المجموع : 11
يا مَن رَأى الدامِرَ يَختالُ في
يا مَن رَأى الدامِرَ يَختالُ في / شاشيَّةٍ شَوهاءَ مُغبَرَّه
مَرَّ فَقامَ الناسُ مِن لاعِنٍ / وَقائِلٍ شَوَّهتَ يا عُرَّه
وَقَد تَجَلّى كاسِراً طَرفَهُ / كَأَنَّهُ ديكٌ بِهِ نَقرَه
يا مَوعِداً مِنها تَرَقَّبتُهُ
يا مَوعِداً مِنها تَرَقَّبتُهُ / وَالصُبحُ فيما بَينَنا مُسفِرُ
هَمَّت بِنا حَتّى إِذا أَقبَلَت / نَمَّ عَلَيها المِسكُ وَالعَنبَرُ
يا مُزنَةً يَحتَثُّها بارِقٌ / وَرَوضَةً أَنوارُها تَزهَرُ
ما أَنصَفَ العاذِلُ في حُبِّكُم / بِمِثلِكُم مَن يُبتَلى يُعذَرُ
لا تَلحَني إِن عَزَّني الصَبرُ
لا تَلحَني إِن عَزَّني الصَبرُ / فَوَجهُ مَن أَهواهُ لي عُذرُ
غانِيَةٌ لَم أَغنَ عَن حُبِّها / يَقتُلُ في أَجفانِها السِحرُ
إِن نَظَرَت قُلتُ بِها ذِلَّةٌ / أَو خَطَرَت قُلتُ بِها كِبرُ
يَخِفُّ أَعلاها فَتَعتاقُهُ / رادِفَةٌ يَعيا بِها الخَصرُ
أَصبَحتُ لا أَطمَعُ في وَصلِها / حَسبِيَ أَن يَبقى لِيَ الهَجرُ
وَرُبَّما جادَ بِما يُرتَجى / وَبَعضِ ما لا يُرتَجى الدَهرُ
لَم يَبقَ مَعروفٌ يَعُمُّ الوَرى / إِلّا أَبو إِسحاقَ وَالقَطرُ
أَبيَضُ يَنمي مِن بَني مُصعَبٍ / إِلى الَّتي ما فَوقَها فَخرُ
ما اِستَبَقَ الناسُ إِلى سُؤدَدٍ / إِلّا تَناهى وَلَهُ الذِكرُ
وَلا حَمَدنا في اِمرِئٍ خَلَّةً / إِلّا وَفيهِ مِثلُها عَشرُ
وَلَستُ أَدري أَيُّ أَقطارِهِ / أَحسَنُ إِن عَدَّدَها الشِعرُ
أَوَجهُهُ الواضِحُ أَم حِلمُهُ ال / راجِحُ أَم نائِلُهُ الغَمرُ
زينَت بِهِ الشُرطَةُ لَمَّ غَدا / إِلَيهِ مِنها النَهيُ وَالأَمرُ
كَأَنَّما الحَربَةُ في كَفِّهِ / نَجمُ دُجاً شَيَّعَهُ البَدرُ
أَبا عَلِيٍّ يا فَتى الأَشعَرِ
أَبا عَلِيٍّ يا فَتى الأَشعَرِ / وَاِبنَ فَتاها السَيِّدِ الأَزهَرِ
قَد كَمَلَ المَجدُ لِقَحطانَ إِذ / كَمَلتَ لِلسَيفِ وَلِلمِنبَرِ
وَاِبنُ أَبي جَعفَرٍِ المُرتَجى / لِمِثلِ أَفعالِ أَبِي جَعفَرِ
قَد سارَ بِالمَجدِ فَخَيَّم بِهِ / وَغابَ عَنّا بِالنَدى فَاِحضُرِ
هَل أَنتَ مُسقينا سُخامِيَّةً / حَمراءَ مِثلِ الذَهَبِ الأَحمَرِ
بَرَّحَ بي الطَيفُ الَّذي يَسري
بَرَّحَ بي الطَيفُ الَّذي يَسري / وَزادَني سُكراً إِلى سُكري
وَنَشوَةُ الحُبِّ إِذا أَفرَطَت / بِالصَبِّ جازَت نَشوَةَ الخَمرِ
لِلَّهِ ما تَجني صُروفُ النَوى / عَلى حَديثِ العَهدِ بِالهَجرِ
مَهزوزَةُ القَدِّ إِذا ما اِنثَنَت / في مَشيِها مَهضومَةُ الخَصرِ
يَلومُني في حُبِّها مَن يَرى / أَنَّ لَجاجَ اللَومِ لا يُغري
لَم أَرَ كَالمُعتَزِّ في حِلمِهِ ال / وافي وَفي نائِلِهِ الغَمرِ
يُستَصغَرُ البَحرُ إِذا اِستُمطِرَت / يَدٌ لَهُ تُربي عَلى البَحرِ
عُلاهُ في أَقصى مَحَلِّ العُلا / وَفَخرُهُ في مُنتَهى الفَخرِ
بَينَ بَني المَنصورِ وَالكامِلِ ال / أَخلاقِ وَالسَجّادِ وَالحَبرِ
خَليفَةٌ تَخلُفُ أَخلاقُهُ ال / قَطرَ إِذا غابَ حَيا القَطرِ
جَنى النَدى مِن كَفِّهِ يُجتَنَي / وَماؤُهُ في وَجهِهِ يَجري
كَأَنَّما التاجُ إِذا ما عَلا / غُرَّتَهُ بِالدُرَرِ الذُهرِ
كَواكِبُ الفَكَّةِ في أُفقِها / دَنَت فَحَفَّت غُرَّةَ البَدرِ
يا واحِدَ الأَملاكِ مِن هاشِمٍ / وَسَيِّدَ الأَشرافِ مِن فِهرِ
أُعطيتَ أَقصى مُدَّةَ العُمرِ / مُمَتَّعاً بِالعِزِّ وَالنَصرِ
جَدَّدَ إِحسانُكَ لي دَولَتي / وَزادَ في جاهي وَفي قَدري
في كُلِّ يَومٍ مِنَّةٌ لا يَفي / بِبَعضِها حَمدي وَلا شُكري
إِن كُنتَ مُعدِيّاً عَلى ظالِمي / أَثرَيتُ أَو زِدتُ عَلى المُثري
ما صاحِبُ الديوانِ بِالمُرتَضى / وَلا الحَميدِ الفِعلِ في أَمري
أَخَّرَني عَن مَعشَرٍ كُلُّهُم / مُؤَخَّرٌ عَني وَعَن شِعري
يُجيبُني عَن غَيرِ قَولي إِذا / عاتَبتُهُ في الحينِ وَالشَهرِ
إِن كانَ يَدري فَهيَ أُعجوبَةٌ / وَخَزيَةٌ إِن كانَ لا يَدري
أَقَلُّ ما عُجِبُهُ الحَقُّ أَن / أُلحَقَ بِالدارِيِّ أَو نَصرِ
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما أَرى
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما أَرى / مِن قَدَرِ اللَهِ الَّذي يَجري
ما كانَ ذا العالَمُ مِن عالَمي / يَوماً وَلا ذا الدَهرُ مِن دَهري
يَعتَرَضُ الحِرمانُ في مَطلَبي / وَيَحكُمُ الخَزّارُ في شِعري
يا صاحِبَ الأَصداغِ وَالطُرَّة
يا صاحِبَ الأَصداغِ وَالطُرَّة / وَلابِسَ الحُمرَةِ وَالصُفرَة
لَيتَكَ إِذ لَم تُعطِني نائِلاً / يُقِنعُني أَعطَيتَني مَرَّة
ما كانَ مَدحيكَ وَوَصلي بِكَ ال / آمالَ إِلّا سَفَرَ الغِرَّة
أَعُدُّ آباءَكَ ما فيهِمُ / عَوفٌ وَلا سَعدٌ وَلا مُرَّة
قَبَلتُ ذاكَ النَزرَ إِذ لَم أَجِد / عِندَ بَهيمٍ مُصمَتٍ غُرَّة
أَخَذتُهُ وَتحاً وَمِن قَولِهِم / خُذ مِن غَريمِ السَوءِ آجُرَّة
دَجّالُنا أَحوَلُ مِن شُؤمِهِ
دَجّالُنا أَحوَلُ مِن شُؤمِهِ / وَالناسُ دَجّالُهُمُ أَعوَرُ
كَلِّفهُ حاجاتِكَ يَقعُد بِها / مُكَلَّفٌ بِالبُخلِ مُستَهتِرُ
يَعلو غَريبُ القُبحِ في وَجهِهِ / فَيَستَوي المَخبَرُ وَالمَنظَرُ
أَطنَبتِ في اللَومِ فَلا تُكثِري
أَطنَبتِ في اللَومِ فَلا تُكثِري / مَن مُنصِفي مِنكُم وَمَن مُعذِري
يا أَيُّها العُذّالُ ما حَلَّ بي / مِن نُصحِكُم يا رَبِّ لي فَاُنصُرِ
أَكثَرتِ لَومي وَتَناوَلتِني / تَبغينَ أَن أَتلَفَ فَاِستَغفِري
ما جُرمُ مَن هامَ بِذي لَوعَةٍ / شَبيهَةٌ شَمسُ الضُحى الأَكبَرِ
كَأَنَّما صورَتُها في الدُجى / قِنديلُ قِسّيسٍ عَلى مِنبَرِ
وَالريقُ مِنها إِن تَجَرَّعتُهُ / خِلتُ نَسيمَ المِسكَةِ الأَزفَرِ
وَالوَجهُ مِنها حينَ أَبصَرتُهُ / يَكِلُّ عَنهُ الوَصفُ فَاِستَبصِرِ
وَلا تُعيدي أَبَداً لَومَ مَن / في قَلبِهِ كَالحَظِرِ الأَخضَرِ
لَولا اِعتِراضُ الحُبِّ في صَدري
لَولا اِعتِراضُ الحُبِّ في صَدري / وَخِفَتي مِن لَوعَةِ الهَجرِ
لَم أَجعَلِ الذُلَّ لِباسي لِمَن / تاهَ وَلَم أَفزَع إِلى العُذرِ
جَرَّبَ صَبري صَبرَهُ مازِحاً / فَغاظَهُ ذاكَ وَلَم أَدرِ
أَسلَمَني الصَبرُ إِلى هَجرِهِ / ما كانَ أَغناني عَنِ الصَبرِ
قَد سَلَّمَ اللَهُ مِنَ الهَجرِ
قَد سَلَّمَ اللَهُ مِنَ الهَجرِ / وَنِلتُ ما آمُلُ بِالصَبرِ
وَأَشمَتَ اللَهُ بِمَن عابَني / أَحوَجَ ما كُنتُ وَما أَدري
في ساعَةِ الخَوفِ أَتَتني المُنى / كَذاكَ تَأتي عُقَبُ الدَهرِ
سَأَشكُرُ الصَبرَ وَإِنعامَهُ / أَعانَني اللَهُ عَلى الشُكرِ