تُلْقِي بِلَحَاظِ الْفَتَى / صِبْغَاً بِهِ يَعْتَرِفُ النَّاكِرُ
تَفْعَلُ بِالشَّارِبِ أَضْعَافَ مَا / جَرَّ عَلَى عُنْقُودِهَا الْعَاصِرُ
عَتَّقَهَا الدُّهْقَانُ فِي دَيْرِهِ / حِيناً وَلَمْ يَشْعُرْ بِهَا شَاعِرُ
شَجٍ بِهَا يَكْتُمُهَا نَفْسَهُ / وَهْوَ لِيَرْضَاهَا غَدَاً صَابِرُ
حَتَّى إِذَا تَمَّتْ مَوَاقِيتُهَا / وَزَالَ عَنْهَا الزَّبَدُ الْمَائِرُ
جَاءَتْ وَقَدْ شَاكَلَهَا كَأْسُهَا / فَاشْتَبَهَ الْبَاطِنُ وَالظَّاهِرُ
بِمِثْلِهَا تُعْجِبُنِي صَبْوَتِي / وَيَزْدَهِينِي اللَّيْلُ وَالسَّامِرُ
فَمَا لِهَذِي النَّاسِ فِي غَفْلَةٍ / عَمَّا إِلَيْهِ يَنْتَهِي السَّائِرُ
أَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ مَضَتْ قَبْلَهُمْ / مِنْ أُمَمٍ لَيْسَ لَهَا ذَاكِرُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الأَمْرِ مِنْ حِكْمَةٍ / فَفِيمَ هَذَا الشَّغَبُ الثَّائِرُ
كُلُّ امْرِئٍ أَسْلَمَهُ عَقْلُهُ / فَمَا لَهُ مِنْ بَعْدِهِ نَاصِرُ
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ / وَهِيَ مِنَ الْجَهْلِ بِكُمْ سَاخِرَهْ
وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ / جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ
يَمْشِي الْفَتَى تِيهَاً وَفِي ثَوْبِهِ / مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَةٌ جَاخِرَهْ
كَأَنَّهُ فِي كِبْرِهِ سَادِرٌ / سَفِينَةٌ فِي لُجَّةٍ مَاخِرَهْ
كَمْ أَنْفُسٍ عَزَّتْ بِسُلْطَانِهَا / فِي ما مَضَى وَهْيَ إِذَنْ دَاخِرَهْ
وَعُصْبَةٍ كَانَتْ لأَمْوَالِهَا / مَظنَّةَ الْفَقْرِ بِهَا ذَاخِرَهْ
فَأَصْبَحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى / وَقَدْ غَنَتْ فِي نِعْمَةٍ فَاخِرَهْ
فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ / يَوْمَاً وَلا خَيْفَانَةٌ شَاخِرَهْ
بَلْ عَمَّ دُنْيَاهُمْ صُرُوفٌ لَهَا / مِنَ الرَّدَى أَوْدِيَةٌ زَاخِرَهْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ / وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ وَالآخِرَهْ
أَنْتُمْ قُعُودٌ وَالرَّدَى قَائِمٌ / يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فَانْتَبِهُوا مِنْ غَفَلاتِ الْهَوَى / وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025