المجموع : 4
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ / لستَ من الأجدادِ لو تدري
وما ارى أعجبَ من جدوَلٍ / ينضبُ والأمواهُ في النهرِ
فاترك عظامَ الناسِ في قبرها / ولا تقل زيدي ولا عمري
يا طيرُ ما للنومِ قد طارا
يا طيرُ ما للنومِ قد طارا / وما قضينا منهُ أوطارا
كأن هذا السهدَ لا يأتلي / يطلبُ من أجفاننا ثارا
إن كنتَ ظمآنَ فذي دمعي / تفجرَتْ في الأرضِ أنهارا
أو كنتَ ذا مسبغةٍ فالتقط / حبةَ قلبي كيفما صارا
أو كنتَ مشتاقاً فكن مثلنا / على الهوى يا طير صبارا
وجارني إن كنتَ لي صاحباً / فإن خيرَ الصحبِ من جارى
يا طيرُ كم في الحبِّ من ساعةٍ / تخالُ فيها العمرَ أعمارا
إن قلتُ تلهيني بها فكرةٌ / جرت على الأفكار أفكارا
أو قلتُ أنساها أقامَ الهوى / من حرها في القلبِ تذكارا
والصبُّ ما ينفكُّ في حيرةٍ / تزيدُهُ حزناً وأكدارا
ما لي أرى الأطيارَ نواحةً / كأنما فارقنَ أطيارا
وما لأغصانِ الرُّبى تلتقي / كأنما يبثثنَ أسرارا
فاسأل نسيمَ الصبحِ إن مرَّ بي / هل حملتهُ الغيدُ أخبارا
وسلْ عن الديارِ ويا ليتني / أزور يوماً هذهِ الدارا
كأنها الجنةُ لكنني / أبطنتُ من وجدي بها النارا
سماؤها مطلعةٌ أنجما / وأرضُها تطلعُ أقمارا
وكمْ بها من أكحلٍ إن رنا / سلتْ لكَ الأجفانُ بتارا
وإن مشى يخطرُ في تيههِ / هزَّت لكَ الأعطافَ خطارا
لا أنكرُ السحرَ وذا طرفهُ / أصبحَ بينَ الناسِ سحَّارا
يا فاتنَ الصبِّ على رغمهِ / والمرءُ لا يعشقُ مختارا
طوراً بنا هجرٌ وطوراً نوىً / أهكذا نخلقُ أطوارا
لو شبهوا بدرَ السما درهماً / لشبهوا وجهكَ دينارا
وكم درارٍ فيكَ نظَّمتُها / تجلُّ أن تحسبَ أشعارا
لو أن بشاراً حكى مثلها / أعطوا لواءَ الشعرِ بشارا
لاحتْ لنا والشمسُ من غيظها / قدْ ضرجتْ أثوابها بالدمِ
فاتنةٌ من بخلها لم تزلْ / وجنتُها معصورةً في الفمِ
فما أراها راهبٌ راهباً / إلا شكا المغرمُ للمغرمِ
بأبي أنتَ يا غزالُ وروحي / وفؤادي ونورُ عيني وعيني
أنتَ كالبدرِ حين يطلعُ لكنْ / في سوادِ القلوبِ والمقلتينِ
لو رآكَ الذينَ قالوا ثلاثٌ / بعدَ وهنٍ لثلثوا القمرينِ
خفقَ الحلي فوقَ صدركَ والقل / بِ فهل أنتَ مالكُ الخافقينِ
وأرى السحرَ في العيونِ فهل جئ / تَ بها بابلاً إلى الساحرينِ
وبخديكِ جنتانِ ولكنْ / في فؤادي لظىً من الجنتينِ
يا قضاةَ الغرامِ في أيِّ شرعٍ / أن يحولوا بينَ الحبيبِ وبيني
في يدكمْ غريمٌ ظبي من الغر / بِ سبى المشرقينِ والمغربينِ
فاتقوا اللهَ في قتيلٍ حبيبٍ / حسنٍ طُلَّ دمهُ كالحسينِ
قولوا لهذا الرشإ الهاجر
قولوا لهذا الرشإ الهاجر / إن دموعي جرحتْ ناظري
أبيتُ لا بدرَ الدجى مُسعدي / ولا أخوهُ في الكرى زائري
والليلُ في خطوةِ أقدامهِ / أبطأُ من تأميلي العاثرِ
وطائرُ البانِ على أيكهِ / مكتحل من نومي الطائرِ
وبي هوىً قامَ على مهجتي / ينفذُ أمرَ الملكِ الجائرِ
أطيعهُ في قتلِ نفسي وما / عليَّ إلا طاعةُ الأمرِ
من ام يكنْ مثلي فلا يدعي / حبَ ذاتِ النظرِ الفاترِ
أنا الذي أرسلَ ذكرَ الهوى / في الناسِ مثلَ المثلِ السائرِ
من معشرٍ نالوا العلى كابراً / تعزى لهُ العلياءُ عن كابرِ
حلوا ذرَى الفخرِ وما غيرهم / يسمو إلى الذروةِ من فاخرِ
فقل لهذي الأرضِ تزهى بنا / زهو السما بالفلكِ الدائرِ
إنَّا ليوثٌ شهدوا أنها / أشبالُ ذاكَ الأسدِ الكاسرِ
المفزعِ الدنيا بسمرِ القنا / والضاربِ الآفاقِ بالباترِ
والمحكمُ العدلَ كما شاءهُ / من باتَ يخشى بطشةَ القاهرِ
ما عابني أن قيلَ ذو صبوةٍ / أو قيلَ مجنونٌ بني عامرِ
والحبُّ أهدى لفؤادِ الفتى / من حاجةِ النفسِ إلى الخاطرِ
بحارُ عقلُ المرءِ فيهِ فهلْ / من حيلةٍ في عقلي الحائرِ
وبي مليحُ الدلِّ ذو طلعةٍ / تكمدُ وحه القمرِ الباهرِ
وافتْ إلي المكرماتُ التي / ليسَ لها غيري من شاعرِ
لو مرَّ بالظبياتِ لاستأنستْ / وجداً بمثلِ الرشإ النافرِ
ولو رأتهُ الأسدُ في غابها / رأتء مذلَّ الأسدِ الخادرِ
براهُ من صوَّرَهُ فتنةً / مهفهفاً كالغصنِ الناضرِ
يسومني الصبرُ وهل عاشقٌ / من لم تمتهُ لوعةُ الصابرِ
راحَ بنومي واصطباري معاً / يتيهُ تيهَ الملكِ الظافرِ
ومن اتقى اللهَ ولا يتقي / في مدمعي الملتطمِ الزاخرِ
يا مرهفَ الأعطافِ ماذا الذي / ترهفهُ من لحظكَ الساحرِ
سلبتني النومَ وضيعتهُ / فردَّ بعضَ النومِ للساهرِ
كم عاذلٍ فيكَ وكم عاذرٍ / وما على العاذلِ والعاذرِ
إنب امرؤٌ في نفسهِ عزةٌ / تجلُّهُ عن شيمةِ الغادرِ
إن قتلتني صبوتي فالهوى / أولُهُ يقتلُ في الآخرِ
الشرقُ سوقُ الغربِ لكنها
الشرقُ سوقُ الغربِ لكنها / لا يشتري منها سوى البائرِ
باعَ بنوها بعضُهمْ بعضَهم / والويلُ للرابحِ وللخاسرِ