المجموع : 10
مَن سابَقَ الدَهرَ كَبا كَبوَةً
مَن سابَقَ الدَهرَ كَبا كَبوَةً / لَم يَستَقِلها مِن خُطى الدَهرِ
فَاِخطُ مَعَ الدَهرِ عَلى ما خَطى / وَاجرِ مَعَ الدَهرِ كَما يَجري
لَيسَ لِمَن لَيسَت لَهُ حيلَةٌ / مَوجودَةٌ خَيرٌ مِنَ الصَبرِ
ما أَسرَعَ الأَيامَ في الشَهرِ / وَأَسرَعَ الأَشهُرَ في العُمرِ
يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا
يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا / أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا
وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها / فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ
وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ ال / مَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ
وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ ال / حَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ
وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ ال / جَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ
لافَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى / غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ
لَيَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى / وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ
ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ / وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ
ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ / وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ
أَصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما / يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ
وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ / في كُلِّ ما يُقضى وَمايُقدَرُ
أَلا إِلى اللَهِ تَصيرُ الأُمور
أَلا إِلى اللَهِ تَصيرُ الأُمور / ما أَنتِ يا دُنيايَ إِلّا غُرور
إِنَّ امرَأً يَصفو لَهُ عَيشُهُ / لَغافِلٌ عَمّا تَجِنُّ القُبور
نَحنُ بَنو الأَرضِ وَسُكّانُها / مِنها خُلِقنا وَإِلَيها نَحور
لا وَالَّذي أَمسَيتُ عَبداً لَهُ / ما دامَ في الدُنيا لِعَبدٍ سُرور
حَتّى مَتى أَنتَ حَريصٌ عَلى / كَثيرِ ما يَكفيكَ مِنهُ اليَسير
إِذا عَرَفتَ اللَهَ فَاقنَع بِهِ / فَعِندَكَ الحَظُّ الجَزيلُ الكَثير
تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ / مَن جَهِلَ اللَهَ فَذاكَ الفَقير
كُلُّ حَياةٍ فَلَها مُدَّةٌ
كُلُّ حَياةٍ فَلَها مُدَّةٌ / وَكُلُّ شَيءٍ فَلَهُ آخِرُ
سُبحانَ مَن أَلهَمَني حَمدَهُ / وَمَن هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ
وَمَن هُوَ الدائِمُ في مُلكِهِ / وَمَن هُوَ الباطِنُ وَالظاهِرُ
يا قاطِعَ الدَهرِ بِلَذّاتِهِ / لَيسَ لَهُ ناهٍ وَلا زاجِرُ
أَتاكَ يا مَغرورُ سَهمُ الرَدى / وَالمَوتُ في سَطوَتِهِ قاهِرُ
يا رَبِّ إِنّي لَكَ في كُلِّ ما / قَدَّرتَ عَبدٌ آمِلٌ شاكِرُ
فَاغفِر ذُنوبي إِنَّها جَمَّةٌ / وَاستُر خَطائي إِنَّكَ الساتِرُ
أَشهَدُ بِاللَهِ وَآياتِهِ
أَشهَدُ بِاللَهِ وَآياتِهِ / شَهادَةً باطِنَةً ظاهِرَه
ما شَرَفُ الدُنيا بِشَيءٍ إِذا / لَم يَتَّبِعهُ شَرَفُ الآخِرَة
يا ناسِيَ المَوتِ وَلَم يَنسَهُ
يا ناسِيَ المَوتِ وَلَم يَنسَهُ / لَم يَنسَكَ المَوتُ وَما تَذكُرُه
يُسَوِّفُ المَرءُ بِتَقديمِهِ / لِلبِرِّ وَالأَيّامُ لا تَنظِرُه
مَن يَصنَعِ المَعروفَ لِلَّهِ لا / يَمنَعهُ كُفرانُ مَن يَكفُرُه
إِنّي سَأَلتُ القَبرَ ما فَعَلَت
إِنّي سَأَلتُ القَبرَ ما فَعَلَت / بَعدي وُجوهٌ فيكَ مُنعَفِرَه
فَأَجابَني صَيَّرتُ ريحَهُمُ / تُؤذيكَ بَعدَ رَوائِحٍ عَطِرَه
وَأَكَلتُ أَجساداً مُنَعَّمَةً / كانَ النَعيمُ يَهُزُّها نَضِرَه
لَم أُبقِ غَيرَ جَماجِمٍ عَرِيَت / بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِرَه
يا أَيُّها المُختالُ في مَشيِهِ
يا أَيُّها المُختالُ في مَشيِهِ / هَل لَكَ أَن تَنظُرَ في القَبرِ
حَتّى تَرى القَبرَ وَمَن حَلَّهُ / ثُمَّ تَرى رَأيَكَ في الكِبرِ
مَن صَدَقَ الحُبَّ لِأَحبابِهِ
مَن صَدَقَ الحُبَّ لِأَحبابِهِ / فَإِنَّ حُبَّ ابنِ عُزَيزٍ غُرور
أَنساهُ عَبّادَةَ ذاتَ الهَوى / وَأَذهَبَ الحُبَّ الَّذي في الضَمير
خَمسونَ أَلفاً كُلُّها راجِحٌ / حُسناً لَها في كُلِّ كيسٍ صَرير
مِن شَرَفِ الفَقرِ وَمِن فَضلِهِ
مِن شَرَفِ الفَقرِ وَمِن فَضلِهِ / عَلى الغِنى لَو صَحَّ مِنكَ النَظَر
أَنَّكَ تَعصي اللَهَ تَبغي الغِنى / وَلَستَ تَعصي اللَهَ كَي تَفتَقِر