القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 21
هَذا قِناعُ اللَيلِ مَحسورُ
هَذا قِناعُ اللَيلِ مَحسورُ / فَاِشرَب فَقَد لاحَ التَباشيرُ
سُلافَةً لَم تَعتَصِرها يَدٌ / وَلَم يُدَنِّسها الأَعاصيرُ
تَنزو إِذا الماءُ تَراءى لَها / كَما رَمى بِالشَرَرِ الكيرُ
كَريمَةٌ أَصغَرُ آبائِها / إِن نُسِبَت كِسرى وَسابورُ
طَوى عَلَيها الدَهرُ أَيّامَهُ / وَعُمِّيَت عَنها المَقاديرُ
فَلَم تَزَل تَخلُصُ حَتّى إِذا / صارَ إِلى النِصفِ بِها الصيرُ
جاءَت كَروحٍ لَم يَقُم جَوهَرٌ / لُطفاً بِهِ أَو يُحصِهِ نورُ
يَسقِكَها مُختَلَقٌ ماجِنٌ / مُعَوَّدٌ لِلسَقيِ نِحريرُ
مُنقَطِعُ الرِدفِ هَضيمُ الحَشا / أَحوَرُ في عَينَيهِ تَفتيرُ
قَد عَقرَبَت رابِيَةٌ صُدغَهُ / فَالصَدغُ بِالعَنبَرِ مَطرورُ
أَحسَنُ مِن سَيرٍ عَلى ناقَةٍ / سَيرٌ عَلى اللَذَةِ مَقصورُ
آذَنَكَ الناقوسُ بِالفَجرِ
آذَنَكَ الناقوسُ بِالفَجرِ / وَغَرَّدَ الراهِبُ في العُمرِ
وَحَنَّ مَخمورٌ إِلى خَمرَةٍ / وَجاءَكَ الغَيثُ عَلى قَدرِ
وَاطَّرَدَت عَيناكَ في رَوضَةٍ / تَضحُكُ عَن خُضرٍ وَعَن صُفرِ
فَعاطِ نَدماتَكَ مِن خَمرَةٍ / مِزاجُها مِن مُعرَقِ القَطرِ
عَلى خُزاماها وَحَوذانِها / وَمُشكِلٍ مِن حُلَلِ الزَهرِ
في مَسرَحٍ تَرتَعُ أَكنافَهُ / شَوادِنٌ مِن بَقَرٍ زُهرِ
يا حَبَّذا الصُبحَةُ في العُمرِ / وَحَبَّذا نَيسانُ مِن شَهرِ
يا عاقِدَ الزُنّارِ في الخَصرِ / بِحُرمَةِ الحانَةِ وَالفَهرِ
لا تَسقِني إِن كُنتَ بي عالِماً / إِلّا الَّتي أَضمَرتُ في صَدري
هاتِ الَّتي تَعرِفُ وَجدي بِها / وَاكنِ بِما شِئتَ عَنِ الخَمرِ
الشُربُ في ظُلَّةِ خَمّارِ
الشُربُ في ظُلَّةِ خَمّارِ / عِندي مِنَ اللَذّاتِ يا جاري
لا سِيَّما عِندَ يَهودِيَّةٍ / حَوراءَ مِثلَ القَمَرِ الساري
تَسقيكَ مِن كَفٍّ لَها رَطبَةٍ / كَأَنَّها فِلقَةُ جُمّارِ
حَتّى إِذا السُكرُ تَمَشّى بِها / صارَ لَها صَولَةُ جَبّارِ
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ / كَرخِيَّةٌ في الكَأسِ كَالنارِ
نَكهَتُها أَطيَبُ مِن فارَةٍ / مَملوءَةٍ مِسكاً لِعَطّارِ
حَسبي جَوىً إِن ضاقَ بي أَمري
حَسبي جَوىً إِن ضاقَ بي أَمري / ذِكري لِرَحمٍ وَهيَ لا تَدري
وَأَخافُ أَن أُبدي مَوَدَّتَها / فَيَغارُ مَولاها وَيَستَشري
فَأَكونُ قَد سَبَّبتُ فُرقَتَنا / وَحَطَطتُ مُجتَهِداً عَلى ظَهري
وَيَلومُني في حُبِّها نَفَرٌ / خالونَ مِن شَجوي وَمِن ضُرّي
لَم يَعرِفوا حَقَّ الهَوى فَلَحوا / لَو جَرَّبوهُ تَبَيَّنوا عُذري
إِنّي لَأَبغِضُ كُلَّ مُصطَبِرٍ / عَن إِلفِهِ في الوَصلِ وَالهَجرِ
الصَبرُ يَحسُنُ في مَواضِعِهِ / ما لِلفَتى المُشتاقِ وَالصَبرِ
أَما كَفى طَرفَكَ أَن يَنظُرا
أَما كَفى طَرفَكَ أَن يَنظُرا / إِن راحَ لِلتَسليمِ أَو بَكَّرا
رَأى الَّذي يَهوى فَلَم يَرضَهُ / حَظّاً وَما أَكثَرَ مَن لا يَرى
فَشَأنَكَ اليَومَ وَشَأنَ الَّذي / تَهوى فَما أَيأَسَ أَن تَظفَرا
قَصدُ الفَتى في كُلِّ ما رامَهُ / أَن يَبلُغَ الغايَةَ أَو يُعذَرا
فَدَتكَ نَفسي يا أَبا جَعفَرِ
فَدَتكَ نَفسي يا أَبا جَعفَرِ / جارِيَةٌ كَالقَمَرِ الأَزهَرِ
تَعَلَّقَتني وَتَعَلَّقتُها / طِفلَينِ في المَهدِ إِلى المَحشَرِ
كُنتُ وَكانَت نَتَهادى الهَوى / بِخاتَمَينا غَيرَ مُستَنكَرِ
حَبَستَ لي الخاتَمَ مِنّي وَقَد / سَلَبتَني إِيّاهُ مُذ أَشهُرِ
فَأَرسَلَت فيهِ فَغالَطتُها / بِخاتَمٍ مِن فِضَّةٍ أَخضَرِ
قالَت لَقَد كانَ لَنا خاتَمٌ / أَحمَرُ يُهديهِ إِلَينا سَري
لَكِنَّهُ عُلِّقَ غَيري فَقَد / أَهدى لَها الخاتَمُ لا أَمتَري
كَفَرتُ بِاللَهِ وَآياتِهِ / إِن أَنا لَم أَهجُرهُ فَليُبصِرِ
أَو باتَ بِالمَخرَجِ مِن تُهمَتي / إِيّاهُ في خاتَمِهِ الأَحمَرِ
فَاِردُدهُ تَردُد وَصلَها إِنَّها / قُرَّةُ عَيني يا أَبا جَعفَرِ
فَإِنَّني مُتَّهَمٌ عِندَها / وَأَنتَ تَعلَمُ أَنّي بَري
يا تارِكَ الأَبرارِ فُجّارا
يا تارِكَ الأَبرارِ فُجّارا / وَتارِكَ النُوّامِ سُمّارا
قَد قُلتُ لَمّا زارَني طَيفُكُم / أَهلاً بِهَذا الطَيفِ إِذ دارا
نَفسي فَدَت طَيفَكَ مِن زائِرٍ / لَو زُرتَني يَقظانَ ما زارا
يا حَبَّذا خَدُّكَ هَذا الَّذي / مَن شَمَّهُ قارَفَ أَوزارا
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه / بِحُسنِ وَجهٍ مُستَوي الدارَه
أَبيتُ مِن وَجدٍ بِهِ مُدنِفاً / كَأَنَّما أُلسِعتُ جَرّارَه
كَفى بَلاءً حُبُّ مَن لا أَرى / وَنَحنُ في حَيٍّ وَفي حارَه
أَنا الَّذي أَصلى بِنارِ الهَوى / وَحدِيَ وَالعُشّاقُ نَظّارَه
قَلبِيَ لا يَعشَقُ حَتّى إِذا / أَحَبَّ يَوماً جاءَ بِالكارَه
تَلَعَّبَ الحُبُّ بِقَلبي كَما / تَلَعَّبَ السِنَّورُ بِالفارَه
قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ
قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ / وَاِختَفَقَت أَلوِيَةُ السُكرِ
وَسَحَّبَ القَصفُ ذُيولَ الصِبا / في عَسكَرِ العيدانِ وَالزَمرِ
وَاِستَمكَنَ الوَصلُ وَأَشياعُهُ / مِن قَوَدِ الإِبعادِ وَالهَجرِ
فَلَيسَ يُلفى غَيرَ مُستَبشِرٍ / لِعِلَّةِ الصَومِ إِلى الشُكرِ
لَم أَبكِ في مَجلِسِ مَنصورِ
لَم أَبكِ في مَجلِسِ مَنصورِ / شَوقاً إِلى الجَنَّةِ وَالحورِ
لَكِن بُكائي لِبُكا شادِنٍ / تَقيهِ نَفسي كُلَّ مَحذورِ
تَنتَسِبُ الأَلسُنُ مِن وَصفِهِ / إِلى مَدى عَجزٍ وَتَقصيرِ
فاتَ لِسانَ الوَصفِ لَكِنَّ ذا / تَفديهِ نَفسي جُهدُ مَعذورِ
أَحسَنُ مِن مَجلِسِ مَنصورِ / ضَربٌ بِعودٍ وَبِطَنبورِ
نَتيجُ أَنوارٍ سَماوِيَّةٍ / قَرينُ تَقديسٍ وَتَطهيرِ
جَوهَرُهُ روحٌ وَأَعراضُهُ / قَد أُلِّفَت مِن مارِجِ النورِ
أُتيحَ لي يا سَهلُ مُستَظرَفُ
أُتيحَ لي يا سَهلُ مُستَظرَفُ / تَسحَرُ عَيني عَينُهُ الساحِرَه
دُنياهُ ما شِئتَ وَلَكِنَّهُ / مُنافِقٌ لَيسَت لَهُ آخِرَه
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ / أَم مِنكَ تَغبيبٌ وَإِنكارُ
أَحَلَّ بِالفُرقَةِ لَومي وَما / بانَ الأُلى أَهوى وَلا ساروا
لا لِأَن تُقلِعَ عَن قَولِها / مِكثارَةٌ فينا وَمِكثارُ
يا ذا الَّذي أُبعِدُهُ لِلَّذي / أَسمَعُ فيهِ وَهُوَ الجارُ
واحِدَةٌ أُعطيكَ فيها العَشا / إِن قُلتَ إِنّي عَنكَ صَبّارُ
وَثانِياً إِن قُلتَ إِنّي الَّذي / أَسلاكَ إِن شَطَّت بِكَ الدارُ
وَاِسمٍ عَلَيهِ جُنَنٌ لِلهَوى / وَضَمُّهُ لِلوَردِ دُوّارُ
أَضحَكتُ عَنهُ سِنَّ كِتمانِهِ / وَكانَ مِن شَأنِيَ إِشهارُ
وَجَنَّةٍ لُقِّبَتِ المُنتَهى / ثُمَّ اِسمُها في العَجمِ جُلّارُ
سُنِّمَ في جَنّاتِ عَدنٍ لَها / مِن قُضُبِ العِقيانِ أَنهارُ
وَفِتيَةٍ ما مِثلُهُم فِتيَةٌ / كُلُّهُمُ لِلقَصفِ مُختارُ
مِن كُلِّ مَحضِ الجَدِّ لَم يَضطَمِم / جَيباً لَهُ مُذ كانَ أَزرارُ
يَلقَونَ في القُرّاءِ أَمثالَهُم / زِيّاً وَفي الشُطّارِ شُطّارُ
نادَمتُهُم يَوماً فَلَمّا دَجا / لَيلٌ وَصاروا في الَّذي صاروا
قُمتُ إِلى مَبرَكِ عيدِيَّةٍ / فَاِنتَخَبوا الفُرَّهَ وَاِختاروا
وَتَحتَ رَحلي طَيِّعٌ مَيلَعٌ / أَدمَجَها طَيٌّ وَإِضمارُ
كَأَنَّما بَرَّزَ مِن حَبلِها / تَحتَ مَحاني الرَحلِ أَسوارُ
لا وَالَّذي وافى لِرِضوانِهِ / سارونَ حُجّاجٌ وَعُمّارُ
ما عَدَلَ العَبّاسُ في جودِهِ / رامٍ بِدَفّاعَيهِ تَيّارُ
وَلا دَلوحٌ أَلِفَتهُ الصَبا / لَدنٌ عَلى المَلمَسِ خَوّارُ
حَتّى غَدا أَوطَفَ ما إِن لَهُ / دونَ اِعتِناقِ الأَرضِ إِقصارُ
يا اِبنَ أَبي العَبّاسِ أَنتَ الَّذي / سَمائُهُ بِالجودِ مِدرارُ
أَتَتكَ أَشعاري فَأَذرَيتَها / وَفيكَ أَشعارٌ وَأَشعارُ
يَرجو وَيَخشى حالَتَيكَ الوَرى / كَأَنَّكَ الجَنَّةُ وَالنارُ
تَقَيَّلا مِنكَ أَباكَ الَّذي / جَرَت لَهُ في الخَيرِ آثارُ
الراكِبُ الأَمرِ تَعايَت بِهِ / أَقياسُ أَقوامٍ وَأَقدارُ
كَأَنَّهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ / أَخلَصَهُ الصَيقَلُ بَتّارُ
حِفظُ وَصايا عَن أَبٍ لَم تَشُب / مَعروفَهُ في الناسِ أَكدارُ
كَأَنَّ رَبعاً كَاِسمِهِ جادَهُ / مُنفَهِقُ الأَرجاءِ مِهمارُ
يَسقيهِ ما غَرَّدَ ذي عُلطَةٍ / في فَنَنِ العِبرِيِّ هَدّارُ
مِن عِصَمِ الناسِ وَقَد أَسنَتوا / وَمِن هُدى الناسِ وَقَد حاروا
قَومٌ كَأَنَّ المُزنَ مَعروفُهُم / يُنميهُمُ في المَجدِ أَخطارُ
حَلّوا كَداءً أَبطَحَيها فَما / وارَت مِنَ الكَعبَةِ أَستارُ
لَيسوا بِجانينَ عَلى ناظِرٍ / شَوبانِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
كَأَنَّما أَوجُهُهُم رِقَّةً / لَها مِنَ اللُؤلُؤِ أَبشارُ
يا مِنَّةَ إِمتَنَّها السُكرُ
يا مِنَّةَ إِمتَنَّها السُكرُ / ما يَنقَضي مِنّي لَكَ الشُكرُ
أَعطَتكَ فَوقَ مُناكَ مِن قُبَلٍ / مَن قيلَ إِنَّ مُرامَها وَعرُ
يَثني إِلَيكَ بِها سَوالِفَهُ / رَشأَ صِناعَةُ عَينِهِ السِحرُ
ظَلَّت حُمَيّا الكَأسِ تَبسُطُنا / حَتّى تَهَتَّكَ بَينَنا السَترُ
في مَجلِسٍ ضَحِكَ السُرورُ بِهِ / عَن ناجِذَيهِ وَحَلَّتِ الخَمرُ
وَلَقَد تَجوبُ بِنا الفَلاةُ إِذا / صامَ النَهارُ وَقالَتِ العُفرُ
شَدَنِيَّةٌ رَعَتِ الحِمى فَأَتَت / مِلءَ الجِبالِ كَأَنَّها قَصرُ
تَثني عَلى الحاذَينِ ذاخُصَلٍ / تَعمالُهُ الشَذَرانِ وَالخَطَرُ
أَمّا إِذا رَفَعَتهُ شامِذَةٌ / فَتَقولُ رَنَّقَ فَوقَها نِسرُ
أَمّا إِذا وَضَعَتهُ عارِضَةٌ / فَتَقولُ أُرخِيَ فَوقَها سَترُ
وَتُسِفُّ أَحياناً فَتَحسَبُها / مُتَرَسِّماً يَقتادُهُ أَثَرُ
فَإِذا قَصَرتُ لَها الزِمامَ سَما / فَوقَ المَقادِمِ مِلطَمٌ حُرُّ
فَكَأَنَّها مُصغٍ لِتُسمِعَهُ / بَعضَ الحَديثِ بِأُذنِهِ وَقرُ
تَنفي الشَذا عَنها بِذي خُصَلٍ / وَحفِ السَبيبِ يَزينُهُ الضَفرُ
تَترى لِأَنفاضٍ أَضَرَّ بِها / جَذبُ البُرى فَخُدودُها صِفرُ
يَرمي إِلَيكَ بِها بَنو أَمَلٍ / عَتَبوا فَأَعتَبَهُم بِكَ الدَهرُ
أَنتَ الخَصيبُ وَهَذِهِ مِصرُ / فَتَدَفَّقا فَكِلاكُما بَحرُ
لا تَقعُدا بِيَ عَن مَدى أَمَلي / شَيئاً فَما لَكُما بِهِ عُذرُ
وَيَحِقُّ لي إِذ صِرتُ بَينَكُما / لا يَحِلَّ بِساحَتي فَقرُ
النيلُ يُنعِشُ مائُهُ مِصراً / وَنَداكَ يُنعِشُ أَهلَهُ الغَمرُ
أَيا أَمينَ اللَهِ مَن لِلنَدى
أَيا أَمينَ اللَهِ مَن لِلنَدى / وَعِصمَةِ الضَعفى وَفَكِّ الأَسير
خَلَّفتَنا بَعدَكَ نَبكي عَلى / دُنياكَ وَالدينِ بِدَمعٍ غَزير
يا وَحشَتا بَعدَكَ ماذا بِنا / أَحَلَّ مِن ضَنكٍ صُروفَ الدُهور
لا خَيرَ لِلأَحياءِ في عَيشِهِم / بَعدَكَ وَالزُلفى لِأَهلِ القُبور
قولا لِإِخواني أَرى وُدَّكُم
قولا لِإِخواني أَرى وُدَّكُم / أَودَت بِهِ عَقارِبٌ تَسري
وَعادَ ما عاوَدتُ مِن وَصلِكُم / عِندي وَبالاً آخِرَ الدَهرِ
وَصِرتُ وَالأَمثالُ مَضروبَةٌ / في بَعضِ ما يُؤثَرُ في الشِعرِ
كَالأَمَةِ الوَرهاءِ لا مائَها / أَبقَت وَلا أَبقَت أَذى البَطَرِ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مَشهورُ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مَشهورُ / قَد طَلَعَت فيهِ التَباشيرُ
بِمُخطَفِ الأَيلُلِ في خَطمِهِ / طولٌ وَفي شِدقَيهِ تَأخيرُ
عَمَلَّسُ العَجزِ بَعيدُ الخُطى / مُسَلجَمُ المَتنَينِ مِحضيرُ
حَتّى ذَعَرنا كُنُساً لَم يُصَب / بِها مِنَ الأَحداثِ مَقدورُ
اِقتَرَنَت مِن خَشيَةِ لِلرَدى / عَفَّرَها في النَقعِ زُنبورُ
كَأَنَّهُ سَهمٌ إِلى غايَةٍ / أَو كَوكَبٌ في الأُفقِ مَحدورُ
فَحانَ مِنها قَرهَبٌ عُفِّرَت / مِن بَعدِهِ عَنزٌ يَيَعفورُ
حَتّى إِذا والى لَنا أَربَعاً / وَاِثنَينِ وَالمَجهودُ مَوفورُ
رُحنا بِهِ نَنضَحُ أَعطافَهُ / وَهوَ بِما أَولاهُ مَشكورُ
رُحنا بِهِ في تُربَةٍ إِذ أَتَت / وَمِثلُهُ لِلجُهدِ مَذخورُ
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا / وَاِنحَرَفَ العُصفورُ أَن يَنقِرا
غَيَّبتُ بِالتُربِ عَلَيهِ لَهُ / بِالمُستَوى خَشيَةَ أَن يَنفِرا
كَما رَأى التُربَ رَأى جُثوَةً / مائِلَةَ الشَخصِ فَما اِستَنكَرا
حَتّى إِذا أَشرَفَها موفِياً / وَعايَنَ الحَبَّ لَهُ مُظهَرا
خاطَبَهُ مِن نَفسِهِ زاجِرٌ / قَد كُنتُ لا أَرهَبُ أَن يَزجُرا
فَأَعمَلَ الفِكرَ قَليلاً فَلا / يَقتُلُهُ الرَحمَنُ ما فَكَّرا
فَاِحتَرَبَت لا وَنَعَم ساعَةً / ثُمَّ اِنجَلى جُندُ نَعَم مُدبِرا
فَضَمَّ كَشحَيهِ إِلى جُؤجُؤٍ / كانَ إِذا اِستَنجَدَهُ شَمَّرا
فَلَم يَرُعني غَيرُ تَدويمِهِ / آمِنَ ما كُنتُ لَهُ مُضمِرا
أربعةٌ تعجب لحّاظَها
أربعةٌ تعجب لحّاظَها / كرّةُ مَن يبصرها خاسره
فواحدٌ دنياه ليست لهُ / بلى لهُ من خلفهِ آخره
وآخرٌ دنياهُ منكوسةٌ / من خلفهِ آخرةٌ وافره
وآخرٌ فاز بكلتيهما / فالنفسُ غذ تبصره طائره
ورابعٌ من بينهم خائبٌ / ليست له دنيا ولا آخره
هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ
هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ / ليست له من خلفهِ آخره
رُبّ فتى دنياه ليست لهُ / من خلفهِ آخرةٌ وافره
وآخرٌ فازَ بكلتيهما / قد جمع الدنيا مع الآخره

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025