المجموع : 21
هَذا قِناعُ اللَيلِ مَحسورُ
هَذا قِناعُ اللَيلِ مَحسورُ / فَاِشرَب فَقَد لاحَ التَباشيرُ
سُلافَةً لَم تَعتَصِرها يَدٌ / وَلَم يُدَنِّسها الأَعاصيرُ
تَنزو إِذا الماءُ تَراءى لَها / كَما رَمى بِالشَرَرِ الكيرُ
كَريمَةٌ أَصغَرُ آبائِها / إِن نُسِبَت كِسرى وَسابورُ
طَوى عَلَيها الدَهرُ أَيّامَهُ / وَعُمِّيَت عَنها المَقاديرُ
فَلَم تَزَل تَخلُصُ حَتّى إِذا / صارَ إِلى النِصفِ بِها الصيرُ
جاءَت كَروحٍ لَم يَقُم جَوهَرٌ / لُطفاً بِهِ أَو يُحصِهِ نورُ
يَسقِكَها مُختَلَقٌ ماجِنٌ / مُعَوَّدٌ لِلسَقيِ نِحريرُ
مُنقَطِعُ الرِدفِ هَضيمُ الحَشا / أَحوَرُ في عَينَيهِ تَفتيرُ
قَد عَقرَبَت رابِيَةٌ صُدغَهُ / فَالصَدغُ بِالعَنبَرِ مَطرورُ
أَحسَنُ مِن سَيرٍ عَلى ناقَةٍ / سَيرٌ عَلى اللَذَةِ مَقصورُ
آذَنَكَ الناقوسُ بِالفَجرِ
آذَنَكَ الناقوسُ بِالفَجرِ / وَغَرَّدَ الراهِبُ في العُمرِ
وَحَنَّ مَخمورٌ إِلى خَمرَةٍ / وَجاءَكَ الغَيثُ عَلى قَدرِ
وَاطَّرَدَت عَيناكَ في رَوضَةٍ / تَضحُكُ عَن خُضرٍ وَعَن صُفرِ
فَعاطِ نَدماتَكَ مِن خَمرَةٍ / مِزاجُها مِن مُعرَقِ القَطرِ
عَلى خُزاماها وَحَوذانِها / وَمُشكِلٍ مِن حُلَلِ الزَهرِ
في مَسرَحٍ تَرتَعُ أَكنافَهُ / شَوادِنٌ مِن بَقَرٍ زُهرِ
يا حَبَّذا الصُبحَةُ في العُمرِ / وَحَبَّذا نَيسانُ مِن شَهرِ
يا عاقِدَ الزُنّارِ في الخَصرِ / بِحُرمَةِ الحانَةِ وَالفَهرِ
لا تَسقِني إِن كُنتَ بي عالِماً / إِلّا الَّتي أَضمَرتُ في صَدري
هاتِ الَّتي تَعرِفُ وَجدي بِها / وَاكنِ بِما شِئتَ عَنِ الخَمرِ
الشُربُ في ظُلَّةِ خَمّارِ
الشُربُ في ظُلَّةِ خَمّارِ / عِندي مِنَ اللَذّاتِ يا جاري
لا سِيَّما عِندَ يَهودِيَّةٍ / حَوراءَ مِثلَ القَمَرِ الساري
تَسقيكَ مِن كَفٍّ لَها رَطبَةٍ / كَأَنَّها فِلقَةُ جُمّارِ
حَتّى إِذا السُكرُ تَمَشّى بِها / صارَ لَها صَولَةُ جَبّارِ
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ / كَرخِيَّةٌ في الكَأسِ كَالنارِ
نَكهَتُها أَطيَبُ مِن فارَةٍ / مَملوءَةٍ مِسكاً لِعَطّارِ
حَسبي جَوىً إِن ضاقَ بي أَمري
حَسبي جَوىً إِن ضاقَ بي أَمري / ذِكري لِرَحمٍ وَهيَ لا تَدري
وَأَخافُ أَن أُبدي مَوَدَّتَها / فَيَغارُ مَولاها وَيَستَشري
فَأَكونُ قَد سَبَّبتُ فُرقَتَنا / وَحَطَطتُ مُجتَهِداً عَلى ظَهري
وَيَلومُني في حُبِّها نَفَرٌ / خالونَ مِن شَجوي وَمِن ضُرّي
لَم يَعرِفوا حَقَّ الهَوى فَلَحوا / لَو جَرَّبوهُ تَبَيَّنوا عُذري
إِنّي لَأَبغِضُ كُلَّ مُصطَبِرٍ / عَن إِلفِهِ في الوَصلِ وَالهَجرِ
الصَبرُ يَحسُنُ في مَواضِعِهِ / ما لِلفَتى المُشتاقِ وَالصَبرِ
أَما كَفى طَرفَكَ أَن يَنظُرا
أَما كَفى طَرفَكَ أَن يَنظُرا / إِن راحَ لِلتَسليمِ أَو بَكَّرا
رَأى الَّذي يَهوى فَلَم يَرضَهُ / حَظّاً وَما أَكثَرَ مَن لا يَرى
فَشَأنَكَ اليَومَ وَشَأنَ الَّذي / تَهوى فَما أَيأَسَ أَن تَظفَرا
قَصدُ الفَتى في كُلِّ ما رامَهُ / أَن يَبلُغَ الغايَةَ أَو يُعذَرا
فَدَتكَ نَفسي يا أَبا جَعفَرِ
فَدَتكَ نَفسي يا أَبا جَعفَرِ / جارِيَةٌ كَالقَمَرِ الأَزهَرِ
تَعَلَّقَتني وَتَعَلَّقتُها / طِفلَينِ في المَهدِ إِلى المَحشَرِ
كُنتُ وَكانَت نَتَهادى الهَوى / بِخاتَمَينا غَيرَ مُستَنكَرِ
حَبَستَ لي الخاتَمَ مِنّي وَقَد / سَلَبتَني إِيّاهُ مُذ أَشهُرِ
فَأَرسَلَت فيهِ فَغالَطتُها / بِخاتَمٍ مِن فِضَّةٍ أَخضَرِ
قالَت لَقَد كانَ لَنا خاتَمٌ / أَحمَرُ يُهديهِ إِلَينا سَري
لَكِنَّهُ عُلِّقَ غَيري فَقَد / أَهدى لَها الخاتَمُ لا أَمتَري
كَفَرتُ بِاللَهِ وَآياتِهِ / إِن أَنا لَم أَهجُرهُ فَليُبصِرِ
أَو باتَ بِالمَخرَجِ مِن تُهمَتي / إِيّاهُ في خاتَمِهِ الأَحمَرِ
فَاِردُدهُ تَردُد وَصلَها إِنَّها / قُرَّةُ عَيني يا أَبا جَعفَرِ
فَإِنَّني مُتَّهَمٌ عِندَها / وَأَنتَ تَعلَمُ أَنّي بَري
يا تارِكَ الأَبرارِ فُجّارا
يا تارِكَ الأَبرارِ فُجّارا / وَتارِكَ النُوّامِ سُمّارا
قَد قُلتُ لَمّا زارَني طَيفُكُم / أَهلاً بِهَذا الطَيفِ إِذ دارا
نَفسي فَدَت طَيفَكَ مِن زائِرٍ / لَو زُرتَني يَقظانَ ما زارا
يا حَبَّذا خَدُّكَ هَذا الَّذي / مَن شَمَّهُ قارَفَ أَوزارا
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه / بِحُسنِ وَجهٍ مُستَوي الدارَه
أَبيتُ مِن وَجدٍ بِهِ مُدنِفاً / كَأَنَّما أُلسِعتُ جَرّارَه
كَفى بَلاءً حُبُّ مَن لا أَرى / وَنَحنُ في حَيٍّ وَفي حارَه
أَنا الَّذي أَصلى بِنارِ الهَوى / وَحدِيَ وَالعُشّاقُ نَظّارَه
قَلبِيَ لا يَعشَقُ حَتّى إِذا / أَحَبَّ يَوماً جاءَ بِالكارَه
تَلَعَّبَ الحُبُّ بِقَلبي كَما / تَلَعَّبَ السِنَّورُ بِالفارَه
قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ
قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ / وَاِختَفَقَت أَلوِيَةُ السُكرِ
وَسَحَّبَ القَصفُ ذُيولَ الصِبا / في عَسكَرِ العيدانِ وَالزَمرِ
وَاِستَمكَنَ الوَصلُ وَأَشياعُهُ / مِن قَوَدِ الإِبعادِ وَالهَجرِ
فَلَيسَ يُلفى غَيرَ مُستَبشِرٍ / لِعِلَّةِ الصَومِ إِلى الشُكرِ
لَم أَبكِ في مَجلِسِ مَنصورِ
لَم أَبكِ في مَجلِسِ مَنصورِ / شَوقاً إِلى الجَنَّةِ وَالحورِ
لَكِن بُكائي لِبُكا شادِنٍ / تَقيهِ نَفسي كُلَّ مَحذورِ
تَنتَسِبُ الأَلسُنُ مِن وَصفِهِ / إِلى مَدى عَجزٍ وَتَقصيرِ
فاتَ لِسانَ الوَصفِ لَكِنَّ ذا / تَفديهِ نَفسي جُهدُ مَعذورِ
أَحسَنُ مِن مَجلِسِ مَنصورِ / ضَربٌ بِعودٍ وَبِطَنبورِ
نَتيجُ أَنوارٍ سَماوِيَّةٍ / قَرينُ تَقديسٍ وَتَطهيرِ
جَوهَرُهُ روحٌ وَأَعراضُهُ / قَد أُلِّفَت مِن مارِجِ النورِ
أُتيحَ لي يا سَهلُ مُستَظرَفُ
أُتيحَ لي يا سَهلُ مُستَظرَفُ / تَسحَرُ عَيني عَينُهُ الساحِرَه
دُنياهُ ما شِئتَ وَلَكِنَّهُ / مُنافِقٌ لَيسَت لَهُ آخِرَه
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ / أَم مِنكَ تَغبيبٌ وَإِنكارُ
أَحَلَّ بِالفُرقَةِ لَومي وَما / بانَ الأُلى أَهوى وَلا ساروا
لا لِأَن تُقلِعَ عَن قَولِها / مِكثارَةٌ فينا وَمِكثارُ
يا ذا الَّذي أُبعِدُهُ لِلَّذي / أَسمَعُ فيهِ وَهُوَ الجارُ
واحِدَةٌ أُعطيكَ فيها العَشا / إِن قُلتَ إِنّي عَنكَ صَبّارُ
وَثانِياً إِن قُلتَ إِنّي الَّذي / أَسلاكَ إِن شَطَّت بِكَ الدارُ
وَاِسمٍ عَلَيهِ جُنَنٌ لِلهَوى / وَضَمُّهُ لِلوَردِ دُوّارُ
أَضحَكتُ عَنهُ سِنَّ كِتمانِهِ / وَكانَ مِن شَأنِيَ إِشهارُ
وَجَنَّةٍ لُقِّبَتِ المُنتَهى / ثُمَّ اِسمُها في العَجمِ جُلّارُ
سُنِّمَ في جَنّاتِ عَدنٍ لَها / مِن قُضُبِ العِقيانِ أَنهارُ
وَفِتيَةٍ ما مِثلُهُم فِتيَةٌ / كُلُّهُمُ لِلقَصفِ مُختارُ
مِن كُلِّ مَحضِ الجَدِّ لَم يَضطَمِم / جَيباً لَهُ مُذ كانَ أَزرارُ
يَلقَونَ في القُرّاءِ أَمثالَهُم / زِيّاً وَفي الشُطّارِ شُطّارُ
نادَمتُهُم يَوماً فَلَمّا دَجا / لَيلٌ وَصاروا في الَّذي صاروا
قُمتُ إِلى مَبرَكِ عيدِيَّةٍ / فَاِنتَخَبوا الفُرَّهَ وَاِختاروا
وَتَحتَ رَحلي طَيِّعٌ مَيلَعٌ / أَدمَجَها طَيٌّ وَإِضمارُ
كَأَنَّما بَرَّزَ مِن حَبلِها / تَحتَ مَحاني الرَحلِ أَسوارُ
لا وَالَّذي وافى لِرِضوانِهِ / سارونَ حُجّاجٌ وَعُمّارُ
ما عَدَلَ العَبّاسُ في جودِهِ / رامٍ بِدَفّاعَيهِ تَيّارُ
وَلا دَلوحٌ أَلِفَتهُ الصَبا / لَدنٌ عَلى المَلمَسِ خَوّارُ
حَتّى غَدا أَوطَفَ ما إِن لَهُ / دونَ اِعتِناقِ الأَرضِ إِقصارُ
يا اِبنَ أَبي العَبّاسِ أَنتَ الَّذي / سَمائُهُ بِالجودِ مِدرارُ
أَتَتكَ أَشعاري فَأَذرَيتَها / وَفيكَ أَشعارٌ وَأَشعارُ
يَرجو وَيَخشى حالَتَيكَ الوَرى / كَأَنَّكَ الجَنَّةُ وَالنارُ
تَقَيَّلا مِنكَ أَباكَ الَّذي / جَرَت لَهُ في الخَيرِ آثارُ
الراكِبُ الأَمرِ تَعايَت بِهِ / أَقياسُ أَقوامٍ وَأَقدارُ
كَأَنَّهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ / أَخلَصَهُ الصَيقَلُ بَتّارُ
حِفظُ وَصايا عَن أَبٍ لَم تَشُب / مَعروفَهُ في الناسِ أَكدارُ
كَأَنَّ رَبعاً كَاِسمِهِ جادَهُ / مُنفَهِقُ الأَرجاءِ مِهمارُ
يَسقيهِ ما غَرَّدَ ذي عُلطَةٍ / في فَنَنِ العِبرِيِّ هَدّارُ
مِن عِصَمِ الناسِ وَقَد أَسنَتوا / وَمِن هُدى الناسِ وَقَد حاروا
قَومٌ كَأَنَّ المُزنَ مَعروفُهُم / يُنميهُمُ في المَجدِ أَخطارُ
حَلّوا كَداءً أَبطَحَيها فَما / وارَت مِنَ الكَعبَةِ أَستارُ
لَيسوا بِجانينَ عَلى ناظِرٍ / شَوبانِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
كَأَنَّما أَوجُهُهُم رِقَّةً / لَها مِنَ اللُؤلُؤِ أَبشارُ
يا مِنَّةَ إِمتَنَّها السُكرُ
يا مِنَّةَ إِمتَنَّها السُكرُ / ما يَنقَضي مِنّي لَكَ الشُكرُ
أَعطَتكَ فَوقَ مُناكَ مِن قُبَلٍ / مَن قيلَ إِنَّ مُرامَها وَعرُ
يَثني إِلَيكَ بِها سَوالِفَهُ / رَشأَ صِناعَةُ عَينِهِ السِحرُ
ظَلَّت حُمَيّا الكَأسِ تَبسُطُنا / حَتّى تَهَتَّكَ بَينَنا السَترُ
في مَجلِسٍ ضَحِكَ السُرورُ بِهِ / عَن ناجِذَيهِ وَحَلَّتِ الخَمرُ
وَلَقَد تَجوبُ بِنا الفَلاةُ إِذا / صامَ النَهارُ وَقالَتِ العُفرُ
شَدَنِيَّةٌ رَعَتِ الحِمى فَأَتَت / مِلءَ الجِبالِ كَأَنَّها قَصرُ
تَثني عَلى الحاذَينِ ذاخُصَلٍ / تَعمالُهُ الشَذَرانِ وَالخَطَرُ
أَمّا إِذا رَفَعَتهُ شامِذَةٌ / فَتَقولُ رَنَّقَ فَوقَها نِسرُ
أَمّا إِذا وَضَعَتهُ عارِضَةٌ / فَتَقولُ أُرخِيَ فَوقَها سَترُ
وَتُسِفُّ أَحياناً فَتَحسَبُها / مُتَرَسِّماً يَقتادُهُ أَثَرُ
فَإِذا قَصَرتُ لَها الزِمامَ سَما / فَوقَ المَقادِمِ مِلطَمٌ حُرُّ
فَكَأَنَّها مُصغٍ لِتُسمِعَهُ / بَعضَ الحَديثِ بِأُذنِهِ وَقرُ
تَنفي الشَذا عَنها بِذي خُصَلٍ / وَحفِ السَبيبِ يَزينُهُ الضَفرُ
تَترى لِأَنفاضٍ أَضَرَّ بِها / جَذبُ البُرى فَخُدودُها صِفرُ
يَرمي إِلَيكَ بِها بَنو أَمَلٍ / عَتَبوا فَأَعتَبَهُم بِكَ الدَهرُ
أَنتَ الخَصيبُ وَهَذِهِ مِصرُ / فَتَدَفَّقا فَكِلاكُما بَحرُ
لا تَقعُدا بِيَ عَن مَدى أَمَلي / شَيئاً فَما لَكُما بِهِ عُذرُ
وَيَحِقُّ لي إِذ صِرتُ بَينَكُما / لا يَحِلَّ بِساحَتي فَقرُ
النيلُ يُنعِشُ مائُهُ مِصراً / وَنَداكَ يُنعِشُ أَهلَهُ الغَمرُ
أَيا أَمينَ اللَهِ مَن لِلنَدى
أَيا أَمينَ اللَهِ مَن لِلنَدى / وَعِصمَةِ الضَعفى وَفَكِّ الأَسير
خَلَّفتَنا بَعدَكَ نَبكي عَلى / دُنياكَ وَالدينِ بِدَمعٍ غَزير
يا وَحشَتا بَعدَكَ ماذا بِنا / أَحَلَّ مِن ضَنكٍ صُروفَ الدُهور
لا خَيرَ لِلأَحياءِ في عَيشِهِم / بَعدَكَ وَالزُلفى لِأَهلِ القُبور
قولا لِإِخواني أَرى وُدَّكُم
قولا لِإِخواني أَرى وُدَّكُم / أَودَت بِهِ عَقارِبٌ تَسري
وَعادَ ما عاوَدتُ مِن وَصلِكُم / عِندي وَبالاً آخِرَ الدَهرِ
وَصِرتُ وَالأَمثالُ مَضروبَةٌ / في بَعضِ ما يُؤثَرُ في الشِعرِ
كَالأَمَةِ الوَرهاءِ لا مائَها / أَبقَت وَلا أَبقَت أَذى البَطَرِ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مَشهورُ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مَشهورُ / قَد طَلَعَت فيهِ التَباشيرُ
بِمُخطَفِ الأَيلُلِ في خَطمِهِ / طولٌ وَفي شِدقَيهِ تَأخيرُ
عَمَلَّسُ العَجزِ بَعيدُ الخُطى / مُسَلجَمُ المَتنَينِ مِحضيرُ
حَتّى ذَعَرنا كُنُساً لَم يُصَب / بِها مِنَ الأَحداثِ مَقدورُ
اِقتَرَنَت مِن خَشيَةِ لِلرَدى / عَفَّرَها في النَقعِ زُنبورُ
كَأَنَّهُ سَهمٌ إِلى غايَةٍ / أَو كَوكَبٌ في الأُفقِ مَحدورُ
فَحانَ مِنها قَرهَبٌ عُفِّرَت / مِن بَعدِهِ عَنزٌ يَيَعفورُ
حَتّى إِذا والى لَنا أَربَعاً / وَاِثنَينِ وَالمَجهودُ مَوفورُ
رُحنا بِهِ نَنضَحُ أَعطافَهُ / وَهوَ بِما أَولاهُ مَشكورُ
رُحنا بِهِ في تُربَةٍ إِذ أَتَت / وَمِثلُهُ لِلجُهدِ مَذخورُ
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا / وَاِنحَرَفَ العُصفورُ أَن يَنقِرا
غَيَّبتُ بِالتُربِ عَلَيهِ لَهُ / بِالمُستَوى خَشيَةَ أَن يَنفِرا
كَما رَأى التُربَ رَأى جُثوَةً / مائِلَةَ الشَخصِ فَما اِستَنكَرا
حَتّى إِذا أَشرَفَها موفِياً / وَعايَنَ الحَبَّ لَهُ مُظهَرا
خاطَبَهُ مِن نَفسِهِ زاجِرٌ / قَد كُنتُ لا أَرهَبُ أَن يَزجُرا
فَأَعمَلَ الفِكرَ قَليلاً فَلا / يَقتُلُهُ الرَحمَنُ ما فَكَّرا
فَاِحتَرَبَت لا وَنَعَم ساعَةً / ثُمَّ اِنجَلى جُندُ نَعَم مُدبِرا
فَضَمَّ كَشحَيهِ إِلى جُؤجُؤٍ / كانَ إِذا اِستَنجَدَهُ شَمَّرا
فَلَم يَرُعني غَيرُ تَدويمِهِ / آمِنَ ما كُنتُ لَهُ مُضمِرا
أربعةٌ تعجب لحّاظَها
أربعةٌ تعجب لحّاظَها / كرّةُ مَن يبصرها خاسره
فواحدٌ دنياه ليست لهُ / بلى لهُ من خلفهِ آخره
وآخرٌ دنياهُ منكوسةٌ / من خلفهِ آخرةٌ وافره
وآخرٌ فاز بكلتيهما / فالنفسُ غذ تبصره طائره
ورابعٌ من بينهم خائبٌ / ليست له دنيا ولا آخره
هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ
هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ / ليست له من خلفهِ آخره
رُبّ فتى دنياه ليست لهُ / من خلفهِ آخرةٌ وافره
وآخرٌ فازَ بكلتيهما / قد جمع الدنيا مع الآخره