القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 3
أَما تَرى الرَّبع الّذي أَقفرا
أَما تَرى الرَّبع الّذي أَقفرا / عراهُ من ريب البِلى ما عَرا
لَو لَم أَكن صبّاً لِسكّانهِ / لم يجر من دمعي له ما جرى
رأيتُه بعد تمامٍ له / مقلّباً أبطُنَهُ أَظهُرا
كأنّنِي شكّاً وَعِلماً بهِ / أقرأ من أطلالهِ أسطُرا
وقفتُ فيه أينُقاً ضُمَّراً / شذّب من أوصالهنّ السُّرى
لي بِأُناس شُغُلٌ عن هوىً / ومعشري أبكي لهم معشرا
أَجِلْ بأرض الطَفّ عينيك ما / بين أناسٍ سُربلوا العِثيَرا
حكّم فيهم بغيُ أَعدائِهمْ / عليهم الذُّؤبانَ والأنسُرا
تَخال من لألاءِ أَنوارِهمْ / ليلَ الفيافي لهمُ مقمرا
صَرعى وَلَكن بَعد أَن صَرّعوا / وَقطّروا كلَّ فتىً قَطّرا
لَم يَرتَضوا درعاً ولم يلبسوا / بِالطّعن إلّا العَلَقَ الأحمرا
مِن كُلّ طيّانِ الحشا ضامرٍ / يَركَبُ في يومِ الوغى ضُمَّرا
قُل لِبَني حَربٍ وكم قولةٍ / سطّرها في القوم من سطّرا
تِهتُمْ عَنِ الحقِّ كَأنَّ الَّذي / أَنذَركم في اللَّهِ ما أَنذرا
كَأنّهُ لم يَقرِكم ضُلَّلاً / عن الهدى القَصْدَ بأمّ القُرى
وَلا تَدرّعتم بِأَثوابهِ / من بعد أن أصبحتُم حُسّرا
وَلا فَريتم أدَماً مرّةً / ولم تكونوا قطّ ممّن فرى
وَقُلتُمُ عنصرنا واحدٌ / هَيهاتَ لا قربى ولا عنصرا
ما قدّم الأصلُ اِمرءاً في الورى / أخّره في الفرع ما أخَّرا
وَغرّكم بِالجهلِ إمْهالُكم / وَإنّما اِغترّ الّذي غُرِّرا
حَلّأْتُمُ بالطفّ قَوماً عن الْ / ماءِ فحُلّئتُمْ به الكَوثرا
فَإِنْ لقوا ثَمَّ بكم مُنكَراً / فَسوفَ تلقونَ بِهم منكرا
في ساعَة يحكم في أَمرها / جدُّهم العدل كما أُمِّرا
وَكَيفَ بِعتمْ دينَكمْ بالّذي اِس / تنزره الحازمُ واِستحقرا
لَولا الّذي قُدّر مِن أَمركمْ / وَجدتم شأنَكمُ أحقرا
كانَت منَ الدّهر بكم عثرةٌ / لا بدّ للسّابق أن يَعثُرا
لا تَفخروا قطُّ بِشيءٍ فما / تَركتُمُ فينا لَكم مفخرا
وَنِلتموها بَيعةً فلتةً / حَتّى تَرى العين الّذي قُدِّرا
كأنّنِي بالخيلِ مثلُ الدّبى / هَبّتْ بِهِ نَكباؤهُ صَرْصَرا
وَفوقها كلُّ شديدِ القُوى / تَخالُهُ مِن حَنَقٍ قَسْورا
لا يُمطرُ السُّمر غداةَ الوغى / إلّا بِرشِّ الدّمِ إنْ أمطرا
فَيَرجعُ الحقّ إلى أهلهِ / ويُقبِلُ الأمر الّذي أَدبرا
يا حججَ اللَّهِ عَلى خلقهِ / ومَن بهم أبصَرَ من أبصَرا
أَنتُمْ عَلى اللَّه نزولٌ وإن / خالَ أُناسٌ أنّكمْ في الثَّرى
قَد جَعَل اللَّه إِلَيكمْ كما / علمتُمُ المبعثَ والمحشرا
فَإِن يَكُن ذَنبٌ فَقولوا لِمن / شَفَّعكمْ في العَفو أن يَغفِرا
إِذا تَولّيتُكُمُ صادقاً / فليس منِّي مُنكَرٌ مُنكِرا
نَصَرتُكم قَولاً على أنّنِي / لآملٌ بالسّيفِ أن أَنصُرا
وَبَينَ أَضلاعي سرٌّ لَكمْ / حوشِيَ أن يبدو وأن يظهرا
أَنظر وَقتاً قيل لي بُحْ به / وحقّ للموعود أن ينظرا
وَقَد تبصّرتُ وَلكنّني / قد ضقتُ أن أكظم أو أصبرا
وَأيُّ قَلبٍ حملت حزنكم / جوانحٌ منه وما فُطِّرا
لا عاشَ مِن بعدكُم عائشٌ / فينا ولا عُمِّر من عمَّرا
وَلا اِستقرَّت قَدمٌ بَعدكم / قرارةً مبدى ولا محضَرا
وَلا سقَى اللَّهُ لَنا ظامِئاً / من بعد أن جُنِّبتُمُ الأبحرا
وَلا عَلت رَجلٌ وقد زُحزِحت / أرجُلُكمْ عن متنهِ مِنبرا
مَرّ علينا فكَنفْنا بهِ
مَرّ علينا فكَنفْنا بهِ / مِن بين مَن مرّ ولا يدري
تَزيدُ في العمرِ مُناجاتُهُ / إن كان شيءٌ زاد في العمرِ
كأنّما صيغ من المشتري / فَاِختالَ أَو صيغَ منَ البدرِ
قُلتُ لَهُ يَوماً وقد زارني / معطَّرَ الجلد بلا عِطْرِ
مَلَكتَني حسناً وَكَم مالكٍ / بحسنه ناصيةَ الحُرِّ
لا تَبلِني مِنك بإعراضةٍ / فإنّني أُنفق من صبري
قلتُ لمسودٍّ له شَعرُهُ
قلتُ لمسودٍّ له شَعرُهُ / هل لك في المبيضّ من شعري
خذْهُ وإِنْ لم ترضَه صاحباً / مع الدُّمى يبقى مدَى العُمرِي
فقال ما أبعدَ ما بيننا / ونازحٌ أمرُكَ من أمري
عَمَرْتَ ستّين ونَيّفتَها / ونيّفَتْ منّي على عَشْرِ
لَيسَ إِلى دائِكَ مِن حيلَةٍ / فَاِجرَعْ ملاءً أكْؤُسَ الصَّبرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025